إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل وحدة الوجود في نهج البلاغة ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل وحدة الوجود في نهج البلاغة ؟

    هل وحدة الوجود في نهج البلاغة ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم


    قد
    يرى القائلون بوحدة الوجود حسب تفسيرهم لها قد جاءت في نهج البلاغة في نصوص عدة عمدتها هو المقطع

    الذي جاءفي اول خطبة من النهج وهو :

    ( ... مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لابمزايلة ..)
    ولتوضيح ذلك لابد من الاجابة اجمالا على الاسئلة

    التالية :


    ما هو المقصود من وحدة الوجود ؟

    هل لها معنى صحيح مقبول نعتقد به ويقول به علمائنا المتأخرون ؟

    كيف صار النص اعلاه مشيرا الى وحدة الوجود وبأي معنى ؟

    هل يمكن اعطاء مقاربة تسهل تصور وحدة الوجود بالمعنى الذي قبله بعض علمائنا ؟

    هذه الاسئلة سنجيب عنها تباعا إن شاء الله .

    يتبع > >
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 21-10-2012, 08:27 PM.

    [
    الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
    ]

    { نهج البلاغة }




  • #2
    بسم الله / نبدأ البحث من خلال الاجابة على الاسئلة .

    الاجابة على السؤال الاول :

    ان وحدة الوجود عبارة عن كلمتين :

    الاولى : الوحدة ويقابلها الكثرة بمعنى ينقسم الوجود الى واحد وكثير وتعتبر الوحدة من المفردات البديهية المساوقة

    للوجود وعليه فتشمل حتى الكثرة ولا يلزم من ذلك تناقض كما قرر في الحكمة لاختلاف الجهة والحيثية وقد قيل

    لولا الحيثية لبطلت الحكمة .


    والثانية : الوجود . والوجود كمفهوم بديهي ولكنه ليس هو المقصدون ههنا بل المقصود الحقيقة العينية الواقعية له

    بمعنى مصداقالوجود فهو كمفهوم اوضح من ان ييبين ولكنه كحقيقة عينية في غاية الخفاء كما قال صاحب المنظومة

    رحمه الله :


    مفهومه من اعرف الاشياء * وكنهه في غايةالخفاء

    واما المقصود من وحدة او كثرة الوجود كرؤية وموضوعة فلسفية وعرفانية فلها عدة معان بينها الشيهد مطهري في

    شرحه للمنظومة وحاصل ما افاده على ما في ذهني ان في الوحدة والكثر اربعة اقوال :

    وحدة الشهود بمعنى ان العارف يصل الى مرحلةلا يرى فيها الا الله والله هو الوجود فلا يوجد حسب رؤية العارف

    الا الله .


    ووحدة الوجود والموجود وهو رأي الصوفيةالمعروف بوحدة الوجود والموجود الواقعية لا الشهودية كما يقول

    العرفاء بل ان الوجودالحقيقي الوحيد هو الله وكل ما سواه فهو وهم وخيال :


    كل ما في الكون وهم او خيال * او عكوس في المرايا او ظلال


    وفي مقابل قول الصوفية تماما رأي المدرسة المشائية القائلة بكثرة الوجود والموجود كثرة حقيقة ذاتية ولا جامع

    مشترك ولا وحدة لما نشاهده بالوجدان من كثرة في الموجدات


    وفي نهاية المطاف هناك رأي اخر في الوحدة وهوالذي تبنته مدرسة الحكمة المتعالية وهو ما يعرف بــ ( الكثرة في

    عين الوحدة اوالوحدة في عين الكثرة ) حيث ان هذا الرأي جمع بين الرأيين المتقابلين من خلال قولهبتعدد مراتب

    الوجود وكثرتها والوحدة التشكيكية فهي ترى ان الموجدات الممكنة عملة واحدة ذات وجهين وجهتين :


    جهة وجودها وبها تكشف عن ربها اذ الوجود هوالله تعالى ( بل الوجود احد الصفات الذاتية لله كما ذكر ذلك بعض

    جهابذة الكلام والعقيدة عندنا )


    وهناك جهة اخرى هي جهة ذاتها وماهيتها وبها تحكي وتكشف وتدل على نفسها وتمتاز عن بعضها .

    ومن هنا ينفتح امامنا باب للاجابة على السؤال الثاني .

    يتبع >>
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 21-10-2012, 08:29 PM.

    [
    الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
    ]

    { نهج البلاغة }



    تعليق


    • #3
      جواب السؤال الثاني والثالث :


      قد ذهب الى هذا الرأي بعض علمائنا الذين اختاروا المنحى الفلسفي بشكل عام وسلوك مسلك الحكمة المتعالية بشكل

      خاص

      بل يرونه هو مقتضى توحيد الخواص الخالص ولهم في ذلك ادلة لعلنا نتعرض لها عند في محله و بشكل مفصل .

      من هؤلاء العلماء بل علىرأسهم صدر المتالهين الشيرازي ومن جاء بعده من

      امثال العلامة الطبأطبائي وغيرهم ويمكن تصوير هذا المنحى بما يلي وهو ان من كان يرى الوحدة المحضة فهو يرى

      بعين واغمض الاخرى ومن يرى الكثرة يرى بالعين التي التي اغمضها الاول ويغمض العين التي كان يرى بها الاول .

      وبتعبير ادق : حيث ان القاعدة تقول : ( كل ممكن زوج تركيبي من ماهية ووجود ) ولهذا قال اهل العرفان ان

      الطرق الموصلة الى الله بعدد انفاس الخلائق ، اذن فهنا مشاهد ثلاثة :



      المشهد الاول : وجود الممكنات


      المشهد الثاني : ذات وماهية الممكنات


      المشهد الثالث : رؤية الممكن بكلا جهتيه .

      فمن اعتمد المشهد الاول واقتصر عليه قالبوحدة الوجود والموجود وهم الصوفية فوقعوا في هذا المستنقع الآسن

      نتيجة قصر نظرهم على جهة واحدة من جهات الممكن .



      ومن اعتمد على المشهد الثاني : قال بكثرة الوجود والموجود نتيجة قصر نظره على جهة ماهية الممكنات وهم

      المشاء

      واما من فتح بصره وبصيرته حسب رأيهم وعقيدتهم وفتح كلا عينيه فهم من شاهد المشهد الثالث وهي

      الحكمة المتعالية . وقد اصّلوا و استدلوا على مشربهم هذا بادلة عقلية لامجال لسردها هنا وبيان تماميتها من عدمها

      ولكن المهم هو ان نبين رأيهم فحسب ،وهناك نصوص دينية يمكن اعتمادهم عليها في هذا المجال منها النص الذي

      صدرنا الحديثعنه وهو ما جاء في نهج البلاغة اعني ( مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لابمزايلة ) ونصوص

      اخرى ايضا كــ ( لم يقرب من الاشياء بالتصاق ولم يبعد عنهابافتراق ) او ( ليس في الاشياء بوالج ولاعنها

      بخارج ) وغيرها الكثير ولكن سنجعل الحديث مقتصرا على قوله (مع كل شيء لابمقارنة وغير كل شيء لا

      بمزايلة ) دون غيره ء بيان ذلك :
      ان هذا النص يشتمل على قضيتين :

      القضية الاولى : ان الله تعالى مع كل الاشياء والممكنات ولكن دون ان يقارنها ، فهذه القضية بمنزلة الرد على اولئك

      الفلاسفة الذين اعتقدوا ان الله تعالى مباين ومنفصل عن الموجدات بحيث ان هناك كثرة حقيقة وواقعية وانفصال بين

      الواجب والممكن واحدهما منفصل ومباين للآخر ولا علاقة له ولاربط لاحدهما بالاخر .فجائت هذه القضية لترد

      عليهم على ان يتوهم من ذلك ان الحلول او الاتحاد ولهذا ذيلت هذه القضية بــ ( لا بمقارنة )



      القضية الثانية : ان الله تعالى غير كل الاشياء والموجدات ولكن دون ان يزايلها .وهي بمنزلة الرد على القائلين

      بوحدة الوجود والموجود بنحو الحلول او الاتحاد نعوذ بالله وهو ما نسب الى بعض الصوفية ولكن هذه الغيرية

      مشروطة بان لا يتوهم منها انه تعالى منفصل عن المخلوقات ولاتربطه بها رابطة ولهذا ذيلت هذه القضية بــ ( لا

      بمزايلة )




      يتبع >>
      التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 21-10-2012, 08:35 PM.

      [
      الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
      ]

      { نهج البلاغة }



      تعليق


      • #4
        جواب السؤال الاخير :


        وهذا البيان الى هنا مجرد وجاف ويحتاج تقريب ومن هنا تفتح لنا نافذة لنعطف الكلام على الاجابة على

        السؤال الاخيرفنقول :



        لتقريب ( وحدة الوجود عند القائلين بها من علمائنا ) التي هي الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة او قل

        التي قد يُستشهد لها بما ورد في نهج البلاغة اعني هذا المقطع ( مع كل شيء لا بمقارنة وغير كلشيء لا بمزايلة )

        نأتي بالمقاربة التالية وهي :



        الشمس ونورها . فان النور ليس شيئا مستقلا ومنفصلا عن القرص بل مرتبط به ومحتاج اليه في كل آن آن بحيث

        ان نور الشمس محتاج الى الشمس لا في اصل وجوده وحدوثه بل في وجوده وبقائه وفي نفس الوقت فان الشمس

        كقرص غير الشمس كنور فان احدهما غير الاخر بلا شك فيمكن ان يقال ( على ما في هذا من تسامح وتساهل

        واضح ولكن قلناه لاجلالبيان ) ان الشمس ( مع النور ) وفي عين الوقت ( غير النور) .

        ويمكن ايضا ان يمثل لهذا النحو بنفس الانسان و الصور العلمية التي تنتقش فيها عند حصول عملية الادراك فانها

        غير النفس قطعا وليست شيئا مستقلا عنها ايضا اذ بمجرد ان نغفل عنها تتلاشى وتنعدم .




        التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 21-10-2012, 08:39 PM.

        [
        الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
        ]

        { نهج البلاغة }



        تعليق


        • #5
          ملحق:

          بسمالله الرحمن الرحيم

          بعدان اكملت كتابة الموضوع اعلاه وجدتُ بحثا في كتاب ( نفحات الولاية ـ شرح نهج البلاغة ـ ) حول ذات الموضوع ولإتمام الفائدة سانقله بطوله حيث جاء في الصفحة (61) بحسب الطبعة المتوفرة عندي وهي طبعة " دار جواد الائمة و دار المحجةالبيضاء " تحت عنوان :

          (علاقة الخلق بالخالق ومسألة «وحدة الوجود»! ) ما هذا نصه :
          لقد كثر الكلام في أوساط الفلاسفة والعلماء بشأن كيفية الرابطة بين الخالق والمخلوق، فقد أفرط البعض منهم حتى اعتقد بأنّ الخالق هو عين المخلوق إثر رؤيتهم القائمة على أساس وحدة الوجود والموجود. فهم يقولون ليس هنالك أثر من وجود شخصي واحد في عالم الوجودوكل ماسواه ترشحات من ذاته، أو بتعبير آخر: هناك شيء واحد فقط أمّا الكثرة والتعددفهى خيالات وظنون وسراب يحسبه الظمآن ماء. أحياناً يستعيضون عن الوحدة والاتحادبقولهم بالحلول على أنّه ذات حلت في كافة الأشياء وتتخذ لها شكلاً في كل وقت بينمايشعر الجهال بالازدواج والحال ليس الكل إلاّ شيء واحد لا غير.(1) وزبدة القولأنّهم يرون عالم الوجود بمثابة بحر وقطراته سائر الموجودات. وبعبارة اُخرى فان أي ازدواجية في هذا العالم ليست سوى ضرباً من الخيال والوهم. بل يعتقد البعض منهم أنّ الفرد لا يعدّ صوفياً حقيقياً مالم يؤمن بوحدة الوجود والموجود، وذلك لأنّ وحدةالوجود تشكل الركيزة الأصلية لقضية التصوف!
          ـــــــــــــــــــــــــــــــ
          الهامش :
          (1) هذه هى عقيدة أغلب المتصوفة، وشاهد ذلك العبارة المشهورة التي يطلقها زعماء هذه الفرقة «إني أنا الله» وأعظم من ذلك ما يرددوه من قولهم «سبحاني ما أعظم شأني»، امّا البعض الآخر فقد نظم أبياتاً من الشعر وصرح فيها بقوله «أن الصنمية والوثنية هى ذات العبودية»! كماورد في الأشعار الطائشة للمولوي التي تصور الله بشكل صنم عيّار (وهو عبارة عنموجود مشكوك) يتلبس يوماً بهيئة آدم! ويوماً بهيئة نوح وآخر موسى وعيسى! وأخيراًبشكل محمد(صلى الله عليه وآله) كما يتلبس بهيئة علي وسيفه ذو الفقار! وبالتالي بشكل منصور الذي اعتلى أعواد المشنقة ! (نقلاً بتلخيص عن العارف الصوفي وماذا يقولان / 117).
          يتبع
          >>
          التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 29-10-2012, 01:57 PM.

          [
          الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
          ]

          { نهج البلاغة }



          تعليق


          • #6
            ==>


            وبالطبع فان بعض كلماتهم يمكن حملها على المعاني الصحيحة والصائبة من قبيل أنّ الوجودالحقيقي القائم

            بالذات في العالم واحد وكل ما سواه تابع له مستمد وجوده منه (كماأوردنا ذلك سابقاً في التشبيه بالمعاني

            الأسمية والحرفية) أو كل ما عدا الذاتالإلهية المقدسة ـ الوجود المطلق من جميع الجهات ـ يمثل موجودات صغيرة

            ضئيلة ليسلها شأناً يذكر ولكن لا يعني ذلك أنّها لا تمتلك وجوداً واقعياً حقيقياً. ولكن الذي لا شك فيه هو أنّ

            بعض أقوالهم وعقائدهم لا يمكن تبريرها والتماس التفسير الصائب لها، فهم يصرحون بأن ليس في عالم الوجود أ

            كثر من وجود واحد وكل ما سواه سراب وخيال، وأبعد من ذلك تصريحهم بأنّ الوثنية وعبادة الأصنام لو خرجت

            عن شكلها المحدود فهى عين عبادة الله، لأنّ كل العالم هو، وهو كل العالم. فهذا الكلام يستتبع لوازم فاسدة

            ليست بخافية على أحد على ضوء العقائد والتعاليم الإسلامية،ناهيك عن تعارضها والوجدان بل البديهيات وانكارها

            للعلة والمعلول والخالق والمخلوق والعابد والمعبود، وذلك لأنّه لم يعدّ هناك من مفهوم للفارق بين المعبود والعبد

            والشارع والمكلف، بل حتى الجنّة والنار وأهلهما، فكلها واحدة وكلها عين ذاته وماهذه الكثرة والتعدد الا وهم

            وخيال ولو أزيلت هذه الغشاوة عن أبصارنا فسوف لا نرى إلاّ وجوده سبحانه! إلى جانب ذلك فان من لوازم ذلك

            القول بجسمية الله والحلول وماإلى ذلك. وعليه فعقائدهم لا تنسجم مع الوجدانيات والأدلة العقلية ولا تتفق مع

            العقائد الإسلامية وتعاليم القرآن الكريم، ومن هنا انبرى المرحوم المحقق اليزدي(ره) ـ الفقيه المعروف ـ ليكتب في

            عروته الوثقى في مبحث الكفار:

            «لا إشكال في نجاسة الغلاة (1)والخوارج والنواصب وأمّا المجسِّمة والمجبِّرة والقائلين بوحدة الوجود من الصوفية إذا التزموا بأحكام الإسلام فالأقوى عدم نجاستهم إلاّ مع العلم بالتزامهم بلوازم مذهبهم من المفاسد» (2).

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


            الهامش:
            (1).«الغلاة» هم المغالون في الأئمة(عليهم السلام) ولاسيما علي(عليه السلام) فعدوه هو الله أو أنّه اتحد به.و«الخوارج» هم أصحاب النهروان الذين أسماهم النبي(صلى اللهعليه وآله)بالمارقين وقد قتلهم الإمام شر قتلة في النهروان. وأمّا«النواصب» فهم أعداء أهل البيت(عليهم السلام).

            (2).العروة الوثقى، بحث نجاسة الكافر، المسألة 2.
            التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 29-10-2012, 02:09 PM.

            [
            الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
            ]

            { نهج البلاغة }



            تعليق


            • #7
              ===>


              وتتضمن المسألة أمرين مهمين يجدر الإلتفات إليهما : أحدهما عطف أصحاب عقيدة وحدة الوجود على المجبرة

              والمجسمة وجعل الجميع بمنزلة واحدة، والآخر بان عقائدهم تنطوي على مفاسد دينية إذا التزموا بها خرجوا من

              ربقة الإسلام وإن لم يلتزموا بها فهم مسلمون.فالكلام يفيد بما لا يقبل الشك أنّ مذهب هؤلاء يتصف ببعض

              المفاسد التي يؤدي الالتزام بها إلى الخروج عن صف المسلمين. أمّا الجدير بالذكر هو أنّ كافة العلماءالذين

              كتبوا حاشية على العروة الوثقى ـ حيث جرت عادة العلماء الكشف عن اجتهادهم وقدرة استنباطهم للأحكام

              الشرعية من مصادرها المقررة على كتابة تعليقة على العروةالوثقى ـ قد أقروا بما أورده صاحب العروة أو أضافوا

              لما ذكره بعض القيود (من قبيل قولهم بما لا يوجب إنكار التوحيد والرسالة)(1).


              وللوقوف على عمق المفاسد التي انطوت عليها هذه المسألة، نرى من الضروري هنا الإشارة إلى نموذج ورد في

              الدفتر الرابع للشاعر المثنوي حين نقل قصة طويلة بشأن قول «بايزيد» سبحاني ما أعظم شأني، فقد واجه اعتراضاً من صحبه فقال لهم :

              «لا إله إلاّ أنا فاعبدون» فقالوا له ما تقول ؟ ! قال : سأقول ذلك ثانية فاحملوا السكاكين واطعنوني بها.

              فشهر صحبه سكاكينهم وجعلوا يطعنونه، إلاّ أنّهم شعروا بأن كل طعنة كانت تمزق أجسادهم لاجسده. فهذه

              الاسطورةالخرافية من شأنها الإشارة إلى مدى الاندفاع والتيه الذي بلغهأصحاب هذا المسلك.


              وأخيراً نختتم هذا الموضوع بما أورده أحد المعاصرين من شرّاح نهج البلاغة إذ قال بهذا الخصوص:

              انّ هذا المذهب (القائل بوحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود) إنّما يتنكر لكافة القوانين العقلية والاُسس الوجدانية

              وروح الأديان الإلهية، ويرفع من شأن عالمالوجود ليبلغ به المرتبة الوجودية الإلهية أو ينزل بالوجود الإلهي إلى

              الحضيض فيسويه بسائر مخلوقاته، ويبدو أن مثل هذا المذهب إلى الأذهان والأذواق والهروب من الإشكالات

              أقرب منه إلى التعقل والالمام بالواقعيات.(2)

              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              الهامش :

              (1) . للوقوفعلى المزيد راجع كتاب مصباح الهدى 1 / 410 للمرحوم آية الله الشيخ محمد تقي الآملي(الفقيه والفيلسوف المعروف) وكذلك تقريرات المرحوم آية الله الخوئي 3 / 81 ـ 82 .

              (2) . ترجمةوتفسير نهج البلاغة، الاستاذ الجعفري 2 / 64.
              التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 29-10-2012, 02:23 PM.

              [
              الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
              ]

              { نهج البلاغة }



              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X