التقوى.. وفهم القرآن
السؤال:
هناك روايات تقول: إن الابتعاد عن الذنوب يعطي للإنسان قدرة على فهم المعاني القرآنية، فكيف نفسر ذلك؟؟..
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.. وبعد.
فإن وسائل نيل المعارف تختلف وتتفاوت.. فهناك معارف تنال بالحس كالبرودة والحرارة في بعض الأشياء، أو الخشونة، وضدها، والليونة والصلابة.. وكذلك الحال بالنسبة للمعجزات والمسموعات، والمشمومات، وغيرها..
ويشترك في هذا الأمر البشر جميعاً، بل ويشاركهم طوائف من الحيوان، وهناك أمور يدركها الإنسان بعقله، إما بالإدراك المباشر، أو من خلال المقارنة والاستدلال.. وأمور يدركها بفطرته، وأمور يدركها بالتعليم، والنقل لها والإخبار عنها..
والأعمال التي يكسبها الإنسان، لها تأثيراتها على القلب والنفس إيجاباً أو سلباً، وقد أشار تعالى إلى الأثر السلبي للأعمال، ودورها في تلويث القلوب، بقوله: ﴿كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
فقد تسهم تلك الأعمال، في التصفية والتزكية، والتطهير للقلوب والنفوس، وقد أشارت الآية الكريمة إلى ذلك، كقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ فتجلو تلك الأعمال الصالحة القلوب، وتزيل ما علق بها من أدران.
كما أن هذه الأفعال قد تسيء إلى الفطرة، وتحدث بها تشوهات، وقد تجعلها الطاعات أكثر شفافية وصفاء ونقاء وطهراً..
وهذا ما يفسر لنا كيف أن الله سبحانه لم يزل ينقل أولئك الصفوة في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة من لدن آدم عليه السلام، فإن هذه الوجودات الطاهرة لا بد أن تستنزل تلك الأرواح الطاهرة المحدقة بعرش الله سبحانه، لتسكن في هذه الأجساد التي رعاها الله وحماها ورباها، لتكون قادرة على استقبال تلك الروح، لمتابعة مسيرة الكمال والتعالي نحو الله سبحانه..
* من مقالات المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
السؤال:
هناك روايات تقول: إن الابتعاد عن الذنوب يعطي للإنسان قدرة على فهم المعاني القرآنية، فكيف نفسر ذلك؟؟..
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.. وبعد.
فإن وسائل نيل المعارف تختلف وتتفاوت.. فهناك معارف تنال بالحس كالبرودة والحرارة في بعض الأشياء، أو الخشونة، وضدها، والليونة والصلابة.. وكذلك الحال بالنسبة للمعجزات والمسموعات، والمشمومات، وغيرها..
ويشترك في هذا الأمر البشر جميعاً، بل ويشاركهم طوائف من الحيوان، وهناك أمور يدركها الإنسان بعقله، إما بالإدراك المباشر، أو من خلال المقارنة والاستدلال.. وأمور يدركها بفطرته، وأمور يدركها بالتعليم، والنقل لها والإخبار عنها..
والأعمال التي يكسبها الإنسان، لها تأثيراتها على القلب والنفس إيجاباً أو سلباً، وقد أشار تعالى إلى الأثر السلبي للأعمال، ودورها في تلويث القلوب، بقوله: ﴿كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
فقد تسهم تلك الأعمال، في التصفية والتزكية، والتطهير للقلوب والنفوس، وقد أشارت الآية الكريمة إلى ذلك، كقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ فتجلو تلك الأعمال الصالحة القلوب، وتزيل ما علق بها من أدران.
كما أن هذه الأفعال قد تسيء إلى الفطرة، وتحدث بها تشوهات، وقد تجعلها الطاعات أكثر شفافية وصفاء ونقاء وطهراً..
وهذا ما يفسر لنا كيف أن الله سبحانه لم يزل ينقل أولئك الصفوة في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة من لدن آدم عليه السلام، فإن هذه الوجودات الطاهرة لا بد أن تستنزل تلك الأرواح الطاهرة المحدقة بعرش الله سبحانه، لتسكن في هذه الأجساد التي رعاها الله وحماها ورباها، لتكون قادرة على استقبال تلك الروح، لمتابعة مسيرة الكمال والتعالي نحو الله سبحانه..
* من مقالات المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
تعليق