في السبعينيات من القرن المنصرم كانت مقاهي كربلاء الكثيرة اشبه بمنتديات ثقافية غير منتظمة تسمع فيها احاديث عمل هنا واحاديث عشائرية هناك. وثمة مجاميع من الشعراء والادباء والمثقفين ينعزلون بجانب وكأنه خصص لهم. وفي الجانب الآخر كان هناك مكان وكأنه خصص للسياسيين من احزاب متنافرة متباينة الرؤى وطالما كان يحمى وطيس النقاش فيعلو الصوت صراخا وبين أهل الايمان بالله واهل الجحود نقاشات طويلة كانت تعمّر كل يوم وكانت تلك النقاشات تسحب انظار الآخرين اليها.. وذات يوم كان هناك شاب يعتبر نجم تلك النقاشات يقولون انه مدرس لغة انكليزية وقف منفعلا صارخا في الجميع اسمعوا:ـ انا اتحدى الله فليميتني بعد ساعة لو كان موجودا.. وانا هنا جالس انتظر ماذا سيعمل ربكم؟ وطبعا اصبح الموقف عسيرا والناس تنظر اليه باستغراب وجنون ولذلك عمّ الصمت والترقب وهذا الابله مازال يكرر عبارات التحدي وينظر بين الحين والآخر الى ساعته والناس صارت تدعو من كل قلبها كي يموت والا فيسعتبرها بعض جهلة الوجودية نصرا على المؤمنين. المهم انتهت الساعة ولا شيء جديد.. فقام الشاب مدرس الانكليزي صائحا في الناس: متى ستعقلون ؟!!! وخرج مزهوا بنصره بين صمت الجميع وابتسامة ربعه المنتصرين به. وما ان اختفى لحظة حتى سمعنا الصراخ من الشارع... الله اكبر لقد خرّ المدرس ميتا فاتوا به محمولا الى المقهى تحيطه اللعنات... صرخ حينها رجل كهل: الله اكبر... والتفت الى ربعه وانتم متى ستعقلون؟
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
حكاية عمو حسن
تقليص
X
-
بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم يا الله
السلام عليكم مشرفنا القدير "علي حسين الخباز" و رحمةالله و بركاته
ان ما تفضلتم به في هذه الحكاية يشير الى ان الانسان لا يسكته غير الموت, فالموت حق
و ان الموت لا يفرق بين المثقف و الغير مثقف و انما على الانسان ان يذكر الموت
و لا ينساه و عليه ان يعتبر ان كل لحظة هي اخر لحظة في حياته
و لهذا عليه ان يكون حذر في افعاله و اقواله لكيلا تسوءه العاقبة
كما فعل هذا المدرس...
نسال الله عز و جل حسن العاقبة...
"اللهي كفى بي عزا ان اكون لك عبدا
و كفى بي فخرا ان تكون لي ربا
انت كما احب فاجعلني كما تحب"
- اقتباس
- تعليق
تعليق