قبس من حياة الامام الجواد (عليه الصلاة والسلام)
بعد رحيل الامام الثامن من أئمة اهل البيت (عليهم السلام) وهو الامام الرضا (عليه السلام) ،أنتقلت الامامة الى ولي الله وخليفته الامام الجواد (عليه السلام) ،حيث أشار الامام الرضا (عليه السلام) الى أبنه الجواد ،وبين للناس أنه هو الامام بعده ،ولكن القضية كانت في غاية الخطورة أذ ان الامة لم تمر بالتجربة الجديدة للامامة ،لان الامام الجواد (عليه السلام)وبعد رحيل والده كان صغيرا في العمر ،لم يتجاوز التاسعة ،ولكن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) لم يشكوا في أمامته (عليه السلام )لان الاصطفاء الالهي ليس على أساس العمر ،فمن يصطفيه الله (عزوجل) يجعل فيه المؤهلات لهذا المنصب الالهي العظيم ،وكان من الامور التي أعتمدها الشيعة في بيان أمامة الامام الجواد (عليه السلام) هي كثرة سوال الامام ،أذ أن الامام (عليه السلام) كان يجلس في المحافل العلمية ويجيب الناس عما يشأون من الاسئلة ،وهكذا حتى زرع اليقين في قلوب الناس ،وأطمئنوا باأمامته (عليه السلام) ،وقد ظهرت الكثير من المعجزات على يدي الامام ،وأشتهر الامام (عليه السلام)بكثرة مناظراته العلمية مع علماء المخالفين ،أذ أن السلطة الحاكمة كانت تعمد الى عقد الندوات والجلسات وتستدعي العلماء من المذاهب المختلفة بهدف النيل من علمية الامام (عليه السلام) ،ولكن الامام كان لهم بالمرصاد ،أذ أظهر سفاهة أفكارهم وبطلان مذاهبهم القائمة على الزيغ والاهواء ،وهكذا عاشت الامة الاسلامية مع هذا العطاء الزاخر ،الذي اعز الله به الاسلام ،وأذل به الكفر والنفاق ،وعاصر الامام (عليه السلام) المأمون والمعتصم من طغات بني العباس ،وأخذ هذان الغاصبان لحقوق الائمة (عليهم السلام) التربص بالامام الجواد (عليه السلام)،فأخذا يحوكان التهم والمؤامرات ضد الامام ،ولكن (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )،وهكذا حتى أستجاب أمامنا الى نداء ربه ،فستشهد (سلام الله عليه )متأثرا بسم أمر به الطاغية العباسي المعتصم (عليه اللعنة )،سقته السم زوجته أم الفضل بنت المأمون سنة 220 هجرية ،فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا ،والحمدلله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين والعن الدائم على أعداهم أجمعين من الان الى قيام يوم الدين .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
قبس من حياة الامام الجواد (عليه الصلاة والسلام)
تقليص
X
تعليق