حسين العجرشي
يعد الاخراج من الاساليب الريادية التي عرفها الابداع بعد ان اصبح للمخرج الدور الكبير في التحكم بالنص الادبي وخاصة الاعمال الدرامية سواء كانت فلما او مسرحاً حيث يختلق الصور التي يحاول من خلالها ايصال ما يرمي اليه النص ولكن الاختلاف في البنية الاجتماعية وآراء الاشخاص قد يجعل من النص يسير وفق طريق مغاير لما يريده المؤلف، حيث تندمل افكار المخرج مع النص لتحلق بعيدة كل البعد عن حقيقتها لتدخل في مرمى التصور الشخصي الخاص بالمخرج ففي قصة ليست الاولى من نوعها كان احد المؤلفين في حفل سينمائي مع زوجته وما هي الا لحظات فاذا به خرج وهو يلعن ويشتم فسألته زوجته عن السبب فقال : لقد غير المخرج مسار قصتي ، فهنا تبرز الديناميكية الروائية ولكنها تشترك في ترابط ملحوظ بين المخرج والمؤلف فمن جهة المؤلف فلا بد من ايحاء قصته في النص الذي ينسجه وعبر ترابط زمني
وتسلسل وضاء دون القدح بتلك الفكرة عبر الالفاظ التي تحلق بالنص في طريق آخر، ومن جهة المخرج لا بد السير على النص وفق عجلة التسلسل التي رسمها المؤلف كي تحقق الدراما نجاحاً بمختلف جوانبها ، فتارة يحاول المخرج التقوقع في الحياة التي رسمها المؤلف كالأفلام التاريخية القديمة اذ يستهل مقدمة اخراجه برسم صورة عن الحياة التي كانت ترافق العصر المذكور ومما تجدر الاشارة اليه الميول الكبير الى الجانب الاجتماعي والعاطفي وابراز الروح الوطنية لدى الطوائف والملل حبب تلك الدراما قديما وجعلها تعيش في القلوب وكأنها بدأت تواً.
أما في في العصور الحديثة وبعد ان استصحب التقدم العلمي العمل الدرامي اصبح المخرج يعيش روح الاشتراك في عمله وهذا من خلال الابعاد التي ترمي اليها المسرحية او الفلم و يتضح من خلال ممازجة الفكرة روح اعلانية كالاعلان السياحي او الاعلان الطبي وينتج من خلال صرف المبالغ الطائلة لاجل احتواء الفكر الانساني اذ يتميز بشموليته وامتداده في مختلف الامور لذا لا بد من الاشتراك في معرفة مغزى النص بين العملين لتوفر النجاح في العمل .
تعليق