ثمة أسئلة تتبادر للذهن أمام مقولة الإمام الحسين عليه السلام ( شاء الله أن يراهن سبايا ) منها :
- ما هي تلك المشيئة الإلهية التي تعلقت بخروج عائلة الحسين .. هل هي تشريعية أم تكوينية ؟
- لماذا أخرج الإمام الحسين أهل بيته ونسائه وأطفاله وهو يعلم ما ستؤول إليه الأمور إذ يعبر بقوله ( كأني بأشلائي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) ومعلوم أن الذئاب تأكل فريستها للتشفي وليس لصرف الشبع . هذه المقوله تنبئ بأن عملا وحشيا سيتعرض له سبط رسول الله صلوات الله عليه , فكيف يعرّض عائلته لمثل هذه المواقف والمشاهد الصعبة ؟
هناك أجوبة كثيرة على هذه التساؤلات سنعرض بعضها ..
· الجواب الأول قال البعض أن عادة العرب جرت أن تأخذ نساءها في الحروب لرفع مستوى الهيجان والحماس لدى المقاتلين .. وهذه سنة متبعة يرجع لها البعض أخذ الإمام الحسين عائلته معه إلى كربلاء .
التعليق على هذا الرأي :
1- لا يمكن القبول بأن ممثل الرسالة الإسلامية الحسين بن علي عليه السلام الذي يملك لونا خاصا من التأثير لترشيد القلوب والأرواح يتبع ماجرت عليه العرب في حروبها .
2- يجب الإلفات إلى أن الإمام عليه السلام لم يخرج مقاتلا وإنما خرج مقاوما مجاهدا , وفرق بين منطق القتال الذي يقوم على دفع العدو بأعلى درجات القوة وإراقة الدماء وبين منطق الجهاد ذي يحمل بعدا قدسيا يجعل المجاهد يرخص روحه في سبيل تحقيق الهدف , فهاهو الحسين عليه السلام يقول ( ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني )
· كلمة أخير ة في هذا الرأي .. المقاتل هو من يحمل أهله ونسائه للتهييج وبث حماسة الحرب , أما المقاوم فحين يحمل أهله فلكي تتبنى أهدافه وتكمل مسيرة جهاده .
· الجواب الثاني أن الإمام الحسين عليه السلام اصطحب عائلته مع علمه بكل المخاطر التي تنتظرهم لأن الظرف الذي تعيشه الأمة كان ظرف إماتة السنة وإحياء البدعة , ظرف يعبر عنه الإمام الحسين بقوله في أحد كتبه (وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإنّ السنّة قد أُميتت، والبدعة قد أُحييت) وخروج الإمام بأهله في هذا الظرف يعد مفردة أساسية من مفردات الثقافة الإسلامية وهو أن انتشار البدعة يحمّل الجميع تكليف محاربتها والوقوف بوجهها . يتساوى في ذلك التكليف الرجل والمرأة والطفل بل .
وبهذا يفهم أن خروج الإمام بعائلته ليس إلزاما منه لهم بل أنهم يعرفون جيدا أن تكليفهم في ظرف انتشار البدعة هو الخروج والوقوف بوجه البدعة , فليس هناك تبعيض في دفع البدع إذ على كل عالم أن يظهر علمه .
· البدعة بالمعنى الاصطلاحي الشرعي : إدخال ما ليس من الدين في الدين ، وإنقاص أمر من الدين على أنه ليس منه , وبعبارة أُخرى إدخال ما ليس من الدين في الدين كإباحة محرّم أو تحريم مباح أو إيجاب ما ليس بواجب . والبدعة إنّما تكون «بدعة» عندما تأخذ صفة التشريع الوضعي في مقابل التشريع الإلهي المقدس.
· هناك فرق بين الإثم والبدعة , فشارب الخمر آثم , أما أن يكون شارب الخمر في أعلى منصب إداري للأمة فهذا يجعل المفسدة مشاعة بدون حد ويضفي شرعيه قانونيه على شرب الخمر , وعندما يطلب من أكبر مرجعية في الأمة (الإمام الحسين عليه السلام) الذي هو صاحب المقام الإلهي ( إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة) مبايعته فهو طلب يستبطن إضفاء الشرعية على هذه المفسدة إضفاءاً قانونيا , وعندما يلبّس الدين في أصوله بلبس البدع فهذه جريمة لا يستثنى أحد من تكليف الوقوف في وجهها ومحاربتها رجلا كان أم امرأه.
· يجدر الإشارة إلى أن هناك فرق في التكليف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين التكليف بالوقوف في وجه البدعة ففي الأول يشترط احتمال التأثير والأمن من الضرر أما في الأخير ( البدع) فعلى المكلف محاربة البدعة بما أمكنه بغض النظر عن احتمال التأثير أو عدمه أمِن الضرر أم لم يأمنه .
· حين يقرن الإمام بين قتله وسبي نسائه ( شاء الله أن يراني قتيلا ويراهن سبايا ) فهذا يعني أن قتله وسبي نسائه مهمتان وتكليفان لهما نفس الأهمية فلا يمكن أن يقضى على البدعة إلا بقتله عليه السلام وسبي عياله .
لذا كان دور زينب عليها السلام دورا نبوياً استطاعت به أن تطيح بأساس البدعة وتقوض أبنية الانحراف في الأمة ..
· مجمل هذه الرأي أن مشيئة الله أن يراهن سبايا هي مشيئة تشريعية , فشرع الله يقضي حين تقوم البدع أن يتصدى لها الجميع بلا استثناء , وهذا الرأي صحيح ومقبول إلا أن هدف الإمام الحسين من إخراج عائلته ونسائه لا يمكن أن يقتصر عليه كما ان مقولة الإمام عليه السلام تستبطن معانٍ ابلغ من ذلك.
موضوعمنقول للفائدة
- ما هي تلك المشيئة الإلهية التي تعلقت بخروج عائلة الحسين .. هل هي تشريعية أم تكوينية ؟
- لماذا أخرج الإمام الحسين أهل بيته ونسائه وأطفاله وهو يعلم ما ستؤول إليه الأمور إذ يعبر بقوله ( كأني بأشلائي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) ومعلوم أن الذئاب تأكل فريستها للتشفي وليس لصرف الشبع . هذه المقوله تنبئ بأن عملا وحشيا سيتعرض له سبط رسول الله صلوات الله عليه , فكيف يعرّض عائلته لمثل هذه المواقف والمشاهد الصعبة ؟
هناك أجوبة كثيرة على هذه التساؤلات سنعرض بعضها ..
· الجواب الأول قال البعض أن عادة العرب جرت أن تأخذ نساءها في الحروب لرفع مستوى الهيجان والحماس لدى المقاتلين .. وهذه سنة متبعة يرجع لها البعض أخذ الإمام الحسين عائلته معه إلى كربلاء .
التعليق على هذا الرأي :
1- لا يمكن القبول بأن ممثل الرسالة الإسلامية الحسين بن علي عليه السلام الذي يملك لونا خاصا من التأثير لترشيد القلوب والأرواح يتبع ماجرت عليه العرب في حروبها .
2- يجب الإلفات إلى أن الإمام عليه السلام لم يخرج مقاتلا وإنما خرج مقاوما مجاهدا , وفرق بين منطق القتال الذي يقوم على دفع العدو بأعلى درجات القوة وإراقة الدماء وبين منطق الجهاد ذي يحمل بعدا قدسيا يجعل المجاهد يرخص روحه في سبيل تحقيق الهدف , فهاهو الحسين عليه السلام يقول ( ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني )
· كلمة أخير ة في هذا الرأي .. المقاتل هو من يحمل أهله ونسائه للتهييج وبث حماسة الحرب , أما المقاوم فحين يحمل أهله فلكي تتبنى أهدافه وتكمل مسيرة جهاده .
· الجواب الثاني أن الإمام الحسين عليه السلام اصطحب عائلته مع علمه بكل المخاطر التي تنتظرهم لأن الظرف الذي تعيشه الأمة كان ظرف إماتة السنة وإحياء البدعة , ظرف يعبر عنه الإمام الحسين بقوله في أحد كتبه (وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإنّ السنّة قد أُميتت، والبدعة قد أُحييت) وخروج الإمام بأهله في هذا الظرف يعد مفردة أساسية من مفردات الثقافة الإسلامية وهو أن انتشار البدعة يحمّل الجميع تكليف محاربتها والوقوف بوجهها . يتساوى في ذلك التكليف الرجل والمرأة والطفل بل .
وبهذا يفهم أن خروج الإمام بعائلته ليس إلزاما منه لهم بل أنهم يعرفون جيدا أن تكليفهم في ظرف انتشار البدعة هو الخروج والوقوف بوجه البدعة , فليس هناك تبعيض في دفع البدع إذ على كل عالم أن يظهر علمه .
· البدعة بالمعنى الاصطلاحي الشرعي : إدخال ما ليس من الدين في الدين ، وإنقاص أمر من الدين على أنه ليس منه , وبعبارة أُخرى إدخال ما ليس من الدين في الدين كإباحة محرّم أو تحريم مباح أو إيجاب ما ليس بواجب . والبدعة إنّما تكون «بدعة» عندما تأخذ صفة التشريع الوضعي في مقابل التشريع الإلهي المقدس.
· هناك فرق بين الإثم والبدعة , فشارب الخمر آثم , أما أن يكون شارب الخمر في أعلى منصب إداري للأمة فهذا يجعل المفسدة مشاعة بدون حد ويضفي شرعيه قانونيه على شرب الخمر , وعندما يطلب من أكبر مرجعية في الأمة (الإمام الحسين عليه السلام) الذي هو صاحب المقام الإلهي ( إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة) مبايعته فهو طلب يستبطن إضفاء الشرعية على هذه المفسدة إضفاءاً قانونيا , وعندما يلبّس الدين في أصوله بلبس البدع فهذه جريمة لا يستثنى أحد من تكليف الوقوف في وجهها ومحاربتها رجلا كان أم امرأه.
· يجدر الإشارة إلى أن هناك فرق في التكليف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين التكليف بالوقوف في وجه البدعة ففي الأول يشترط احتمال التأثير والأمن من الضرر أما في الأخير ( البدع) فعلى المكلف محاربة البدعة بما أمكنه بغض النظر عن احتمال التأثير أو عدمه أمِن الضرر أم لم يأمنه .
· حين يقرن الإمام بين قتله وسبي نسائه ( شاء الله أن يراني قتيلا ويراهن سبايا ) فهذا يعني أن قتله وسبي نسائه مهمتان وتكليفان لهما نفس الأهمية فلا يمكن أن يقضى على البدعة إلا بقتله عليه السلام وسبي عياله .
لذا كان دور زينب عليها السلام دورا نبوياً استطاعت به أن تطيح بأساس البدعة وتقوض أبنية الانحراف في الأمة ..
· مجمل هذه الرأي أن مشيئة الله أن يراهن سبايا هي مشيئة تشريعية , فشرع الله يقضي حين تقوم البدع أن يتصدى لها الجميع بلا استثناء , وهذا الرأي صحيح ومقبول إلا أن هدف الإمام الحسين من إخراج عائلته ونسائه لا يمكن أن يقتصر عليه كما ان مقولة الإمام عليه السلام تستبطن معانٍ ابلغ من ذلك.
موضوعمنقول للفائدة
تعليق