بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من الأساليب التي استخدمتها الكتب السماوية ـ في صدد الهداية والإرشاد ـ الأسلوب القصصي ، وقد تميز القرآن الكريم ـ بسبب بلاغته الإعجازية ـ عن بقية الكتب السماوية بالسرد الشيق والبليغ للقصة مع التركيز على الهدفية بشكل دقيق ، حتى قال تعالى :
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ...} سورة يوسف .
وإنما اعتمد الحق تعالى القصة كأحد الأساليب والطرق للهداية لما فيها من جذب للقارئ وأثر كبير على النفوس ، فالقارئ للقصة ـ بطبيعة الحال ـ بعد تأثره بالقصة التي قرأها ؛ يحاكي شخصياتها البارزة لا شعوريا ؛ مما ينعكس هذا على مجمل حركته وسلوكياته الفردية والاجتماعية ، وبالتالي قد تتبدل هذه المحاكاة إلى طبيعة سلوكية تشكل جزء أساسي في شخصيته .
ثم أن الجانب المميز في القصة القرآنية أنها أخبار لا تداخلها الأسطورة ، وليست مخترعة من نسج الخيال كما هو الحال في بقية القصص ، بل هي تحكي وقائع وأحداث تأريخية محددة ، وتشتمل على عناصر أهمها المبادئ والأهداف السامية التي يحملها أبطال تلك القصص ، والسلوكيات التي تفتح لنا آفاقا على عالم الغيب والملكوت . من هنا ذكر سبحانه وتعالى أن مائز ما يقصه من القصص أنها أنباء بالحق :
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) (الكهف:13)
(وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (هود:120)
فلنتدبر في آية من آيات الله وقصة من قصص الحقة ، لنعيش في أجوائها ؛ علنا نستلهم منها العبر ونتلمس من خلالها طريق الهداية والرشاد .
قال تعالى :{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (87-88) سورة الأنبياء
هذه أحدى القصص القرآنية التي ذكرها الله تعالى بإيجاز بليغ ، وهي تحكي لنا جانبا من حياة نبي الله يونس (عليه السلام) ومسيرته التبليغية
أولا : من هو ذا النون ؟
(النون) ـ في اللغة ـ السمكة العظيمة و بتعبير آخر الحوت ،و (ذا) بمعنى صاحب ، و (ذا النون) معناها صاحب الحوت، وصاحب الحوت إشارة إلى نبي الله يونس (عليه السلام) . وقد اختارـ سبحانه وتعالى ـ هذا الاسم ليونس بسبب الحادثة التي سنشير إليها في ضمن القصة .
ثانيا : ما هي الظلمات ؟
الظلمة ـ لغة ـ شدة الظلام ([1]) ، يقول صاحب تفسير الأمثل : (من الممكن أن يكون هذا التعبير إشارة إلى ظلمة البحر في أعماق الماء ، وظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل) .
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من الأساليب التي استخدمتها الكتب السماوية ـ في صدد الهداية والإرشاد ـ الأسلوب القصصي ، وقد تميز القرآن الكريم ـ بسبب بلاغته الإعجازية ـ عن بقية الكتب السماوية بالسرد الشيق والبليغ للقصة مع التركيز على الهدفية بشكل دقيق ، حتى قال تعالى :
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ...} سورة يوسف .
وإنما اعتمد الحق تعالى القصة كأحد الأساليب والطرق للهداية لما فيها من جذب للقارئ وأثر كبير على النفوس ، فالقارئ للقصة ـ بطبيعة الحال ـ بعد تأثره بالقصة التي قرأها ؛ يحاكي شخصياتها البارزة لا شعوريا ؛ مما ينعكس هذا على مجمل حركته وسلوكياته الفردية والاجتماعية ، وبالتالي قد تتبدل هذه المحاكاة إلى طبيعة سلوكية تشكل جزء أساسي في شخصيته .
ثم أن الجانب المميز في القصة القرآنية أنها أخبار لا تداخلها الأسطورة ، وليست مخترعة من نسج الخيال كما هو الحال في بقية القصص ، بل هي تحكي وقائع وأحداث تأريخية محددة ، وتشتمل على عناصر أهمها المبادئ والأهداف السامية التي يحملها أبطال تلك القصص ، والسلوكيات التي تفتح لنا آفاقا على عالم الغيب والملكوت . من هنا ذكر سبحانه وتعالى أن مائز ما يقصه من القصص أنها أنباء بالحق :
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) (الكهف:13)
(وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (هود:120)
فلنتدبر في آية من آيات الله وقصة من قصص الحقة ، لنعيش في أجوائها ؛ علنا نستلهم منها العبر ونتلمس من خلالها طريق الهداية والرشاد .
قال تعالى :{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (87-88) سورة الأنبياء
هذه أحدى القصص القرآنية التي ذكرها الله تعالى بإيجاز بليغ ، وهي تحكي لنا جانبا من حياة نبي الله يونس (عليه السلام) ومسيرته التبليغية
أولا : من هو ذا النون ؟
(النون) ـ في اللغة ـ السمكة العظيمة و بتعبير آخر الحوت ،و (ذا) بمعنى صاحب ، و (ذا النون) معناها صاحب الحوت، وصاحب الحوت إشارة إلى نبي الله يونس (عليه السلام) . وقد اختارـ سبحانه وتعالى ـ هذا الاسم ليونس بسبب الحادثة التي سنشير إليها في ضمن القصة .
ثانيا : ما هي الظلمات ؟
الظلمة ـ لغة ـ شدة الظلام ([1]) ، يقول صاحب تفسير الأمثل : (من الممكن أن يكون هذا التعبير إشارة إلى ظلمة البحر في أعماق الماء ، وظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل) .
ثالثا : ما الذي عمله يونس (عليه السلام) فتركه واستغفر الله عليه ؟
لا شك أن تعبير " مغاضبا " إشارة إلى غضب يونس على قومه الكافرين ، و هذا الغضب في مثل هذه الظروف أمر طبيعي ، إذ تحمل هذا النبي المشفق المشقة والتعب سنين طويلة من أجل هداية القوم الضالين ، إلا أنهم لم يلبوا دعوته الخيرة من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن يونس لما علم أن العذاب الإلهي سينزل بهم سريعا ، فإن ترك تلك المدينة لم يكن معصية ، ولكن كان الأولى به كنبي عظيم أن لا يتركها حتى اللحظة الأخيرة - اللحظة التي سيعقبها العذاب الإلهي - ولذلك آخذه الله على هذه العجلة ، واعتبر عمله تركا للأولى ، فلم يكن ما فعله الله تعالى بنبيه عقوبة على فعله ، بل كان درسا وتأديبا إلهيا لعبد من عباده المخلصين يترتب عليه تساميه في مدارج الكمال والقرب الألهي .
تعليق