إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
بين التمسك والتعصب
تقليص
X
-
بين التمسك والتعصب
كثر الحديث عن التعصب واتجاهاته النفسية دون ان يدرك من يتحدث عن علم النفس من العلماء اليوم الفارق الكبير بين التعصب والتمسك بالمعتقد. ولا شك ان التعصب الاعمى شيء والتمسك بالمعتقد شيء آخر. ولا يعني في كل الاحوال ان يكون ايماني وتعصبي لمذهبي او رفضي لفكرة اخرى ولمعتقد آخر تعصبا مرضيا سلبيا كما يحاول ان يصفه اغلب الاساتذة الاكاديميين... فلهم رؤاهم ولي رؤاي... لي ايماني ولي تعصبي الجميل لمذهبي وانتمائي الديني والوطني، فهل نعتبر الوطنية تعصبا مريضا؟ مثلا ليس من شأني كيف يعتقد الآخر، ولا يمكن ان يقسر عليّ مفاهيم معتقده كما ليس من حقي ان افرض عليه معتقداتي قسرا ولست غاضبا على من يؤمن بأي معتقد آخر... لي يقيني وله يقينه وله الحق ان يرى نفسه على صواب مثلما ارى تلك هي سنة الفكر وحلاوته المثاقفة والصراع الفكري الحقيقي الذي لا يتطاول على الاخرين ويحترم معتقداتهم... والغريب ان يرى الدكتور (اسعد الامارة) وهو احد الدكاترة العراقيين النفسانيين الكبار: بأن حالات التمسك بالمعتقد اختلال توازن واضطراب نفسي... فانا حين اعشق مذهبي واتمسك به يقينا اؤمن به هو الحق عن سواه، لكني اتفق مع الآخر في تكويننا الانساني والوطني ان كان ابن بلد وفي السلوك وحسن المعاشرة واحترام المشاعر. ولا يعني ابدا كي اتسامى بسلوكي نحو الانسانية، عليّ ان اقول للاخر: معتقدك احق من معتقدي ومذهبك اولى من شرعية مذهبي !!!! بل نحن نرى العكس تماما فتعصبي المذهبي يدفعني لاحترام الاخرين واحترام كياناتهم ومعتقداتهم. اما من سيحاول ان يخلط مفهوم العنف بالايمان فتلك محنة مصدرها عدم تفهم علمائنا النفسانيين للحالة... وكفانا استشهادا بـ(سيجموند فرويد) ليتحكم في مفاهيمنا وقيمنا فمن المؤكد ان اغلب مفاهيمه لا تصلح للتداول القيمي، وهذه ليست غريبة على العلماء انفسهم فانا قادر على ان ادرك دون (فرويد) معتقدي وحدود التعامل الادمي وعلى اتباعه فهم وادراك مسألة مهمة ان معتقدي المذهبي يعتبر مطهرا مؤكدا من جميع انواع الفتنة داخل نفسي او خارجها... ومتى ما زلّت بي قدمي - لاسمح الله - واقسرت على الآخر تقبل مذهبي او القتل!! فهذا يعني عندي ضعف في انتمائي له... وليس هناك مذهب حقيقي من مذاهب الاديان جميعها يبيح تصفية الآخر. والادهى حين يرى (فرج احمد فرج): ان التمسك الاعتقادي يعني تشويه الانسان الآخر... وانا لا ادري الى الآن كيف يتصور استاذي ومعلمي الدكتور (الامارة) بأن التعصب لمذهبي لابد ان يأخذ مسار العنف شئت أم ابيت !!! وتبريرا من الدكتور قسّم التعصب الانتماء الى ناعم وخشن، وقال: كلاهما ينبع من ذات مريضة.. والاغرب منها حين يعتبر السكوت نزعات لا يعرفها إلا من يدرس علم النفس واعماق الانسان بدقة العارف. فالسكوت عند (الامارة) يعتبر تمردا داخليا... وربما كان الاستاذ (مصطفى زبور) هو الاقرب دون ان يدري لتفسير الحالة اذ يرى ان تبرير التعصب في اختيار كبش الفداء... ونحن نعتقد هنا بأنه تحوّل من موضوع التمسك المبدئي الى التعصب الاعمى الذي صار فيه دم وذبح وقتل وتهجير... وتلك سادية تتجلى في صور شتى. وقد تُغلف بالدين وهي غريبة عنه سواء كانت تلقينيا او صادرة من محترف شكل مرجعية تجيز العنف.. ويعود الدكتور (الامارة) ليقول: وان كانت دعوات الدين الصادقة تنبذ العنف والعدوان ضد الآخر.. هذا تغيير واضح للمسار المقصود الاول؛ فالتمسك بالدين لابد ان يبعدنا عن سادية العنف التي يرفضها الدين. لنغير مسار الحديث قليلا ونسأل: هل يُعقل ان نقول: ان حب الثقافة مرض نفسي ويدفع للسرقة؟ اذا ما تطاول احد المثقفين وسرق او دعا للسرقة فمن المؤكد اننا سنقول: لو كان مثقفا لما سرق!! نعتقد اخيرا ان مثل هذه العروض المنمقة هي طعون واضحة ومقصودة تتخذ من سادية بعض المنحرفين حجر اساس لها بينما جميع الكذابين يدّعون الصدق فهل سننبذ الصدق ايضا؟
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق