قصة قصيرة السمكة والفتاة الصغيرة
أوصلت الأم ابنتها ذي العشرة ربيعاً إلى منزل جدتها ريثما تعود من عملها . فاستقبلت الجدة حفيدتها بوابلٍ من القبلات الحارة و الأحضان الدافئة ، و لكن سرعان ما شعرت الجدة بالضجر من كثرة ثرثرة تلك الطفلة ، بالرغم من محاولاتها العديدة في إقناعها بالتقليل من الكلام .
فقررت الجدة التطرّق إلى حلّ هذه المشكلة بطريقة أخرى . قامت الجدة و أحضرت معدات الصيد و أمسكت بيد حفيدتها بحنان و دعتها للذهاب إلى بحيرة الحديقة التي تقع بالقرب من منزلها . و وضعت الجدة الطُعم في صنارة الصيد و ألقت الصنارة في البحيرة ، وبعد فترة وجيزة أخرجت الجدّة الصنارة بمساعدة حفيدتها ووجدتا أول سمكةٍ يصطدانها ، ففرحت الطفلة بهذا النجاح الرائع و ابتسمت الجدة بدورها لفرح حفيدتها ، و لكن ما يدور في عقل الجدة كان شيئاً آخر بعيداً عن صيد السمك .
فبادرت حفيدته بالسؤال :
برأيك يا صغيرتي كيف استطعنا صيد السمكة ؟؟
- لقد ألقينا لها الطعم يا جدتي فأكلته و حينئذٍ تمكّنا من اصطيادها.
أحسنت .. حسناً ماذا لو لم تفتح السمكة فمها ؟!
- لن تتمكن من أكل الطعم يا جدتي وبالتالي لن تستطيع اصطيادها .
ممتازة يا لك من فتاة ذكية .. أتعلمين أنك تشبهين تلك السمكة الصغيرة ؟!
- أنا ؟ و كيف ذلك يا جدتي ؟
نعم يا صغيرتي ... فالسمكة التي تبقي فمها مغلقاً لن يصيبها أحد .. أما التي تقتح فمها فهي السمكة التي يتستطيع الناس اصطيادها بسهولة ، لذلك يا بنيتي أغلقي فمك لأن الكثير من الناس يتمنى أن يتصيّد أخطاءك ...
تعليق