الإمامُ جعفر الصادق :عليه السلام:
: الهَويَّةُ والمَنهج :
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد وآله المعصومين.
ولِدَ الإمام جعفر الصادق :عليه السلام: في المدينة المنورة في 17 ربيع الاول سنة 83 للهجرة .
: الكافي : الكليني ج1 : ص393 :
وأدرك : عليه السلام: جده الإمام علي بن الحسين
:زين العابدين:ع:
وتربى في حضن أبيه الإمام محمد الباقر :ع:
وعنه اخذ علوم العقيدة و الشريعة الإسلامية ومعارف الدين القويم .
ويُذكرُ أنه :عليه السلام:
: أقام مع جده علي بن الحسين :ع: اثنتي عشرة سنة
ومع أبيه الباقر :ع: بعد جده تسع عشرة سنة
وعاش بعد أبيه أيام إمامته أربعا وثلاثين سنة .
وكانت مدة إمامته في ملك إبراهيم بن الوليد
وملك مروان بن محمد الحمار
ثم سارت المسودة من أرض خراسان مع أبي مسلم سنة ثلاثين ومائة
وملك أبي العباس السفّاح أربع سنين وأربعة أشهر
وأيام ملك أخيه أبي عبد الله المعروف بأبي جعفر المنصور إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وأياما :
:دلائل الإمامة :محمد بن جرير الطبري:الشيعي :ص246
شكّّلَ الإمام الصادق :عليه السلام: مع آبائه الطاهرين
من قبله حلقة متواصلة ومترابطة ومتفاعلة
هدفها واحد وادوارها مختلفة تبعاً للظروف .
وأوضح :عليه السلام: بنفسه هذه الحقيقة المعرفية بقوله:
: حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل :
: الكافي: الكليني: ج1: ص53.
حَملَ الإمام جعفر الصادق :عليه السلام :
الإسلام بنقائه وصفائه الأصيل كما نزل على رسول الله
: صلى الله عليه وآله وسلّم:
لذا قصده العلماء من كل مكان يبغون علمه ويرجون فضله حتى جاوز عدد تلاميذه الألاف .
ويشهد ابو حنيفة النعمان بذلك في قولته الشهيرة :
: لولا السنتان لهلك النعمان :
: الخلاف: الطوسي:ج1:ص33.
يعني لولا دراسته عند الإمام الصادق :عليه السلام: لهلك .
بل إنّ أغلب المذاهب الإسلامية تأسستْ على أيدي فقهاء درسوا على يد الإمام الصادق : عليه السلام:
على ما يذكر التاريخ
ولكن المسلمين إتخذوا فقهائهم أئمة مذاهب فإتبعوهم بذلك وتركوا إستاد الفقهاء والعلماء الإمام المعصوم
جعفر بن محمد الصادق :عليه السلام:
وإليكَ أيَّها القارىء شهادة اخرى من زعيم مذهب المالكية :مالك بن أنس :
نقلها لنا :أبن تيمية: المشهور ببغضه لأهل البيت المعصومين :عليهم السلام:
وذكرها في كتابه :التوسل والوسيلة:ص 52 :
يقول ابن تيمية قال مالك بن انس:
: ولقد كنتُ أرى جعفر بن محمد الصادق :ع:
وكان كثير التبسم
فإذا ذُكر عنده النبي:ص: اصفر لونه
وما رأيته يُحدِّث عن رسول الله إلاّ عن طهارة
ولقد إختلفتُ اليه زمانا طويلا فما كنتُ
أراه إلاّ على ثلاث خصال
إما مُصليَّا وإما صامتا وإما يقرأ القرآن
ولايتكلم بما لايعنيه
وكان من العلماء والعُبّاد الذين يخشون الله تعالى:
وفي قول مالك بن انس زعيم المالكية :
: ولقدإختلفتُ اليه زمانا طويلا :
تصريح منه بدراسته فعلاً وتعلمه عند الامام الصادق :ع:
وبفعل وجود الإمام الصادق:ع:
في وقته تميّز عصره بالنهوض والتطور الفكري والسياسي .
فالإمام:عليه السلام: قد وظّفَ فترة إمامته الحقة ربانيا
والتي استمرت قرابة أربع وثلاثين سنة
بدءاً من شهادة أبيه الباقر:ع: سنة 114 للهجرة
الى سنة شهادته هو :عليه السلام: سنة 148 للهجرة.
وبذل جهده في تأصيل القواعد والمتبنيات الفكرية والعقدية والفقهية والشرعية وحتى العقلانية والأخلاقية
في المنظومة الإسلامية الأصيلة.
إذ قال :عليه السلام:
:إنَّما علينا أنْ نُلقي إليكم الأصول
وعليكم أنْ تُفرِّعوا :
:وسائل الشيعة:الحر العاملي :ج18:ص41:
والى يومنا هذا يعتمدُ العلماء والفقهاء والفلاسفة المعاصرون من المسلمين وغيرهم على المخزون المعرفي والعلمي
للإمام الصادق:ع:
ومن أبرز ما تميّز به عصره
هو ظهور التنوع البشري جنسا وثقافة وحضارةً وفكرا.
وخاصة بعد إتساع الفتوحات الإسلامية
فتنوعتْ الثقافات والآداب وظهرت حركة ترجمة الكتب المتبادلة من والى المسلمين .
ومن هنا حشّّدَ الإمام الصادق :عليه السلام:
كل طاقاته العلمية والفكرية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي سمح به بنو العباس في الساحة الفكرية آنذاك
وخاصة تيارات الزندقة والملاحدة الشهيرة في التاريخ .
والتاريخ قد وثّق الحوارات والمناظرات الفكرية والفلسفية
بين الإمام الصادق:ع: والتيارات المضادة فكرا للإسلام
وبيَّنَ كيف تغلَّبَ الإمام: عليه السلام:
فكريا وجدليّاً على تلك التيارات .
وبفعل ما قام به الإمام الصادق:ع: في وقته
وصل إلينا الدين الحق وبقي الفكر الحق متمثلاً
بمذهب أهل البيت المعصومين :عليهم السلام: وأتباعهم .
فسلامٌ على الإمام جعفر الصادق في العالمين
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف.
: الهَويَّةُ والمَنهج :
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد وآله المعصومين.
ولِدَ الإمام جعفر الصادق :عليه السلام: في المدينة المنورة في 17 ربيع الاول سنة 83 للهجرة .
: الكافي : الكليني ج1 : ص393 :
وأدرك : عليه السلام: جده الإمام علي بن الحسين
:زين العابدين:ع:
وتربى في حضن أبيه الإمام محمد الباقر :ع:
وعنه اخذ علوم العقيدة و الشريعة الإسلامية ومعارف الدين القويم .
ويُذكرُ أنه :عليه السلام:
: أقام مع جده علي بن الحسين :ع: اثنتي عشرة سنة
ومع أبيه الباقر :ع: بعد جده تسع عشرة سنة
وعاش بعد أبيه أيام إمامته أربعا وثلاثين سنة .
وكانت مدة إمامته في ملك إبراهيم بن الوليد
وملك مروان بن محمد الحمار
ثم سارت المسودة من أرض خراسان مع أبي مسلم سنة ثلاثين ومائة
وملك أبي العباس السفّاح أربع سنين وأربعة أشهر
وأيام ملك أخيه أبي عبد الله المعروف بأبي جعفر المنصور إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وأياما :
:دلائل الإمامة :محمد بن جرير الطبري:الشيعي :ص246
شكّّلَ الإمام الصادق :عليه السلام: مع آبائه الطاهرين
من قبله حلقة متواصلة ومترابطة ومتفاعلة
هدفها واحد وادوارها مختلفة تبعاً للظروف .
وأوضح :عليه السلام: بنفسه هذه الحقيقة المعرفية بقوله:
: حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل :
: الكافي: الكليني: ج1: ص53.
حَملَ الإمام جعفر الصادق :عليه السلام :
الإسلام بنقائه وصفائه الأصيل كما نزل على رسول الله
: صلى الله عليه وآله وسلّم:
لذا قصده العلماء من كل مكان يبغون علمه ويرجون فضله حتى جاوز عدد تلاميذه الألاف .
ويشهد ابو حنيفة النعمان بذلك في قولته الشهيرة :
: لولا السنتان لهلك النعمان :
: الخلاف: الطوسي:ج1:ص33.
يعني لولا دراسته عند الإمام الصادق :عليه السلام: لهلك .
بل إنّ أغلب المذاهب الإسلامية تأسستْ على أيدي فقهاء درسوا على يد الإمام الصادق : عليه السلام:
على ما يذكر التاريخ
ولكن المسلمين إتخذوا فقهائهم أئمة مذاهب فإتبعوهم بذلك وتركوا إستاد الفقهاء والعلماء الإمام المعصوم
جعفر بن محمد الصادق :عليه السلام:
وإليكَ أيَّها القارىء شهادة اخرى من زعيم مذهب المالكية :مالك بن أنس :
نقلها لنا :أبن تيمية: المشهور ببغضه لأهل البيت المعصومين :عليهم السلام:
وذكرها في كتابه :التوسل والوسيلة:ص 52 :
يقول ابن تيمية قال مالك بن انس:
: ولقد كنتُ أرى جعفر بن محمد الصادق :ع:
وكان كثير التبسم
فإذا ذُكر عنده النبي:ص: اصفر لونه
وما رأيته يُحدِّث عن رسول الله إلاّ عن طهارة
ولقد إختلفتُ اليه زمانا طويلا فما كنتُ
أراه إلاّ على ثلاث خصال
إما مُصليَّا وإما صامتا وإما يقرأ القرآن
ولايتكلم بما لايعنيه
وكان من العلماء والعُبّاد الذين يخشون الله تعالى:
وفي قول مالك بن انس زعيم المالكية :
: ولقدإختلفتُ اليه زمانا طويلا :
تصريح منه بدراسته فعلاً وتعلمه عند الامام الصادق :ع:
وبفعل وجود الإمام الصادق:ع:
في وقته تميّز عصره بالنهوض والتطور الفكري والسياسي .
فالإمام:عليه السلام: قد وظّفَ فترة إمامته الحقة ربانيا
والتي استمرت قرابة أربع وثلاثين سنة
بدءاً من شهادة أبيه الباقر:ع: سنة 114 للهجرة
الى سنة شهادته هو :عليه السلام: سنة 148 للهجرة.
وبذل جهده في تأصيل القواعد والمتبنيات الفكرية والعقدية والفقهية والشرعية وحتى العقلانية والأخلاقية
في المنظومة الإسلامية الأصيلة.
إذ قال :عليه السلام:
:إنَّما علينا أنْ نُلقي إليكم الأصول
وعليكم أنْ تُفرِّعوا :
:وسائل الشيعة:الحر العاملي :ج18:ص41:
والى يومنا هذا يعتمدُ العلماء والفقهاء والفلاسفة المعاصرون من المسلمين وغيرهم على المخزون المعرفي والعلمي
للإمام الصادق:ع:
ومن أبرز ما تميّز به عصره
هو ظهور التنوع البشري جنسا وثقافة وحضارةً وفكرا.
وخاصة بعد إتساع الفتوحات الإسلامية
فتنوعتْ الثقافات والآداب وظهرت حركة ترجمة الكتب المتبادلة من والى المسلمين .
ومن هنا حشّّدَ الإمام الصادق :عليه السلام:
كل طاقاته العلمية والفكرية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي سمح به بنو العباس في الساحة الفكرية آنذاك
وخاصة تيارات الزندقة والملاحدة الشهيرة في التاريخ .
والتاريخ قد وثّق الحوارات والمناظرات الفكرية والفلسفية
بين الإمام الصادق:ع: والتيارات المضادة فكرا للإسلام
وبيَّنَ كيف تغلَّبَ الإمام: عليه السلام:
فكريا وجدليّاً على تلك التيارات .
وبفعل ما قام به الإمام الصادق:ع: في وقته
وصل إلينا الدين الحق وبقي الفكر الحق متمثلاً
بمذهب أهل البيت المعصومين :عليهم السلام: وأتباعهم .
فسلامٌ على الإمام جعفر الصادق في العالمين
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف.
تعليق