إن لأهل البيت (عليهم السلام) منزلة عظيمة عند الله تعالى ومنزلتهم وكرامتهم على الله بعد وفاتهم لا تقل عنها في حياتهم ، فكم وردتنا من الروايات التي تذكر حوادث وقعت عند قبورهم (عليهم السلام) منها هذه الحادثة :
عن محمد بن إبراهيم بن أبي السلاسل ، عن أبي عبد الله الباقطاني قال: ضمني عبيدالله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري وكان قائدا من قواد السلطان أكتب له، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض، حتى يديه ورجليه كانا كذلك وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير، وكان يتفقأ(1) مع ذلك مدة منتنة، قال: فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرني ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه، فقعدت فسألته فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان فحدثني قال: وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين، وإجراء الماء عليه، فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فقال:
" لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما امرتم به في قبر الحسين ! "
فلما أصبحنا جاؤوا يستحثوني في المسير فسرت معهم حتى وفينا كربلاء وفعلنا ما أمرنا به المتوكل فرأيت النبي في المنام فقال:
" ألم آمرك أن لا تخرج معهم ؟ ولا تفعل فعلهم ؟ فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا ؟ "
ثم لطمني وتفل في وجهي فصار وجهي مسودا كما ترى، وجسمي على حالته الاولى. (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) تفقأ الدمل والقرح تشقق.
(2) بحار الأنوار - (45 / 395)
تعليق