بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الوظيفة شيء والرغبة شيء آخر، ويحسن الفصل جيّداً بينهما. تأمّلوا في هذا المثال: إذا مرض شخص ما، حينها تصبح بعض الأغذية مضرّة بالنسبة إليه، وهذا لا يعنى أنّ هذه الأغذية مضرّة بذاتها، بل هي حسنة في الأصل، ولكنّها لا تصلح لهذا الشخص بسبب مزاحمة الأهمّ في حقّه. فتناول هذه الأغذية تشكّل رغبة لهذا الشخص، ولكنّ وظيفته شيء آخر.
فكذلك الحال بالنسبة لنا تجاه المولى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. إنّ لنا في لقائه سلام الله عليه رغبة، ولنا إزاءه وظيفة، فإذا كان هذان الأمران قابلين للجمع فما أحسن ذلك! أمّا إذا لم يمكن الجمع بينهما فهل على الفرد أن يسعى لتحقيق الرغبة أم العمل بالوظيفة؟ لا شكّ أنّ الواجب هو السعي للعمل بالوظيفة.
إنّ علقتنا الشديدة ـ جميعاً ـ بوليّ العصر صلوات الله وسلامه عليه هو الذي يدفعنا لأن نهتمّ ونعمل ونجدّ ونجتهد لسلوك الطريق الذي ينتهي بنا إلى التوفيق للانضواء تحت لوائه الشريف، أمّا الأمل بزيارة حضرته في عصر الغيبة، فهو مطلب مهمّ أيضاً ولكنه رغبة عظيمة؛ فمن وُفّق لها فقد نال مقاماً شامخاً وشرفاً رفيعاً، ولكنّها ليست الوظيفة.
إنّه لشرف كبير وكرامة عظيمة أن يلتقي الإنسان بإمامه عليه السلام عن قرب ويقبّل يده، وهذا لا شكّ فيه ولا شبهة، ولكن هل هذا هو ما يريده الإمام منّا؟ وهل هذا هو واجبنا؟
* الواجب مقدّم على الرغبة
وهو تعلّم الإسلام والعمل به وتعليمه، صحيح أنّ الذين وفّقوا أو سيوفّقون أو هم موفّقون لنيل هذا الشرف العظيم بلقاء الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف وزيارته في الغيبة الكبرى، هم ـ في الغالب وحسب القاعدة ـ ممّن يعرفون الواجب ويعملون به، وإلاّ لما حصلوا على هذا الشرف، ولكن هذا ـ أي الطموح للقائه عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ليس هو الواجب، بل من الأفضل أن نجمع بينهما، وإلاّ فإنّ الواجب مقدّم على الرغبة، والواجب هو معرفة الواجبات الشرعية والعمل بها وتشخيص المحرّمات والاجتناب عنها، تجاه النفس والآخرين، وتعليم الجاهلين كلّ حسب قدرته ومعرفته، والسعي لكسب المزيد من المعرفة على هذا الطريق.
إنّ المسؤولية هي تعلّم الإسلام والعمل به وتعليمه، وتقع على عاتق كلّ فرد، سواء كان رجلاً أو امرأة، زوجاً أو زوجة، أولاداً أو آباءً وأمّهات، أساتذة أو تلاميذ، وباعة أو مشترين، ومؤجّرين أو مستأجرين، وجيراناً أو أرحاماً، وفي كلّ الظروف والأحوال.
على كلّ فرد منّا أن ينظر ما هي وظيفته تجاه نفسه وتجاه الآخرين؛ وما هي الواجبات المترتّبة عليه، وما هي المحرّمات التي يجب عليه الانتهاء عنها.
وعلى كلّ فرد منّا أن يعرف ما هي الواجبات بحقّه وما هي المحرّمات عليه. فعلى الزوج أن يعرف واجباته تجاه نفسه وتجاه عائلته وتجاه الآخرين، وكذا المرأة عليها أن تسعى لمعرفة ما يجب عليها تجاه زوجها وأولادها والمجتمع. وهكذا الأولاد تجاه والديهم والوالدين تجاه الأبناء، وكذا الإخوة فيما بينهم، وهكذا الجيران والأرحام والمتعاملون بعضهم مع بعض.
إنّ الواجب هو أن يعرف الإنسان أحكامه ـ ولا أقلّ من الواجبات والمحرّمات ـ ثم يلتزم بها. وعلى رأس الواجبات معرفة المولى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف. وهذا واجب الجميع فإنّه (مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
ولكي لا يموت أحدنا بحكم الكافر، عليه أن يعرف ما هي واجباته وما هي المحرّمات عليه، فيما يخصّ العقائد والعمل، لنفسه وللآخرين.
يقول الفقهاء: إنّ على كلّ شخص أن يسعى للحصول على ملَكة العدالة في نفسه، وهذا من المسلّمات، وهو ـ على حدّ التعبير العلمي ـ مقدّمة وجود الواجب المطلق.
إذن على كلّ فرد منّا سواء كان رجلاً أو امرأة، شاباً أو شيخاً، أن يحصل على ملَكة تحصّنه من ارتكاب المحرّمات أو التخلّف عن الواجبات، ثمّ عليه بتعليم الآخرين حسب مقدرته ومعرفته.
أمّا ما لا يعرفه فيلتعلّمه إن كان يستطيع ذلك، ثمّ يعلّمه للآخرين، فإنّ نسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى العلم هي نسبة الواجب المطلق، وليس المشروط، ولكنّه واجب كفائي، فإذا لم يكن مَن فيه الكفاية صار واجباً عينياً أيضاً. أي أنّ على كلّ شخص مكلّف أن يتعلّم الواجبات والمحرّمات التي عليه وعلى الآخرين للعمل بها وتعليمها والأمر بها للوصول إلى حدّ تتحقّق فيه الكفاية.
فهذا هو الواجب، وهذا ما يسرّ الإمام الحجّةعجل الله تعالى فرجه الشريف، ويجعله يرضى عنّا. فإنّ مَن أدّى واجبه بصورة صحيحة كان مرضيّاً عند الإمام سلام الله عليه أمّا مَن لم يؤدِّ واجبه فليس بمرضيّ عنده.
إنّ الوظيفة شيء والرغبة شيء آخر، ويحسن الفصل جيّداً بينهما. تأمّلوا في هذا المثال: إذا مرض شخص ما، حينها تصبح بعض الأغذية مضرّة بالنسبة إليه، وهذا لا يعنى أنّ هذه الأغذية مضرّة بذاتها، بل هي حسنة في الأصل، ولكنّها لا تصلح لهذا الشخص بسبب مزاحمة الأهمّ في حقّه. فتناول هذه الأغذية تشكّل رغبة لهذا الشخص، ولكنّ وظيفته شيء آخر.
فكذلك الحال بالنسبة لنا تجاه المولى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. إنّ لنا في لقائه سلام الله عليه رغبة، ولنا إزاءه وظيفة، فإذا كان هذان الأمران قابلين للجمع فما أحسن ذلك! أمّا إذا لم يمكن الجمع بينهما فهل على الفرد أن يسعى لتحقيق الرغبة أم العمل بالوظيفة؟ لا شكّ أنّ الواجب هو السعي للعمل بالوظيفة.
إنّ علقتنا الشديدة ـ جميعاً ـ بوليّ العصر صلوات الله وسلامه عليه هو الذي يدفعنا لأن نهتمّ ونعمل ونجدّ ونجتهد لسلوك الطريق الذي ينتهي بنا إلى التوفيق للانضواء تحت لوائه الشريف، أمّا الأمل بزيارة حضرته في عصر الغيبة، فهو مطلب مهمّ أيضاً ولكنه رغبة عظيمة؛ فمن وُفّق لها فقد نال مقاماً شامخاً وشرفاً رفيعاً، ولكنّها ليست الوظيفة.
إنّه لشرف كبير وكرامة عظيمة أن يلتقي الإنسان بإمامه عليه السلام عن قرب ويقبّل يده، وهذا لا شكّ فيه ولا شبهة، ولكن هل هذا هو ما يريده الإمام منّا؟ وهل هذا هو واجبنا؟
* الواجب مقدّم على الرغبة
وهو تعلّم الإسلام والعمل به وتعليمه، صحيح أنّ الذين وفّقوا أو سيوفّقون أو هم موفّقون لنيل هذا الشرف العظيم بلقاء الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف وزيارته في الغيبة الكبرى، هم ـ في الغالب وحسب القاعدة ـ ممّن يعرفون الواجب ويعملون به، وإلاّ لما حصلوا على هذا الشرف، ولكن هذا ـ أي الطموح للقائه عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ليس هو الواجب، بل من الأفضل أن نجمع بينهما، وإلاّ فإنّ الواجب مقدّم على الرغبة، والواجب هو معرفة الواجبات الشرعية والعمل بها وتشخيص المحرّمات والاجتناب عنها، تجاه النفس والآخرين، وتعليم الجاهلين كلّ حسب قدرته ومعرفته، والسعي لكسب المزيد من المعرفة على هذا الطريق.
إنّ المسؤولية هي تعلّم الإسلام والعمل به وتعليمه، وتقع على عاتق كلّ فرد، سواء كان رجلاً أو امرأة، زوجاً أو زوجة، أولاداً أو آباءً وأمّهات، أساتذة أو تلاميذ، وباعة أو مشترين، ومؤجّرين أو مستأجرين، وجيراناً أو أرحاماً، وفي كلّ الظروف والأحوال.
على كلّ فرد منّا أن ينظر ما هي وظيفته تجاه نفسه وتجاه الآخرين؛ وما هي الواجبات المترتّبة عليه، وما هي المحرّمات التي يجب عليه الانتهاء عنها.
وعلى كلّ فرد منّا أن يعرف ما هي الواجبات بحقّه وما هي المحرّمات عليه. فعلى الزوج أن يعرف واجباته تجاه نفسه وتجاه عائلته وتجاه الآخرين، وكذا المرأة عليها أن تسعى لمعرفة ما يجب عليها تجاه زوجها وأولادها والمجتمع. وهكذا الأولاد تجاه والديهم والوالدين تجاه الأبناء، وكذا الإخوة فيما بينهم، وهكذا الجيران والأرحام والمتعاملون بعضهم مع بعض.
إنّ الواجب هو أن يعرف الإنسان أحكامه ـ ولا أقلّ من الواجبات والمحرّمات ـ ثم يلتزم بها. وعلى رأس الواجبات معرفة المولى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف. وهذا واجب الجميع فإنّه (مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
ولكي لا يموت أحدنا بحكم الكافر، عليه أن يعرف ما هي واجباته وما هي المحرّمات عليه، فيما يخصّ العقائد والعمل، لنفسه وللآخرين.
يقول الفقهاء: إنّ على كلّ شخص أن يسعى للحصول على ملَكة العدالة في نفسه، وهذا من المسلّمات، وهو ـ على حدّ التعبير العلمي ـ مقدّمة وجود الواجب المطلق.
إذن على كلّ فرد منّا سواء كان رجلاً أو امرأة، شاباً أو شيخاً، أن يحصل على ملَكة تحصّنه من ارتكاب المحرّمات أو التخلّف عن الواجبات، ثمّ عليه بتعليم الآخرين حسب مقدرته ومعرفته.
أمّا ما لا يعرفه فيلتعلّمه إن كان يستطيع ذلك، ثمّ يعلّمه للآخرين، فإنّ نسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى العلم هي نسبة الواجب المطلق، وليس المشروط، ولكنّه واجب كفائي، فإذا لم يكن مَن فيه الكفاية صار واجباً عينياً أيضاً. أي أنّ على كلّ شخص مكلّف أن يتعلّم الواجبات والمحرّمات التي عليه وعلى الآخرين للعمل بها وتعليمها والأمر بها للوصول إلى حدّ تتحقّق فيه الكفاية.
فهذا هو الواجب، وهذا ما يسرّ الإمام الحجّةعجل الله تعالى فرجه الشريف، ويجعله يرضى عنّا. فإنّ مَن أدّى واجبه بصورة صحيحة كان مرضيّاً عند الإمام سلام الله عليه أمّا مَن لم يؤدِّ واجبه فليس بمرضيّ عنده.
تعليق