سلسلة نبلاء الشيعة /8
سعيد بن جبير
سعيد بن جبير
وكان يسمى سعيد بن جبير( جهبذ العلماء) لغزارة علمه.
ولقد مدحه علماء السنة و أئمتهم حتَّى قال إمام المذهب الحنبلي أحمد بن حنبل: ما على وجه الارض أحد إلا وهو مفتقر إلى علم سعيد بن جبير.
وقال التابعي ميمون بن مهران الذي كان مِن المعاصرين لسعيد بن جبير: "لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.
وكان سعيد بن جبير مِن العلماء العابدين حتى قيل: إنَّه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
ولقد تسبب ولائه للإمام زين العابدين بشهادته كما روي عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام:" أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليه السلام وكان علي عليه السلام يثني عليه، وماكان سبب قتل الحجاج له الا على هذا الامر...".
وذكر أنه لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف قال له: أنت شقي بن كسير.
قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير.
قال: ماتقول في أبي بكر وعمر هما في الجنة أو في النار؟
قال: لو دخلت الجنة فنظرت أهلها لعلمت مَن فيها، وإن دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت مَن فيها.
قال: فما قولك في الخلفاء؟
قال: لست عليهم بوكيل.
قال: أيهم أحب اليك؟
قال: أرضاهم لخالقي.
قال: وأيهم أرضى للخالق؟
قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم.
قال: أبيت أن تصدقني.
قال: بلى لم أحب أن اكذبك.
فأمر الحجاج بقتله، فابتهل سعيد بن جبير إلى الله قائلاً: اللهم لا تسلط الحجاج على رجل بعدي. فاستجاب الله دعاءه فلم يلبث الحجاج بعده إلا نحواً مِن أربعين يوماً، فكان إذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه فيقول: يا عدو الله فيم قتلتني؟
فيقول: مالى ولسعيد بن جبير مالى ولسعيد بن جبير!!
ولما قُطع رأس سعيد بن جبير قال: "لا إله إلاَّ الله "ثلاث مرات.
وقيل : بعد أن ضربت عنق سعيد بن جبير التبس عقل الحجاج في تلك الساعة، فجعل يقول: قُيودنا قُيودنا، فظنوا أنه قال القيود التى على سعيد بن جبير، فقطعوا رجليه مِن أنصاف ساقيه وأخذوا القيود .
وكانت شهادة سعيد بن الزبير في نفس السنة التي استشهد فيها الامام زين العابدين (ع).
تعليق