البحار وأسرارها تلمح في القرآن
قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، ( الجاثية/ 12) .
و قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) ، ( لقمان/ 31) .
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)( الرحمن /19 -25 )
( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) ( الأنبياء / 30)
إن نعم الله تعالى على البشر لاتعد ولا تحصى , ومن هذه النعم هي نعمة الماء الذي هو أساس الحياة , كما قال تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) ( الانبياء / 30) ,لذا خلق الله سبحانه الماء بكثرة على الارض حيث جعله يشكل اكثر من ثلثي سطح الارض وذلك لعلمه بحاجة الناس الماسة له , لذلك فإن الماء نعمة كبرى من نعم الله تعالى على الانسان والحيوان على حدٍّ سواء , وله فوائد عظيمة بعضها نتفطن لها , وبعضها يغفل عنها الكثيرون , ومن هذه النعم التي قد لا نتنبّه لها هي كون الماء بهذه الخاصية من الكثافة ودرجة التبخر والانجماد والشفافية و اللزوجة والشد السطحي وسهولة الانسياب ...الى غير ذلك صفات الماء التي تجعل منه وسطا مثاليا للحياة البحرية وللغوص و لملاحة السفن والنقل البحري حيث ينقل يوميا عبرالبحار والمحيطات ملايين الاطنان من البضائع والوقود والاشخاص وقد يكون بعض هذه الحمولات ضخمة جدا يصعب نقلها حتى على اليابسة في حين اننا نرى نقلها بسهولة في عرض البحار.
اضافة الى ان البحار تعتبر مصدرا مهما للغذاء والدواء والكنوز كالؤلؤ والمرجان وغيرهما قال تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) .
كما وتعد البحار والمحيطات مصدرا مهما لمياه اليابسة لما يتصاعد منها من بخار يكّوّن الغيوم التي تمطر على اليابسة على شكل مياه او ثلوج فتتكون منها الانهار والبحيرات والعيون وغيرها .
كما وتعد البحار والمحيطات مصدرا مهما لمياه اليابسة لما يتصاعد منها من بخار يكّوّن الغيوم التي تمطر على اليابسة على شكل مياه او ثلوج فتتكون منها الانهار والبحيرات والعيون وغيرها .
وهناك نعمة أخرى قد لانستطيع ملاحظتها بسهولة الا وهي طريقة توزيع البحار والمحيطات على سطح الارض فهل تساءلنا يوما بأنه لو كانت اليابسة في جهة والبحار في الجهة المقابلة فكيف ستكون الامطار على المناطق الساحلية حيث ستكون غزيرة ومدمرة وبالمقابل ستكون الامطار في المناطق البعيدة عن السواحل قليلة قد ينتج عنها الجفاف وشحة المياه وكذلك سيكون ارتفاع المد في المناطق الساحلية عاليا قد يؤدي الى صعوبة الحياة فيها او انعدامها ربما .
وايضا قد يؤدي هذا الامر ـــ اي كون اليابسة في جهة , والبحار في الجهة الاخرى ـــ الى عدم توازن في دوران الكرة الارضية لان الثقل في جهة معينة ـــ وهي جهة اليابسة ـــ سيكون اكبر من باقي الجهات بسبب اختلاف كثافة الماء عن كثافة اليابسة وبنسبة كبيرة قد تصل الى ثلاثة اضعاف او اكثر .
وايضا قد يؤدي هذا الامر ـــ اي كون اليابسة في جهة , والبحار في الجهة الاخرى ـــ الى عدم توازن في دوران الكرة الارضية لان الثقل في جهة معينة ـــ وهي جهة اليابسة ـــ سيكون اكبر من باقي الجهات بسبب اختلاف كثافة الماء عن كثافة اليابسة وبنسبة كبيرة قد تصل الى ثلاثة اضعاف او اكثر .
الا تستحق هذه النعم التفكر والشكر (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (آل عمران /191)
تعليق