إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وأنا مِنْ حَيثُ أمْضي لا أعودْ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وأنا مِنْ حَيثُ أمْضي لا أعودْ

    وأنا مِنْ حَيثُ أمْضي لا أعودْ
    لا يختلف اثنان على إن احترام الزمن، وجدولة الوقت يعتبر عاملاً مهماً من عوامل تقدم الدول وتطورها..وقد ورد في الأحاديث الكريمة ما مضمونه أن الإنسان يؤتى يوم القيامة بثلاثة صناديق الأول فيه صور جميلة والثاني فيه صور قبيحة والثالث فارغ فيسأل عنها فيقال له أما الأول فهو الوقت الذي ملأته بالأعمال الخيرة الطيبة والثاني هو الوقت الذي ملأته بالأفعال القبيحة وأما الصندوق الفارغ فهو الوقت الذي أهدرته دون عمل نافع . انطلاقاً من هذا المعنى نطرح التساؤل التالي : كيف يذهب الوقت سدى؟ أعتقد أن المتقصي لإجابة هذا السؤال ،من الممكن أن يملأ مجلداً كبيراً على أقل تقدير.. وهنا لنا إطلالة قصيرة على مواقف متكررة يومياً يذهب فيها الوقت أدراج الرياح بسبب التفريط وعدم الاعتدال في تنظيم الوقت بالأسلوب الجيد والمتزن، وعدم الاستفادة من هذه الطاقة التي أنعم الله علينا بها.. · دون ملل أو كلل يقضي الكثيرون ساعات متطاولة أمام شاشات التلفزيون ومشاهدة البرامج التي لا طائل منها غالباً وعندما تسألهم لماذا هذا الهوس بالتلفزيون يأتي الجواب الكلاسيكي (وأين نذهب ؟!.. نريد قضاء الوقت) · يكاد البعض أن يعتكف في المقاهي وصالات الألعاب وينسى نفسه وهو يلعب القمار حتى ساعات متأخرة من الليل بل وحتى أذان الفجر! · يهيم البعض بالألعاب الألكترونية أو الرياضية ومواقع الإنترنيت إلى حد لا تجده إلا أمام جهاز الألعاب أو جهاز الحاسوب أو في ملعب كرة القدم لاعباً أو مشاهداً..ولا وقت لآي واجب آخر. · لا يفتأ البعض لاسيما النساء عن التجوال في الأسواق لحاجة ولغير حاجة وإلى جانب مضيعة الوقت ترى مضيعة المال الذي يهدر على لاشيء..وتبرير هذا هو القول الشهير (نريد نشوف ..شكو ماكو؟!) · تكاد الأرصفة والمقاهي أن تأن من الجموع الكبيرة التي تزدحم فيها يومياً من مختلف الفئات وبدون مغزى (كل حزب بما لديهم ....)، فهنا يتجمع الطلبة وهناك يلتقي المدرسون والمعلمون.. وفي ذلك الجانب يتواجد المتقاعدون والعاطلون ..و..و إن الحديث لذو شجون. · هناك عدد لا يستهان به من الموظفين ممن رفع شعار(راجع غداً) أو (تعال بعد يومين) بينما يقضي وقته بتجاذب أطراف الحديث مع زملاءه متناسياً طوابير المواطنين التي تنتظر إكمال معاملاتها على قضبان شبابيك الدوائر الرسمية فيضيع وقت الموظف والمواطن معاً.. (وإلى الله المُشتكى وعليه المعوَّل) وهذا يذكرني بقصة وقعت لأحدهم : يحكى أن أحد الموظفين لم يستلم مرتبه الشهري فقام بمراجعة حسابات دائرته وعندما سال الموظفة المسؤولة عن صرف الرواتب حول المشكلة أجابت : أرجو المعذرة يا أستاذ لوجود بعض التقصير في أداء العمل ولكن تمت معالجة الخلل وسيصرف الراتب هذا اليوم ولكن يتوجب الانتظار لساعتين لإنهاء التدقيق (كان الوقت عندها الساعة الثامنة صباحاً).. فاضطر الموظف المغلوب على أمره إلى البقاء في تلك الدائرة لأكثر من ساعتين ونصف في جو حار وخانق من أيام تموز المرعبة بحرارتها.. وبعد وقت الانتظار هذا كله وصله (الاعتذار) التالي : متأسفين جداً لم نستطع إكمال العمل .. راجـِع الدائرة بعد يومين ، فغادر المسكين المكان وهم يتمتم بين شفتيه أبياتاً من الشعر يذكرها منذ الدراسة الابتدائية:
    ثم قال الوقتُ للناسٍ وداعـــــاً * إنَّني أنفـَسُ شيءٍ في الوجـودْ

    ترجع الأوراقُ والطيرُ جميعاً * وأنا من حيث أمضي لا أعودْ


    صادق مهدي حسن

    يا أرحم الراحمين

  • #2
    السلامُ عليكُم وَ رحمة الله وبركاته
    ما اروعها من مقالة
    وما اجمل اسلوب الطرح
    شدني جِداً

    بالفعل
    نحن دائما نردد عبارة : نريد نشوف شكو ماكو
    حينما يوجه لنا استفسارا عن سبب اضاعتنا للوقت بالتلفاز او الهاتف او شاشات الكومبيوتر
    متناسين ان كل دقيقة منه هي من اعمارنا . .
    ونحن نمضي في هدر اعمارنا على لا شيء


    احسنتُم اخي
    وبارككم الله
    اتمنى ان نلتفت جميعاً . . لاثمن ما في الوجود ..


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X