بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى أله الطبيين الطاهرين
اسمه ونسبه(عليه السلام)
الإمام جعفر بن محمّد بن علي بنالحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيته(عليه السلام)
أبو عبد الله، أبو إسماعيل، أبو موسى،والأُولى أشهرها.
ألقابه(عليه السلام)
الصادق، الصابر، الطاهر، الفاضل،الكامل، الكافل، المنجي... وأشهرها الصادق.
تلقيبه(عليه السلام) بالصادق
لقد جاء لقب الإمام(عليه السلام)بالصادق من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث قال: «يخرج الله من صُلبه ـ أيصُلب محمّد الباقر ـ كلمة الحقّ، ولسان الصدق»، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يارسول الله؟
قال: «يقال له: جعفر، صادق في قولهوفعله، الطاعن عليه كالطاعن عليّ، والرادّ عليه كالرادّ عليّ...»(1).
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
17 ربيع الأوّل 83ﻫ، المدينةالمنوّرة، الأبواء.
أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة أُمّ فروة بنت القاسمبن محمّد بن أبي بكر، وزوجته السيّدة حميدة البربرية أُمّ الإمام موسى الكاظم(عليهالسلام)، وهي جارية، وله زوجات أُخر.
مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته
عمره 65 سنة، وإمامته 34 سنة.
حكّام عصره(عليه السلام) في سني إمامته
فمن الأُمويين خمسة: هشام بن عبدالملك، الوليد بن يزيد بن عبد الملك، يزيد بن الوليد بن عبد الملك، إبراهيم بنالوليد بن عبد الملك، مروان بن محمّد المعروف بالحمار.
ومن العبّاسيين اثنان: أبو العباس عبدالله المعروف بالسفّاح؛ لفرط جوره وظلمه، وكثرة ما سفح من دم وقتل من الناسالكثيرين، أبو جعفر المنصور، المعروف بالدوانيقي، لأنّه كان ولفرط شحه وبخله وحبّهللمال يحاسب حتّى على الدوانيق، والدوانيق جمع دانق، وهو أصغر جزء من النقود فيعهده.
تضييق المنصور له(عليه السلام)
لقد ازداد تضييق المنصور العبّاسي علىالإمام الصادق(عليه السلام)، وأخذ يمهّد لقتله، فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيهقال: دعاني المنصور فقال: إنّ جعفر بن محمّد يلحد في سلطاني، قتلني الله إن لمأقتله، فأتيته فقلت: أجب أمير المؤمنين.
فتطهّر(عليه السلام) ولبس ثياباًجدداً، فأقبلت به فاستأذنت له، فقال: أدخله، قتلني الله إن لم أقتله، فلمّا نظرإليه مقبلاً قام من مجلسه فتلقّاه وقال: مرحباً بالنقي الساحة، البريء من الدغلوالخيانة، أخي وابن عمّي. فأقعده على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله، ثمّقال: سلني حاجتك.
فقال(عليه السلام): «أهل مكّةوالمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به»، قال: أفعل، ثمّ قال: «يا جارية، ائتنيبالتحفة»، فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية، فغلفه بيده وانصرف، فاتبعته فقلت: يابنرسول الله، أتيت بك ولا أشك أنّه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرّك شفتيكبشيء عند الدخول، فما هو؟
قال: «قلت: اللّهمّ، احرسني بعينكالتي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، وحفظني بقدرتك عليّ، ولا تهلكني وأنترجائي...»(2).
سبب شهادته(عليه السلام)
قُتل(عليه السلام) مسموماً في زمنالخليفة العبّاسي المنصور الدوانيقي.
تاريخ شهادته(عليه السلام) ومكانها
25 شوال 148ﻫ، المدينة المنوّرة.
مكان دفنه(عليه السلام)
دُفن بجوار أبيه الإمام محمّد الباقر،وجدّه الإمام علي زين العابدين، والإمام الحسن المجتبى(عليهم السلام) في مقبرةالبقيع بالمدينة المنوّرة.
من أقوال الشعراء فيه
1ـ قال السيّد محسن الأمين(قدس سره):
تبكي العيون بدمعها المتورِّد **حزناً لثاوٍ في بقيع الغرقد
تبكي العيون دماً لفقد مبرّزٍ ** منآل أحمد مثله لم يُـفقد
أيُّ النواظر لا تفيضُ دموعُها **حزنا لمأتم جعفر بن محمّد
الصادق الصدِّق بحر العلم مصـ ** باحالهدى والعالم المتهجّد
رزءٌ له أركان دين محمّدٍ ** هدّت ونابالحزن قلب محمّد
رزءٌ له تبكي شريعةُ أحمدٍ ** وتنوحمعولةً بقلب مكمد
رزءٌ بقلب الدين أثبت سهمه ** ورمىحُشاشة قلب كلِّ موحِّد
ماذا جنت آل الطليق وما الذي ** جرّتعلى الإسلام من صنعٍ ردي
كم أنزلت مرّ البلاء بجعفر ** نجمالهدى مأمون شرعة أحمد
كم شرّدته عن مدينة جدِّه ** ظلماًتـجشِّمُه السرى في فدفد
كم رأى المنصور منه عجائباً ** ورأىالهدى لكنّه لم يهتدِ
لم يحفظوا المختار في أولاده **وسواهم من أحمد لم يُولَد
لم يكف ما صنعت بهم أعداؤهم ** زمنالحياة وما اعتداه المعتدي
حتّى غدت بعد الممات خوارج ** فيالظلم بالماضين منهم تقتدي
هدّمت ضرائك فوقهم قد شيّدت ** معقودةمن فوق أشرف مرقد(3).
2ـ قال الشاعر الأُستاذ جابر ألكاظمي:
قتلوا أصدق مَنْ فوق الثرى ** بذعافِالسُّمّ في الأحشاء سارا
صَدَق الحزنُ بفقدِ الصادق ** فقدُهُأورى شِغافَ القلبِ نارا
لهفَ نفسي كيف يُعفى قبرُه ** وهوحصنٌ وبه الكونُ استجارا
قَذِيَت عينٌ إذا لم تبكِهِ ** بَدَلَالدمع دماً ليلَ نهارا
إننا نرتقبُ اليوم الذي ** يطلبالموعودُ للصادق ثارا
ثمّ يدعو يا لثارات الحسين ** لدماءٍسُفكتْ منه جُبارا
ناحروه وبه لم يحفظوا ** لرسولِ اللهقَدراً ووقارا(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. بحار الأنوار36/313.
2. سير أعلام النبلاء6/266.
3. المجالس السنية5/516.
تعليق