(( رُفِعَ عن أمتي المَسخُ والخَسفُ والغرق ))
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد وردتْ أحاديثٌ في المجاميع الروائيّة من طرق العامّة .
تُروى عن النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم :
تُفيد بأنَّ عذاب المسخ والخسف والغرق
هو مرفوعٌ عن أمة النبي محمد:ص:
إكراماً له ورحمةً بهم .
حتى أنَّ الرازي قد ذكر في تفسيره الحديثَ أعلاه مُرسلاً دون أن يسنده وكأنّه مُسلّّمٌ عنده.
فنقل ما يُروى عن النبي :ص: قوله:
(( رُفِعَ عن أمتي المَسخُ والخسفُ والغرق ))
:تفسير الرازي:ج7:ص157:
وهنا ينقدحُ سؤال فيما يخصُُّ علامات الظهور الشريف وأحداثه والتي منها الحدث الأبرز في العلامات
وهو الخسف بالبيداء :الخسف بجيش السفياني :
:السؤال:
=====
إذا كان الخسفُ قد رُفِعَ عن الأمة كعذاب
فكيف يمكن أن يقع كعلامة في أحداث الظهور الشريف
للإمام المهدي:عليه السلام: ؟
: الجواب :
======
إنَّ الخسف المَعني بالإرتفاع عن الأمة في الحديث كعقوبة .
هو الإستئصال التام والإزالة لوجود الأمة ككيان بواسطة خسف الأرض بهم .
وهذا ما بيَّنه القرآن بصورة عامة في قوله تعالى
(( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) الأنفال33
وأما الخسف المقصود به كعلامة تقع بجيش السفياني
والذي هو الخسفُ بالبيداء جاء بصورة متواترة في مصادر السنة النبوية
:إنظر: مستدرك الحاكم :ج4:ص429:
فقد استفاضتْ به الأخبار
منها ما أخرجه مسلم في مسنده : ج8 ص 167 :
عن أم سلمة عن رسول الله : صلى الله عليه وآله :
أنه قال :
: يعوذُ عائذُ بالبيت ، فيُبعثُ إليه بَعثٌ
فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم
فقلتُ: أم سلمة:
: يا رسول الله فيكف بمن كان كارهاً ؟
قال : ص: يُخسفُ به معهم ، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته .
انظر: الغيبة : النعماني : 133ص و 139 و 141 :
و : الغيبة : الطوسي : ص267 :
و : الإرشاد : المفيد :ص 334 :
فالخسفُ بالبيداء هو أمرٌ جزئي إنْ تحققَ
فهو يتعلق بمجموعة ضالة وهي جيش السفياني:
في عصر الظهور الشريف .
وهذا الأمرُ لاعلاقة له برفع الخسف كعذاب كلي شامل للأمة .
ففرقٌ بين هذا وذاك
وسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق