بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
(الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة: 1 _ 3).
الآية المباركة تذكر أنَّ من صفات المتّقين الإيمان بالغيب، وكلّ ما لم يشاهده الإنسان وكلّ ما لم ينله بحواسّه الخمس فهو غيب، مثلاً: أنت أمامي أدرك شكلك وأدرك حركاتك، ولكن لا أستطيع أن أصل إلى روحك بحواسّي الخمس، وإنَّما أستدلُّ على وجودها بحياتك فأقول: ما دمت حيّاً تتحرَّك، إذن لك روح ترتبط بجسدك، فروحك بالنسبة لي غيب، لأنَّني لا أنالها بحواسّي الخمس، وإنَّما الذي أناله بها شكلك وصورتك وحركاتك،
وفي مقام تفسير هذه الآية الكريمة وردت روايتان:
الرواية الأولى: رواية داود بن كثير الرقّي، عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة: 3)، قال: (من أقرَّ بقيام القائم أنَّه حقّ)(1).
الرواية الثانية: رواية يحيى بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة: 1 _ 3)، فقال: (المتّقون شيعة علي (عليه السلام)، والغيب فهو الحجّة الغائب، و شاهد ذلك _ بمعنى أنَّ الإمام يستدلّ على أنَّ المراد بالغيب في الآية هو القائم المنتظر _ قول الله عز وجل: (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (يونس: 20))(2)،
كأنَّ الإمام (عليه السلام) يريد أن يقول: الغيب على قسمين: قسم ينتظر أن يتحوَّل إلى واقع مشاهد، وقسم لا ينتظر، فالغيب الذي لا ينتظر أن يتحوَّل إلى مشاهدة هو الله عز وجل، لأنَّه لا يمكن أن يرى أو أن يحسّ بالحواسّ الخمس.
وهناك غيب ينتظر وهو الذي يمكن أن يتحوَّل إلى مشاهدة يوماً من الأيّام وهو القائم المنتظر (عليه السلام)، لأجل ذلك لمَّا قالت الآية: (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا) فإنَّها ناظرة للقسم الثاني وهو الغيب المنتظر لا إلى الغيب غير المنتظر, والغيب المنتظر هو المهدي, وهذا من التفسير بالمصداق كما يقول علماؤنا، بمعنى أنَّ الغيب لا ينحصر بالإمام المنتظر، بل هو من باب الإشارة إلى مثال من أمثلة الغيب ومصداق من مصاديقه، لا أنَّ مفهوم الغيب منحصر في الإمام المنتظر، وهو ما يسمّى بـ (التفسير المصداقي).
الهامش :
1 كمال الدين: 340/ باب 33/ ح 19.
2) كمال الدين: 340 و341/ باب 33/ ح 20.
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
(الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة: 1 _ 3).
الآية المباركة تذكر أنَّ من صفات المتّقين الإيمان بالغيب، وكلّ ما لم يشاهده الإنسان وكلّ ما لم ينله بحواسّه الخمس فهو غيب، مثلاً: أنت أمامي أدرك شكلك وأدرك حركاتك، ولكن لا أستطيع أن أصل إلى روحك بحواسّي الخمس، وإنَّما أستدلُّ على وجودها بحياتك فأقول: ما دمت حيّاً تتحرَّك، إذن لك روح ترتبط بجسدك، فروحك بالنسبة لي غيب، لأنَّني لا أنالها بحواسّي الخمس، وإنَّما الذي أناله بها شكلك وصورتك وحركاتك،
وفي مقام تفسير هذه الآية الكريمة وردت روايتان:
الرواية الأولى: رواية داود بن كثير الرقّي، عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة: 3)، قال: (من أقرَّ بقيام القائم أنَّه حقّ)(1).
الرواية الثانية: رواية يحيى بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة: 1 _ 3)، فقال: (المتّقون شيعة علي (عليه السلام)، والغيب فهو الحجّة الغائب، و شاهد ذلك _ بمعنى أنَّ الإمام يستدلّ على أنَّ المراد بالغيب في الآية هو القائم المنتظر _ قول الله عز وجل: (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (يونس: 20))(2)،
كأنَّ الإمام (عليه السلام) يريد أن يقول: الغيب على قسمين: قسم ينتظر أن يتحوَّل إلى واقع مشاهد، وقسم لا ينتظر، فالغيب الذي لا ينتظر أن يتحوَّل إلى مشاهدة هو الله عز وجل، لأنَّه لا يمكن أن يرى أو أن يحسّ بالحواسّ الخمس.
وهناك غيب ينتظر وهو الذي يمكن أن يتحوَّل إلى مشاهدة يوماً من الأيّام وهو القائم المنتظر (عليه السلام)، لأجل ذلك لمَّا قالت الآية: (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا) فإنَّها ناظرة للقسم الثاني وهو الغيب المنتظر لا إلى الغيب غير المنتظر, والغيب المنتظر هو المهدي, وهذا من التفسير بالمصداق كما يقول علماؤنا، بمعنى أنَّ الغيب لا ينحصر بالإمام المنتظر، بل هو من باب الإشارة إلى مثال من أمثلة الغيب ومصداق من مصاديقه، لا أنَّ مفهوم الغيب منحصر في الإمام المنتظر، وهو ما يسمّى بـ (التفسير المصداقي).
الهامش :
1 كمال الدين: 340/ باب 33/ ح 19.
2) كمال الدين: 340 و341/ باب 33/ ح 20.
تعليق