العنوسة والعنف
إنَّ العنوسة أصبحت مشكلة اجتماعية تواجهها المرأة بالعنف من قبل المجتمع رغم أنها ظاهرة منتشرة في العالم كله وخاصة العالم الإسلامي ، وربَّما عندما نذكرها يتبادر إلى ذهن البعض أنَّها للنساء فقط ! ، لكنَّها في الحقيقة للنساء والرجال معاً .
وعلى الرغم ممَّا تنشره وسائل الإعلام : المكتوبة والمسموعة والمرئية ، وعقدها ندوات مستمرة للقضاء على العنوسة ، فإنَّنا نجدها تتزايد في مجتمعنا العربية الإسلامية ، وأصبح حلها أشبه بالمستحيل رغم أنَّ دستورنا الذي هو القران الكريم حلَّ هذه المشكلة بتعدد الزوجات في الإسلام ؛ ونحن نستطيع أنْ نحلَّ كلَّ مشاكلنا ولكنَّنا ابتعدنا عن تطبيق تعاليم ديننا الحنيف ، وهـنا لا أريدُ أنْ أسهبَ في الكلام ، بـل أريد أن أحدِّد أسبابَ العنوسة وأينَ يكمنُ الخلل ؟ .
وكي أكونَ واضحاً أصبحَ لدي نوعين من الأسباب : اختيارية وقسرية ؛ فمن الأسباب الاختيارية : تعسُّف الأهل ، حيث يغالونَ في مهور بناتهم ممَّا يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج وهذا من أسباب العنوسة عند الرجال الذين يكونون غير قادرينَ على توفير متطلبات الزواج وقسم كبير منهم عاطل عن العمل ، ومن أشكال تعسف ألأهل أيضاً : عدم تزويج بناتهم وأولادهم طمعاً براتبهم إذا كانوا متوظفينَ في وظيفةٍ ما : حكومية كانتْ أم غيرها ، وهنا يصبح الوارد المادي أو الراتب نقمة عليهم لا نعمة ؛ ومن الأسباب الاختيارية : أحلام الفتاة نفسها الفتاة بشاب كامل الأوصاف حتى ولو أصبح عمرها فوق الثلاثين ، فلن تقبل بأيٍّ من الخطاب الذين تقدَّموا لها ، ولنْ تتنازلَ ولو بعض الشيء ، وربَّما تكون مصابة بالغرور لأنَّ الله وهبها بعض الجمال ؛ ومن البنات مَن تريد إكمال دراستها وخاصة التي تحلم بالشهادات العليا التي تبعدها عن الزواج فتدخل سن العنوسة من دون أنْ تدري ؛ وهذه الأسباب الاختيارية من الممكن التغلب عليها إذا فكر الأهل والفتاة بصورة صحيحة .
ومن الأسباب القسرية التي تكون الفتاة مجبرة فيها على العنوسة : إنَّ الفتاة تبحث عن الزواج ولمْ تجده ، وهنا تقع المسؤولية على المجتمع في البحث عن الزوجة المتدينة الصالحة ، وهناك رفض من المجتمع للزواج الثاني بسبب عدم تطبيقه بصورة صحيحة وفقاً للشريعة الإسلامية ، وقد يحصل هناك تعسُّف من قبل الزوج ضد الزوجة الأولى ، فلا يحقق العدالة بينهما ؛ ومنها : إنَّ عدد النساء أكثر من الرجال ممَّا يؤدي بالتالي إلى العنوسة ، كذلك عزوف بعض الرجال عن الزواج من المتعلمات اللواتي يعملنَ ، وقسم منهم يرفضونَ الزواج كفكرة فيضطرونَ لإشباع غرائزهم بطرق حرام وغير مقبولة .
للعنوسة تأثير سلبي على الفتاة أكثر من الشاب ، فأمَّا أنْ تبحث عن الحرام ، وهذا شيء مرفوض من المرأة المسلمة لأنَّه يتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ، وأما الرضا بقضاء الله تعالى .
والعنوسة غير مرغوبة في المجتمع لأنَّ مَن لم يتزوج يصبح عالة على المجتمع ، ممَّا يسبِّب أزمة عند المرأة خاصة ، وهناك شيءٌ ينبغي تغيره وهو نظرة المجتمع إلى الأب الذي يبحث عن الزواج لابنته ، فاختيار الزوج للبنت لا يُعَدُّ عيباً ولا حراماً لأنَّ كثيراً من سلفنا الصالح كانوا يخطبون لبناتهم .
كثير مِن البنات يصلنَ إلى سنِّ العنوسة ويحسبنها نهاية العمر فيمتلئنَ بالإحباط ، وهذا غير صحيح ، لأنَّ هناك من العوانس اللواتي عملنَ بجد وأصبحَتْ أسماؤهُنَّ لامعاتٍ في حياتنا بما حقَّقنَ لأنفسهن من البناء والاستقرار النفسي ، كفانا الاستسلام للعُرف ، يجب أنْ يتغلب عليه الحقُّ ، وينبغي وجود جمعيات ومنظمات تساعد وتقدم العون المادي للزواج .
أخيراً أقول : يا أيها ألآباء اتقوا الله في بناتكم ولا تكونوا أنتم سبب الانحراف ، ويا أيَّها البنات كنَّ صابراتٍ داعيات إلى الله في اختيار الزوج الصالح الذي يكون عوناً لكنَّ في هذه الحياة الصعبة
طالب العكيلي
إنَّ العنوسة أصبحت مشكلة اجتماعية تواجهها المرأة بالعنف من قبل المجتمع رغم أنها ظاهرة منتشرة في العالم كله وخاصة العالم الإسلامي ، وربَّما عندما نذكرها يتبادر إلى ذهن البعض أنَّها للنساء فقط ! ، لكنَّها في الحقيقة للنساء والرجال معاً .
وعلى الرغم ممَّا تنشره وسائل الإعلام : المكتوبة والمسموعة والمرئية ، وعقدها ندوات مستمرة للقضاء على العنوسة ، فإنَّنا نجدها تتزايد في مجتمعنا العربية الإسلامية ، وأصبح حلها أشبه بالمستحيل رغم أنَّ دستورنا الذي هو القران الكريم حلَّ هذه المشكلة بتعدد الزوجات في الإسلام ؛ ونحن نستطيع أنْ نحلَّ كلَّ مشاكلنا ولكنَّنا ابتعدنا عن تطبيق تعاليم ديننا الحنيف ، وهـنا لا أريدُ أنْ أسهبَ في الكلام ، بـل أريد أن أحدِّد أسبابَ العنوسة وأينَ يكمنُ الخلل ؟ .
وكي أكونَ واضحاً أصبحَ لدي نوعين من الأسباب : اختيارية وقسرية ؛ فمن الأسباب الاختيارية : تعسُّف الأهل ، حيث يغالونَ في مهور بناتهم ممَّا يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج وهذا من أسباب العنوسة عند الرجال الذين يكونون غير قادرينَ على توفير متطلبات الزواج وقسم كبير منهم عاطل عن العمل ، ومن أشكال تعسف ألأهل أيضاً : عدم تزويج بناتهم وأولادهم طمعاً براتبهم إذا كانوا متوظفينَ في وظيفةٍ ما : حكومية كانتْ أم غيرها ، وهنا يصبح الوارد المادي أو الراتب نقمة عليهم لا نعمة ؛ ومن الأسباب الاختيارية : أحلام الفتاة نفسها الفتاة بشاب كامل الأوصاف حتى ولو أصبح عمرها فوق الثلاثين ، فلن تقبل بأيٍّ من الخطاب الذين تقدَّموا لها ، ولنْ تتنازلَ ولو بعض الشيء ، وربَّما تكون مصابة بالغرور لأنَّ الله وهبها بعض الجمال ؛ ومن البنات مَن تريد إكمال دراستها وخاصة التي تحلم بالشهادات العليا التي تبعدها عن الزواج فتدخل سن العنوسة من دون أنْ تدري ؛ وهذه الأسباب الاختيارية من الممكن التغلب عليها إذا فكر الأهل والفتاة بصورة صحيحة .
ومن الأسباب القسرية التي تكون الفتاة مجبرة فيها على العنوسة : إنَّ الفتاة تبحث عن الزواج ولمْ تجده ، وهنا تقع المسؤولية على المجتمع في البحث عن الزوجة المتدينة الصالحة ، وهناك رفض من المجتمع للزواج الثاني بسبب عدم تطبيقه بصورة صحيحة وفقاً للشريعة الإسلامية ، وقد يحصل هناك تعسُّف من قبل الزوج ضد الزوجة الأولى ، فلا يحقق العدالة بينهما ؛ ومنها : إنَّ عدد النساء أكثر من الرجال ممَّا يؤدي بالتالي إلى العنوسة ، كذلك عزوف بعض الرجال عن الزواج من المتعلمات اللواتي يعملنَ ، وقسم منهم يرفضونَ الزواج كفكرة فيضطرونَ لإشباع غرائزهم بطرق حرام وغير مقبولة .
للعنوسة تأثير سلبي على الفتاة أكثر من الشاب ، فأمَّا أنْ تبحث عن الحرام ، وهذا شيء مرفوض من المرأة المسلمة لأنَّه يتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ، وأما الرضا بقضاء الله تعالى .
والعنوسة غير مرغوبة في المجتمع لأنَّ مَن لم يتزوج يصبح عالة على المجتمع ، ممَّا يسبِّب أزمة عند المرأة خاصة ، وهناك شيءٌ ينبغي تغيره وهو نظرة المجتمع إلى الأب الذي يبحث عن الزواج لابنته ، فاختيار الزوج للبنت لا يُعَدُّ عيباً ولا حراماً لأنَّ كثيراً من سلفنا الصالح كانوا يخطبون لبناتهم .
كثير مِن البنات يصلنَ إلى سنِّ العنوسة ويحسبنها نهاية العمر فيمتلئنَ بالإحباط ، وهذا غير صحيح ، لأنَّ هناك من العوانس اللواتي عملنَ بجد وأصبحَتْ أسماؤهُنَّ لامعاتٍ في حياتنا بما حقَّقنَ لأنفسهن من البناء والاستقرار النفسي ، كفانا الاستسلام للعُرف ، يجب أنْ يتغلب عليه الحقُّ ، وينبغي وجود جمعيات ومنظمات تساعد وتقدم العون المادي للزواج .
أخيراً أقول : يا أيها ألآباء اتقوا الله في بناتكم ولا تكونوا أنتم سبب الانحراف ، ويا أيَّها البنات كنَّ صابراتٍ داعيات إلى الله في اختيار الزوج الصالح الذي يكون عوناً لكنَّ في هذه الحياة الصعبة
طالب العكيلي