الـقـلـيـل مـن الـمـــاء!!!
حدث في الصين منذ زمن أن تزوجت فتاة ..
و ذهبت لتعيش مع زوجها و والدته “ حماتها ” ,
و بعد وقت قصير اكتشفت أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها ؛؛
فقد كانت شخصياتهم متباينة تماماً ،
و كانت عادات كثيرة من عادات حماتها تثير غضبها ..
علاوةً على أن حماتها كانت دائمة الانتقاد لها ..
أيام تلت أيام ،
و أسابيع تبعت أسابيع ،،
و لم تتوقف الزوجة و حماتها عن المجادلات و الخناقات ،
و لكن ما جعل الأمور أسوأ ؛
أنه طبقاً للتقاليد الصينية القديمة ،
كان عليها أن تنحني أمام حماتها ،،
و أن تلبي لها كل رغباتها ..
و كان الغضب و عدم السعادة اللذان يملآن المنزل ،
يسببان إجهاداً شديداً و تعاسة للزوج المسكين ..
أخيراً لم يعد في استطاعة الزوجة أن تتحمل أكثر
من طباع حماتها السيئة و دكتاتوريتها و سيطرتها ،
و هكذا قررت أن تفعل شيء حيال ذلك ؛
فذهبت الزوجة لمقابلة صديق والدها ::
مستر هوانج ..
و كان بائعاً للأعشاب ,,
شرحت لهـ الموقف و سألتـه لو كان في إمكانه لو يمدها
ببعض الأعشاب السامة ،،
حتى يمكنها أن تحل مشكلتها مرة و إلى الأبد ..
فكر مستر هوانج في الأمر للحظات ،
و أخيراً قال لها ::
" أنا سأساعدك في حل مشكلتك ،
و لكن عليك أن تصغي لي و تطيعي ما سأقولهـ لك "
أجابت الزوجة قائلة ::
" نعم يا مستر هوانج أنا سأفعل أي شيء تقوله لي "
انسحب مستر هوانج للغرفة الخلفية ،
ثم عاد بعد بضعة دقائق و معه علبة صغيرة على شكل قطارة ..
و قال لها ::
" ليس في وسعك أن تستخدمي سماً سريع المفعول ؛
كي تتخلصي من حماتك ؛
و إلا ثارت حولك الشكوك ،
و لذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي ستعمل تدريجياً و ببطء في جسمها ...
و عليك أن تجهزي لها كل يومين طعام من الدجاج أو اللحم ،،
و تضعي بهـ قليل من هذهـ القطارة في طبقها ،
و حتى تكوني متأكدة أنهـ لن يشك فيك أحد عند موتها ،
عليك أن تكوني حريصة جداً ..
و أن تصير تصرفاتك تجاهها صديقة و رقيقة ،
و ألا تتشاجري معها أبداً ،
و عليك أيضاً أن تطيعي كل رغباتها ,
و أن تعامليها كما لو كانت ملكة "
سعدت الزوجة بهذا و أسرعت للمنزل كي تبدأ في تنفيذ مؤامرتها ،
لتتمكن من اغتيال حماتها ..
مضت أسابيع ثم توالت الشهور ..
و كل يومان تعد الطعام لحماتها ،
و تضع بعض من المحلول في طبقها ..
و تذكرت دائماً ما قالهـ لها مستر هوانج عن تجنب الاشتباه ،
فتحكمت في طباعها ،
و أطاعت حماتها ،
و عاملتها كما لو كانت أمها ...
بعد 6 شهور تغير جو البيت تماماً ،
مارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة و إصرار ،
حتى أنها وجدت نفسها غالباً ما لا تفقد أعصابها حتى حافة الجنون ،
أو حتى تضطرب كما كانت من قبل ..
و لم تدخل في جدال مع حماتها ،
التي بدت الآن أكثر طيبة و بدا التوافق معها أسهل ...
تغير اتجاهـ الحماة من جهة زوجة ابنها و بدأت تحبها ،
كما لو كانت ابنتها ،
و استمرت تذكر للأصدقاء و الأقرباء أن زوجة ابنها
هي أفضل زوجة ابن يمكن لأحد أن يجدهـ ...
و أصبحت الزوجة و حماتها الآن يعاملان بعضهما كما لو كانتا بنتاً و والدتها ..
و أصبح الزوج سعيداً بما قد حدث من تغيير في البيت ،
و هو يرى و يلاحظ ما يحدث ..
و في أحد الأيام ذهبت الزوجة مرة أخرى لصديق والدها مستر هوانج ..
و قالت لهـ:
" عزيزي مستر هوانج ،
من فضلك ساعدني هذهـ المرة في منع السم من قتل حماتي ،
فقد تغيرت إلى امرأة لطيفة ،
و أنا أحبها الآن مثل أمي ،
و لا أريدها أن تموت بسبب السم الذي أعطيته لها "
ابتسم مستر هوانج و هز رأسه و قال لها::
" أنا لم أعطيك سماً على الإطلاق ،
لقد كانت العلبة التي أعطيتها لك عبارة عن
القليل من الماء !!!
و السم الوحيد كان في عقلك أنت ,
و في اتجاهاتك من نحوها ،
و لكن كل هذا قد غسل الآن بواسطة الحب الذي أصبحت تكنينهـ لها "
لكل {امرأة} حتى تكون حياتك الأسرية سعيدة عليك بالسعي لها
وفي الختام للجميع’‘
|| هل أدركت أنك كما تعامل الآخرين
سيعاملونك هم !!! ||
في الصين يقولون ::
الشخص الذي يحب الآخريـــن هو أيضاً محبوباً !!!
و قول الله سبحانهـ و تعالى:
"" وَ لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ""
تعليق