بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية التعامل مع قضيّة الإمام المنتظر (عليه السلام):
هناك اتّجاهان: اتّجاه مادي، واتّجاه روحي.
الاتّجاه المادي: هو الذي يتعامل مع الإمام المنتظر كإنسان غائب ينتظر قدومه ومسافر ينتظر مجيؤه، لذلك ترى كثيراً من الشيعة وكثيراً من الأقلام وكثيراً من المتحدّثين يركّزون على القضايا المادية, وعلامات الظهور، وشكل الإمام وشكل سيفه ودرعه ولباسه وخاتمه، هذا التركيز على القضايا المادية يعبّر عن (اتّجاه مادي) وهو أنَّ الإمام جسد غاب عن الأنظار ومسافر غاب عن الأعين يرتجى قدومه يوماً من الأيّام، لذلك لا بدَّ أن نبحث عن علامات قدومه وعلامات مجيئه حتَّى نميّزه عن غيره.
وهناك اتّجاه آخر وهو الاتّجاه الروحي: وهذا الاتّجاه ينطلق من رؤية أنَّ الإمام حاضر وليس بغائب، نعم أنَّ الإمام كسائر الناس له جسد مكوَّن من دم ولحم، ولكن ليست الإمامة منوطة بجسده الغائب، بل الإمامة مجموعة من القيم والمبادئ والمُثل، وهذه المبادئ حاضرة وقائمة وفاعلة وليست غائبة، فالإمام بمبادئه, والإمام بمُثله، والإمام بقيمه، وليس الإمام بجسده المادي فقط.
وبما أنَّ الإمامة مجموعة من القيم والمُثُل، إذن فالإمام حاضر وليس بغائب، لأنَّ هذه المبادئ حاضرة وفاعلة، فعلينا أن نتعامل مع الإمام كحاضر لا أن نتعامل مع الإمام كغائب.
وهذه المبادئ هي التي تقرّرها الآية المباركة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 110)، وقوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 104)، هذه هي مفهوم الإمام, فإنَّ الإمام أمر بمعروف ونهي عن منكر، والإمام دعوة إلى الخير، وهذه المبادئ الحيّة النشطة المتجدّدة هي الإمام الحجّة، ونحن نتفاعل مع هذه المبادئ تفاعلاً حضورياً لا تفاعلاً غيابياً، ولا يعني هذا أن نستخفّ بالعلامات المرتبطة بالظهور فقد ذكرت لنا علامات، مثلاً:
ورد في رواية عمر بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة, والسفياني, والخسف, وقتل النفس الزكية _ بين الركن والمقام _(2)، واليماني)(3)، هذه خمس علامات.
وفي معتبرة عبد الله بن سنان (أنَّ جميعها محتوم)(4)، بمعنى لا بدَّ من حصوله.
وفي رواية أبي بصير: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنَّه يدعو إلى صاحبكم)(5).
إذن وجود علامات للإمام المنتظر (عليه السلام) أمر لا يمكن إنكاره، وهذه العلامات ستقع قبل خروجه، وذكرها أهل البيت (عليهم السلام) من أجل رفع اللبس عن خروجه ووقت خروجه، لكن لا ينبغي أن نركّز على العلامات ونهمل المبادئ, فإنَّ الإمام هو المبادئ وليس هو هذه العلامات, فهذه العلامات سواء تمَّت أو لم تتمّ فإنَّ علينا أن نتعامل مع الإمام كحاضر فاعل.
والخلاصة أنَّ التركيز في الحديث عن علامات الظهور وصفات شخص الإمام وصفات لباس الإمام يعبّر عن اتّجاه مادي يحصر الإمامة في الجسد الذي لا تراه الأعين مع أنَّ الإمامة بمبادئ حاضرة وفاعلة.
الهوامش :
1) راجع: كمال الدين: 331/ باب 32/ ح 16.
(2) الكافي 8 : 310/ ح 483.
3) عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: (النداء من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكفّ يطلع من السماء من المحتوم)، قال: (وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها)، (الغيبة للنعماني: 262/ باب 14/ ح 11).
4 الغيبة للنعماني: 264/ باب 14/ ح
كيفية التعامل مع قضيّة الإمام المنتظر (عليه السلام):
هناك اتّجاهان: اتّجاه مادي، واتّجاه روحي.
الاتّجاه المادي: هو الذي يتعامل مع الإمام المنتظر كإنسان غائب ينتظر قدومه ومسافر ينتظر مجيؤه، لذلك ترى كثيراً من الشيعة وكثيراً من الأقلام وكثيراً من المتحدّثين يركّزون على القضايا المادية, وعلامات الظهور، وشكل الإمام وشكل سيفه ودرعه ولباسه وخاتمه، هذا التركيز على القضايا المادية يعبّر عن (اتّجاه مادي) وهو أنَّ الإمام جسد غاب عن الأنظار ومسافر غاب عن الأعين يرتجى قدومه يوماً من الأيّام، لذلك لا بدَّ أن نبحث عن علامات قدومه وعلامات مجيئه حتَّى نميّزه عن غيره.
وهناك اتّجاه آخر وهو الاتّجاه الروحي: وهذا الاتّجاه ينطلق من رؤية أنَّ الإمام حاضر وليس بغائب، نعم أنَّ الإمام كسائر الناس له جسد مكوَّن من دم ولحم، ولكن ليست الإمامة منوطة بجسده الغائب، بل الإمامة مجموعة من القيم والمبادئ والمُثل، وهذه المبادئ حاضرة وقائمة وفاعلة وليست غائبة، فالإمام بمبادئه, والإمام بمُثله، والإمام بقيمه، وليس الإمام بجسده المادي فقط.
وبما أنَّ الإمامة مجموعة من القيم والمُثُل، إذن فالإمام حاضر وليس بغائب، لأنَّ هذه المبادئ حاضرة وفاعلة، فعلينا أن نتعامل مع الإمام كحاضر لا أن نتعامل مع الإمام كغائب.
وهذه المبادئ هي التي تقرّرها الآية المباركة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 110)، وقوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 104)، هذه هي مفهوم الإمام, فإنَّ الإمام أمر بمعروف ونهي عن منكر، والإمام دعوة إلى الخير، وهذه المبادئ الحيّة النشطة المتجدّدة هي الإمام الحجّة، ونحن نتفاعل مع هذه المبادئ تفاعلاً حضورياً لا تفاعلاً غيابياً، ولا يعني هذا أن نستخفّ بالعلامات المرتبطة بالظهور فقد ذكرت لنا علامات، مثلاً:
ورد في رواية عمر بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة, والسفياني, والخسف, وقتل النفس الزكية _ بين الركن والمقام _(2)، واليماني)(3)، هذه خمس علامات.
وفي معتبرة عبد الله بن سنان (أنَّ جميعها محتوم)(4)، بمعنى لا بدَّ من حصوله.
وفي رواية أبي بصير: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنَّه يدعو إلى صاحبكم)(5).
إذن وجود علامات للإمام المنتظر (عليه السلام) أمر لا يمكن إنكاره، وهذه العلامات ستقع قبل خروجه، وذكرها أهل البيت (عليهم السلام) من أجل رفع اللبس عن خروجه ووقت خروجه، لكن لا ينبغي أن نركّز على العلامات ونهمل المبادئ, فإنَّ الإمام هو المبادئ وليس هو هذه العلامات, فهذه العلامات سواء تمَّت أو لم تتمّ فإنَّ علينا أن نتعامل مع الإمام كحاضر فاعل.
والخلاصة أنَّ التركيز في الحديث عن علامات الظهور وصفات شخص الإمام وصفات لباس الإمام يعبّر عن اتّجاه مادي يحصر الإمامة في الجسد الذي لا تراه الأعين مع أنَّ الإمامة بمبادئ حاضرة وفاعلة.
الهوامش :
1) راجع: كمال الدين: 331/ باب 32/ ح 16.
(2) الكافي 8 : 310/ ح 483.
3) عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: (النداء من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكفّ يطلع من السماء من المحتوم)، قال: (وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها)، (الغيبة للنعماني: 262/ باب 14/ ح 11).
4 الغيبة للنعماني: 264/ باب 14/ ح
تعليق