أمير المؤمنين (عليه السلام) والتوحيد الصفاتي
أَوَّلُ اَلدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ اَلتَّصْدِيقُ بِهِ وَ كَمَالُ اَلتَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ اَلْإِخْلاَصُ لَهُ وَ كَمَالُ اَلْإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ اَلْمَوْصُوفِ وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ اَلصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اَلله سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَ مَنْ قَالَ عَلاَ مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ.
يشير أمير المؤمنين (ع) هنا إلى التوحيد الصفاتي:وهو القسم الثاني مِن أقسام التوحيد ، ومعنى التوحيد الصفاتي أنّ صفات الله تعالى واحدة،وهي عين ذاته فهي قديمة وأزلية .لا تزيد عن ذاته وإنْ تغايرت في مفهوماتها؛ لأنَّ الله عزّ وجل لا يتكثّر لأجل تكثّر صفاته، فتكون قدرته حياته وحياته قدرته، وتكونان واحدة،فهو حيّ مِن حيث هو قادر وقادر مِن حيث هو حيّ، وكذا في سائر صفاته، وإلى ذلك أشار (ع) بقوله (نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ...)يعني:نفي الصفات الزائدة على وجود الذات؛لأنَّ الصفة شيء والموصوف شيء آخر، فالصفة غير الموصوف ، و الموصوف غير الصفة، و الفرق بينهما كثير، كما إذا وصفنا التمر بالحلاوة، فحلاوة التمر غير التمر، فلا يقال: إنَّ التمر حلاوةٌ كما لا يقال: إنَّ الحلاوة تمرٌ، فمن وصف الله تعالى بتلك الصفات الزائدة على الذات فقد قرنه بغيره، أي قرن ذات الله بغير ذاته، فمثلا : إذا اعتقد شخصٌ ما أنَّ عِلم الله كعِلم الناس أي أن الله شي ء و علمه شي ء آخر فقد جعله قرين عِلْمِه، أي: جعل ربَّه اثنين أحدهما هو الله و الثاني صفته.
ومن هنا يُعْلَم أنَّ مراده (ع) من قوله( نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ...) هو عدم التفريق بين ذات الله وصفته أي أن الله و صفاته شي ء واحد ، لا فرق بينهما في الوجود و الحقيقة، والَّذي يدلّ على ذلك قوله (ع) : (اَلَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ) ،فنفى الحدّ عن صفة الله كما نفى الحد عن ذاته؛لأنَّه إذا قلنا أنَّ صفته تعالى عين ذاته لزم الإخبار عن الصفة بنفس ما يخبر به عن الذات، فكما يخبر عن ذات الله بأنَّها غير محدودة ، فكذلك يخبر عن صفته بأنَّها غير محدودة .
وقد قسم علماؤنا التوحيد إلى أربعة أقسام:
القسم الأوَّل التوحيد الَّذاتي.
القسم الثاني التوحيد الصفاتي.
القسم الثالث التوحيد الأفعالي.
القسم الرابع التوحيد العبادي.
تعليق