بسم الله الرحمن الرحيم
طالما هرج الوهابيون تبعا لشيخ اسلامهم ان الشيعة هم سبب دخول المغول لبغداد وان علماء الشيعة هم من ساعد هولاكو في احتلال بلاد المسلمين وقد اكثر علمائنا الرد في دفع هذه الشبهة بما لامزيد عليه ونحن هنا لانريد ان ندفع هذه الشبهة بل هو مجرد عرض للواقع التاريخي لغزو سلطان المغول تيمور لنك لبلاد الشام التي لايوجد فيها فقيه واحد من فقهاء الامامية لنرى كيف تسارع علماء اهل السنة لاخذ الامان لهم ولاملاكهم ولم يطالب احدهم بامان اهل دمشق ولما رفض والي دمشق ذهابهم راحوا يتسلقون جدران المدينة ليذهبوا الى تيمور لنك لاخذ الامان لهم وفي مقابل هذا يسلموا له المدينة بلا قتال ومن هؤلاء قاضي المالكية وعالم الاجتماع والمؤرخ المشهور ابن خلدون حيث يقص لنا بنفسه القصة ويذكر انه قبل يد تيمور لنك وامره بان يصنع له خريطة تساعده على احتلال بلاد المسلمين ففعل ذلك يقوا ابن خلدون:
وجائني القضاة والفقهاء ؛واجتمعت بمدرستهم العادلية ؛واتفق رأيهم على طلب الامام من الامير تِمُر(1) على بيوتهم وحُرمهم وشاورووا في ذلك نائب القلعة فابى عليهم ذلك ونكره فلم يوافقوه وخرج القاضي برهان الدين بن مفلح الحنبلي ومعه شيخ الفقراء بزاوية (....) فاجابهم الى التامين وردهم باستدعاء الوجوه والقضاة فخرجوا اليه متدلين من السور بما صبحهم اليه من التقدمة فاحسن لقائهم وكتب لهم الرقاع بالامان وردهم على احسن الامال واتفقوا معه على فتح المدينة من الغد وتصرف الناس في المعاملات ودخول امير ينزل بمحل الامارة منها ويملك امرهم بعز ولايته.
واخبرني القاضي برهان الدين انه سأله عني ؛وهل سافرتُ مع عساكر مصر او اقمت بالمدينة فاخبره بمقامي في المدرسة حيث كنت وبتنا تلك الليلة على اهبة الخروج اليه فحدث بين بعض الناس تشاجر في المسجد الجامع وانكر البعض ماوقع من الاستنامة الى القول وبلغني الخبر من جوف الليل فخشيت البادرة على نفسي وبكرت سحرا الى جماعة القضاة على الباب وطلبت الخروج او التدلي من السور لما حدث عندي من توهمات ذلك الخبر ؛فابو عليَ اولا ثم اصخوا لي ودلوني من السور فوجدت بطانته عند الباب ونائبه الذي عينه للولاية على دمشق واسمه شاه ملك من بني جقطاي اهل عصابته فحييتهم وحيوني وفديت وفدوني وقدم لي شاه ملك مركوبا ؛وبعث معي من بطانة السلطان من اوصلني اليه فلما وقفت بالباب خرج الاذن باجلاسي في خيمة هنالك تجاور خيمة جلوسه ثم زيد بالتعريف باسمي اني القاضي المالكي المغربي فاستدعاني ودخلت عليه بخيمة جلوسه متكأعلى مرفقه وصحاف الطعام تمر بين يديه يشير بها الى عصب المغل جلوسا امام خيمته حلقا حلقا .فلما دخلت عليه فاتحت بالسلام واوميت ايماءة الخضوع ؛فرفع راسه ؛ومد يده اليَ فقبلتها واشار بالجلوس فجلست حيث انتهيت.
ثم استدعى من بطانته الفقيه عبد الجبار بن النعمان من فقهاء الحنفية بخوارزم فاقعده يترجم مابيننا .......................الى ان قام بوصف بلاد المسلمين لتيمور لنك شفويا لكن هذا لم يقنع تيمور لنك فاخذ يامره بصناعة كتاب تفصيلي له عن بلاد المغرب العربي فقال تيمر لنك:لا يقنعني هذا وأحب ان تكتب اليَ بلاد المغرب كلها اقاصيها وادانيها وجباله وانهاره وقراه وامصاره حتى كاني اشاهده فقلت يحصل ذلك بسعادتك وكتبت له بعد انصرافي من المجلس لما طلب من ذلك واوعبت الغرض فيه في مختصر وجيز يكون قدر اثنتي عشرة من الكراريس المنصَفة القطع.(2)
(1) اي تيمورلنك
(2) رحلة ابن خلدون -عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الاشبيلي المتوفي 808هجري صفحة 289-290
طالما هرج الوهابيون تبعا لشيخ اسلامهم ان الشيعة هم سبب دخول المغول لبغداد وان علماء الشيعة هم من ساعد هولاكو في احتلال بلاد المسلمين وقد اكثر علمائنا الرد في دفع هذه الشبهة بما لامزيد عليه ونحن هنا لانريد ان ندفع هذه الشبهة بل هو مجرد عرض للواقع التاريخي لغزو سلطان المغول تيمور لنك لبلاد الشام التي لايوجد فيها فقيه واحد من فقهاء الامامية لنرى كيف تسارع علماء اهل السنة لاخذ الامان لهم ولاملاكهم ولم يطالب احدهم بامان اهل دمشق ولما رفض والي دمشق ذهابهم راحوا يتسلقون جدران المدينة ليذهبوا الى تيمور لنك لاخذ الامان لهم وفي مقابل هذا يسلموا له المدينة بلا قتال ومن هؤلاء قاضي المالكية وعالم الاجتماع والمؤرخ المشهور ابن خلدون حيث يقص لنا بنفسه القصة ويذكر انه قبل يد تيمور لنك وامره بان يصنع له خريطة تساعده على احتلال بلاد المسلمين ففعل ذلك يقوا ابن خلدون:
وجائني القضاة والفقهاء ؛واجتمعت بمدرستهم العادلية ؛واتفق رأيهم على طلب الامام من الامير تِمُر(1) على بيوتهم وحُرمهم وشاورووا في ذلك نائب القلعة فابى عليهم ذلك ونكره فلم يوافقوه وخرج القاضي برهان الدين بن مفلح الحنبلي ومعه شيخ الفقراء بزاوية (....) فاجابهم الى التامين وردهم باستدعاء الوجوه والقضاة فخرجوا اليه متدلين من السور بما صبحهم اليه من التقدمة فاحسن لقائهم وكتب لهم الرقاع بالامان وردهم على احسن الامال واتفقوا معه على فتح المدينة من الغد وتصرف الناس في المعاملات ودخول امير ينزل بمحل الامارة منها ويملك امرهم بعز ولايته.
واخبرني القاضي برهان الدين انه سأله عني ؛وهل سافرتُ مع عساكر مصر او اقمت بالمدينة فاخبره بمقامي في المدرسة حيث كنت وبتنا تلك الليلة على اهبة الخروج اليه فحدث بين بعض الناس تشاجر في المسجد الجامع وانكر البعض ماوقع من الاستنامة الى القول وبلغني الخبر من جوف الليل فخشيت البادرة على نفسي وبكرت سحرا الى جماعة القضاة على الباب وطلبت الخروج او التدلي من السور لما حدث عندي من توهمات ذلك الخبر ؛فابو عليَ اولا ثم اصخوا لي ودلوني من السور فوجدت بطانته عند الباب ونائبه الذي عينه للولاية على دمشق واسمه شاه ملك من بني جقطاي اهل عصابته فحييتهم وحيوني وفديت وفدوني وقدم لي شاه ملك مركوبا ؛وبعث معي من بطانة السلطان من اوصلني اليه فلما وقفت بالباب خرج الاذن باجلاسي في خيمة هنالك تجاور خيمة جلوسه ثم زيد بالتعريف باسمي اني القاضي المالكي المغربي فاستدعاني ودخلت عليه بخيمة جلوسه متكأعلى مرفقه وصحاف الطعام تمر بين يديه يشير بها الى عصب المغل جلوسا امام خيمته حلقا حلقا .فلما دخلت عليه فاتحت بالسلام واوميت ايماءة الخضوع ؛فرفع راسه ؛ومد يده اليَ فقبلتها واشار بالجلوس فجلست حيث انتهيت.
ثم استدعى من بطانته الفقيه عبد الجبار بن النعمان من فقهاء الحنفية بخوارزم فاقعده يترجم مابيننا .......................الى ان قام بوصف بلاد المسلمين لتيمور لنك شفويا لكن هذا لم يقنع تيمور لنك فاخذ يامره بصناعة كتاب تفصيلي له عن بلاد المغرب العربي فقال تيمر لنك:لا يقنعني هذا وأحب ان تكتب اليَ بلاد المغرب كلها اقاصيها وادانيها وجباله وانهاره وقراه وامصاره حتى كاني اشاهده فقلت يحصل ذلك بسعادتك وكتبت له بعد انصرافي من المجلس لما طلب من ذلك واوعبت الغرض فيه في مختصر وجيز يكون قدر اثنتي عشرة من الكراريس المنصَفة القطع.(2)
(1) اي تيمورلنك
(2) رحلة ابن خلدون -عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الاشبيلي المتوفي 808هجري صفحة 289-290