بسم الله الرحمن الرحيم
م / شبهة نزول الرب عند الشيعة والرد عليها
نص الشبهة :
حديث نزول الله جاء في كتبكم معاشر الشيعة كالكافي للكليني 5460 - 6 - محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن للجمعة حقا وحرمة فإياك أن تضيع أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقرب إليه بالعمل الصالح وترك المحارم كلها فإن الله يضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات، قال: وذكر أن يومه مثل ليلته فإن استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل فإن ربك ينزل في أول ليلة الجمعة اهــ فلماذا تستنكروه علينا حين نرويه ؟!!
الجواب :
باختصار وعلى عجالة من عدة وجوه :
الوجه الاول : ان في الحديث رجال مجاهيل وقد قال عنه المجلسي بانه مجهول العلامة المجلسي في المرآة ج 15 ص 341
الوجه الثاني : علق عليه العلامة المجلسي وشرحه في نفس المصدر المتقدم شرحا لطيفا لا يتنافى مع ماهو ثابت في
العقائد وقال عنه ما هذا نصه :
" نزول ملائكته و رحمته مجازا، و يمكن أن يكون المراد نزوله من عرض العظمة و الجلال إلى مقام التعطف على العباد و يؤيد الأول ما روى الصدوق (ره) في الفقيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي ترويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال إن الله تبارك و تعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا فقال عليه السلام لعن الله المحرفين للكلم عن مواضعه و الله ما قال رسول الله صلى الله عليه و آله ذلك و إنما قال صلى الله عليه و آله إن الله تبارك و تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير و ليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ يا طالب الخير أقبل و يا طالب الشر أقصر فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه و آله. " إهــ
الوجه الثالث : نحن لا ننكر اصل وجود هذه النصوص فيما يتعلق بـ الصفات الخبرية ـ مع صرف النظر عن صحتها من عدها ـ بل هي موجودة في القرآن كالمكر والخديعة والنسيان والوجه واليد وووالخ وليس هذا هو مورد النزاع ، وإنما جوهر الخلاف ولبه هو في كيفية شرح هذه النصوص وتفسيرها واعتبارها من المتشابها التي لابد ان ترجع الى المحكمات كقوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] المجمع على اعتباره من المحكم ..
الوجه الرابع : لم ننفرد نحن بجعل هذه النصوص غير لائقة به تعالى بل حتى
من علماء المخالفين من اقرّ بذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر عالمين
معروفين :
احدهما من القدماء وهو ابن حجر العسقلاني حيث قال عن النزول في فتح الباري 13/509:
"ففيه بيان لكل ما أشكل من كل فعل ينسب إلى الله تعالى مما لا يليق به فعله من المجيء والنــزول ونحو ذلك. انتهى" اهـ
وعلق على هذه العبارة علي الشبل في كتابه التنبيهات على الاخطاء العقدية في فتح
الباري في ص96 قائلا :
" وهذا من الباطل أيضاً المقتضي نفي الصفات الفعلية من المجيء والنــزول أو الصفات الذاتية كالعلو عن الله تعالى بسبب ما قام في عقول أولئك من تصور التشبيه أو التمثيل في صفات الله، ومن ثم اعتقاد عدم لياقته بالله.
والواجب تنــزيه الله وصفاته وأفعاله وذاته عن كل تمثيل، وإثباتها على وجه الكمال والحقيقة له عز وجل إثباتاً بلا تمثيل، وتنــزيهاً بلا تحريف ولا تعطيل، والله أعلم. " إهــ
اذن فمشكلتنا ليست مع ابن حجر في هذه المسالة فهو شبه الموافق لنا في هذه المسالة على وجه التحديد مع ما هو عليه من انحراف في العقيدة ، وانما المشكلة مع العقيدة التي عبر عنها الشبل في عبارته المارة الذكر !!
والثاني : شعيب الارنؤوط حيث ذكر صاحب " كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الارنؤوط في تأويله بعض احاديث الصفات " وهو خالد بن عبد الرحمن الشايع ذكر في هذا الكتاب ان الارنؤوط اوّل ستة عشر صفة!! مع ما للارنؤوط من منهج سلفي معروف ولكنه مع ذلك لم يحتمل ويقبل التجسيم والتشبه
م / شبهة نزول الرب عند الشيعة والرد عليها
نص الشبهة :
حديث نزول الله جاء في كتبكم معاشر الشيعة كالكافي للكليني 5460 - 6 - محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن للجمعة حقا وحرمة فإياك أن تضيع أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقرب إليه بالعمل الصالح وترك المحارم كلها فإن الله يضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات، قال: وذكر أن يومه مثل ليلته فإن استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل فإن ربك ينزل في أول ليلة الجمعة اهــ فلماذا تستنكروه علينا حين نرويه ؟!!
الجواب :
باختصار وعلى عجالة من عدة وجوه :
الوجه الاول : ان في الحديث رجال مجاهيل وقد قال عنه المجلسي بانه مجهول العلامة المجلسي في المرآة ج 15 ص 341
الوجه الثاني : علق عليه العلامة المجلسي وشرحه في نفس المصدر المتقدم شرحا لطيفا لا يتنافى مع ماهو ثابت في
العقائد وقال عنه ما هذا نصه :
" نزول ملائكته و رحمته مجازا، و يمكن أن يكون المراد نزوله من عرض العظمة و الجلال إلى مقام التعطف على العباد و يؤيد الأول ما روى الصدوق (ره) في الفقيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي ترويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال إن الله تبارك و تعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا فقال عليه السلام لعن الله المحرفين للكلم عن مواضعه و الله ما قال رسول الله صلى الله عليه و آله ذلك و إنما قال صلى الله عليه و آله إن الله تبارك و تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير و ليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ يا طالب الخير أقبل و يا طالب الشر أقصر فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه و آله. " إهــ
الوجه الثالث : نحن لا ننكر اصل وجود هذه النصوص فيما يتعلق بـ الصفات الخبرية ـ مع صرف النظر عن صحتها من عدها ـ بل هي موجودة في القرآن كالمكر والخديعة والنسيان والوجه واليد وووالخ وليس هذا هو مورد النزاع ، وإنما جوهر الخلاف ولبه هو في كيفية شرح هذه النصوص وتفسيرها واعتبارها من المتشابها التي لابد ان ترجع الى المحكمات كقوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] المجمع على اعتباره من المحكم ..
الوجه الرابع : لم ننفرد نحن بجعل هذه النصوص غير لائقة به تعالى بل حتى
من علماء المخالفين من اقرّ بذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر عالمين
معروفين :
احدهما من القدماء وهو ابن حجر العسقلاني حيث قال عن النزول في فتح الباري 13/509:
"ففيه بيان لكل ما أشكل من كل فعل ينسب إلى الله تعالى مما لا يليق به فعله من المجيء والنــزول ونحو ذلك. انتهى" اهـ
وعلق على هذه العبارة علي الشبل في كتابه التنبيهات على الاخطاء العقدية في فتح
الباري في ص96 قائلا :
" وهذا من الباطل أيضاً المقتضي نفي الصفات الفعلية من المجيء والنــزول أو الصفات الذاتية كالعلو عن الله تعالى بسبب ما قام في عقول أولئك من تصور التشبيه أو التمثيل في صفات الله، ومن ثم اعتقاد عدم لياقته بالله.
والواجب تنــزيه الله وصفاته وأفعاله وذاته عن كل تمثيل، وإثباتها على وجه الكمال والحقيقة له عز وجل إثباتاً بلا تمثيل، وتنــزيهاً بلا تحريف ولا تعطيل، والله أعلم. " إهــ
اذن فمشكلتنا ليست مع ابن حجر في هذه المسالة فهو شبه الموافق لنا في هذه المسالة على وجه التحديد مع ما هو عليه من انحراف في العقيدة ، وانما المشكلة مع العقيدة التي عبر عنها الشبل في عبارته المارة الذكر !!
والثاني : شعيب الارنؤوط حيث ذكر صاحب " كتاب استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الارنؤوط في تأويله بعض احاديث الصفات " وهو خالد بن عبد الرحمن الشايع ذكر في هذا الكتاب ان الارنؤوط اوّل ستة عشر صفة!! مع ما للارنؤوط من منهج سلفي معروف ولكنه مع ذلك لم يحتمل ويقبل التجسيم والتشبه