بسم الله الرحمن الرحيم
افلح من صلى على محمد وال محمد
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أهل البيت (عليهم السلام) والشهادة الثالثة
وتعال معي - أيها القارئ - إلى تاريخ أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً، لتجد أنهم كانوا يردّدون مقالة جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) وكلّهم نور واحد.
فهذا الإمام جعفر الصادق - حفيد رسول الله وخليفته الشرعي السادس - يأمر بذكر الإمام علي (عليه السلام) كلما جاء ذكر الله ورسوله.
فقد روي عن القاسم بن معاوية قال: قلت لأبي عبد الله - الصادق - (عليه السلام): هؤلاء(1) يروون حديثاً في معراجهم أنه لما اسري برسول الله، رأى على العرش (مكتوباً): لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، أبو بكر الصديق!
فقال الإمام (عليه السلام): سبحان الله! غيّروا كل شيء حتى هذا؟!!(2).
قلت: نعم.
قال (عليه السلام): إن الله عز ّوجلّ لمّا خلق العرش كتب على قوائمه: لا إله الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
إلى أن قال (عليه السلام): ولمّا خلق الله عزّ وجلّ الكرسي كتب على قوائمه: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
ولمّا خلق الله عزّ وجلّ اللّوح كتب فيه: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
ولمّا خلق الله عزّ وجلّ إسرافيل كتب على جبهته: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
ولمّا خلق الله عزّ وجلّ السماوات كتب في أكنافها: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
ولمّا خلق الله الأرضيين كتب في أطباقها: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
(إلى أن قال عليه السّلام): ولمّا خلق الله الشمس كتب عليها: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
ولمّا خلق الله القمر كتب عليه: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
ثم قال (صلوات الله عليه): فإذا قال أحدكم: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، فليقل: علي أمير المؤمنين ولي الله(3).
فأنظر - أيها القارئ - إلى مدى تركيز الله تعالى على اسم الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) كلّما جاء ذكره سبحانه وذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فلماذا هذا التركيز؟
ولماذا هذا الإصرار على كتابة اسم الإمام علي (عليه السلام) على العرش والكرسي واللوح وجبهة إسرافيل وجناح جبرائيل وأكناف السماوات وإطباق الأرضيين والشمس والقمر وغيرها؟!
إن هذا يدل على ضرورة ذكر الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أينما كان ذكر الله ورسوله وكلّما جاء ذكر الله ورسوله.
ومن الواضح أن الأذان والإقامة هما من تلك الموارد، فلاشك في ضرورة مقرونيّة الشهادة الثالثة بالشهادتين، والشهادتين بالشهادة الثالثة.
1- يقصد بـ: (هؤلاء) المخالفين المنحرفين عن أهل البيت (عليهم السلام).
2- هذه الجملة - من حديث الإمام الصادق (عليه السلام) - تفتح أمامنا أبواباً كثيرة، إذ أنها تكشف النقاب عن التزوير الفضيع الذي ارتكبه المخالفون والمناؤون في الأحاديث النبوية، من أجل أن ينحتوا لرجالهم هالة من القداسة والعظمة، مقابل ما لأهل البيت من الشخصية الربانية والعظمة الإلهية، فيقول (عليه السلام) متعجباً: غيّروا كل شيء حتى هذا؟!
ومن هنا تعرف حقيقة حديث: (العشرة المبشّرة بالجنة) وأمثاله من الأحاديث الموضوعة المزوّرة!.
3- بحار الأنوار: ج 27 ص 1، الحديث 1، الباب 1.
تعليق