- [*=center] {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
[*=center] =============
[*=center]بسم الله الرحمن الرحيم
[*=center]والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
[*=center]
[*=center]إمتاز الرسولُ الأكرم محمد بن عبد الله :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم :
[*=center] وبشهادة اللهِ تعالى في كتابه العزيز بالنزاهة المُطلقة في شخصيته الشريفة
[*=center] والتي تجلَّتْ بالنزاهة الذاتية والنفسية والنسبية والحسبية
[*=center]والتبرءُ عن كل رذيلة أخلاقية أو عيب جسمي ظاهري يخلُّ بشخصه الكريم
[*=center]أو يجعله ساقطاً عن قلوب الناس.
[*=center]
[*=center] فما أراده اللهُ تعالى قد شهدَ به في أن يكون شخص النبي الأكرم :ص:
[*=center] كاملاً تاماً معصوماً من سائر الجهات الأخلاقية والنسبية والحسبية
[*=center] حتى يكون مُؤهلا للإتباع والوثوق به.
[*=center]
[*=center] وهذا الأمرُ المشهود به إلهيَّاً هو مَن أوجد الملاك العقلائي الحَسن والصحيح
[*=center]في إقتداء المسلمين أخذاً بقوله :ص: وسيراً على سننه القويمة.
[*=center]
[*=center]
[*=center]
[*=center] قال اللهُ تعالى مُفصحاً عن ذلك الأمر المشهود به:
[*=center]
[*=center]{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
[*=center]والمعنى:
[*=center]وإنَّك -أيَّها الرسول الأكرم محمد :صلى الله عليه وآله وسلّم:
[*=center] : لعلى خُلقٍ عظيم :
[*=center]
[*=center]وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق ومحاسن العقيدة والشريعة
[*=center]فكراً ومنهاجا.
[*=center]
[*=center]ومن هنا تتجلى لنا حقيقة الذات المحمدية الشريفة المُستبطنة للحقيقة الأخلاقية وجوديا
[*=center] والتي منها إنطلقتْ الإصلاحات النبوية الشريفة لتزحف بقيمها الإلهية على بساط المجتمع البشري فتغيِّره بعدما كان غارقاً في ظلمات الجهل والفساد والوثنية.
[*=center]
[*=center]ومن هنا أيضا إنبثقتْ عصمة الذات المحمدية المُقدَّسة بصورتها الحقوقية والقيميَّة
[*=center]لتطرح نفسها وبقوة في شخص الرسول الأكرم محمد :ص:
[*=center] أسوةً حسنة معصومة للبشرية جمعاء.
[*=center]
[*=center]قال اللهُ تعالى:
[*=center]{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
[*=center]
[*=center]وفي متن هذه الأية الوثائقية والتي قبلها
[*=center]جاء توصيف الله تعالى لرسوله الأكرم :ص: بالخُلق العظيم :
[*=center]
[*=center] كاشفاً عن أسويته الحسنة ونفوذها إفقياً بين الناس أجمعين
[*=center]ومُحرِّكاً وباعثاً على محورية الأخلاق المحمدية
[*=center] التي كانتْ ولازالتْ المُمون الوحيد للروافد القيمية المتمثلة بالأئمة المعصومين :عليهم السلام:
[*=center] في هذه الحياة
[*=center]إذ لم تنحصر طاقة الأسوة الحسنة بالرسول الأكرم :ص:
[*=center]فحسب
[*=center] بل جائتْ في إمتدادها زمنياً ووجودياً بالأئمة المعصومين :عليهم السلام:
[*=center]
[*=center]قال اللهُ تعالى:
[*=center]{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }الممتحنة6
[*=center]
[*=center]
[*=center] وهكذا ستبقى أخلاقياتْ النبي محمد وآله المعصومين
[*=center] مُموناً معصوما تستقي منه البشرية محاسن الأخلاق ومناهج التربية والإصلاح .
[*=center]
[*=center]فأخلاق الرسول الأكرم :ص:
[*=center] تُمثِّلُ تجلياً واقعيا وعمليا لأخلاق الله تعالى
[*=center]
[*=center] لذا أفصح الله تعالى عن هذه الحقيقة العقدية بنفسه سبحانه
[*=center] في كتابه الحكيم عندما وصّفَ رسوله الأكرم:ص: بأنّه :
[*=center]بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
[*=center]
[*=center]في قوله تعالى:
[*=center]{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128
[*=center]
[*=center]
[*=center] وهاتان الصفتان هما من الصفات الحقيقية لله تعالى .
[*=center]
[*=center] إذاً قد نصَّ القرآن الكريم صراحة
[*=center] على استمكان وهيمنة الرسول الأكرم بخُلقه العظيم
[*=center]واشرافه على واقع وحقيقة الذات الأخلاقية
[*=center]والتي منها تولّدت العصمة المُطلقة لشخصه الشريف والمُقدَّس
[*=center] وتلك هي من مُختصات الأنبياء والأئمة المعصومين.
[*=center]
[*=center] وبهذا لن يجوز لنا ولا لغيرنا
[*=center]أن نتصور شخص النبي المعصوم
[*=center] بأن يقع في الذنب أو الخطأ
[*=center] أو يقع تحت تأثير الأهواء النفسية أو الخارجية .
[*=center]
[*=center]كما يُحاول أعداء الله تعالى ورسوله تصوير وتجويز ذلك
[*=center]
[*=center]وأخيراً إنَّ عصمة النبي محمد :ص: وكذا الأئمة المعصومين :ع:
[*=center] هي التي تجعلنا نعتمد عليهم في حياتنا ومنهجنا
[*=center] صيانة لأنفسنا من الإنحراف عن خط الإستقامة القويمة
[*=center]فتكون بذلك شخصية الرسول الأكرم :ص:
[*=center] مُؤمِّناً شرعيا وعقليا لإتباع سنته الشريفة.
[*=center]
[*=center]
[*=center]
[*=center]فسلامٌ على نبينا محمد وآله المعصومين في العالمين
[*=center]
[*=center]والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
[*=center]
[*=center]مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
[*=center]
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
تقليص
X
-
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق