{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ } الشورى19
=========================
: إضاءةٌ قُرآنيَّة مَعرِفيَّة :
=============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ هذا النصُ القرآني الشريف قد بيَّنَ صفة واقعيّة يتصف بها الله تعالى فعليّاً وهي حقيقة اللطف الإلهي
و اللَّطِيف لغةً : هو الذي اجتمع له الرِّفق في الفعل
والعلمُ بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه.
يُقال: لَطف به وله، بالفتح، يَلْطُف لُطْفاً إذا رَفَقَ به
:لسان العرب:ابن منظور: مادة لطف :
أما اللطف إصطلاحاً :
فهو أمرٌ يُحدثه :يوجده: الله تعالى في العباد يكون المُكلّف معه أقرب الى فعل الطاعة
وأبعد عن فعل المعصية
ولم يكن لهذا اللطف حظٌ في التفويض
:أي تفويض الأمر إلى الإنسان دون تدخل إرادة الله تعالى فيه:
و لم يبلغ اللطف حد سلب الإختيار من الإنسان
ذلك لأنّ التفويض ليس لطفاً
وسلب الإختيار ينافي تكليف الإنسان .
ومن المقطوع به عقلا أنّ اللطف هو واجب عقلا على الله تعالى .
والدليل على أنَّ اللطفَ واجبٌ عقلي على الله تعالى
هو أنه باللطف الإلهي يُحصِّل المُكلَّف غرضه
فيكون اللطف واجباً
وإلاّ أي وإن لم يكن اللطف واجباً لزم نقض الغرض
وبعبارة أوضح :
إنَّ الله تعالى إذا علم أنَّ المُكلََّف لا يطيع أوامره إلاّ باللطف
فلو كلّف سبحانه وتعالى المُكلَّفين من دون اللطف
كان حاشاه ناقضاً لغرضه في الخلق.
وكان جلَّ وعلا كمن دعا غيره الى طعام وهو يعلم أنه لايُجيبه
إلاّ أن يستعمل معه نوعاً من الرفق معه :
فإذا لم يفعل الله تعالى الداعي الى ذلك اللطف
كان حاشاه ناقضا لغرضه
فإذاًٍ وجوب اللطف يستلزم تحصيل الغرض .
: صورٌ من اللطف الإلهي:
===============
:1:
قد يتجلى اللطفُ من فعل الله تعالى كإرسال الرسل
ونصب الأدلة :كالأئمة المعصومين:عليهم السلام:
فهذا يجبُ على الله فعله
لتوقف تقرب الإنسان من الطاعات والإبتعاد عن المعاصي عليه.
:2:
أن يكون اللطف من فعل المُكلَّف
فهذا يجب على الله تعالى أن يُعرّفه إياه :للمُكلّف :
ويُشعره ويوجبه عليه كطاعة الرسل والأنبياء
والأئمة المعصومين:عليهم السلام:
:3:
أن يكون اللطف من فعل غيرهما :
أي لا من الله ولا من المُكلّف :
فهذا ما يُشتَرَطُ في التكليف بالمطلوب منه
للعلم بأنّ ذلك الغير يفعل اللطف كتبليغ النبي للرسالة الإلهية .
: بعضٌ من أحكام اللطف الإلهي :
==================
:1:
إنه عام للمؤمن والكافر ولايلزم من حصوله للكافر عدم كفره
لأنَّ اللطفَ : لطف في نفسه:
سواء حصل الملطوف فيه أو لا
أما عدم ارتفاع كفر الكافر مع شموله باللطف الإلهي فبسوء إختياره:أي الكافر: للمعاصي.
:2:
أنه إذا لم يفعل الله اللطف بعباده لم يحسن عقابهم على ترك الملطوف فيه
قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى }طه134
بمعنى:
لو أنَّا أهلكنا هؤلاء المُكذِّبين بعذاب من قبل أن نرسل إليهم رسولا وننزل عليهم كتابًا
لقالوا: ربنا هلاّ أرسلتَ إلينا رسولاً من عندك
فنصدقه ونتبع آياتك وشرعك مِن قبل أن نَذلَّ ونَخزى بعذابك .
:3:
أن لا يبلغ اللطف إلى حد الإلجاء
:أي سلب إختيار المُكَلَّف في تكاليفه:
وذلك لمنافاته حينئذ للتكليف.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
=========================
: إضاءةٌ قُرآنيَّة مَعرِفيَّة :
=============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ هذا النصُ القرآني الشريف قد بيَّنَ صفة واقعيّة يتصف بها الله تعالى فعليّاً وهي حقيقة اللطف الإلهي
و اللَّطِيف لغةً : هو الذي اجتمع له الرِّفق في الفعل
والعلمُ بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه.
يُقال: لَطف به وله، بالفتح، يَلْطُف لُطْفاً إذا رَفَقَ به
:لسان العرب:ابن منظور: مادة لطف :
أما اللطف إصطلاحاً :
فهو أمرٌ يُحدثه :يوجده: الله تعالى في العباد يكون المُكلّف معه أقرب الى فعل الطاعة
وأبعد عن فعل المعصية
ولم يكن لهذا اللطف حظٌ في التفويض
:أي تفويض الأمر إلى الإنسان دون تدخل إرادة الله تعالى فيه:
و لم يبلغ اللطف حد سلب الإختيار من الإنسان
ذلك لأنّ التفويض ليس لطفاً
وسلب الإختيار ينافي تكليف الإنسان .
ومن المقطوع به عقلا أنّ اللطف هو واجب عقلا على الله تعالى .
والدليل على أنَّ اللطفَ واجبٌ عقلي على الله تعالى
هو أنه باللطف الإلهي يُحصِّل المُكلَّف غرضه
فيكون اللطف واجباً
وإلاّ أي وإن لم يكن اللطف واجباً لزم نقض الغرض
وبعبارة أوضح :
إنَّ الله تعالى إذا علم أنَّ المُكلََّف لا يطيع أوامره إلاّ باللطف
فلو كلّف سبحانه وتعالى المُكلَّفين من دون اللطف
كان حاشاه ناقضاً لغرضه في الخلق.
وكان جلَّ وعلا كمن دعا غيره الى طعام وهو يعلم أنه لايُجيبه
إلاّ أن يستعمل معه نوعاً من الرفق معه :
فإذا لم يفعل الله تعالى الداعي الى ذلك اللطف
كان حاشاه ناقضا لغرضه
فإذاًٍ وجوب اللطف يستلزم تحصيل الغرض .
: صورٌ من اللطف الإلهي:
===============
:1:
قد يتجلى اللطفُ من فعل الله تعالى كإرسال الرسل
ونصب الأدلة :كالأئمة المعصومين:عليهم السلام:
فهذا يجبُ على الله فعله
لتوقف تقرب الإنسان من الطاعات والإبتعاد عن المعاصي عليه.
:2:
أن يكون اللطف من فعل المُكلَّف
فهذا يجب على الله تعالى أن يُعرّفه إياه :للمُكلّف :
ويُشعره ويوجبه عليه كطاعة الرسل والأنبياء
والأئمة المعصومين:عليهم السلام:
:3:
أن يكون اللطف من فعل غيرهما :
أي لا من الله ولا من المُكلّف :
فهذا ما يُشتَرَطُ في التكليف بالمطلوب منه
للعلم بأنّ ذلك الغير يفعل اللطف كتبليغ النبي للرسالة الإلهية .
: بعضٌ من أحكام اللطف الإلهي :
==================
:1:
إنه عام للمؤمن والكافر ولايلزم من حصوله للكافر عدم كفره
لأنَّ اللطفَ : لطف في نفسه:
سواء حصل الملطوف فيه أو لا
أما عدم ارتفاع كفر الكافر مع شموله باللطف الإلهي فبسوء إختياره:أي الكافر: للمعاصي.
:2:
أنه إذا لم يفعل الله اللطف بعباده لم يحسن عقابهم على ترك الملطوف فيه
قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى }طه134
بمعنى:
لو أنَّا أهلكنا هؤلاء المُكذِّبين بعذاب من قبل أن نرسل إليهم رسولا وننزل عليهم كتابًا
لقالوا: ربنا هلاّ أرسلتَ إلينا رسولاً من عندك
فنصدقه ونتبع آياتك وشرعك مِن قبل أن نَذلَّ ونَخزى بعذابك .
:3:
أن لا يبلغ اللطف إلى حد الإلجاء
:أي سلب إختيار المُكَلَّف في تكاليفه:
وذلك لمنافاته حينئذ للتكليف.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق