هذه القصيدة الرائعة للشيخ علاء الدين الحلي في مدح أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
أعتقد أنها أفضل قصيدة في مدح صاحب اللواء وسيد الأوصياء
ومن يقول أن هناك قصيدة أجمل فلينشرها مع ذكر الشاعر ومن الله التوفيق .
القصيدة
يا عين ما سفحت غروب دماك * إلا بما ألهمت حب دماك
ولطول إلفك بالطلول أراك * أقمارا بزغن على غصون إراك
ما ريق دمعك حين راق لك الهوى * إلا لأمر في عناك عناك
لك ناظر في كل عضو ناضر * مناك تسويفا بلوغ مناك
كم نظرة أسلفت نحو سوالف * سامت أساك بها علاج أساك
فجنيت دون الورد وردا متلفا * وانهار دون شفاك فيه شفاك
يا بانة السعدي ما سلت ظباك * علي إلا من عيون ظباك
شعبت فؤادي في شعابك ظبية * تصمي القلوب بناظر فتاك
تبدو هلال دجى وتلحظ جؤذرا * وتميس دلا في منيع حماك
شمس تبوءت القلوب منازلا * مأنوسة عوضا عن الأفلاك
سكنت بها فسكونها متحرك * وجسومها ضعفت بغير حراك
أسدية الآباء إلا أن منتسب * الخؤولة من بني الأتراك
أشقيقة الحسبين هل من زورة * فيها يبل من الضنا مضناك؟
ماذا يضرك يا ظبية بابل * لو أن حسنك مثله حسناك؟
أنكرت قتل متيم شهدت له * خداك ما صنعت به عيناك؟
وخضبت من دمه بنانك عنوة * وكفاك ما شهدت به كفاك
حجبتك عن أسد أسود عرينها * وحماك لحظك عن أسود حماك
حجبوك عن نظري فيالله ما * أدناك من قلبي وما أقصاك
ضن الكرى بالطيف منك فلم يكن * إسراك بل هجر الكرى اسراك
ليت الخيال يجود منك بنظرة * إن كان عز على المحب لقاك
فأرقت أرض الجامعين فلا الصبا * عذب ولا طرف السحائب باكي
كلا ولا برد الكلا بيد الحبا * فيها يحاك ولا الحمام يحاكي
ودعت راحلة فكم من فاقد * باك وكم من مسعف متباكي
أبكي فراقكم الفريق فأعين * المشكو تبكي رحمة للشاكي
كنا وكنت عن الفراق بمعزل * حتى رمانا عامدا ورماك
وكذا الأولى من قبلنا بزمانهم * وثقوا فصيرهم حكاية حاكي
يا نفس لو أدركت حظا وافرا * لنهاك عن فعل القبيح نهاك
وعرفت من أنشأك من عدم إلى * هذا الوجود وصانعا سواك
وشكرت منته عليك وحسن ما * أولاك من نعمائه مولاك
أولاك حب محمد ووصيه * خير الأنام فنعم ما أولاك
فهما لعمرك علماك الدين في * الأولى وفي الأخرى هما علماك
وهما أمانك يوم بعثك في غد * وهما إذا انقطع الرجاء رجاك
وإذا الصحائف في القيامة نشرت * سترا عيوبك عند كشف غطاك
وإذا وقفت على الصراط تبادرا * فتقدماك فلم تزل قدماك
وإذا انتهيت إلى الجنان تلقياك * وبشراك بها فيا بشراك
هذا رسول الله حسبك في غد * يوم الحساب إذا الخليل جفاك
ووصيه الهادي أبو حسن إذا * أقبلت ظامية إليه سقاك
فهو المشفع في المعاد وخير من * علقت به بعد النبي يداك
وهو الذي للدين بعد خموله * حقا أراك فهذبت آراك
لولاه ما عرف الهدى ونجوت من * متضايق الاشراك والاشراك
هو فلك نوح بين ممتسك به * ناج ومطرح مع الهلاك
كم مارق من مازق قد غادرت * مزقا حدود حسامه البتاك
سل عنه بدرا حين بادر قاصم * الأملاك قائد موكب الأملاك
من صب صوب دم الوليد ومن ترى * أخلا من الدهم الحماة حماك؟
واسئل فوارسها بأحد من ترى * ألقاك وجه الحتف عند لقاك؟
وأطاح طلحة عند مشتبك القنا * ولواك قسرا عند نكس لواك؟
واسئل بخيبر خابريها من ترى * عفى فناك ومن أباح فناك؟
وأذاق مرحبك الردى وأحله * ضيق الشباك وفل حد شباك؟
واستخبري الأحزاب لما جردت * بيض المذاكي فوق جرد مذاكي
واستشعرت فرقا جموعك إذ غدت فرقا وأدبر إذ قفاك قفاك
قد قلت حين تقدمته عصابة * جهلوا حقوق حقيقة الإدراك
لا تفرحي فبكثر ما استعذبت في * أولاك قد عذبت في أخراك
يا أمة نقضت عهود نبيها * أفمن إلى نقض العهود دعاك؟
وصاك خيرا بالوصي كأنما * متعمدا في بغضه وصاك
أولم يقل فيه النبي مبلغا: * هذا عليك في العلى أعلاك
وأمين وحي الله بعدي وهو في * إدراك كل قضية أدراك
والمؤثر المتصدق الوهاب إذ * ألهاك في دنياك جمع لهاك
إياك أن تتقدميه فإنه * في حكم كل قضية أقضاك
فأطعت لكن باللسان مخافة * من بأسه والغدر حشو حشاك
حتى إذا قبض النبي ولم يطل * يوما مداك له سننت مداك
وعدلت عنه إلى سواه ضلالة * ومددت جهلا في خطاك خطاك
وزويت بضعة أحمد عن إرثها * ولبعلها إذ ذاك طال أذاك
يا بضعة الهادي النبي وحق من * أسماك حين تقدست أسماك
لا فاز من نار الجحيم معاند * عن إرث والدك النبي زواك
أتراه يغفر ذنب من أقصاك عن * سخط وأسخط إذ أباك أباك
كلا ولا نال السعادة من غوى * وعدا لك ممتسكا بحبل عداك
يا تيم لا تمت عليك سعادة * لكن دعاك إلى الشقاء شقاك
لولاك ما ظفرت علوج أمية * يوما بعترة أحمد لولاك
تالله ما نلت السعادة إنما * أهواك في نار الجحيم هواك
أنى استقلت وقد عقدت لآخر * حكما فكيف صدقت في دعواك
ولأنت أكبر يا عدي عداوة * والله ما عضد النفاق سواك
لا كان يوم كنت فيه وساعة * فض النفيل بها ختام صهاك
وعليك خزي يا أمية دائما * يبقى كما في النار دام بقاك
هلا صفحت عن الحسين ورهطه * صفح الوصي أبيه عن آباك؟
وعففت يوم الطف عفة جده * المبعوث يوم الفتح عن طلقاك؟
أفهل يد سلبت إماءك مثل ما * سلبت كريمات الحسين يداك؟
أم هل برزن بفتح مكة حسرا * كنسائه يوم الطفوف نساك؟
يا أمة باءت بقتل هداتها * أفمن إلى قتل الهداة هداك؟
أم أي شيطان رماك بغيه؟ * حتى عراك وحل عقد عراك
بئس الجزاء لأحمد في آله * وبنيه يوم الطف كان جزاك
فلئن سررت بخدعة أسررت في * قتل الحسين فقد دهاك دهاك
ما كان في سلب ابن فاطم ملكه * ما عنه يوما لو كفاك كفاك
لهفي؟؟ لجسد؟؟ بالعرا * شلوا تقلبه حدود ظباك
لهفي على الخد التريب تخده * سفها بأطراف القنا سفهاك
لهفي لآلك يا رسول الله في * أيدي الطغاة نوائحا وبواكي
ما بين نادبة وبين مروعة * في أسر كل معاند أفاك
تالله لا أنساك زينب والعدا * قسرا تجاذب عنك فضل رداك
لم أنس لا والله وجهك إذ هوت * بالردن ساترة له يمناك
حتى إذا هموا بسلبك صحت باسم أبيك واستصرخت ثم أخاك
لهفي لندبك باسم ندبك وهو مجروح الجوارح بالسياق يراك
تستصرخيه أسى وعز عليه أن * تستصرخيه ولا يجيب نداك
والله لو أن النبي وصنوه * يوما بعرصة كربلا شهداك
لم يمس منهتكا حماك ولم تمط * يوما أمية عنك سجف خباك
يا عين إن سفحت دموعك فليكن * أسفا على سبط الرسول بكاك
وابكي القتيل المستضام ومن بكت * لمصابه الأملاك في الأفلاك
أقسمت يا نفس الحسين ألية * بجميل حسن بلاك عند بلاك
لو أن جدك في الطفوف مشاهد * وعلى التراب تريبة خداك
ما كان يؤثر أن يرى حر الصفا * يوما وطاك ولا الخيول تطاك
أو أن والدك الوصي بكربلا * يوما على تلك الرمول يراك
لفداك مجتهدا وود بأنه * بالنفس من ضيق الشراك شراك
عالوك لما أن علوت فآه من * خطب نراه على علاك علاك
قد كنت شمسا يستضاء بنورها * يعلو على هام السماك سماك
وحمى يلوذ به المخوف ومنهلا * عذبا يصوب نداك قبل نداك
ما ضر جسمك حر جندلها وقد * أضحى سحيق المسك ترب ثراك
فلئن حرمت من الفرات وورده؟ فمن الرحيق العذب ري صداك
ولئن حرمت من الفرات وورده؟ فمن الرحيق العذب ري صداك
ولئن حرمت نعيمها الفاني؟ فمن * دار البقاء تضاعفت نعماك
ولئن بكتك الطاهرات لوحشة؟ فالحور تبسم فرحة بلقاك
ما بت في حمر الملابس غدوة * إلا انثنت خضرا قبيل مساك
إني ليقلقني التلهف والأسى * إذ لم أكن بالطف من شهداك
لأقيك من حر السيوف بمهجتي * وأكون إذ عز الفداء فداك
ولئن تطاول بعد حينك بيننا * حين ولم أك مسعدا سعداك؟
فلأبكينك ما استطعت بخاطر * تحكي غرائبه غروب مداك
وبمقول ذرب اللسان أشد من * جند مجندة على أعداك
ولقد علمت حقيقة وتوكلا * أني سأسعد في غد بولاك
وولاء جدك والبتول وحيدر * والتسعة النجباء من ابناك
قوم عليهم في المعاد توكلي * وبهم من الأسر الوثيق فكاكي
فليهن عبدكم " عليا " فوزه * بجنان خلد في جنان علاك
صلى عليك الله ما أملاكه * طافت مقدسة بقدس حماك
(الشاعر) *
العالم الاديب الفاضل أبو الحسن علاء الدين الشيخ علي بن الحسين الحلي الشفهيني من شعراء القرن الثامن الهجري
((شعراء الغديرتأليف العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني))
ومن يقول أن هناك قصيدة أجمل فلينشرها مع ذكر الشاعر ومن الله التوفيق .
القصيدة
يا عين ما سفحت غروب دماك * إلا بما ألهمت حب دماك
ولطول إلفك بالطلول أراك * أقمارا بزغن على غصون إراك
ما ريق دمعك حين راق لك الهوى * إلا لأمر في عناك عناك
لك ناظر في كل عضو ناضر * مناك تسويفا بلوغ مناك
كم نظرة أسلفت نحو سوالف * سامت أساك بها علاج أساك
فجنيت دون الورد وردا متلفا * وانهار دون شفاك فيه شفاك
يا بانة السعدي ما سلت ظباك * علي إلا من عيون ظباك
شعبت فؤادي في شعابك ظبية * تصمي القلوب بناظر فتاك
تبدو هلال دجى وتلحظ جؤذرا * وتميس دلا في منيع حماك
شمس تبوءت القلوب منازلا * مأنوسة عوضا عن الأفلاك
سكنت بها فسكونها متحرك * وجسومها ضعفت بغير حراك
أسدية الآباء إلا أن منتسب * الخؤولة من بني الأتراك
أشقيقة الحسبين هل من زورة * فيها يبل من الضنا مضناك؟
ماذا يضرك يا ظبية بابل * لو أن حسنك مثله حسناك؟
أنكرت قتل متيم شهدت له * خداك ما صنعت به عيناك؟
وخضبت من دمه بنانك عنوة * وكفاك ما شهدت به كفاك
حجبتك عن أسد أسود عرينها * وحماك لحظك عن أسود حماك
حجبوك عن نظري فيالله ما * أدناك من قلبي وما أقصاك
ضن الكرى بالطيف منك فلم يكن * إسراك بل هجر الكرى اسراك
ليت الخيال يجود منك بنظرة * إن كان عز على المحب لقاك
فأرقت أرض الجامعين فلا الصبا * عذب ولا طرف السحائب باكي
كلا ولا برد الكلا بيد الحبا * فيها يحاك ولا الحمام يحاكي
ودعت راحلة فكم من فاقد * باك وكم من مسعف متباكي
أبكي فراقكم الفريق فأعين * المشكو تبكي رحمة للشاكي
كنا وكنت عن الفراق بمعزل * حتى رمانا عامدا ورماك
وكذا الأولى من قبلنا بزمانهم * وثقوا فصيرهم حكاية حاكي
يا نفس لو أدركت حظا وافرا * لنهاك عن فعل القبيح نهاك
وعرفت من أنشأك من عدم إلى * هذا الوجود وصانعا سواك
وشكرت منته عليك وحسن ما * أولاك من نعمائه مولاك
أولاك حب محمد ووصيه * خير الأنام فنعم ما أولاك
فهما لعمرك علماك الدين في * الأولى وفي الأخرى هما علماك
وهما أمانك يوم بعثك في غد * وهما إذا انقطع الرجاء رجاك
وإذا الصحائف في القيامة نشرت * سترا عيوبك عند كشف غطاك
وإذا وقفت على الصراط تبادرا * فتقدماك فلم تزل قدماك
وإذا انتهيت إلى الجنان تلقياك * وبشراك بها فيا بشراك
هذا رسول الله حسبك في غد * يوم الحساب إذا الخليل جفاك
ووصيه الهادي أبو حسن إذا * أقبلت ظامية إليه سقاك
فهو المشفع في المعاد وخير من * علقت به بعد النبي يداك
وهو الذي للدين بعد خموله * حقا أراك فهذبت آراك
لولاه ما عرف الهدى ونجوت من * متضايق الاشراك والاشراك
هو فلك نوح بين ممتسك به * ناج ومطرح مع الهلاك
كم مارق من مازق قد غادرت * مزقا حدود حسامه البتاك
سل عنه بدرا حين بادر قاصم * الأملاك قائد موكب الأملاك
من صب صوب دم الوليد ومن ترى * أخلا من الدهم الحماة حماك؟
واسئل فوارسها بأحد من ترى * ألقاك وجه الحتف عند لقاك؟
وأطاح طلحة عند مشتبك القنا * ولواك قسرا عند نكس لواك؟
واسئل بخيبر خابريها من ترى * عفى فناك ومن أباح فناك؟
وأذاق مرحبك الردى وأحله * ضيق الشباك وفل حد شباك؟
واستخبري الأحزاب لما جردت * بيض المذاكي فوق جرد مذاكي
واستشعرت فرقا جموعك إذ غدت فرقا وأدبر إذ قفاك قفاك
قد قلت حين تقدمته عصابة * جهلوا حقوق حقيقة الإدراك
لا تفرحي فبكثر ما استعذبت في * أولاك قد عذبت في أخراك
يا أمة نقضت عهود نبيها * أفمن إلى نقض العهود دعاك؟
وصاك خيرا بالوصي كأنما * متعمدا في بغضه وصاك
أولم يقل فيه النبي مبلغا: * هذا عليك في العلى أعلاك
وأمين وحي الله بعدي وهو في * إدراك كل قضية أدراك
والمؤثر المتصدق الوهاب إذ * ألهاك في دنياك جمع لهاك
إياك أن تتقدميه فإنه * في حكم كل قضية أقضاك
فأطعت لكن باللسان مخافة * من بأسه والغدر حشو حشاك
حتى إذا قبض النبي ولم يطل * يوما مداك له سننت مداك
وعدلت عنه إلى سواه ضلالة * ومددت جهلا في خطاك خطاك
وزويت بضعة أحمد عن إرثها * ولبعلها إذ ذاك طال أذاك
يا بضعة الهادي النبي وحق من * أسماك حين تقدست أسماك
لا فاز من نار الجحيم معاند * عن إرث والدك النبي زواك
أتراه يغفر ذنب من أقصاك عن * سخط وأسخط إذ أباك أباك
كلا ولا نال السعادة من غوى * وعدا لك ممتسكا بحبل عداك
يا تيم لا تمت عليك سعادة * لكن دعاك إلى الشقاء شقاك
لولاك ما ظفرت علوج أمية * يوما بعترة أحمد لولاك
تالله ما نلت السعادة إنما * أهواك في نار الجحيم هواك
أنى استقلت وقد عقدت لآخر * حكما فكيف صدقت في دعواك
ولأنت أكبر يا عدي عداوة * والله ما عضد النفاق سواك
لا كان يوم كنت فيه وساعة * فض النفيل بها ختام صهاك
وعليك خزي يا أمية دائما * يبقى كما في النار دام بقاك
هلا صفحت عن الحسين ورهطه * صفح الوصي أبيه عن آباك؟
وعففت يوم الطف عفة جده * المبعوث يوم الفتح عن طلقاك؟
أفهل يد سلبت إماءك مثل ما * سلبت كريمات الحسين يداك؟
أم هل برزن بفتح مكة حسرا * كنسائه يوم الطفوف نساك؟
يا أمة باءت بقتل هداتها * أفمن إلى قتل الهداة هداك؟
أم أي شيطان رماك بغيه؟ * حتى عراك وحل عقد عراك
بئس الجزاء لأحمد في آله * وبنيه يوم الطف كان جزاك
فلئن سررت بخدعة أسررت في * قتل الحسين فقد دهاك دهاك
ما كان في سلب ابن فاطم ملكه * ما عنه يوما لو كفاك كفاك
لهفي؟؟ لجسد؟؟ بالعرا * شلوا تقلبه حدود ظباك
لهفي على الخد التريب تخده * سفها بأطراف القنا سفهاك
لهفي لآلك يا رسول الله في * أيدي الطغاة نوائحا وبواكي
ما بين نادبة وبين مروعة * في أسر كل معاند أفاك
تالله لا أنساك زينب والعدا * قسرا تجاذب عنك فضل رداك
لم أنس لا والله وجهك إذ هوت * بالردن ساترة له يمناك
حتى إذا هموا بسلبك صحت باسم أبيك واستصرخت ثم أخاك
لهفي لندبك باسم ندبك وهو مجروح الجوارح بالسياق يراك
تستصرخيه أسى وعز عليه أن * تستصرخيه ولا يجيب نداك
والله لو أن النبي وصنوه * يوما بعرصة كربلا شهداك
لم يمس منهتكا حماك ولم تمط * يوما أمية عنك سجف خباك
يا عين إن سفحت دموعك فليكن * أسفا على سبط الرسول بكاك
وابكي القتيل المستضام ومن بكت * لمصابه الأملاك في الأفلاك
أقسمت يا نفس الحسين ألية * بجميل حسن بلاك عند بلاك
لو أن جدك في الطفوف مشاهد * وعلى التراب تريبة خداك
ما كان يؤثر أن يرى حر الصفا * يوما وطاك ولا الخيول تطاك
أو أن والدك الوصي بكربلا * يوما على تلك الرمول يراك
لفداك مجتهدا وود بأنه * بالنفس من ضيق الشراك شراك
عالوك لما أن علوت فآه من * خطب نراه على علاك علاك
قد كنت شمسا يستضاء بنورها * يعلو على هام السماك سماك
وحمى يلوذ به المخوف ومنهلا * عذبا يصوب نداك قبل نداك
ما ضر جسمك حر جندلها وقد * أضحى سحيق المسك ترب ثراك
فلئن حرمت من الفرات وورده؟ فمن الرحيق العذب ري صداك
ولئن حرمت من الفرات وورده؟ فمن الرحيق العذب ري صداك
ولئن حرمت نعيمها الفاني؟ فمن * دار البقاء تضاعفت نعماك
ولئن بكتك الطاهرات لوحشة؟ فالحور تبسم فرحة بلقاك
ما بت في حمر الملابس غدوة * إلا انثنت خضرا قبيل مساك
إني ليقلقني التلهف والأسى * إذ لم أكن بالطف من شهداك
لأقيك من حر السيوف بمهجتي * وأكون إذ عز الفداء فداك
ولئن تطاول بعد حينك بيننا * حين ولم أك مسعدا سعداك؟
فلأبكينك ما استطعت بخاطر * تحكي غرائبه غروب مداك
وبمقول ذرب اللسان أشد من * جند مجندة على أعداك
ولقد علمت حقيقة وتوكلا * أني سأسعد في غد بولاك
وولاء جدك والبتول وحيدر * والتسعة النجباء من ابناك
قوم عليهم في المعاد توكلي * وبهم من الأسر الوثيق فكاكي
فليهن عبدكم " عليا " فوزه * بجنان خلد في جنان علاك
صلى عليك الله ما أملاكه * طافت مقدسة بقدس حماك
(الشاعر) *
العالم الاديب الفاضل أبو الحسن علاء الدين الشيخ علي بن الحسين الحلي الشفهيني من شعراء القرن الثامن الهجري
((شعراء الغديرتأليف العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني))
تعليق