الرخيص لاقيمة له
لاشيء يجبرنا على أن نقبل باستمرار علاقة إنسانية (متعبة) لنا..جارحة لمشاعرنا.
ولاشيء يفرض علينا الاحتفاظ بمن اختاروا أسوأ الطرق.. واردأ أنواع البشر.. فانحدروا بسلوكهم إلى أسفل سافلين.
ولاشيء يلزمنا بأن نقف إلى جانب من (طعنونا).. بألف سكين وسكين فخانوا بذلك أمانتهم.. واخلوا بتعهداتهم وكشفوا عن حقيقتهم المتردية.
فهناك من هم الأولى بمحبتنا.. والأجدر بوفائنا.. واهتمامنا.. ووقفاتنا معهم.
وهناك من هم (الأنقى) أحساسا.. والأنظف ضميراً.. والأكثر وفاءً وولاءً.. والأحق بالاستجابة لمشاعرهم الصادقة.. والاحتضان لأحاسيسهم النظيفة.. ولغاياتهم الشريفة..بعيداً عن الابتزاز والضغوط والمساومات الرخيصة..
إن لحظة معاناة مع (المتعبين) لنا لاتقتل فينا السعادة والفرح فحسب, ولكنها تقتل فينا الرغبة في الحياة.. بعد أن اثخنت نفوسنا بالجراحات والآلام.. والصدمات.. وبعد أن أفقدتنا الثقة في كل الناس.. وجعلتنا غير قادرين على أن نطمئن إلى كل البشر.. بعد أن ظللنا نعيش حالة خداع.. وكذب.. وتزييف غير أمنين لفترة طويلة.. وبعد أن تكشفت لنا الحقيقة المؤلمة..
إن الرخيص يظل رخيصاً.. وان حاول أن يصنع هالة حول نفسه..
ومن ترخص عليه نفسه.. ومن يبتذل حياته.. وكرامته.. وآدميته فانه لا يستحق لحظة تعب.. ومن الخير لنا أن (نشطبه) من حياتنا.. فمكانه الطبيعي هو أول (حاوية قمامة) نصادفها أمامنا.. بعد أن اختار لنفسه هذا المكان وتلك المكانة.
من يرخص نفسه.. لا يستغرب فيه أن يسترخص غيره
تعليق