أحسستُ تجاهها بعطفٍ شديدٍ ومودةٍ أكبر من قلبي نفسه , مودة جديدة غريبة النوع , تختلف عن سابق المودة التي تملأ كياني حين أرى مريضا , كنتُ أحس ناحيتهم بعطف شديد ألام عليه في كثير من الأحايين فلا يجدر بطالبِ الطب الذي سيصبح يوما \" طبيبا \" أن يكون على كل هذا الشعور الفيّاض , كل تلك الكلمات وأكثر كنت أسمعها وأراها ممن حولي ,
ولكني لم آبه يوما بما أسمع و أرى , فلم يهمني يوما أن أكون طبيبا بقدر ما يهمني أن أكون إنسانا ....
دخلت الى غرفة العناية المركزة وبدأت المح الوجوه المزروعة في أجساد تتحول كلها إلى عيون ما ان ترى داخلا قد دخل , وما بين الصخب الشديد الدائر حولي , لمحت في نفسي سكونا وهدوء وأنا أنظر صوب تلك المرأة الراقدة في شبه إغفاء..
اقتربت نحوها بكل جسدي وحواسي ورأيتها وقد ابتعدت عيناها عن كل ما يبعدها عن الانتباه لي , فرغم مرضها ابتسمت لي وأنا أقلب ملف المرض الخاص بها ..
ومن استقبالها لي أحسست بخجل شديد وأنا الذي سيذيب أذنها بأسئلته , وقلت لها بعدما حقنت فيّ ابتسامتها شجاعة كافية:
- لن أتعبكِ كثيرا , كم سؤال إن سمحتِ
فلم تجب سوى بابتسامة فهمت من خلالها إنها من ذلك النوع الذي يرتاح من أول نظرة ويبدو أنها إرتاحت لي ..
ومرت دقائق وأنا أدون أجوبتها وأسجلها قبل أن يأتي الدكتور المحاظر ....
لحظات إنتهيت فيها من اعداد نفسي لتقديم الحالة المرضية للأستاذ وإستعنت بكل ما دفعت إبتسامة تلك المرأةــ التي لم يمنعها شيء من الإبتسام ــ على التجلد وأنا أقابل الطبيب والأستاذ الذي لا يرضى عن شيء إلا نفسه
ومرت لحظات حتى تجمع الطلبة ومعهم الأستاذ وبدأت بتقديم الحالة وبدأ هو بمناقشة الحالة , بينما تقلب المرأة المريضة النظر في وجوهنا فتبتسم تارة وتتجهم تارة أخرى , وبين كلمة وأخرى كانت المرأة تقلب الهاتف النقال كمن ينتظر خبرا هاما, وبينما الأستاذ مشغولا بالحالة وشرحها وفيما يجب أن يُعمل من فحوصات للمريضة ويسألها عن فحص بعد آخر فتكتفي بهز رأسها علامة النفي ويلعن الأستاذ النظام الصحي المتردي ويستشهد بأيام دراسته وعمله في إنكلترا وما يجب وفعله وما فُعل هنا ,
رن جرس هاتفها فرفض الأستاذ طلبها بالرد بينما تردد هي نفس الجملة التي مفادها إنها تنظر إبنها ولا أعرف لماذا كنت أرى في عينيها حزنا دفينا وقلقا يتفاقم لحظة بعد أخرى .. بعد كل رنة لهاتفها يضجر الأستاذ فقالت :
- لا بد أنه بني قد وصل
فقال الاستاذ
- الزيارة ممنوعة الآن
- ولكنه ابني !!
وشرد بي الخيال وأنا اسمع منها هذه الجملة وكأنها تعلن أن اشتياقها لا يخضع لقانون , نعم ذلك هو الاحساس بالاشتياق لا هوادة فيه كالحرب , لا يعرف القوانين ولعنتُ في داخلي تلك القوانين , حين لمحت في عينيها ذلك الاحساس وهي تقول للدكتور الأستاذ :
- ولكني أريد ان اراه
فقال لها بحزم
- لقد قلت: الآن محاظرة ولا يجوز دخوله
- ولكنه ابني
- عرفنا !! ولكنه لن يطير بعد قليل سترينه
- ومن قال بأني سأعيش لبعد قليل
- لن تموتي !!
وهكذا ضلت مشغولة عنا وانمحت ابتسامتها شيئا فشيء
وبينما يواصل الاستاذ الحديث فاذا بنا نسمع في الخارج لغطا كبيرا وصياحا شغل المكان وشغلنا عن الدرس , لابد وان شجارا قد نشب فتحرك الدكتور إلى حيث المكان, الذي ينبعث منه الصياح وتسللنا في أثره وفضول يملئنا
وصلنا فتبين لنا أن الصوت ينبعث من الباب الرئيسي الذي يزدحم أمامه العوّاد والمرضى ملقين بعض كلمات الرجاء على باب موصد , تحكمه مسامع الشرطة الواقفين كجلمود أصم ولكن في اللحظة التي وصلنا بها لم يكن أي جمود يعتليهم فقد تحولوا إلى كتل من هياج تنهال ضربا على فتى رقيق كان مطروحا تدوس صدره قبضات بنادقهم ,وبضربة على صدره فقد الوعي فتدخل الاستاذ اخيرا وقال :
- ماذا حصل
فقال أحد الحرس وهو يرمق الفتى الطريح بحنق
- لقد اعتدى علينا
- لماذا ؟
- كان ينوي الدخول عنوة
- ولِمَ منعتموه من الدخول ؟
- بناءا على تعليمات حضراتكم (وما ان سمع الاستاذ كلمة حضراتكم حتى رمق الحارس بنظرة رضا ) وقال
- هل كان مريضا
- لا , كان يريد زيارة أمه
- وما به الآن مغشيا
- مجرد تربيته بسيطة على صدره
- لا بأس
ونُقل الفتى إلى الطوارئ ورجعنا إلى حيث المريضة لنكمل المحاضرة فسألتنا
- ماذا حصل
فقال الدكتور بجمود
- لا شيء ولد غير مهذب أحدث ضجيجا
- هل كان ابني
- لا اعلم
- ابني لم يتصل منذ ان سمعنا الصياح ولكنه مهذب
ولم تلقَ جوابا لأن الدكتور التفت نحونا وأخذ يسألنا الواحد تلو الآخر, بينما أنشغل أنا بالتفكير بأمر الفتى وماذا حصل ,لم أعد استطيع مواصلة الدرس لشرودي بذلك الموقف وتيقني بأني لو سُألت عن اسمي فلن يكون باستطاعتي الاجابة مطلقا فقد تحول كل ما فيّ من عقل الى صورة لذلك الفتى وصورة لقلق المرأة الذي ازداد تدريجيا وازداد معه جمود الاستاذ وبت متيقنا ان أفضل حل هو الخروج بعد الاستئذان , ومرة أخرى استعين بهذه المرأة ولكن هذه المرة استعنت بوجومها ليمدني بشجاعة أستأذن بها من الاستاذ وأخرج
وفعلا تجلدت وخرجت بعد ان استأذنت من الاستاذ وكأني سجين فر من سجن , انطلقت هاربا قصدت بهروبي غرفة الطوارئ عليّ أجد فيها ما يطمني على ذلك الشاب الذي رُسمت صورته في ذاكرتي وطال الممر أو قصر لا أعلم ذلك فقد وصلت إلى الطوارئ ولم أجد الفتى بل سألت الطبيب المتواجد هناك عنه فقال :
- He dead
- Why ?
- Ventricular febrillation
كدت اقع لولا جدار كان قد سندني وضلت كلمات الدكتور تردد في ذاكرتي لقد \"مات\" \"فرفرة البطين \"
وأدركت بعد لحظة ذهول أن جريمة قد وقعت وأدركت حين خرجت ورأيت الحراس يضحكون ويدخنون السجائر ويطردون الناس أني مشترك بهذه الجريمة لا بل كلنا مشتركون بها وفورا تذكرت المرأة التي كدت أنسها لولا أن الفتى ذكرني بابنها الذي تنتظره وصار كل رأسي شكوك أطردها تارة وأذعن لها تارة أخرى , وما بين طردي للشكوك واذعاني لها , صرت أرى أن قدمي لم تحملني البته وكدت أجلس لولا أن الاذعان لهذه الشكوك تغلب على طردي لها وصرت أحمل نفسي وأجر بخوف رهيب فقد ملأت نفسي شكوك
وتأكدت أن لا مناص من الاذعان لشكوكي نعم لابد وان الفتى الذي مات أو قُتل بالاحرى هو ابن نفس المرأة وما بين شكوكي ورغبة ضئيلة بقتلها بأمل ربما أجده في الطوارئ
وسرت بخطى وئيدة قاصدا الطوارئ وما ان وصلت حتى ركضت نحو الطبيب طالبا منه استمارة الفتى ولم يتكلم الدكتور بل اكتفى بالاشارة الى مكان الاستمارة وصرت أعدو نحوها أفترست المعلومات الواردة فيها
نعم , يا ليتني مت قبل هذا فعلا لم تكن تلك الظنون ولا الأحاسيس مجرد بعض من الأثم انه ابنها حقا وكررت قراءة الاسم المسجل في خانة اسم الام الف مرة ولم يتغير شيئا , تمنيت لو أن عمى أصابني ويأتي أحدهم ويقرأ لي ما قرأت ويكذب ظني الذي أصبح الآن يقينا ولكن لم أصب بالعمى والأسم نفسه هو , هو
وقلت في نفسي هل سيرسل إلى قسم الطب العدلي علّ ذلك يخفف من إحساسي شيئا ورحت أقرا سبب الوفاة المكتوب في الاستمارة ولكن لا اشارة في الاستمارة على ان الميت قد تلقى ضربا ولا شيء من هذا القبيل فليس لهم بحاجة الى اضاعة الوقت بتحقيق وروتين لن يفض الى شيء !!
وسرت ولا أعلم ماذا أفعل وأنا أنظر صوب الحراس الضاحكين ملء أفواههم وأنا بطريقي سائرا وما بين الذهول والدهشة واذا بي أرى زملائي قد خرجوا فرحين بانتهاء الدرس وضحكوا حين رأوني وقالوا
- لماذا لم تعد لقد إعتبرك الاستاذ غائبا
ولكني لم آبه يوما بما أسمع و أرى , فلم يهمني يوما أن أكون طبيبا بقدر ما يهمني أن أكون إنسانا ....
دخلت الى غرفة العناية المركزة وبدأت المح الوجوه المزروعة في أجساد تتحول كلها إلى عيون ما ان ترى داخلا قد دخل , وما بين الصخب الشديد الدائر حولي , لمحت في نفسي سكونا وهدوء وأنا أنظر صوب تلك المرأة الراقدة في شبه إغفاء..
اقتربت نحوها بكل جسدي وحواسي ورأيتها وقد ابتعدت عيناها عن كل ما يبعدها عن الانتباه لي , فرغم مرضها ابتسمت لي وأنا أقلب ملف المرض الخاص بها ..
ومن استقبالها لي أحسست بخجل شديد وأنا الذي سيذيب أذنها بأسئلته , وقلت لها بعدما حقنت فيّ ابتسامتها شجاعة كافية:
- لن أتعبكِ كثيرا , كم سؤال إن سمحتِ
فلم تجب سوى بابتسامة فهمت من خلالها إنها من ذلك النوع الذي يرتاح من أول نظرة ويبدو أنها إرتاحت لي ..
ومرت دقائق وأنا أدون أجوبتها وأسجلها قبل أن يأتي الدكتور المحاظر ....
لحظات إنتهيت فيها من اعداد نفسي لتقديم الحالة المرضية للأستاذ وإستعنت بكل ما دفعت إبتسامة تلك المرأةــ التي لم يمنعها شيء من الإبتسام ــ على التجلد وأنا أقابل الطبيب والأستاذ الذي لا يرضى عن شيء إلا نفسه
ومرت لحظات حتى تجمع الطلبة ومعهم الأستاذ وبدأت بتقديم الحالة وبدأ هو بمناقشة الحالة , بينما تقلب المرأة المريضة النظر في وجوهنا فتبتسم تارة وتتجهم تارة أخرى , وبين كلمة وأخرى كانت المرأة تقلب الهاتف النقال كمن ينتظر خبرا هاما, وبينما الأستاذ مشغولا بالحالة وشرحها وفيما يجب أن يُعمل من فحوصات للمريضة ويسألها عن فحص بعد آخر فتكتفي بهز رأسها علامة النفي ويلعن الأستاذ النظام الصحي المتردي ويستشهد بأيام دراسته وعمله في إنكلترا وما يجب وفعله وما فُعل هنا ,
رن جرس هاتفها فرفض الأستاذ طلبها بالرد بينما تردد هي نفس الجملة التي مفادها إنها تنظر إبنها ولا أعرف لماذا كنت أرى في عينيها حزنا دفينا وقلقا يتفاقم لحظة بعد أخرى .. بعد كل رنة لهاتفها يضجر الأستاذ فقالت :
- لا بد أنه بني قد وصل
فقال الاستاذ
- الزيارة ممنوعة الآن
- ولكنه ابني !!
وشرد بي الخيال وأنا اسمع منها هذه الجملة وكأنها تعلن أن اشتياقها لا يخضع لقانون , نعم ذلك هو الاحساس بالاشتياق لا هوادة فيه كالحرب , لا يعرف القوانين ولعنتُ في داخلي تلك القوانين , حين لمحت في عينيها ذلك الاحساس وهي تقول للدكتور الأستاذ :
- ولكني أريد ان اراه
فقال لها بحزم
- لقد قلت: الآن محاظرة ولا يجوز دخوله
- ولكنه ابني
- عرفنا !! ولكنه لن يطير بعد قليل سترينه
- ومن قال بأني سأعيش لبعد قليل
- لن تموتي !!
وهكذا ضلت مشغولة عنا وانمحت ابتسامتها شيئا فشيء
وبينما يواصل الاستاذ الحديث فاذا بنا نسمع في الخارج لغطا كبيرا وصياحا شغل المكان وشغلنا عن الدرس , لابد وان شجارا قد نشب فتحرك الدكتور إلى حيث المكان, الذي ينبعث منه الصياح وتسللنا في أثره وفضول يملئنا
وصلنا فتبين لنا أن الصوت ينبعث من الباب الرئيسي الذي يزدحم أمامه العوّاد والمرضى ملقين بعض كلمات الرجاء على باب موصد , تحكمه مسامع الشرطة الواقفين كجلمود أصم ولكن في اللحظة التي وصلنا بها لم يكن أي جمود يعتليهم فقد تحولوا إلى كتل من هياج تنهال ضربا على فتى رقيق كان مطروحا تدوس صدره قبضات بنادقهم ,وبضربة على صدره فقد الوعي فتدخل الاستاذ اخيرا وقال :
- ماذا حصل
فقال أحد الحرس وهو يرمق الفتى الطريح بحنق
- لقد اعتدى علينا
- لماذا ؟
- كان ينوي الدخول عنوة
- ولِمَ منعتموه من الدخول ؟
- بناءا على تعليمات حضراتكم (وما ان سمع الاستاذ كلمة حضراتكم حتى رمق الحارس بنظرة رضا ) وقال
- هل كان مريضا
- لا , كان يريد زيارة أمه
- وما به الآن مغشيا
- مجرد تربيته بسيطة على صدره
- لا بأس
ونُقل الفتى إلى الطوارئ ورجعنا إلى حيث المريضة لنكمل المحاضرة فسألتنا
- ماذا حصل
فقال الدكتور بجمود
- لا شيء ولد غير مهذب أحدث ضجيجا
- هل كان ابني
- لا اعلم
- ابني لم يتصل منذ ان سمعنا الصياح ولكنه مهذب
ولم تلقَ جوابا لأن الدكتور التفت نحونا وأخذ يسألنا الواحد تلو الآخر, بينما أنشغل أنا بالتفكير بأمر الفتى وماذا حصل ,لم أعد استطيع مواصلة الدرس لشرودي بذلك الموقف وتيقني بأني لو سُألت عن اسمي فلن يكون باستطاعتي الاجابة مطلقا فقد تحول كل ما فيّ من عقل الى صورة لذلك الفتى وصورة لقلق المرأة الذي ازداد تدريجيا وازداد معه جمود الاستاذ وبت متيقنا ان أفضل حل هو الخروج بعد الاستئذان , ومرة أخرى استعين بهذه المرأة ولكن هذه المرة استعنت بوجومها ليمدني بشجاعة أستأذن بها من الاستاذ وأخرج
وفعلا تجلدت وخرجت بعد ان استأذنت من الاستاذ وكأني سجين فر من سجن , انطلقت هاربا قصدت بهروبي غرفة الطوارئ عليّ أجد فيها ما يطمني على ذلك الشاب الذي رُسمت صورته في ذاكرتي وطال الممر أو قصر لا أعلم ذلك فقد وصلت إلى الطوارئ ولم أجد الفتى بل سألت الطبيب المتواجد هناك عنه فقال :
- He dead
- Why ?
- Ventricular febrillation
كدت اقع لولا جدار كان قد سندني وضلت كلمات الدكتور تردد في ذاكرتي لقد \"مات\" \"فرفرة البطين \"
وأدركت بعد لحظة ذهول أن جريمة قد وقعت وأدركت حين خرجت ورأيت الحراس يضحكون ويدخنون السجائر ويطردون الناس أني مشترك بهذه الجريمة لا بل كلنا مشتركون بها وفورا تذكرت المرأة التي كدت أنسها لولا أن الفتى ذكرني بابنها الذي تنتظره وصار كل رأسي شكوك أطردها تارة وأذعن لها تارة أخرى , وما بين طردي للشكوك واذعاني لها , صرت أرى أن قدمي لم تحملني البته وكدت أجلس لولا أن الاذعان لهذه الشكوك تغلب على طردي لها وصرت أحمل نفسي وأجر بخوف رهيب فقد ملأت نفسي شكوك
وتأكدت أن لا مناص من الاذعان لشكوكي نعم لابد وان الفتى الذي مات أو قُتل بالاحرى هو ابن نفس المرأة وما بين شكوكي ورغبة ضئيلة بقتلها بأمل ربما أجده في الطوارئ
وسرت بخطى وئيدة قاصدا الطوارئ وما ان وصلت حتى ركضت نحو الطبيب طالبا منه استمارة الفتى ولم يتكلم الدكتور بل اكتفى بالاشارة الى مكان الاستمارة وصرت أعدو نحوها أفترست المعلومات الواردة فيها
نعم , يا ليتني مت قبل هذا فعلا لم تكن تلك الظنون ولا الأحاسيس مجرد بعض من الأثم انه ابنها حقا وكررت قراءة الاسم المسجل في خانة اسم الام الف مرة ولم يتغير شيئا , تمنيت لو أن عمى أصابني ويأتي أحدهم ويقرأ لي ما قرأت ويكذب ظني الذي أصبح الآن يقينا ولكن لم أصب بالعمى والأسم نفسه هو , هو
وقلت في نفسي هل سيرسل إلى قسم الطب العدلي علّ ذلك يخفف من إحساسي شيئا ورحت أقرا سبب الوفاة المكتوب في الاستمارة ولكن لا اشارة في الاستمارة على ان الميت قد تلقى ضربا ولا شيء من هذا القبيل فليس لهم بحاجة الى اضاعة الوقت بتحقيق وروتين لن يفض الى شيء !!
وسرت ولا أعلم ماذا أفعل وأنا أنظر صوب الحراس الضاحكين ملء أفواههم وأنا بطريقي سائرا وما بين الذهول والدهشة واذا بي أرى زملائي قد خرجوا فرحين بانتهاء الدرس وضحكوا حين رأوني وقالوا
- لماذا لم تعد لقد إعتبرك الاستاذ غائبا
تعليق