بقلم حسين العجرشي
كاتب واعلامي
يحلو لبعض الناس الاسهاب في الحديث والاطالة في الكلام اذا اراد احدهم ان يتكلم او يدلي بمعلومةٍ او يوصل فكره ، فانه يفصل فيها تفصيلا مهما ولا يوصل ما يريد ايصاله الا بعد مشقة وعناء .. واطالة مؤذية للجميع حيث يجول في بحر الكلمات بقاربه محاولاً التربع على عرش الكلمات وحروفها ، وقد شاع هذا النوع في العصر الحديث بشكل كبير وبواقع لا يمكن انكاره فتجد القاص يلتجأ الى استعمال ما يسمى ( الحشو الكلامي ) في لغتنا العامية ضنا منه السير في طريق الاستدراج الكلامي فتدخل على القصة احداث ما لو قيلت بشكل مبسط لوصلت الفكرة الى القارة حيث يشير الاستاذ عبد الكريم العامري في احدى اسئلته على المرأة يقول في مضمون كلامه ( هي عرش في حمائم العفة ) مقارنة بمن يحاول ان يصف المرأة بحديث يطول الى اسطر دون الوصول الى البذرة التي ينتظرها القارئ ومما اعجبني تلك القصة الرائعة التي نقلت من الادب العربي فيحكى ان احد الاعراب كان له ابن كثير الاطاله ، فجاء له يوم فقال له :
يا بني هلا اختصررت الكلام اذ لا تحسن الحديث ، فقال نعم .. ان شاءالله افعل
فذهب الابن ذات يوم الى السوق واشترى ثيابا ثم عاد الى والده وبيده الثياب ، فقال له والده : ما هذا يا بني ؟؟ فقال : جباعه ، فقال الوالد : وما جباعة من كلام العرب ؟؟
فقال الابن : جبة ودراعه ( اراد الاختصار ( فقال الوالد : ومن اين اشتريتها فقال الوالد : يا بني اضف الالف واللام فقال الابن : من سوقال فقال الوالد : يا بني قدم الالف واللام فقال : الف لام سوق فقال الوالد : ما يمنعك من ان تقول : من السوق ؟! قاتلك الله
وكان الولد لا يريد الا الاطاله غيظا في والده فهذا بحد ذاته يقود الفكر الى الملل لدى القارئ وكذلك العزوف عن القصة وتركها ، وقد يحاول البعض اللجوء الى هذا المنحنى ضنا منهم ان الاسهاب سيظهره بالمظهر اللائق امام الجميع وخاصة بانه سيمتلك روح التعبير والاسلوب الادبي الكبير الذي طالما فقده البعض ، متناسي ان الحكمة تقول ( خير الكلام ما قل ودل ) فمفهوم الاسهاب لا يمكن الحديث عنه بموضوع او موضوعين لان تفسيره يحتاج الى كم كبير من التحاليل الموضوعية والرؤى الفكرية المتجردة منه والمستصحبة للحلول الناجعة لهذا المفهوم ..
كاتب واعلامي
يحلو لبعض الناس الاسهاب في الحديث والاطالة في الكلام اذا اراد احدهم ان يتكلم او يدلي بمعلومةٍ او يوصل فكره ، فانه يفصل فيها تفصيلا مهما ولا يوصل ما يريد ايصاله الا بعد مشقة وعناء .. واطالة مؤذية للجميع حيث يجول في بحر الكلمات بقاربه محاولاً التربع على عرش الكلمات وحروفها ، وقد شاع هذا النوع في العصر الحديث بشكل كبير وبواقع لا يمكن انكاره فتجد القاص يلتجأ الى استعمال ما يسمى ( الحشو الكلامي ) في لغتنا العامية ضنا منه السير في طريق الاستدراج الكلامي فتدخل على القصة احداث ما لو قيلت بشكل مبسط لوصلت الفكرة الى القارة حيث يشير الاستاذ عبد الكريم العامري في احدى اسئلته على المرأة يقول في مضمون كلامه ( هي عرش في حمائم العفة ) مقارنة بمن يحاول ان يصف المرأة بحديث يطول الى اسطر دون الوصول الى البذرة التي ينتظرها القارئ ومما اعجبني تلك القصة الرائعة التي نقلت من الادب العربي فيحكى ان احد الاعراب كان له ابن كثير الاطاله ، فجاء له يوم فقال له :
يا بني هلا اختصررت الكلام اذ لا تحسن الحديث ، فقال نعم .. ان شاءالله افعل
فذهب الابن ذات يوم الى السوق واشترى ثيابا ثم عاد الى والده وبيده الثياب ، فقال له والده : ما هذا يا بني ؟؟ فقال : جباعه ، فقال الوالد : وما جباعة من كلام العرب ؟؟
فقال الابن : جبة ودراعه ( اراد الاختصار ( فقال الوالد : ومن اين اشتريتها فقال الوالد : يا بني اضف الالف واللام فقال الابن : من سوقال فقال الوالد : يا بني قدم الالف واللام فقال : الف لام سوق فقال الوالد : ما يمنعك من ان تقول : من السوق ؟! قاتلك الله
وكان الولد لا يريد الا الاطاله غيظا في والده فهذا بحد ذاته يقود الفكر الى الملل لدى القارئ وكذلك العزوف عن القصة وتركها ، وقد يحاول البعض اللجوء الى هذا المنحنى ضنا منهم ان الاسهاب سيظهره بالمظهر اللائق امام الجميع وخاصة بانه سيمتلك روح التعبير والاسلوب الادبي الكبير الذي طالما فقده البعض ، متناسي ان الحكمة تقول ( خير الكلام ما قل ودل ) فمفهوم الاسهاب لا يمكن الحديث عنه بموضوع او موضوعين لان تفسيره يحتاج الى كم كبير من التحاليل الموضوعية والرؤى الفكرية المتجردة منه والمستصحبة للحلول الناجعة لهذا المفهوم ..