بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لا يُظهر الله الإمام ويجعله يعيش بين الناس ظاهراً إلى أن يأتي اليوم الموعود بحيث يعرف الناس ويعرفونه كما جعل نوحاً في قومه ألف سنة حيث كان معروفاً بين الناس، فيتحقَّق بذلك اللطف من وجوده؟
وبعبارة أخرى: إذا كان الله قادراً على حفظه وهو غائب فهو قادر على حفظه وهو حاضر، فلماذا لا يُظهره ويعيش بين الناس معروفاً ويقوم بدوره المحدود إلى أن يأذن الله تعالى له بالفرج وإقامة الدولة؟
الأمر الأوّل: الجواب النقضي والحلّي:
ويُجاب عن هذا السؤال بالنقض والحلّ:
أمَّا النقض: فلو أراد الله حفظ المهدي بأن يعيش بين الناس أكثر من ألف سنة محميّاً من جور الجائرين وظلم الظالمين لحفِظ الله النبيّ محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو أشرف المخلوقات، مع أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اُعتدي عليه وظُلم وكُسرت رُباعيته يوم اُحُد إلى غير ذلك من المظالم.
وأمَّا الحلّ: فقد شاءت حكمة الله أن يكون ظهور الدين بالأساليب الطبيعية لا بالأساليب الإعجازية، لأنَّ الدين والإيمان تكامل روحي، والتكامل الروحي لا يتفاعل معه الإنسان إلاَّ إذا وصل إليه عن قناعة واختيار ورضا، أمَّا الأمر الذي يُفرض عليه بالأساليب الإعجازية فلا يتفاعل معه.
ولذلك شاءت حكمة الله أن لا يكون ظهور الدين بالأساليب الإعجازية وإلاَّ لما تفاعل معه الناس، بل بأسلوب الصراع بين الشرّ والخير، الظالمين والمؤمنين، فإذا كان ظهور الدين عبر حركة صراع حينئذٍ يتحقَّق للدين تفاعل ويتحقَّق للناس قبول لهذا الدين لأنَّه جاء إليهم عن إرادة منهم، أمَّا لو فُرض عليهم بالأساليب الإعجازية ومن دون صراع بين الظالمين والمؤمنين لم يتفاعل الناس مع حركة الإيمان والدين، لذلك قال تبارك وتعالى: (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَنْ فِي الأَْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس: 99)، وقال تبارك وتعالى: (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة: 256)، أي إنَّ الدين لا يأتي بالإعجاز، بل بالسعي والجدّ.
لذلك شاءت حكمته أن يخفي الإمام لأنَّ ظهوره سيعرضه لظلم الظالمين، ولو حفظه من ظلم الظالمين ونصره على المعارضين بنحو غيبي لكان ذلك إعجازاً، وإذا كان إعجازاً من دون صراع ولا مصادمة كان تفاعل الأمّة مع الإمام(عليه السلام) ضئيلاً، فإنَّ المناط في التفاعل مع أيّ فكر وشخص هو الصراع والمواجهة بين المؤمنين والمنكرين كما حصل لسائر الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام)، وهذا ما يؤكّده علماء الاجتماع من أنَّ الأفكار الراسخة لدى المجتمعات هي الأفكار التي صاحبها صراع ومواجهة بين فريقين مؤمن ومنكر لا الأفكار العامّة التي لا إثارة فيها ولا جدال حولها، وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ) (البقرة: 214)، وقال تعالى: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) (الأنفال: 42).
لماذا لا يُظهر الله الإمام ويجعله يعيش بين الناس ظاهراً إلى أن يأتي اليوم الموعود بحيث يعرف الناس ويعرفونه كما جعل نوحاً في قومه ألف سنة حيث كان معروفاً بين الناس، فيتحقَّق بذلك اللطف من وجوده؟
وبعبارة أخرى: إذا كان الله قادراً على حفظه وهو غائب فهو قادر على حفظه وهو حاضر، فلماذا لا يُظهره ويعيش بين الناس معروفاً ويقوم بدوره المحدود إلى أن يأذن الله تعالى له بالفرج وإقامة الدولة؟
الأمر الأوّل: الجواب النقضي والحلّي:
ويُجاب عن هذا السؤال بالنقض والحلّ:
أمَّا النقض: فلو أراد الله حفظ المهدي بأن يعيش بين الناس أكثر من ألف سنة محميّاً من جور الجائرين وظلم الظالمين لحفِظ الله النبيّ محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو أشرف المخلوقات، مع أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اُعتدي عليه وظُلم وكُسرت رُباعيته يوم اُحُد إلى غير ذلك من المظالم.
وأمَّا الحلّ: فقد شاءت حكمة الله أن يكون ظهور الدين بالأساليب الطبيعية لا بالأساليب الإعجازية، لأنَّ الدين والإيمان تكامل روحي، والتكامل الروحي لا يتفاعل معه الإنسان إلاَّ إذا وصل إليه عن قناعة واختيار ورضا، أمَّا الأمر الذي يُفرض عليه بالأساليب الإعجازية فلا يتفاعل معه.
ولذلك شاءت حكمة الله أن لا يكون ظهور الدين بالأساليب الإعجازية وإلاَّ لما تفاعل معه الناس، بل بأسلوب الصراع بين الشرّ والخير، الظالمين والمؤمنين، فإذا كان ظهور الدين عبر حركة صراع حينئذٍ يتحقَّق للدين تفاعل ويتحقَّق للناس قبول لهذا الدين لأنَّه جاء إليهم عن إرادة منهم، أمَّا لو فُرض عليهم بالأساليب الإعجازية ومن دون صراع بين الظالمين والمؤمنين لم يتفاعل الناس مع حركة الإيمان والدين، لذلك قال تبارك وتعالى: (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَنْ فِي الأَْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس: 99)، وقال تبارك وتعالى: (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة: 256)، أي إنَّ الدين لا يأتي بالإعجاز، بل بالسعي والجدّ.
لذلك شاءت حكمته أن يخفي الإمام لأنَّ ظهوره سيعرضه لظلم الظالمين، ولو حفظه من ظلم الظالمين ونصره على المعارضين بنحو غيبي لكان ذلك إعجازاً، وإذا كان إعجازاً من دون صراع ولا مصادمة كان تفاعل الأمّة مع الإمام(عليه السلام) ضئيلاً، فإنَّ المناط في التفاعل مع أيّ فكر وشخص هو الصراع والمواجهة بين المؤمنين والمنكرين كما حصل لسائر الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام)، وهذا ما يؤكّده علماء الاجتماع من أنَّ الأفكار الراسخة لدى المجتمعات هي الأفكار التي صاحبها صراع ومواجهة بين فريقين مؤمن ومنكر لا الأفكار العامّة التي لا إثارة فيها ولا جدال حولها، وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ) (البقرة: 214)، وقال تعالى: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) (الأنفال: 42).
تعليق