47 من خصایص امیر المومنین علی بن ابطالبعلیه الاف التحیتة و السلام قسم الاول
أمير المؤمنين
روى القندوزي الحنفي[1] [ عن حذيفة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
{ لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين لما أنكروا فضائله ، سمي بذلك وآدم بين الروح والجسد ، وحين قال (سبحانه ) ألست بربكم قالوا : بلى. فقال الله تعالى : أنا ربكم ، ومحمد نبيكم ، وعلى أميركم}. ]
وروى عكرمة عن ابن عباس قال : ما نزل في القرآن : "يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان ، وما ذكر عليا الا بخير.[2]
وجاء في تاريخ ابن عساكر[ عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )" أسكب إلي ماء أو وضوءا" فتوضأ ثم قام فصلى ركعتين ثم قال"{ يا أنس أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين سيد المؤمنين علي}.
وعن بريدة الأسلمي[3] : أمرنا رسول الله (ص) أن نسلم على علي بأمير المؤمنين ونحن سبعة ، وأنا أصغر القوم يومئذ].
و روى ابن مردويه :
[عن سالم مولى حذيفة بن اليمان ، قال : أمرنا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن نسلم على علي بن أبي طالب ب " يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته " .
وعن بريدة ، قال : أمرنا رسول الله ( ص) أن نسلم على علي بأمير المؤمنين .
وعن سالم مولى علي ، أن أبا بكر وعمر دخلا على علي وقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته .
وعن سالم المنتوف قال : كنت مع علي في أرض يحرثها حتى جاء أبو بكر وعمر ، فقالا : سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . فقيل : كنتم تقولون في حياة رسول الله ( ص)؟ ! فقال عمر : هو أمرنا بذلك[4].
وروى القندوزي الحنفي [5]عن محمد بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده علي رفعه :{ إن في اللوح المحفوظ تحت العرش مكتوبا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين} .
تسمية غيره بـ " أمير المؤمنين
مفاد هذه الروايات و غيرها أن إطلاق لقب " أمير المؤمنين" على علي (ع) كان بأمر الله و رسوله. و إن إطلاق هذا اللقب على غيره من خلفاء المسلمين و الحكام الذين تعاقبوا على حكم البلاد الإسلامية لم يكن بأمر الله و لا بأمر رسوله و إنما منهم من أطلقه على نفسه أو أطلقه الناس عليه[6]، مرة ًلما قد يظهر لهم من عدل رأوا أنه قد أفشاه فيهم أو خصال حميدة بادية عليه متمثلة بشجاعة أو علم أو حلم أو كرم و غيرها أو بدافع التزلـّف من البعض الآخر وطمعا ً في عطائهم مرة ثانية أو خوفا ً من بطشهم و اتقاءً لشرّهم.مرة ثالثة أو جريا على ما اعتادت الألسن عليه دون الأمتثال الى أمر الحق تبارك اسمه[7] في أخذ ما جاء به الرسول صلّى الله عليه و آله بل ما جاء به الناس وكم هو جميل أن نأخذ ما جاء به محمد (ص) و نقف عند الحدود التي وضعها بأبي و أمي و لا نتجاوزها بدافع الحب لأشخاص لهم مكانتهم و فضلهم ودورهم الذي لا يعدّ تنكراً له إذا و قفنا حيث وقف (ص) و سرنا حيث سار و نرى موضع كلامنا من عملنا في ذات الوقت الذي ندّعي فيه جميعنا التسنن و الحق يقول ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون * )[8] و يرى الأمامية أن حصر هذا اللقب بعلي (ع) هو التزام بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي يظهر جليّا في الأحاديث السابقة وغيرها،حيث يقول سبحانه {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}[9] فليس بوسع المؤمن أن يختار توسعة أمر الرسول بتسمية علي(ع) بأمير المؤمنين ليشمل غيره بعد ان حصره (ص) بشخص علي في الوقت الذي كان بإمكانه (ص) أن يتوسع في إطلاقه على غيره إن كان الأمر يحتمل التوسعة. و إذا كان المؤمن مأمورا ً بأمر من رسول الله أن يسمّي عليّا (ع) بـ "أمير المؤمنين" فهل بوسعه أن يسمّي نفسه بهذا الاسم أو يرضى أن يسميه الناس به أو يأمرهم بتسميته به ؟!!
سيد المؤمنين و إمام المتقين وقائد الغر المحجلين
وقال ابن أبي الحديد: أن النبي (ص) قال لعلي (ع) : [" مرحبا بسيد المؤمنين وإمام المتقين " فقيل لعلي : كيف شكرك ؟ فقال : " أحمد الله على ما آتاني ، وأسأله الشكر على ما أولاني ، وأن يزيدني مما أعطاني " [10].]
وروى الطبراني في المعجم الصغير عن عبد الله بن عكيم الجهني ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " إن الله عز وجل أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري ، إنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين "[11] .
راية الهدى ، ومنار الايمان ، وإمام أولياء الله
روى الحافظ أبو نعيم و ابن أبي الحديد المعتزلي[12]
أن النبي(ص) قال [إن الله عهد إلي في علي عهدا ، فقلت : يا رب بينه لي ؟ قال : اسمع ، إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أطاعه أطاعني ، فبشره بذلك . فقلت : بشرته يا رب فقال : أنا عبد الله وفي قبضته ، فإن يعذبني بذنوبي لم يظلم شيئا ، وإن يتم لي ما وعدني فهو أولى . وقد دعوت له فقلت : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك . قال : قد فعلت ذلك غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي . فقلت : رب أخي وصاحبي . قال : انه سبق في علمي أنه لمبتلى ومبتلى به " .
ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي بردة الأسلمي ثم رواه باسناد آخر عن أنس بن مالك : " إن رب العالمين عهد إلى في علي عهدا أنه راية الهدى ، ومنار الايمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني ، إن عليا أميني غدا في القيامة رأيت بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي " ] انتهى
خاتم الوصيين
روى الحافظ أبو نعيم و ابن أبي الحديد المعتزلي [عن أنس ابن مالك أن النبي (ص) قال:
" يا أنس أسكب لي وضوءا " ثم قام فصلى ركعتين ثم قال :
" أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ، وسيد المرسلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخاتم الوصيين ، وغاية الغر المحجلين " . قال أنس : فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمت دعوتي . فجاء علي فقال صلى الله عليه وآله : " من جاء يا أنس ؟ " فقلت : علي ، فقام إليه مستبشرا ، فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه . فقال علي : " يا رسول الله لقد رأيت منك اليوم تصنع بي شيئا ما صنعته بي قبل " . قال :" وما يمنعني وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي " .][13] . انتهى
إمام البررة
قال ابن حجر في الصواعق : الحديث الثالث والثلاثون : أخرج الحاكم عن جابر : إن النبي (ص) قال :
" علي إمام البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ومخذول من خذله "[14] انتهى
حجة الله
وعن أنس قال : كنت مع النبي( ص ) فأقبل علِيّ فقال النبي:
{ هذا حجة الله على أمتي يوم القيامة عند الله}.[15]
سيد العرب
أخرج الحاكم النيسابوري في مستدركه:[ عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ( ص) قال : " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب"].[16]
و أخرج الطبراني[17] [ عن أبي ليلى عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب" يعني عليا فقالت عائشة رضي الله عنها ألست سيد العرب قال " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب"]
و قال ابن أبي الحديد في الجزء التاسع :
أنه (ص) قال: [" ادعوا لي سيد العرب عليا " . فقالت عائشة : ألست سيد العرب ؟ فقال : " أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب " فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : " يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا" ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : " هذا علي فأحبوه بحبي ، وأكرموه بكرامتي ، فإن جبرئيل عليه السلام أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل " ].[18] انتهى
ّالصدّيق
فيما رواه فخر الدين الرازي [ في تفسير قوله تعالى ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه....الآية ) [19] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال :{ الصدّيقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، ومؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله ، والثالث علي بن أبي طالب وهو أفضلهم }.][20]انتهى
وروى الحمويني في فرائد السمطين[21] :
عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله ، فلما حان منا حفوف قلنا : يا أبا ذر إني أرى أمورا قد حدثت وإني خائف على الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني ؟فقال أبو ذر: إلزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام فأشهد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
{علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل} .
و روى أحمد بن حنبل في قوله تعالى : ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) [22] أنها نزلت في علي عليه السلام[23]
و روى الحسكاني : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب ، الثالث أفضلهم "[24]......................للموضوع تتمه انشاءالله.
تعليق