مسرحية :
بقاياه
مسلم بديري
شخصيات المسرحية :
· الرجل...
· الشرطي..
(*) ملاحظات :
- ( يكون الرجل كبيرا في السن إلى حدٍ ما , طويل القامة نسبياً , يرتدي على رأسه قلنسوة مميزة , ونظارة طبية , وظهره منحني قليلا )
- (يكون الشرطي قصيرا نسبياً , له كرش , ملابسه لاتشبه ملابس الشرطة التقليدية)
- يمكن تقديم النص كمونودراما ..ارتكازا على شخصية (الرجل)
تسمع نقرات على أوتار عود بصورة غير منتظمة , يفتح الستار , ظلام , ثم بعد فتح الستار تُسمع نغمات نايٍ حزين جدا ,
الرجل : ( في الظلام ) الليلة سأكذب خبر المرايا , ( بنبرة أعلى ) هيه يآ لها من كاذبة , سنوات مرت وهي تخدعني , كل ما قالته كان كذبا , فلتذهب كل المرايا إلى الجحيم
(بعد الإضاءة يظهر لنا فناء منزل متواضع جدا , لا أثاث ولا شيء موجود فيه , المنزل تحتويه الرطوبة ويضفي السكون عليه طابعا مملا , الرجل يكون واقفا وظهره للجمهور , ينظر صوب الحائط , حيث ترسم الشقوق والرطوبة أشكالا تبدو أنها ذات معنى)
(يتلفت الرجل) : ذلك الوجه المجعد , تلك التضاريس , جبال الهم المتراكمة بعضها فوق بعض مشكلةً وجها أراه كلما فتحت عيني , أراه كلما أغمضت جفني! , كل ذلك كان كذبة , وجوه كنت أراها مجتمعة على غير تنسيق , كل ذلك , لم يكن سوى خبراً , خبر يكوّن لي وجها رافقني سنينا , لقد كان غربتي ومنفاي ..
اليوم بالذات سأهب السعادة لنفسي ولمن حولي , ما هي الا طرفة عين ,
كل تلك الوجوه الجامدة التي أرمقها ستبتسم كثيرا , لا بل ستضحك , تلك البسمات التي حلمت بها
(يخرج ثم يعود ساحبا طاولة صغيرة ) (يسحب الطاولة ويتمتم) أرجو أن يحضر الجميع حسب الموعد ( يترك الطاولة) نعم لحظات الفرح يجب أن نحضرها منذ اللحظة الأولى ,فعادة ما تكون صعبة التوثيق , حضورهم يوثقها بالتأكيد ( يغير مكان الطاولة ) لا هذا المكان مناسب أفضل , فالأول كان تقليديا نوعاً ما ( يغير مكانها مرة أخرى ) حسناً هنا ربما أفضل بقليل , تمنيت لو كان أحدهم معي , ذوقهم رائع جدا , اتمنى أن يعجبهم كل شيء (يخرج مرة أخرى ويعود بكرسي , يقوم بوضعه في مكان منساب) ( يكرر العملية) (ينحني ناظرا الى الكرسي الأول) نعم هنا ستجلس زوجتي الحبيبة , لقد أعددت لك بعض الحلوى المخصصة لمرضى السكري , لن أدعهم يبتروا ساقيك , لن أدعك تموتين قهرا , آه يآل المرايا الكاذبة , (ينحني على الكرسي الثاني) وهنا ستجلسين يا ابنتي الحبيبة , ولا تقلقي بشأن أطفالِك , أعرف أنهم كثيرو الحركة , لا تشغلي بالك فقد جلبت لهم مقاعد صُنعت خصيصا للأطفال الأشقياء , ( يدور متجها نحو الكرسيين في الجهة المقابلة) أما أنت يا ولدي العزيز ستجلس هنا أنت وزوجتك وهي ترتدي فستان زفافها , لا تتأخر في المجيء , لا تتأخر فلست عريسا هذه الليلة وحسب , أريدك أن تسرع في إنجاب حفيد لي , لن أمهلك الا ليلة واحدة فقط , في صباحها أريده يركض خلفي ويناديني ( جدي .. جدي .. جدي)
( يسير بسرعة خارجا ) سأحضر ما تبقى من لوازم العرس (يعود بملابس رسمية أنيقة , يبدو منهكا , وهو يحمل أكياسا كثيرة ) ( يخرج شموعا ويقوم بترتيبها , قطع حلوى وكيك ) (تخفت الإضاءة) (يقوم بإشعال شمعة) لقد تأخروا .. يتمتم :
تعا .. ولا تجي .. وأكذب عليّا .. الكذبة مش خطيّة
(يرن جرس الهاتف ويُطرق الباب)
(مترددا ) سأذهب الى الباب أولا ,
لا الهاتف ربما لا ينتظر ,
الباب أولا ,
الهاتف ,
الباب ,
الهاتف ,
الباب ,
الهاتف ,
(ينقطع رنين الهاتف ويزداد الطرق على الباب ) آوه لقد ذهب أحدهم , سأنتظر حتى يعود( يزداد الطرق ) (يتحرك) ربما يعود بعد قليل , ما عليّ الا الانتظار , ( يتحرك بسرعة أكبر جيئة وذهابا) ( يرن جرس الهاتف) حسنا حسنا لن تذهب هذه المرة ( يتحرك باضطراب بحثا عن الهاتف) (يزداد الطرق على الباب) أين أنت ؟ أين وضعتك ؟ ذاكرتي لا تناسب أجواء الشباب التي أعيشها فيما يخص الهواتف , ربما أنا السبب , لقد مسحت منها كل ما يتعلق بالهاتف ..
(صوت تكسر الباب , يدخل بعدها الشرطي)
(تخفي إضاءة المشهد الكراسي )
الشرطي : (صارخا) أين هو ؟؟
الرجل : ( وقد هاله مرأى الشرطي) من هو ؟
الشرطي : دع البلاهة جانبا , وقل لي أين هو ؟
الرجل : بلاهة ؟! أنت تخاطب رجلا عجوزا أيها المحترم
الشرطي : أين هو ؟
الرجل : أمنت بالله .. من هو ؟
الشرطي : المحترم ( يستدرك) هو .. هو , أين هو ؟ ( يلاحظ ضوء الشموع) ما شاء الله
الرجل : ( يحاول ان يواري الضوء)
الشرطي : ما شاء الله , أنت تحتفل اذن ..؟!
الرجل : لا لم أحتفل .. كان مجرد توقف مؤقت من لعن الظلام ..
الشرطي : احتفال
الرجل : هنالك اشتباه .. لا يوجد أي احتفال
الشرطي : اذن .. هذه تهمة أخرى
الرجل : تهمة ؟ أخرى ؟
الشرطي : لقد قلت بأني اشتبهت وأنا (بخيلاء) يعني الوطن والعلم , والعلم بعد الله .. اذن كل هؤلاء اشتبهوا .. هذه تهمة تضاف على تهمك الأخرى
الرجل : تهم ؟! أخرى ؟!
الشرطي : نعم تصنع البلاهة .. بالتأكيد فانت مشغول بالاحتفال وهذه تهمة اخرى
الرجل : لا حول ولا قوة الا بالله
الشرطي : ألم تقرأ الصحف هذا الصباح ؟
الرجل : تقريبا لا
الشرطي : وهذه تهمة أخرى
الرجل : صمت
الشرطي : نعم .. فانت لا تهتم بقراءة اخبار الملك
الرجل : حاشا لله
الشرطي : لا تنافق
الرجل : شكرا
الشرطي : ألا تعرف ماذا نشرت الصحف هذا الصباح ؟
الرجل : كل خير ان شاء الله
الشرطي : لابد وانك تسخر ؟!
الرجل : وهل توقع الخير سخرية ؟
الشرطي : كل ذلك يرجع الى جهلك الشديد
الرجل : عذرا
الشرطي : لقد تحدثت الصحف كثيرا هذا الصباح
الرجل : (هامسا) ومتى كانت الصحف تتحدث قليلا .. ما الجديد في ذلك
الشرطي : ماذا قلت
الرجل : لا شيء كنت أتمنى فقط أن تكون قد تحدثت عن الخير
الشرطي : انت تسخر مجددا .. لقد نشرت الصحف أخبارا مفادها ان مزاج الملك كان معكرا هذا الصباح..
الرجل : وما الجديد في ذلك؟!
الشرطي : تهزأ ؟!
الرجل : حاشا لله .. فقط أقصد – بالتأكيد - ان يكون مزاج الملك معكرا .. فهو يعلم بان جارتي كانت جائعة, وجارتي الأخرى أطعمت صغارها من لحم ذراعها, والأخرى فقدت زوجها ليلة الزفاف وجاري..
الشرطي : (يقاطعه) وانت تعلم بهذا الشيء .. كيف تسوّل لك نفسك الاحتفال ؟
الرجل : صدقني حضرة المحترم .. لم أحتفل
الشرطي : حسنا دعني أحدثك عن الملك أولا وعن سبب تعكر مزاجه ثم أعود لاحتفالك ..
الرجل : نعم
الشرطي : لقد تعرضت قطعاننا العسكرية لهجوما كاسحا ولكن الملك ردعه بدعاء بسيط
الرجل : ما شاء الله
الشرطي : ورد العدو كسيرا ذليلا بعد أول ركعة من جلالته
الرجل : هذا الشيء مفرح حقا
الشرطي : نعم ولكن
الرجل : ما يعكر صفو الملك إذن؟
الشرطي : جلالته يتوقع هجوما آخر
الرجل : دعاء آخر كفيل بالموضوع
الشرطي : لا ..
الرجل : صمت
الشرطي : نحتاج الى جنود اضافيين
الرجل : يدعون مع الملك ؟
الشرطي : لا سنواجه الهجوم هذه المرة بالجنود أو بالأحرى سنهاجمهم قبل الهجوم , بمعنى آخر نستخدم أفضل وسائل الدفاع
الرجل : فليدعو الملك حقنا للدماء
الشرطي : لا .. لا يريد جلالته أن يستغل كرم الله
الرجل : كرمه لا حدود له
الشرطي : مرة وأخرى مرة دعاء ومرة أخرى قتال
الرجل : فكرة سديدة
الشرطي : نعرف ذلك تماما
الرجل : على بركة الله
الشرطي : (ساخرا) نعم واصل احتفالك
الرجل : شكرا لك
الشرطي : ( يصرخ) توقف
الرجل : (مرعوبا)
الشرطي : أين هو
الرجل : من هو ؟
الشرطي : نحن بحاجة الى جنود اضافيين
الرجل : حسنا وما الحل ؟
الشرطي : أين هو ؟
الرجل : من هو
الشرطي : ابنك
الرجل : أنتم أعرف به مني
الشرطي : لقد بلغنا .. ايها العجوز المحتفل ان اليوم زفافه وعليك فورا ان تبلغني عن مكانه
الرجل : صدقا لا اعرف مكانه
الشرطي : توقف عن هذه المهزلة .. لا تعرف اين هو العريس
الرجل : اتمنى لو اني اعرف , لجلبته الى هنا فلقد تأخر كثيرا
الشرطي : كذاب
الرجل : لنفترض اني اعرف مكانه .. ألا يحق له ان يحضر ليله عرسه؟
الشرطي : أي عرس وأي مهزلة خدمة الوطن عرس حقيقي
الرجل : لقد انحنى ظهري في خدمة الوطن .. سنوات طوال وانا اخدمه .. ما الضير في أن يخدمني ليلة واحدة
الشرطي : اخرس وقح .. تريد من الوطن ان يخدمك
الرجل : وما العيب في ذلك ؟ الم يخلق الله كل شيء في خدمة الانسان
الشرطي : نعم .. ومن هو الانسان
الرجل : هذا الذي يطلب ليلة واحدة
الشرطي : تبا لك تقارن نفسك بالملك
الرجل : حشا لله ولكن كما الملك انسان .. نحن ايضا
الشرطي : ومن قال ذلك ؟
الرجل : الملك نفسه
الشرطي : هل حدثك ؟
الرجل : معاذ الله
الشرطي : تسامر معك في المنام؟
الرجل : استغفر الله .. ولكن لا يحتاج الامر الى حديث ومسامرة
الشرطي : نعم ؟
الرجل : كيف يقبل ان يكون ملكا علينا .. اذا ما كان فينا انسان؟
الشرطي : حسنا يبدو انك تحب المماطلة , سأبحث عنه بنفسي , ( يدور في المنزل ويبحث)
الرجل : ( ينظر الى السماء كالمتأمل)
في ليلة حالكة الظلام , كنت أنتظر القمر , كل لحظة أفتح الستار وانظر , لقد تأخر كثيرا ليلتها , حتى بدا الظلام قاتلا .. نهر من خيول وحشية كانت تقتلع بحوافرها كل أمل غرسته لحظات الترجي , وكنت أسمع ضحكات عاصفة تقتلع أشجارا كنت أرقبها ( يضع كفيه فوق أذنيه) ثم تحولت السماء بركانا يشع نارا , اختفت الضحكات , ثم سمعت بكاءً شديدا , كاد أن يقطع أوصال السماء حتى خفت , خفت كثيرا , لقد كان يشبه أنين زوجتي حين بُترت قدمها الأولى , ثم سكون مفاجئ يشبه كثيرا صمتها حين قال الطبيب (يقلد صوت الطبيب ) سنضطر الى بتر قدمها الأخرى فقد أكلها السكري, لا .. لا .. لم تبكِ أصلا ولم تُبتر ساقها , نعم ستأتي بعد قليل لتحتفل معنا , لقد تأخرت , لا .. لا يهم ذلك , ربما علمت بوجود الشرطي وتعمدت التأخر , نعم لم يقصر جارنا لقد أخبرها بوجود الشرطي , نعم ليس فضولا منه أبدا ولكنه يحب نقل الأخبار السارة , نعم بطيب نفس أخبر الشرطي بعرس ابننا , لا لم يقصد شيئا غير زيادة عدد المحتفلين ,
.. وبعدها بلحظات , لحظات فقط, حتى أصبحت السماء زهرةً أرجوانية بثت عطرا غريبا , كل تلك السنين , وما زلت أستنشقه كلما فقدت حاسة البكاء , ياه , أي صمت بعدها ساد المكان , وأمطرت السماء قمصاناً ممزقة , عليها أثار الذئاب , وقطع الصمت طرقات باب ورنين جرس الهاتف نعم لقد كان الشرطي هذا
الشرطي : ( حاملا بيده قميصا) لم أجده , هذه الملابس لمن ؟
الرجل : تعرفها جيدا
الشرطي: هلاّ أخبرتني أين هو ؟
الرجل : سلّ القميص
الشرطي : (ينظر الى القميص بقرف)
الرجل : سله فهو أعرف الجميع بحكاية الذئب
الشرطي : لقد آلمتني حقا ولا أعرف لماذا ؟! ولكن هذا لا يمنع أن تخبرني عنه
الرجل : وهل توقفت الدنيا عليه ؟
الشرطي : نحن بأمس الحاجة للرجل الواحد
الرجل : ورجالكم ؟!
الشرطي : كان الله في عونهم , لقد أخذوا على عاتقهم مهمة التفكير والدعاء
الرجل : دعنا نفكر وندعو
الشرطي : التفكير مهمة شاقة , بينما الجهد العضلي تنامون بعده وترتاحون
الرجل : راحة أبدية!!
الشرطي : لقد بدأ الوقت بمداهمتنا وعليك أن تعرف أن الفجر أدلى دلو خيوطه
الرجل : سأذهب معك بدلا عنه ..
الشرطي : عليك أن تفهم انه واجب عيني
الرجل : ( يبكي )
الشرطي : ( بحزم) الدموع ازعاج مستمر , فقد تضعف عزيمة الشجعان
الرجل : وانتم بأمس الحاجة للشجاعة
الشرطي : عليك أن تكون جريئا وتخبرنا عنه
الرجل : (بيأس) حسنا
تضاء جهة الطاولة فتظهر لنا الكراسي واضحة , وفوق كل واحد صورة ببرواز أنيق يعتليها شريط أسود جانبي , صورة الأم الحزينة رغم الابتسامة , صورة البنت الشابة , صورة الابن يرتدي بدلة زفاف صورة لفتاة ترتدي فستان زفاف ولكن الصورة (صورة العروس) بلا الشريط الأسود
الشرطي : ( متصنعا عدم الفهم ) ما هذا ؟
الرجل : هؤلاء هم الحضور ..
الشرطي : (يقلب البصر بين الصور)
الرجل : ( مشيرا الى صورة الابن ) هذا هو ..
الشرطي : لقد قتلته أيها الخائن ونحن بأمس الحاجة للرجال الشجعان
الرجل : هؤلاء هم كل ما تبقى من دعواتكم بقايا صور
الشرطي : لقد أتيت أمرا نكرا
الرجل : خذ القميص والصورة وقاتلوا بهما
الشرطي : سآخذك - انت - الى المشنقة
الرجل : لا شيء يهم , (يعود الى الطاولة) ..
الشرطي : سآخذ دليل جريمتك الى الملك ,
الرجل : ( يغني ويرقص بفرح شبابي بعد أن يغادر الشرطي آخذا معه القميص)
لحظات من الرقص والاحتفال بعدها يأخذ صورة الشاب ويدخل ثم يعود ويأخذ صورة العروس ويتمتم
: نعم لم يبق من الليل الا القليل , ( يحرك يده في الهواء علامة اغلاق بابا) هكذا لن يزعجكم أحد ..
اظلام
إضاءة : يظهر الرجل وبيده صورة طفل صغير يحضنها ويهمس : " آوه حفيدي .... شكرا لكم على الإحساس الجميل الذي منحتموني إياه "
يُطرق الباب ويرن جرس الهاتف
صوت باب يُكسر يدخل بعدها الشرطي
الشرطي : (صارخا) أين هو ؟؟
الرجل : ( وقد هاله مرأى الشرطي) من هو ؟
الشرطي : دع البلاهة جانبا وقل لي أين هو ؟
الرجل : بلاهة ؟! أنت تخاطب رجلا عجوزا أيها المحترم
الشرطي : أين هو ؟
الرجل : أمنت بالله .. من هو ؟
الشرطي : نعم تصنع البلاهة .. بالتأكيد فانت مشغول بالاحتفال وهذه تهمة اخرى
الرجل : لا حول ولا قوة الا بالله
الشرطي : ألم تقرأ الصحف هذا الصباح ؟
الرجل : تقريبا لا
الشرطي : وهذه تهمة أخرى
الرجل : صمت
الشرطي : نعم .. فانت لا تهتم بقراءة اخبار الملك
الرجل : حاشا لله
الشرطي : لا تنافق
الرجل : شكرا
الشرطي : ألا تعرف ماذا نشرت الصحف هذا الصباح ؟
الرجل : كل خير ان شاء الله
الشرطي : لابد وانك تسخر ؟!
الرجل : وهل توقع الخير سخرية
الشرطي : كل ذلك يرجع الى جهلك الشديد
الرجل : عذرا
الشرطي : لقد تحدثت الصحف كثيرا هذا الصباح
الرجل : (هامسا) ومتى كانت الصحف تتحدث قليلا .. ما الجديد في ذلك
الشرطي : ماذا قلت
الرجل : لا شيء كنت أتمنى فقط أن تكون تحدثت عن الخير
الشرطي : انت تسخر مجددا .. لقد نشرت الصحف ان مزاج الملك كان معكرا هذا الصباح
الرجل : ( ببرود) وماذا يعكر صفوه
الشرطي : لقد قالت الصحف كل شيء
الرجل : نعم
الشرطي : لقد حلم الملك بأن طفلا ولِدَ حديثا .. سيكبر فورا ويبتلع الملك بلا رحمة
الرجل : ( يخبئ الصورة خلفه) كما تلاحظ لا يوجد لدينا أطفال
الشرطي : لقد سمعت يكاءً يشبه ضحكات الطفل الذي سخر من الملك واقلق نومه
الرجل : توهم لا أكثر
الشرطي : وماذا تخفي ؟
الرجل : لا شيء
الشرطي : (يدور خلف)
الرجل : ( يدور عكسه)
تستمر الحركات حتى يلمح الصورة فيأخذها بشدة وبينما الرجل يمسك بها تسقط وتتهشم
الشرطي : يضحك
الرجل : (يبكي ويحاول لملمة الزجاج المتكسر)
ستار
ملاحظـــة مهمة :
لا يجوز إخراج النص , أو الاشتغال على أفكاره وصوره , أو حتى نشره في مكان آخر دون الرجوع للمؤلف
مسلم بديري
العراق /
تلفون : 009647808161661 أو 009647703205506
ايميل : Muslim_tyrant@yahoo.com