بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
(بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (هود: 86).
أفاد السيّد الطبطبائي (قدس سره) في الميزان أنَّ المقصود من (بَقِيَّتُ اللَّهِ) في الآية المباركة الربح الذي يدخل على الإنسان إذا أجرى المعاملة كأن باع شيئاً بربح، واستدلَّ على ذلك بالسياق حيث إنَّ الآية وردت في سياق كلام شعيب (عليه السلام) مع قومه، حيث قال: (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَْرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (هود: 85 و86)،
ولكن يمكن أنَّ (بَقِيَّتُ اللَّهِ) هو المظهر الباقي لله تبارك وتعالى، وهو ما ينطبق على الإمام المنتظر (عليه السلام) لوجهين:
الوجه الأولى: أنَّ الرواية وردت بذلك، في الكافي عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سأله رجل عن القائم يسلَّم عليه بإمرة المؤمنين؟
قال: (لا، ذاك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين (عليه السلام)، لم يسمّ به أحد قبله ولا يتسمّى به بعده إلاَّ كافر).
قلت: جُعلت فداك كيف يسلَّم عليه؟
قال: (يقولون: السلام عليك يا بقيّة الله)، ثمّ قرأ: ((بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))(1).
فالمراد ببقيّة الله هو الإمام المنتظر لأنَّه المظهر الباقي لله، إذ كلّ إمام وكلّ نبيّ هو مظهر لله، لكن المظهر قد يكون انتقل إلى الملأ الأعلى بالوفاة، فهم مظهر قد انقضى، وهناك مظهر ما زال باقياً إلى أن تقوم الساعة وهو المعبَّر عنه (بَقِيَّتُ اللَّهِ)، وهذا ينطبق على الإمام الحجّة (عليه السلام).
الوجه الثاني: أنَّ الشرط في الآية يؤكّد ذلك، فلو كان المراد من (بَقِيَّتُ اللَّهِ) هو الربح الذي يدخل في جيب الإنسان إذا باع بربح فلا معنى لاشتراطه بالإيمان، إذ الربح خير للمؤمن وللكافر ولا يختصُّ بالمؤمن، بينما الآية جعلت (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ) لخصوص المؤمنين (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، وهذا لا ينطبق إلاَّ على ملجأ المؤمنين وملاذ المؤمنين الإمام الحجّة (عليه السلام) فهو الخير الذي يكون مشروطاً بالإيمان والصلاح.
فالآية تتحدَّث عن الإمام الحجّة، وورودها في سياق الآيات التي تتحدَّث عن شعيب وقومه لا ينافي عمومها وسعتها لغير زمان شعيب، بل لجميع الأزمنة فإنَّ الغرض منها خطاب للمؤمنين في كلّ زمان وإن جاءت بلسان خطاب شعيب لقومه.
الهوامش:
(1) الكافي 1: 411 و412/ ح 2.
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
(بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (هود: 86).
أفاد السيّد الطبطبائي (قدس سره) في الميزان أنَّ المقصود من (بَقِيَّتُ اللَّهِ) في الآية المباركة الربح الذي يدخل على الإنسان إذا أجرى المعاملة كأن باع شيئاً بربح، واستدلَّ على ذلك بالسياق حيث إنَّ الآية وردت في سياق كلام شعيب (عليه السلام) مع قومه، حيث قال: (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَْرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (هود: 85 و86)،
ولكن يمكن أنَّ (بَقِيَّتُ اللَّهِ) هو المظهر الباقي لله تبارك وتعالى، وهو ما ينطبق على الإمام المنتظر (عليه السلام) لوجهين:
الوجه الأولى: أنَّ الرواية وردت بذلك، في الكافي عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سأله رجل عن القائم يسلَّم عليه بإمرة المؤمنين؟
قال: (لا، ذاك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين (عليه السلام)، لم يسمّ به أحد قبله ولا يتسمّى به بعده إلاَّ كافر).
قلت: جُعلت فداك كيف يسلَّم عليه؟
قال: (يقولون: السلام عليك يا بقيّة الله)، ثمّ قرأ: ((بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))(1).
فالمراد ببقيّة الله هو الإمام المنتظر لأنَّه المظهر الباقي لله، إذ كلّ إمام وكلّ نبيّ هو مظهر لله، لكن المظهر قد يكون انتقل إلى الملأ الأعلى بالوفاة، فهم مظهر قد انقضى، وهناك مظهر ما زال باقياً إلى أن تقوم الساعة وهو المعبَّر عنه (بَقِيَّتُ اللَّهِ)، وهذا ينطبق على الإمام الحجّة (عليه السلام).
الوجه الثاني: أنَّ الشرط في الآية يؤكّد ذلك، فلو كان المراد من (بَقِيَّتُ اللَّهِ) هو الربح الذي يدخل في جيب الإنسان إذا باع بربح فلا معنى لاشتراطه بالإيمان، إذ الربح خير للمؤمن وللكافر ولا يختصُّ بالمؤمن، بينما الآية جعلت (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ) لخصوص المؤمنين (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، وهذا لا ينطبق إلاَّ على ملجأ المؤمنين وملاذ المؤمنين الإمام الحجّة (عليه السلام) فهو الخير الذي يكون مشروطاً بالإيمان والصلاح.
فالآية تتحدَّث عن الإمام الحجّة، وورودها في سياق الآيات التي تتحدَّث عن شعيب وقومه لا ينافي عمومها وسعتها لغير زمان شعيب، بل لجميع الأزمنة فإنَّ الغرض منها خطاب للمؤمنين في كلّ زمان وإن جاءت بلسان خطاب شعيب لقومه.
الهوامش:
(1) الكافي 1: 411 و412/ ح 2.
تعليق