حوار : وسام البصري
تتميز مدينة النجف الاشرف بإرثها الحضاري وبإبداعها الثقافي والادبي ولطالما شهدت هذه المدينة ولادة المبدعين في شتى مجالات الثقافة والفنون, وأغنت العالم العربي بشعراء وكتاب مبدعين, وما زالت حتى الان مستمرة في مسيرة الابداع والتي لم تقتصر على الكبار من الشعراء بل كان للشباب بصمات واضحة على هذه المسيرة, ومن هذه الشخصيات الشعرية الشبابية قاسم الشمري المولود في 1983م, شارك الشمري في العديد من المهرجانات داخل وخارج العراق منها مهرجان "الحبوبي"و"الجواهري"و"تحية الى الجولان"و"الحكايا" في سوريا, ونشر قصائده في العديد من الصحف العراقية والعربية, ونال درع الابداع في مسابقة عبد الرزاق عبد الواحد التي اقامها الملتقىى العراقي في سوريا 2010, ما فاز بمسابقة الجود العالمية 2010, وبمسابقة قناة الديار الفضائية 2010, وهو يعد احد نجوم المرحلة النهائية في برنامج (أمير الشعراء) للموسم الرابع 2011, وقد ترجمت بعض اعماله الى الانكليزية والفرنسية. وللوقوف على ابداعه كان لنا هذا الحوار :
س/من أنت وبماذا تعرف نفسك ؟
-إنسان يحاول أن يجد نفسه و شاعر يسعى وراء القصيدة
س/و نحن على أعتاب النجف عاصمة الثقافة الإسلامية وهذا الاستحقاق العالمي الكبير ما هي رؤيتك للأمر؟
-النجف مدينة كبيرة ومعطاء في كل الأوقات و هذا الاستحقاق يلقي على عاتقنا أن نبرهن للعالم تلك الجهود المبارةة من الجميع جهود كبيرة ولكنها غير كافية نحن أصحاب تاريخ حضاري وثقافي وديني كبير و يجب علينا أن نكون على قدر المسؤولية 0 هناك الكثير من الأمور بحاجة إلى إعادة نظر فقد سمعت مؤخرا عن مشروع طباعة خمسة ألاف كتاب ولكن المشروع جامد مثله مثل بقية المشاريع يجب إن نقابل العالم بفكرنا المنفتح ونبرهن على ذلك
س/ماذا يمثل لك أمير الشعراء ؟
-أمير الشعراء برنامج جماهيري كبير وله فضل كبير على عدد من الشعراء و أنا منهم طبعا أمير الشعراء بالنسبة لي مرحلة من مراحل مسيرتي الشعرية وليس نهاية المطاف فهناك استحقاقات اكبر و أكثر و أنا ما زلت في بداية الطريق.
س/ من يركز في شعر قاسم الشمري يجد صلة قوية في بعض القصائد بالأمومة ما هو السر يا ترى ؟
*أعتقد أن أمي والعراق هما أول من ألهماني القصيدة . أنا هنا لست في مجال أن امدح ولكن هي تستحق أن تذكر ليس في أغلب ولكن في كل قصائدي و صدقني الأمر عفوي وطبيعي فما قدمته لي ليس قليل فمن الطبيعي أن تلقي ظلالها على قصائدي
س/يقال أنك نرجسي هل هذا صحيح ؟
-ليست نرجسية بل ثقة و سبق أن قلت في لقاء ثاني أن الشاعر لا يحاسب على نرجسيته
س/لديك أربعة رسائل توجهها إلى:
1-الشعب العراقي
-أقول لهم بيت الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
2-للساسة العراقيين -أردد قول سيد الشهداء الأمام الحسين عليه السلام مع بعض التصرف ( إن لم يكن لديكم دين \(وطنية) كونوا أحرارا في دنياكم)
3-للشعراء
-أنتم قلب الأرض فانبضوا كي تستمر الحياة
4-الرابعة ستكون من اختيارك
-أوجهها إلى من علمتني الحب حبيبتي أقول لها شكرا لأنك في حياتي
س/عندما كنا جالسين في المقهى سألك أحد الأصدقاء أين قصيدتي و ارتسمت على وجهي علامة استفهام كبيرة أرجو أن تزيلها بتوضيح ؟
-يعتقد البعض أن الشعر منتج و الشاعر ماكينة لإنتاجه يأتي ويطلب أكتب لي على الموضوع الفلاني او على الشخص العلاني و هذا يسبب إحراج لي لأني لا أكتب بهذه الطريقة و كأني أبيع بطاطا فأنا شاعر لا أكتب حسب الطلب وصدقني كتابة الشعر ليس ترفا ً بل هي معاناة كبيرة جدا
س/وعدتنا وسمعنا كثيرا ً عن مجموعتك الشعرية المعنونة عين الله ماذا حل بها ؟
-نعم صحيح وتأخرت طباعتها بسبب بعض الظروف و لكن خلال هذه السنة سوف ترى النور إن شاء الله
س/قلة القراءة بصورة عامة والشعر بصورة خاصة لا يعطي للشاعر حقه في الانتشار ما هي الطريقة الصحيحة والمثلى برأيك لــ(تسويق)القصيدة إن صح التعبير ؟
-هذا السؤال يقودنا إلى إشكالية الشاعر والمتلقي وهذه إشكالية معقدة وقديمة ولكل شخص فيها رأي مستقل . أنا برأيي أن الطريقة الصحيحة الآن هي أن يقترب الشاعر من نبض الناس ويكتب للجميع ولاحظت في الفترة الأخيرة ظاهرة القصائد المسموعة و التسجيل الصوتي وهي طريقة جميلة لإعادة القصيدة إلى المتلقي.
وسام البصري