الغالي ابو حيدر--انشر الموضوع من لطفك-للمنتدى لحد الان ميسجل دخول
صورة: الشاعرد- مشتاق عباس معن الرقميةفي عصر المعلوماتيه الريادة الشعرية بكافة أشكالها عراقية الأمتياز؛الوطن الذي يتنفسالشعر؛فما من بيت الا وفيه شاعر أو متذوق له؛والادب الرقمي في عصر المعلوماتيه ، وانتشارهالواسع من خلال الانترنيت عالمياً ،بعد التعامل مع الحاسوب بنطاق إنساني كبير بالتواصلعبر التكنلوجيا التي قربت المسافات ..من باكورة الوجود الاول للأنسان في الارض، حاولمن خلال اللغة التعبير عن أحاسيسه.. ومشاعره وما يشاهده أو يحلم به، من الملاحم الاولىمدونات ملحمة كلكامش.. وهوميروس.. والتراتيل.. والاناشيد في الحضارات الانسانية ، كانللشعر التعبير الوجداني عما يخالج النفس البشرية بمسراتها وانتكاساتها ،بالطبع مر الشعربتطورات كبيرة تبعاً للتطور الانساني في مجالاته المتعددة. واختلفت الاشكال الشعريةعلى المستوى العربي من القصيدة العمودية، الى نثرية الشعر، الى القصيدة الرقمية ،وآخرالمدونات الشعرية هذه القصيدة التي استخدمت تقنيات الكومبيوتر في ايجاد النص التفاعلي.بين يدي (3)مؤلفات تناولت الشاعر مشتاق عباس معن وتجربته التفاعليه1-(الريادة الزرقاءدراسات في الشعر التفاعلي الرقمي -تباريح رقمية إنموذجا) ب(350))صفحة الذي يشمل عشراتالاراء التي دونت بحق الشاعر عباس اعداد وتقديم ناظم السعود. 2- وكتاب( الاعمال الشعريةالورقية غير الكاملة)ب ص333. 3-و(سحر الايقونه مقعد حواري أمام الشا عر الرائد مشتاقعباس معن) جهة الاصدار للكتابين دار الفراهيدي -بغداد ب130 صفحة . ففي الكتاب الاول:كانت آراء متعدده لنقاد عرب والعديد من الاكاديميين المهمين في مجالات الادب أشادتبتجربة الشاعر العراقي د-مشتاق ..تذكر د-فاطمة البريكي1- (.... المجموعة في الواقعتفرض نفسها بنفسها على كل مهتم بالأدب التفاعلي كي يقبل عليها قراءة وتصفحاً ونقداً،لأنهاتجمع بين أهم عنصرين يجب أن يتوافرا في النصوص الأدبية التفاعلية،وهما: الأداة الفنية،والأدارة التقنية،وأقصد بالاولى الموهبة، والملكة الأدبية الحقيقية،فيما أقصد بالثانيةالعناصر التكنلوجيه التي تكسب النص صفة التفاعلية، بحيث تكون جزءاً من بنية النص،ومؤثرةعلى نحو أصيل في معناه الكلي، وليست مجرد "ديكور" خارجي.) فتجربة الشاعرالتسعيني د-مشتاق عباس معن تعتبر من التجارب الحيوية المهمة جداً التي استثمرت جهازالحاسوب في تقنياته لتدوين تجربة شعرية مدهشة ،ركز النقاد من الاكاديميين على أهميتهاالحضارية في التعامل بالعصر الرقمي الذي نحياه. تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق التيأصدرها في عام 2007م .وقد استثمر فيها تقنيات ( النص المتفرع - ) عبر المؤثرات الصوتيةوالصورية - الجرافيكية - والتنقل بين النوافذ المفتوحة بحرية ناهيك عن الكتابية عبررقمية . وقد ضمت هذه المجموعة ستة نصوص تتفرع من نوافذ متصلة ، يظهر النص الأول عبرالزر الرئيس الموجود في الواجهة الرئيسة ، ومن ثم تتحول إلى النص المتفرع عبر إيقونة( حاشية ) الموجودة في الواجهة الأولى ليتفرع إلى النافذة الثالثة بالضغط على إيقونة( هامش ) الموجودة في الواجهة الثانية ؛ لتشكل هذه النوافذ الثلاثة وجهة نظر ثلاثيةالأبعاد والعلامة للنص المرقوم على الزر الرئيس الأول ، إذ يمكن أن للقارئ أن يختارالوجهة العلامية للنص باختياره النافذة الحاملة للنص المتفرع . وتتكرر العملية مع الزرالرئيس الثاني ، الذي يقدّم ثلاث نوافذ متفرعة بآلية ترابطية لتكون نظرة ثلاثية الأبعادلعلامية النصّ المرقوم على الزر الثاني أيضاً . والجميل جداً المحسوب للشاعر هنا أنهاستثمر الأشكال الشعرية الثلاثة : العمودية والتفعيلية ( الحرة ) وقصيدة النثر ، لتكونمجموعته حاملة لأشكال . يذكر الناقد د-ثار العذاري-2 ص62((يكشف الشاعر في عمله عنقدرةلافته على إحداث نوع من التوليف بين الوعي الجمالي العربي المشدود إلى التراث والتكنلوجياالغربية الطامحة إلى المستقبل البعيد، فالعمل في مجمله، رغم تكوينه التقني الحديث المعتمدعلى البرامجيات الغربية)).. لقد حشد المبدع مشتاق عباس معن في أدبه الرقمي من خلالتباريح رقمية نجاحاً بمستوى البوح الوجداني مستخدماً التقنية في التعبير عن العاطفةبالموسيقى والصورة جانحا بنزوع التجديد في أفق حداثوي بمعطيات العصر. فيما يرى د- أمجدحميد التميمي بأن المدونة الرقمية تعتمد تقانة المدونة الرقمية من حيث تصميم الأيقونات، وآلية التعامل معها ، وتتطلب أن يتم تلقيها عبر جهاز الحاسوب ، إذ تقدم محملة علىقرص مضغوط ، وإذ تظهر للمتلقي الواجهة الأولى يجد أن هناك طريقين للولوج إلى القصيدةالتي وسمها الأديب باسم : ( تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق ) ، فالأول هو الخط العموديعلى اليمين ، ممثلا بأيقونتين ، تحملان كلتاهما عبارة ( اضغط فوق ضلوع البوح ) ، وكل منهما تحمل المتلقي إلى خيار شعري يمتاز ببوح خاص ، عبر مقطع شعري يتم التوصل إلىالواجهة التي تظهره عبر النقر على أحدى الأيقونتين ، غير أن النص القادم ليس بالضرورةهو الأخير ، فهو يحيل على نصوص أخرى بما يظهر للمتلقي من أيقونات تحمل عبارات أنشئتعلى وفق ما هو متوقع من المتلقي من انفعالات تجاه النص السابق ، أما الطريق العموديفي الواجهة الرئيسة فيتضمن خمس أيقونات بصف رأسي كتب عليها بالتسلسل : ( أيقنت ، أن، الحنظل ، موت ، أحمر ) ، وحين يمر مؤشر الحاسوب على كل أيقونة ، تطلعه تلقائيا -بما في كل حاسوب من آلية التعريف والشرح - على امتداد الكلمة النصّي ، فمجموع الكلماتيظهر نصا شعريا ، وكل منها تعد رأس نص شعري آخر يتم التوصل إليه تباعا بتحريك المؤشرعلى كل واحدة ، وكل نص يصل إليه المتلقي يعبّر له عن هواجسه أو يجيب عن أسئلته المفترضةبحسب انفعاله المتوقع لتحقيق التفاعل معه عبر تسطير رقمي تقني . إن الشاعر ( الناص) قد وظف - فضلا عن النصوص المتوالدة من بعضها باختيار المتلقي المتفاعل - شعرية اللون( ألوان الخلفيات ، وألوان الحروف ، وألوان اللوحات ، وما تضيفه اللوحات من قيمة تعبيريةمؤثرة باتجاه تأثير النص ) ، وشعرية الصوت ( الأناشيد التي هي عبارة عن شعر يؤدى معالموسيقى ، والمعزوفات الموسيقية المرافقة لعرض النصوص ) ، وشعرية الكتل الناطقة (الأيقونات ، والمنحوتات ، والخزفيات ، والكتل الفنية التي تظهر صورها أمام المتلقيبرفقة النصوص ) ، كما وظف شعرية المفارقة ( ما يكشفه الشريط الإعلاني المتحرك من قراراتوأخبار تزيد من قلق المتلقي وتحفزه نحو ضرورة التفاعل مع النصوص باتجاه أحد الخياراتالتي تظهرها الأيقونات ) ، ولا يخفى ما يحمله الشريط الإعلاني من أثر في نفس المتلقيجلبه من وظيفته الأصلية في شاشة الأخبار ، وعلى سبيل المثال ثقافة ( عاجل ... عاجل.. ) ، وما فيها من قلق وترقب وإثارة ، وقد كان التوظيف الأبرز هو استعمال التقانةالرقمية لجعل الحاسوب الوسيلة الوحيدة لتلقي الشعر ، مما يتطلب خبرة عملية في مجالالبرمجة الرقمية ، وتنوعا في أساليب عرض الواجهات وطرق تسلسل الأيقونات فيها انسجامامع المؤثرات السمعية والمرئية ، فضلا عن دقة الاختيار فيما يتعلق بالكتل اللونية كاللوحات، والكتل المنحوتة ، والخزفيات ، وغيرها من النتاجات الفنية المعبرة عن البوح ، ممايصلح لإسناد فعل النص في المتلقي وتعزيز انفعاله وتفاعله معه . إن الدراسات العربيةالمختلفة بعواصم متعددة التي سلطت الضوء على التجربة العراقية بالادب الرقمي من خلالالتكنو -مثقف ( د-مشتاق) أكسبتها أهمية خاصة شملت ما جمعه الصحفي المخضرم ناظم السعودفي كتابيه وفي حواراته المتعدده عن تلك التجربة الشعرية .. أما في قصائده المنشورةفي ديوانه- الأعمال الشعرية الورقية غير الكاملة- فالقصائد ذات الهم الوطني والاخلاقيوالانساني ممتلئة بالعافية من خلال الرموز والدلالات والانزياحات والتانص القرآني متناولاًالهموم الابدية للأمة: ( لحيتي قصرت حين طالت سواعد أمتي وأخفت كفّها في ملاذ الرقيق...!). فالتأويل يحمل عدة مستويات منها التراجع والنكوص والرقيق وعبودية الفرد في التاريخاو الراهن في مقطع جميل : أنت تعرف أن الشتاء طويل هنا والخريف بلا خضرة مهما طال الربيع...!في قصيدة هائلة عن الامام الحسين -عليه السلام يصور عظمة ذبيح الحرية..إلى المذبوحبحدّالفرات لما أشحت عيونك وبصرت كفّك في المدى تلتفّ حول رماحهم...لتخونك! صافحت كفّالموت ...علّ دماك تُورق في الثرى..لتكونك ....علّ دماك تُوقظ في الفضا عرقاً لينبضفي فؤاد الريح صاعقةً...تكونك لقد استخدم شاعرنا الرائع كافة الاشكال الشعرية في الكتابة،لعل المضمون وجماليته هو اساس الابداع الشعري وليس الشكل فحسب....(ثنائية الافضاء)معول إبراهيم إنكسرا وكبير الآلهة انتصرا وازورّت تزحف أمنية تلعن من هاتيك القدراوفي (الميت) مقاصير تتوشح بلباس الجمال وبهاء السناء تتسم بالحبكة والاسلوبية الرفيعةوجماليات المضمون المدهش.. زر مرقدي في غدِ وانشر سناك الندي لعلني في سماك أنزع مافييدي الميت: زر مرقدي في غد وانشر سناك الندي وافتح به كل باب ياواهب الفتح من يدي وفييدي زر مرقدي...! إن القصائد المكتضة بالاسئلة الوجودية وصراع الانسان بين ثنائية الجمال والقبح وصخب الحياة بكل مفارقاتها الاغتراب الداخلي والخارجي ومرارة الاستبدادوالدعوة الى النقاء والطهر تكتظ بها مشاعر الشاعر الانسانية بديوانه واعماله الورقيةغير الكاملة.. وفي سحر الايقونة 4 مقعد حواري أمام الشاعر الرائد مشتاق عباس معن أجراهناظم السعود ص97 يسأله السعود :في إحدى محاضراتك طرحت مفهوماً خاصا عن (التواصلية)فهل لك أن تضيء لي هذا المفهوم وكيف تتوضح هذه التواصلية من خلال التفاعلية الرقمية؟.-: يصف الفلاسفة المعاصرون التواصلية أنها( مبحث عابر للحدود التقليدية) ذلك انها(رؤية نقدية للعلم والسياسة والاخلاق والتقنية ،فالاخلاق في فلسفة التواصل النقديةلم تعد نهياً ولا أمراً ولا سلسلة محرمات وإكراهات أو مجرد ايمان اعمى بمعتقدات ومثلوقيم، بل تخضع قواعدها للمجادلة والمحاججة المنطقية بهدف استنباط معايير تضمن لها سبلتنظيم التواصل في المجتمع.......... ختاما أدعو الانسان العربي وحكوماته ومؤسساته المختلفةبالاهتمام بالعلوم الحديثة واهمها تقنية الحاسوب في التعليم،الطب،الهندسة ،والادب،والفن،فلقد انتهت الامية الكومبيوترية ونحن مازلنا نقبع في الامية الحضارية....الشاعرد- مشتاقعباس معن الرقمية في عصر المعلوماتيه
الريادة الشعرية بكافة أشكالها عراقية الأمتياز؛الوطنالذي يتنفس الشعر؛فما من بيت الا وفيه شاعر أو متذوق له؛والادب الرقمي في عصر المعلوماتيه، وانتشاره الواسع من خلال الانترنيت عالمي
اً ،بعد التعامل مع الحاسوب بنطاق إنسانيكبير بالتواصل عبر التكنلوجيا التي قربت المسافات ..من باكورة الوجود الاول للأنسانفي الارض، حاول من خلال اللغة التعبير عن أحاسيسه.. ومشاعره وما يشاهده أو يحلم به،من الملاحم الاولى مدونات ملحمة كلكامش.. وهوميروس.. والتراتيل.. والاناشيد في الحضاراتالانسانية ، كان للشعر التعبير الوجداني عما يخالج النفس البشرية بمسراتها وانتكاساتها،بالطبع مر الشعر بتطورات كبيرة تبعاً للتطور الانساني في مجالاته المتعددة. واختلفتالاشكال الشعرية على المستوى العربي من القصيدة العمودية، الى نثرية الشعر، الى القصيدةالرقمية ،وآخر المدونات الشعرية هذه القصيدة التي استخدمت تقنيات الكومبيوتر في ايجادالنص التفاعلي.
بين يدي (3)مؤلفات تناولت الشاعر مشتاقعباس معن وتجربته التفاعليه1-(الريادة الزرقاء دراسات في الشعر التفاعلي الرقمي -تباريحرقمية إنموذجا) ب(350))صفحة الذي يشمل عشرات الاراء التي دونت بحق الشاعر عباس اعدادوتقديم ناظم السعود.
2- وكتاب( الاعمال الشعرية الورقية غيرالكاملة)ب ص333.
3-و(سحر الايقونه مقعد حواري أمام الشاعر الرائد مشتاق عباس معن) جهة الاصدار للكتابين دار الفراهيدي -بغداد ب130 صفحة .
ففي الكتاب الاول: كانت آراء متعدده لنقادعرب والعديد من الاكاديميين المهمين في مجالات الادب أشادت بتجربة الشاعر العراقي د-مشتاق..تذكر د-فاطمة البريكي1- (.... المجموعة في الواقع تفرض نفسها بنفسها على كل مهتمبالأدب التفاعلي كي يقبل عليها قراءة وتصفحاً ونقداً،لأنها تجمع بين أهم عنصرين يجبأن يتوافرا في النصوص الأدبية التفاعلية،وهما: الأداة الفنية، والأدارة التقنية،وأقصدبالاولى الموهبة، والملكة الأدبية الحقيقية،فيما أقصد بالثانية العناصر التكنلوجيهالتي تكسب النص صفة التفاعلية، بحيث تكون جزءاً من بنية النص،ومؤثرة على نحو أصيل فيمعناه الكلي، وليست مجرد "ديكور" خارجي.) فتجربة الشاعر التسعيني د-مشتاقعباس معن تعتبر من التجارب الحيوية المهمة جداً التي استثمرت جهاز الحاسوب في تقنياتهلتدوين تجربة شعرية مدهشة ،ركز النقاد من الاكاديميين على أهميتها الحضارية في التعاملبالعصر الرقمي الذي نحياه. تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق التي أصدرها في عام 2007م.وقد استثمر فيها تقنيات ( النص المتفرع - ) عبر المؤثرات الصوتية والصورية - الجرافيكية- والتنقل بين النوافذ المفتوحة بحرية ناهيك عن الكتابية عبر رقمية . وقد ضمت هذه المجموعةستة نصوص تتفرع من نوافذ متصلة ، يظهر النص الأول عبر الزر الرئيس الموجود في الواجهةالرئيسة ، ومن ثم تتحول إلى النص المتفرع عبر إيقونة ( حاشية ) الموجودة في الواجهةالأولى ليتفرع إلى النافذة الثالثة بالضغط على إيقونة ( هامش ) الموجودة في الواجهةالثانية ؛ لتشكل هذه النوافذ الثلاثة وجهة نظر ثلاثية الأبعاد والعلامة للنص المرقومعلى الزر الرئيس الأول ، إذ يمكن أن للقارئ أن يختار الوجهة العلامية للنص باختيارهالنافذة الحاملة للنص المتفرع . وتتكرر العملية مع الزر الرئيس الثاني ، الذي يقدّمثلاث نوافذ متفرعة بآلية ترابطية لتكون نظرة ثلاثية الأبعاد لعلامية النصّ المرقومعلى الزر الثاني أيضاً .
والجميل جداً المحسوب للشاعر هنا أنه استثمرالأشكال الشعرية الثلاثة : العمودية والتفعيلية ( الحرة ) وقصيدة النثر ، لتكون مجموعتهحاملة لأشكال . يذكر الناقد د-ثار العذاري-2 ص62((يكشف الشاعر في عمله عنقدرة لافتهعلى إحداث نوع من التوليف بين الوعي الجمالي العربي المشدود إلى التراث والتكنلوجياالغربية الطامحة إلى المستقبل البعيد، فالعمل في مجمله، رغم تكوينه التقني الحديث المعتمدعلى البرامجيات الغربية))..
لقد حشد المبدع مشتاق عباس معن في أدبهالرقمي من خلال تباريح رقمية نجاحاً بمستوى البوح الوجداني مستخدماً التقنية في التعبيرعن العاطفة بالموسيقى والصورة جانحا بنزوع التجديد في أفق حداثوي بمعطيات العصر. فيمايرى د- أمجد حميد التميمي بأن المدونة الرقمية تعتمد تقانة المدونة الرقمية من حيثتصميم الأيقونات ، وآلية التعامل معها ، وتتطلب أن يتم تلقيها عبر جهاز الحاسوب ، إذتقدم محملة على قرص مضغوط ، وإذ تظهر للمتلقي الواجهة الأولى يجد أن هناك طريقين للولوجإلى القصيدة التي وسمها الأديب باسم : ( تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق ) ، فالأولهو الخط العمودي على اليمين ، ممثلا بأيقونتين ، تحملان كلتاهما عبارة ( اضغط فوق ضلوعالبوح ) ، و كل منهما تحمل المتلقي إلى خيار شعري يمتاز ببوح خاص ، عبر مقطع شعري يتمالتوصل إلى الواجهة التي تظهره عبر النقر على أحدى الأيقونتين ، غير أن النص القادمليس بالضرورة هو الأخير ، فهو يحيل على نصوص أخرى بما يظهر للمتلقي من أيقونات تحملعبارات أنشئت على وفق ما هو متوقع من المتلقي من انفعالات تجاه النص السابق ، أما الطريقالعمودي في الواجهة الرئيسة فيتضمن خمس أيقونات بصف رأسي كتب عليها بالتسلسل : ( أيقنت، أن ، الحنظل ، موت ، أحمر ) ، وحين يمر مؤشر الحاسوب على كل أيقونة ، تطلعه تلقائيا- بما في كل حاسوب من آلية التعريف والشرح - على امتداد الكلمة النصّي ، فمجموع الكلماتيظهر نصا شعريا ، وكل منها تعد رأس نص شعري آخر يتم التوصل إليه تباعا بتحريك المؤشرعلى كل واحدة ، وكل نص يصل إليه المتلقي يعبّر له عن هواجسه أو يجيب عن أسئلته المفترضةبحسب انفعاله المتوقع لتحقيق التفاعل معه عبر تسطير رقمي تقني .
إن الشاعر ( الناص ) قد وظف - فضلا عن النصوصالمتوالدة من بعضها باختيار المتلقي المتفاعل - شعرية اللون ( ألوان الخلفيات ، وألوانالحروف ، وألوان اللوحات ، وما تضيفه اللوحات من قيمة تعبيرية مؤثرة باتجاه تأثير النص) ، وشعرية الصوت ( الأناشيد التي هي عبارة عن شعر يؤدى مع الموسيقى ، والمعزوفات الموسيقيةالمرافقة لعرض النصوص ) ، وشعرية الكتل الناطقة ( الأيقونات ، والمنحوتات ، والخزفيات، والكتل الفنية التي تظهر صورها أمام المتلقي برفقة النصوص ) ، كما وظف شعرية المفارقة( ما يكشفه الشريط الإعلاني المتحرك من قرارات وأخبار تزيد من قلق المتلقي وتحفزه نحوضرورة التفاعل مع النصوص باتجاه أحد الخيارات التي تظهرها الأيقونات ) ، ولا يخفى مايحمله الشريط الإعلاني من أثر في نفس المتلقي جلبه من وظيفته الأصلية في شاشة الأخبار، وعلى سبيل المثال ثقافة ( عاجل ... عاجل .. ) ، وما فيها من قلق وترقب وإثارة ، وقدكان التوظيف الأبرز هو استعمال التقانة الرقمية لجعل الحاسوب الوسيلة الوحيدة لتلقيالشعر ، مما يتطلب خبرة عملية في مجال البرمجة الرقمية ، وتنوعا في أساليب عرض الواجهاتوطرق تسلسل الأيقونات فيها انسجاما مع المؤثرات السمعية والمرئية ، فضلا عن دقة الاختيارفيما يتعلق بالكتل اللونية كاللوحات ، والكتل المنحوتة ، والخزفيات ، وغيرها من النتاجاتالفنية المعبرة عن البوح ، مما يصلح لإسناد فعل النص في المتلقي وتعزيز انفعاله وتفاعلهمعه . إن الدراسات العربية المختلفة بعواصم متعددة التي سلطت الضوء على التجربة العراقيةبالادب الرقمي من خلال التكنو -مثقف ( د-مشتاق) أكسبتها أهمية خاصة شملت ما جمعه الصحفيالمخضرم ناظم السعود في كتابيه وفي حواراته المتعدده عن تلك التجربة الشعرية ..
أما في قصائده المنشورة في ديوانه- الأعمالالشعرية الورقية غير الكاملة- فالقصائد ذات الهم الوطني والاخلاقي والانساني ممتلئةبالعافية من خلال الرموز والدلالات والانزياحات والتانص القرآني
متناولاً الهموم الابدية للأمة:
( لحيتي قصرت
حين طالت سواعد أمتي
وأخفت كفّها
في ملاذ الرقيق...!) .
فالتأويل يحمل عدة مستويات منها التراجعوالنكوص والرقيق وعبودية الفرد في التاريخ او الراهن
في مقطع جميل :
أنت تعرف أن الشتاء طويل هنا
والخريف بلا خضرة مهما طال الربيع...!
في قصيدة هائلة عن الامام الحسين -عليهالسلام يصور عظمة ذبيح الحرية..إلى المذبوح بحدّالفرات
لما أشحت عيونك
وبصرت كفّك في المدى
تلتفّ حول رماحهم...لتخونك!
صافحت كفّ الموت
...علّ دماك
تُورق في الثرى..لتكونك
....علّ دماك
تُوقظ في الفضا عرقاً
لينبض في فؤاد الريح
صاعقةً...تكونك
لقد استخدم شاعرنا الرائع كافة الاشكالالشعرية في الكتابة ،لعل المضمون وجماليته هو اساس الابداع الشعري وليس الشكل فحسب....(ثنائيةالافضاء)
معول إبراهيم إنكسرا
وكبير الآلهة انتصرا
وازورّت تزحف أمنية
تلعن من هاتيك القدرا
وفي (الميت) مقاصير تتوشح بلباس الجمالوبهاء السناء تتسم بالحبكة والاسلوبية الرفيعة وجماليات المضمون المدهش..
زر مرقدي في غدِ
وانشر سناك الندي
لعلني في سماك
أنزع مافي يدي
الميت:
زر مرقدي في غد وانشر سناك الندي
وافتح به كل باب ياواهب الفتح
من يدي
وفي يدي
زر مرقدي...!
إن القصائد المكتضة بالاسئلة الوجودية وصراعالانسان بين ثنائية ال جمال والقبح وصخب الحياة بكل مفارقاتها الاغتراب الداخلي والخارجيومرارة الاستبداد والدعوة الى النقاء والطهر تكتظ بها مشاعر الشاعر الانسانية بديوانهواعماله الورقية غير الكاملة.. وفي سحر الايقونة 4 مقعد حواري أمام الشاعر الرائد مشتاقعباس معن أجراه ناظم السعود ص97 يسأله السعود :في إحدى محاضراتك طرحت مفهوماً خاصاعن (التواصلية) فهل لك أن تضيء لي هذا المفهوم وكيف تتوضح هذه التواصلية من خلال التفاعليةالرقمية؟.
-: يصف الفلاسفة المعاصرون التواصلية أنها(مبحث عابر للحدود التقليدية) ذلك انها (رؤية نقدية للعلم والسياسة والاخلاق والتقنية،فالاخلاق في فلسفة التواصل النقدية لم تعد نهياً ولا أمراً ولا سلسلة محرمات وإكراهاتأو مجرد ايمان اعمى بمعتقدات ومثل وقيم، بل تخضع قواعدها للمجادلة والمحاججة المنطقيةبهدف استنباط معايير تضمن لها سبل تنظيم التواصل في المجتمع..........
ختاما أدعو الانسان العربي وحكوماته ومؤسساتهالمختلفة بالاهتمام بالعلوم الحديثة واهمها تقنية الحاسوب في التعليم،الطب،الهندسة،والادب،والفن، فلقد انتهت الامية الكومبيوترية ونحن مازلنا نقبع في الامية الحضارية....
صورة: الشاعرد- مشتاق عباس معن الرقميةفي عصر المعلوماتيه الريادة الشعرية بكافة أشكالها عراقية الأمتياز؛الوطن الذي يتنفسالشعر؛فما من بيت الا وفيه شاعر أو متذوق له؛والادب الرقمي في عصر المعلوماتيه ، وانتشارهالواسع من خلال الانترنيت عالمياً ،بعد التعامل مع الحاسوب بنطاق إنساني كبير بالتواصلعبر التكنلوجيا التي قربت المسافات ..من باكورة الوجود الاول للأنسان في الارض، حاولمن خلال اللغة التعبير عن أحاسيسه.. ومشاعره وما يشاهده أو يحلم به، من الملاحم الاولىمدونات ملحمة كلكامش.. وهوميروس.. والتراتيل.. والاناشيد في الحضارات الانسانية ، كانللشعر التعبير الوجداني عما يخالج النفس البشرية بمسراتها وانتكاساتها ،بالطبع مر الشعربتطورات كبيرة تبعاً للتطور الانساني في مجالاته المتعددة. واختلفت الاشكال الشعريةعلى المستوى العربي من القصيدة العمودية، الى نثرية الشعر، الى القصيدة الرقمية ،وآخرالمدونات الشعرية هذه القصيدة التي استخدمت تقنيات الكومبيوتر في ايجاد النص التفاعلي.بين يدي (3)مؤلفات تناولت الشاعر مشتاق عباس معن وتجربته التفاعليه1-(الريادة الزرقاءدراسات في الشعر التفاعلي الرقمي -تباريح رقمية إنموذجا) ب(350))صفحة الذي يشمل عشراتالاراء التي دونت بحق الشاعر عباس اعداد وتقديم ناظم السعود. 2- وكتاب( الاعمال الشعريةالورقية غير الكاملة)ب ص333. 3-و(سحر الايقونه مقعد حواري أمام الشا عر الرائد مشتاقعباس معن) جهة الاصدار للكتابين دار الفراهيدي -بغداد ب130 صفحة . ففي الكتاب الاول:كانت آراء متعدده لنقاد عرب والعديد من الاكاديميين المهمين في مجالات الادب أشادتبتجربة الشاعر العراقي د-مشتاق ..تذكر د-فاطمة البريكي1- (.... المجموعة في الواقعتفرض نفسها بنفسها على كل مهتم بالأدب التفاعلي كي يقبل عليها قراءة وتصفحاً ونقداً،لأنهاتجمع بين أهم عنصرين يجب أن يتوافرا في النصوص الأدبية التفاعلية،وهما: الأداة الفنية،والأدارة التقنية،وأقصد بالاولى الموهبة، والملكة الأدبية الحقيقية،فيما أقصد بالثانيةالعناصر التكنلوجيه التي تكسب النص صفة التفاعلية، بحيث تكون جزءاً من بنية النص،ومؤثرةعلى نحو أصيل في معناه الكلي، وليست مجرد "ديكور" خارجي.) فتجربة الشاعرالتسعيني د-مشتاق عباس معن تعتبر من التجارب الحيوية المهمة جداً التي استثمرت جهازالحاسوب في تقنياته لتدوين تجربة شعرية مدهشة ،ركز النقاد من الاكاديميين على أهميتهاالحضارية في التعامل بالعصر الرقمي الذي نحياه. تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق التيأصدرها في عام 2007م .وقد استثمر فيها تقنيات ( النص المتفرع - ) عبر المؤثرات الصوتيةوالصورية - الجرافيكية - والتنقل بين النوافذ المفتوحة بحرية ناهيك عن الكتابية عبررقمية . وقد ضمت هذه المجموعة ستة نصوص تتفرع من نوافذ متصلة ، يظهر النص الأول عبرالزر الرئيس الموجود في الواجهة الرئيسة ، ومن ثم تتحول إلى النص المتفرع عبر إيقونة( حاشية ) الموجودة في الواجهة الأولى ليتفرع إلى النافذة الثالثة بالضغط على إيقونة( هامش ) الموجودة في الواجهة الثانية ؛ لتشكل هذه النوافذ الثلاثة وجهة نظر ثلاثيةالأبعاد والعلامة للنص المرقوم على الزر الرئيس الأول ، إذ يمكن أن للقارئ أن يختارالوجهة العلامية للنص باختياره النافذة الحاملة للنص المتفرع . وتتكرر العملية مع الزرالرئيس الثاني ، الذي يقدّم ثلاث نوافذ متفرعة بآلية ترابطية لتكون نظرة ثلاثية الأبعادلعلامية النصّ المرقوم على الزر الثاني أيضاً . والجميل جداً المحسوب للشاعر هنا أنهاستثمر الأشكال الشعرية الثلاثة : العمودية والتفعيلية ( الحرة ) وقصيدة النثر ، لتكونمجموعته حاملة لأشكال . يذكر الناقد د-ثار العذاري-2 ص62((يكشف الشاعر في عمله عنقدرةلافته على إحداث نوع من التوليف بين الوعي الجمالي العربي المشدود إلى التراث والتكنلوجياالغربية الطامحة إلى المستقبل البعيد، فالعمل في مجمله، رغم تكوينه التقني الحديث المعتمدعلى البرامجيات الغربية)).. لقد حشد المبدع مشتاق عباس معن في أدبه الرقمي من خلالتباريح رقمية نجاحاً بمستوى البوح الوجداني مستخدماً التقنية في التعبير عن العاطفةبالموسيقى والصورة جانحا بنزوع التجديد في أفق حداثوي بمعطيات العصر. فيما يرى د- أمجدحميد التميمي بأن المدونة الرقمية تعتمد تقانة المدونة الرقمية من حيث تصميم الأيقونات، وآلية التعامل معها ، وتتطلب أن يتم تلقيها عبر جهاز الحاسوب ، إذ تقدم محملة علىقرص مضغوط ، وإذ تظهر للمتلقي الواجهة الأولى يجد أن هناك طريقين للولوج إلى القصيدةالتي وسمها الأديب باسم : ( تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق ) ، فالأول هو الخط العموديعلى اليمين ، ممثلا بأيقونتين ، تحملان كلتاهما عبارة ( اضغط فوق ضلوع البوح ) ، وكل منهما تحمل المتلقي إلى خيار شعري يمتاز ببوح خاص ، عبر مقطع شعري يتم التوصل إلىالواجهة التي تظهره عبر النقر على أحدى الأيقونتين ، غير أن النص القادم ليس بالضرورةهو الأخير ، فهو يحيل على نصوص أخرى بما يظهر للمتلقي من أيقونات تحمل عبارات أنشئتعلى وفق ما هو متوقع من المتلقي من انفعالات تجاه النص السابق ، أما الطريق العموديفي الواجهة الرئيسة فيتضمن خمس أيقونات بصف رأسي كتب عليها بالتسلسل : ( أيقنت ، أن، الحنظل ، موت ، أحمر ) ، وحين يمر مؤشر الحاسوب على كل أيقونة ، تطلعه تلقائيا -بما في كل حاسوب من آلية التعريف والشرح - على امتداد الكلمة النصّي ، فمجموع الكلماتيظهر نصا شعريا ، وكل منها تعد رأس نص شعري آخر يتم التوصل إليه تباعا بتحريك المؤشرعلى كل واحدة ، وكل نص يصل إليه المتلقي يعبّر له عن هواجسه أو يجيب عن أسئلته المفترضةبحسب انفعاله المتوقع لتحقيق التفاعل معه عبر تسطير رقمي تقني . إن الشاعر ( الناص) قد وظف - فضلا عن النصوص المتوالدة من بعضها باختيار المتلقي المتفاعل - شعرية اللون( ألوان الخلفيات ، وألوان الحروف ، وألوان اللوحات ، وما تضيفه اللوحات من قيمة تعبيريةمؤثرة باتجاه تأثير النص ) ، وشعرية الصوت ( الأناشيد التي هي عبارة عن شعر يؤدى معالموسيقى ، والمعزوفات الموسيقية المرافقة لعرض النصوص ) ، وشعرية الكتل الناطقة (الأيقونات ، والمنحوتات ، والخزفيات ، والكتل الفنية التي تظهر صورها أمام المتلقيبرفقة النصوص ) ، كما وظف شعرية المفارقة ( ما يكشفه الشريط الإعلاني المتحرك من قراراتوأخبار تزيد من قلق المتلقي وتحفزه نحو ضرورة التفاعل مع النصوص باتجاه أحد الخياراتالتي تظهرها الأيقونات ) ، ولا يخفى ما يحمله الشريط الإعلاني من أثر في نفس المتلقيجلبه من وظيفته الأصلية في شاشة الأخبار ، وعلى سبيل المثال ثقافة ( عاجل ... عاجل.. ) ، وما فيها من قلق وترقب وإثارة ، وقد كان التوظيف الأبرز هو استعمال التقانةالرقمية لجعل الحاسوب الوسيلة الوحيدة لتلقي الشعر ، مما يتطلب خبرة عملية في مجالالبرمجة الرقمية ، وتنوعا في أساليب عرض الواجهات وطرق تسلسل الأيقونات فيها انسجامامع المؤثرات السمعية والمرئية ، فضلا عن دقة الاختيار فيما يتعلق بالكتل اللونية كاللوحات، والكتل المنحوتة ، والخزفيات ، وغيرها من النتاجات الفنية المعبرة عن البوح ، ممايصلح لإسناد فعل النص في المتلقي وتعزيز انفعاله وتفاعله معه . إن الدراسات العربيةالمختلفة بعواصم متعددة التي سلطت الضوء على التجربة العراقية بالادب الرقمي من خلالالتكنو -مثقف ( د-مشتاق) أكسبتها أهمية خاصة شملت ما جمعه الصحفي المخضرم ناظم السعودفي كتابيه وفي حواراته المتعدده عن تلك التجربة الشعرية .. أما في قصائده المنشورةفي ديوانه- الأعمال الشعرية الورقية غير الكاملة- فالقصائد ذات الهم الوطني والاخلاقيوالانساني ممتلئة بالعافية من خلال الرموز والدلالات والانزياحات والتانص القرآني متناولاًالهموم الابدية للأمة: ( لحيتي قصرت حين طالت سواعد أمتي وأخفت كفّها في ملاذ الرقيق...!). فالتأويل يحمل عدة مستويات منها التراجع والنكوص والرقيق وعبودية الفرد في التاريخاو الراهن في مقطع جميل : أنت تعرف أن الشتاء طويل هنا والخريف بلا خضرة مهما طال الربيع...!في قصيدة هائلة عن الامام الحسين -عليه السلام يصور عظمة ذبيح الحرية..إلى المذبوحبحدّالفرات لما أشحت عيونك وبصرت كفّك في المدى تلتفّ حول رماحهم...لتخونك! صافحت كفّالموت ...علّ دماك تُورق في الثرى..لتكونك ....علّ دماك تُوقظ في الفضا عرقاً لينبضفي فؤاد الريح صاعقةً...تكونك لقد استخدم شاعرنا الرائع كافة الاشكال الشعرية في الكتابة،لعل المضمون وجماليته هو اساس الابداع الشعري وليس الشكل فحسب....(ثنائية الافضاء)معول إبراهيم إنكسرا وكبير الآلهة انتصرا وازورّت تزحف أمنية تلعن من هاتيك القدراوفي (الميت) مقاصير تتوشح بلباس الجمال وبهاء السناء تتسم بالحبكة والاسلوبية الرفيعةوجماليات المضمون المدهش.. زر مرقدي في غدِ وانشر سناك الندي لعلني في سماك أنزع مافييدي الميت: زر مرقدي في غد وانشر سناك الندي وافتح به كل باب ياواهب الفتح من يدي وفييدي زر مرقدي...! إن القصائد المكتضة بالاسئلة الوجودية وصراع الانسان بين ثنائية الجمال والقبح وصخب الحياة بكل مفارقاتها الاغتراب الداخلي والخارجي ومرارة الاستبدادوالدعوة الى النقاء والطهر تكتظ بها مشاعر الشاعر الانسانية بديوانه واعماله الورقيةغير الكاملة.. وفي سحر الايقونة 4 مقعد حواري أمام الشاعر الرائد مشتاق عباس معن أجراهناظم السعود ص97 يسأله السعود :في إحدى محاضراتك طرحت مفهوماً خاصا عن (التواصلية)فهل لك أن تضيء لي هذا المفهوم وكيف تتوضح هذه التواصلية من خلال التفاعلية الرقمية؟.-: يصف الفلاسفة المعاصرون التواصلية أنها( مبحث عابر للحدود التقليدية) ذلك انها(رؤية نقدية للعلم والسياسة والاخلاق والتقنية ،فالاخلاق في فلسفة التواصل النقديةلم تعد نهياً ولا أمراً ولا سلسلة محرمات وإكراهات أو مجرد ايمان اعمى بمعتقدات ومثلوقيم، بل تخضع قواعدها للمجادلة والمحاججة المنطقية بهدف استنباط معايير تضمن لها سبلتنظيم التواصل في المجتمع.......... ختاما أدعو الانسان العربي وحكوماته ومؤسساته المختلفةبالاهتمام بالعلوم الحديثة واهمها تقنية الحاسوب في التعليم،الطب،الهندسة ،والادب،والفن،فلقد انتهت الامية الكومبيوترية ونحن مازلنا نقبع في الامية الحضارية....الشاعرد- مشتاقعباس معن الرقمية في عصر المعلوماتيه
الريادة الشعرية بكافة أشكالها عراقية الأمتياز؛الوطنالذي يتنفس الشعر؛فما من بيت الا وفيه شاعر أو متذوق له؛والادب الرقمي في عصر المعلوماتيه، وانتشاره الواسع من خلال الانترنيت عالمي
اً ،بعد التعامل مع الحاسوب بنطاق إنسانيكبير بالتواصل عبر التكنلوجيا التي قربت المسافات ..من باكورة الوجود الاول للأنسانفي الارض، حاول من خلال اللغة التعبير عن أحاسيسه.. ومشاعره وما يشاهده أو يحلم به،من الملاحم الاولى مدونات ملحمة كلكامش.. وهوميروس.. والتراتيل.. والاناشيد في الحضاراتالانسانية ، كان للشعر التعبير الوجداني عما يخالج النفس البشرية بمسراتها وانتكاساتها،بالطبع مر الشعر بتطورات كبيرة تبعاً للتطور الانساني في مجالاته المتعددة. واختلفتالاشكال الشعرية على المستوى العربي من القصيدة العمودية، الى نثرية الشعر، الى القصيدةالرقمية ،وآخر المدونات الشعرية هذه القصيدة التي استخدمت تقنيات الكومبيوتر في ايجادالنص التفاعلي.
بين يدي (3)مؤلفات تناولت الشاعر مشتاقعباس معن وتجربته التفاعليه1-(الريادة الزرقاء دراسات في الشعر التفاعلي الرقمي -تباريحرقمية إنموذجا) ب(350))صفحة الذي يشمل عشرات الاراء التي دونت بحق الشاعر عباس اعدادوتقديم ناظم السعود.
2- وكتاب( الاعمال الشعرية الورقية غيرالكاملة)ب ص333.
3-و(سحر الايقونه مقعد حواري أمام الشاعر الرائد مشتاق عباس معن) جهة الاصدار للكتابين دار الفراهيدي -بغداد ب130 صفحة .
ففي الكتاب الاول: كانت آراء متعدده لنقادعرب والعديد من الاكاديميين المهمين في مجالات الادب أشادت بتجربة الشاعر العراقي د-مشتاق..تذكر د-فاطمة البريكي1- (.... المجموعة في الواقع تفرض نفسها بنفسها على كل مهتمبالأدب التفاعلي كي يقبل عليها قراءة وتصفحاً ونقداً،لأنها تجمع بين أهم عنصرين يجبأن يتوافرا في النصوص الأدبية التفاعلية،وهما: الأداة الفنية، والأدارة التقنية،وأقصدبالاولى الموهبة، والملكة الأدبية الحقيقية،فيما أقصد بالثانية العناصر التكنلوجيهالتي تكسب النص صفة التفاعلية، بحيث تكون جزءاً من بنية النص،ومؤثرة على نحو أصيل فيمعناه الكلي، وليست مجرد "ديكور" خارجي.) فتجربة الشاعر التسعيني د-مشتاقعباس معن تعتبر من التجارب الحيوية المهمة جداً التي استثمرت جهاز الحاسوب في تقنياتهلتدوين تجربة شعرية مدهشة ،ركز النقاد من الاكاديميين على أهميتها الحضارية في التعاملبالعصر الرقمي الذي نحياه. تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق التي أصدرها في عام 2007م.وقد استثمر فيها تقنيات ( النص المتفرع - ) عبر المؤثرات الصوتية والصورية - الجرافيكية- والتنقل بين النوافذ المفتوحة بحرية ناهيك عن الكتابية عبر رقمية . وقد ضمت هذه المجموعةستة نصوص تتفرع من نوافذ متصلة ، يظهر النص الأول عبر الزر الرئيس الموجود في الواجهةالرئيسة ، ومن ثم تتحول إلى النص المتفرع عبر إيقونة ( حاشية ) الموجودة في الواجهةالأولى ليتفرع إلى النافذة الثالثة بالضغط على إيقونة ( هامش ) الموجودة في الواجهةالثانية ؛ لتشكل هذه النوافذ الثلاثة وجهة نظر ثلاثية الأبعاد والعلامة للنص المرقومعلى الزر الرئيس الأول ، إذ يمكن أن للقارئ أن يختار الوجهة العلامية للنص باختيارهالنافذة الحاملة للنص المتفرع . وتتكرر العملية مع الزر الرئيس الثاني ، الذي يقدّمثلاث نوافذ متفرعة بآلية ترابطية لتكون نظرة ثلاثية الأبعاد لعلامية النصّ المرقومعلى الزر الثاني أيضاً .
والجميل جداً المحسوب للشاعر هنا أنه استثمرالأشكال الشعرية الثلاثة : العمودية والتفعيلية ( الحرة ) وقصيدة النثر ، لتكون مجموعتهحاملة لأشكال . يذكر الناقد د-ثار العذاري-2 ص62((يكشف الشاعر في عمله عنقدرة لافتهعلى إحداث نوع من التوليف بين الوعي الجمالي العربي المشدود إلى التراث والتكنلوجياالغربية الطامحة إلى المستقبل البعيد، فالعمل في مجمله، رغم تكوينه التقني الحديث المعتمدعلى البرامجيات الغربية))..
لقد حشد المبدع مشتاق عباس معن في أدبهالرقمي من خلال تباريح رقمية نجاحاً بمستوى البوح الوجداني مستخدماً التقنية في التعبيرعن العاطفة بالموسيقى والصورة جانحا بنزوع التجديد في أفق حداثوي بمعطيات العصر. فيمايرى د- أمجد حميد التميمي بأن المدونة الرقمية تعتمد تقانة المدونة الرقمية من حيثتصميم الأيقونات ، وآلية التعامل معها ، وتتطلب أن يتم تلقيها عبر جهاز الحاسوب ، إذتقدم محملة على قرص مضغوط ، وإذ تظهر للمتلقي الواجهة الأولى يجد أن هناك طريقين للولوجإلى القصيدة التي وسمها الأديب باسم : ( تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق ) ، فالأولهو الخط العمودي على اليمين ، ممثلا بأيقونتين ، تحملان كلتاهما عبارة ( اضغط فوق ضلوعالبوح ) ، و كل منهما تحمل المتلقي إلى خيار شعري يمتاز ببوح خاص ، عبر مقطع شعري يتمالتوصل إلى الواجهة التي تظهره عبر النقر على أحدى الأيقونتين ، غير أن النص القادمليس بالضرورة هو الأخير ، فهو يحيل على نصوص أخرى بما يظهر للمتلقي من أيقونات تحملعبارات أنشئت على وفق ما هو متوقع من المتلقي من انفعالات تجاه النص السابق ، أما الطريقالعمودي في الواجهة الرئيسة فيتضمن خمس أيقونات بصف رأسي كتب عليها بالتسلسل : ( أيقنت، أن ، الحنظل ، موت ، أحمر ) ، وحين يمر مؤشر الحاسوب على كل أيقونة ، تطلعه تلقائيا- بما في كل حاسوب من آلية التعريف والشرح - على امتداد الكلمة النصّي ، فمجموع الكلماتيظهر نصا شعريا ، وكل منها تعد رأس نص شعري آخر يتم التوصل إليه تباعا بتحريك المؤشرعلى كل واحدة ، وكل نص يصل إليه المتلقي يعبّر له عن هواجسه أو يجيب عن أسئلته المفترضةبحسب انفعاله المتوقع لتحقيق التفاعل معه عبر تسطير رقمي تقني .
إن الشاعر ( الناص ) قد وظف - فضلا عن النصوصالمتوالدة من بعضها باختيار المتلقي المتفاعل - شعرية اللون ( ألوان الخلفيات ، وألوانالحروف ، وألوان اللوحات ، وما تضيفه اللوحات من قيمة تعبيرية مؤثرة باتجاه تأثير النص) ، وشعرية الصوت ( الأناشيد التي هي عبارة عن شعر يؤدى مع الموسيقى ، والمعزوفات الموسيقيةالمرافقة لعرض النصوص ) ، وشعرية الكتل الناطقة ( الأيقونات ، والمنحوتات ، والخزفيات، والكتل الفنية التي تظهر صورها أمام المتلقي برفقة النصوص ) ، كما وظف شعرية المفارقة( ما يكشفه الشريط الإعلاني المتحرك من قرارات وأخبار تزيد من قلق المتلقي وتحفزه نحوضرورة التفاعل مع النصوص باتجاه أحد الخيارات التي تظهرها الأيقونات ) ، ولا يخفى مايحمله الشريط الإعلاني من أثر في نفس المتلقي جلبه من وظيفته الأصلية في شاشة الأخبار، وعلى سبيل المثال ثقافة ( عاجل ... عاجل .. ) ، وما فيها من قلق وترقب وإثارة ، وقدكان التوظيف الأبرز هو استعمال التقانة الرقمية لجعل الحاسوب الوسيلة الوحيدة لتلقيالشعر ، مما يتطلب خبرة عملية في مجال البرمجة الرقمية ، وتنوعا في أساليب عرض الواجهاتوطرق تسلسل الأيقونات فيها انسجاما مع المؤثرات السمعية والمرئية ، فضلا عن دقة الاختيارفيما يتعلق بالكتل اللونية كاللوحات ، والكتل المنحوتة ، والخزفيات ، وغيرها من النتاجاتالفنية المعبرة عن البوح ، مما يصلح لإسناد فعل النص في المتلقي وتعزيز انفعاله وتفاعلهمعه . إن الدراسات العربية المختلفة بعواصم متعددة التي سلطت الضوء على التجربة العراقيةبالادب الرقمي من خلال التكنو -مثقف ( د-مشتاق) أكسبتها أهمية خاصة شملت ما جمعه الصحفيالمخضرم ناظم السعود في كتابيه وفي حواراته المتعدده عن تلك التجربة الشعرية ..
أما في قصائده المنشورة في ديوانه- الأعمالالشعرية الورقية غير الكاملة- فالقصائد ذات الهم الوطني والاخلاقي والانساني ممتلئةبالعافية من خلال الرموز والدلالات والانزياحات والتانص القرآني
متناولاً الهموم الابدية للأمة:
( لحيتي قصرت
حين طالت سواعد أمتي
وأخفت كفّها
في ملاذ الرقيق...!) .
فالتأويل يحمل عدة مستويات منها التراجعوالنكوص والرقيق وعبودية الفرد في التاريخ او الراهن
في مقطع جميل :
أنت تعرف أن الشتاء طويل هنا
والخريف بلا خضرة مهما طال الربيع...!
في قصيدة هائلة عن الامام الحسين -عليهالسلام يصور عظمة ذبيح الحرية..إلى المذبوح بحدّالفرات
لما أشحت عيونك
وبصرت كفّك في المدى
تلتفّ حول رماحهم...لتخونك!
صافحت كفّ الموت
...علّ دماك
تُورق في الثرى..لتكونك
....علّ دماك
تُوقظ في الفضا عرقاً
لينبض في فؤاد الريح
صاعقةً...تكونك
لقد استخدم شاعرنا الرائع كافة الاشكالالشعرية في الكتابة ،لعل المضمون وجماليته هو اساس الابداع الشعري وليس الشكل فحسب....(ثنائيةالافضاء)
معول إبراهيم إنكسرا
وكبير الآلهة انتصرا
وازورّت تزحف أمنية
تلعن من هاتيك القدرا
وفي (الميت) مقاصير تتوشح بلباس الجمالوبهاء السناء تتسم بالحبكة والاسلوبية الرفيعة وجماليات المضمون المدهش..
زر مرقدي في غدِ
وانشر سناك الندي
لعلني في سماك
أنزع مافي يدي
الميت:
زر مرقدي في غد وانشر سناك الندي
وافتح به كل باب ياواهب الفتح
من يدي
وفي يدي
زر مرقدي...!
إن القصائد المكتضة بالاسئلة الوجودية وصراعالانسان بين ثنائية ال جمال والقبح وصخب الحياة بكل مفارقاتها الاغتراب الداخلي والخارجيومرارة الاستبداد والدعوة الى النقاء والطهر تكتظ بها مشاعر الشاعر الانسانية بديوانهواعماله الورقية غير الكاملة.. وفي سحر الايقونة 4 مقعد حواري أمام الشاعر الرائد مشتاقعباس معن أجراه ناظم السعود ص97 يسأله السعود :في إحدى محاضراتك طرحت مفهوماً خاصاعن (التواصلية) فهل لك أن تضيء لي هذا المفهوم وكيف تتوضح هذه التواصلية من خلال التفاعليةالرقمية؟.
-: يصف الفلاسفة المعاصرون التواصلية أنها(مبحث عابر للحدود التقليدية) ذلك انها (رؤية نقدية للعلم والسياسة والاخلاق والتقنية،فالاخلاق في فلسفة التواصل النقدية لم تعد نهياً ولا أمراً ولا سلسلة محرمات وإكراهاتأو مجرد ايمان اعمى بمعتقدات ومثل وقيم، بل تخضع قواعدها للمجادلة والمحاججة المنطقيةبهدف استنباط معايير تضمن لها سبل تنظيم التواصل في المجتمع..........
ختاما أدعو الانسان العربي وحكوماته ومؤسساتهالمختلفة بالاهتمام بالعلوم الحديثة واهمها تقنية الحاسوب في التعليم،الطب،الهندسة،والادب،والفن، فلقد انتهت الامية الكومبيوترية ونحن مازلنا نقبع في الامية الحضارية....