سم الله الرحمن الرحيم
وردت روايات في أبواب لباس المصلي أن لبس السواد لبس أهل النار ولبس الأعداء ولبس بني العباس وعليه فما وجه ما تفعله الشيعة من لبس السواد في عاشوراء وغيره؟
الجواب:
اولا:انها تدل على الكراهة لا الحرمة . قد يتأمل في الكراهة - كما قيل - باعتبار أن أحد جهات الكراهة كونه لباساً وشعاراً لبني العباس ، وفي عصرنا لم يبق كذلك .
وهذا الوجه إن لم يصلح رافعاً للكراهة فهو على الأقل يدلً على تخفيفها . بل يقال إن بني العباس اتخذوه لباساً أول حكمهم حزناً على الحسين ( عليه السلام ) ، فهو يدلّ على وجود سيرة متشرعية في أيامهم على ذلك .
وهذه الوجوه تتعاضد لتثبت رجحان لبس السواد على مصاب الحسين ( عليه السلام ) .
ثانيا: إن النهي عمن يتخذه لباساً وزياً وأما اتخاذه شعاراً للحزن فليس مشمولاً للروايات ، ومن ثم نفى البحراني واليزدي الكراهة حتى في الصلاة .
ثالثا:لبس المعصوم للسواد او تقريره للبسه فالحسنان لبسا السواد على أبيهما ستة أشهر كما ذكره ابن أبي الحديد ( ج 4 ، ص 8 ) . نقلاً عن أبي الحسن علي بن محمد المدائني المؤرّخ المعروف . وقال : " وكان خرج الحسن بن علي عليهما السلام إليهم - إلى الناس بعد شهادة أبيه - وعليه ثياب سود .
* وروى ذلك ابن سعد في طبقاته ( ص 71 في ترجمة الحسن بن علي عليه السلام ) ، والسيد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة ( ص 147 ) عن فضائل الأشراف ( ص 14 ) .
* وعن الأصبغ بن نباتة أنه قال : دخلت مسجد الكوفة بعد قتل أمير المؤمنين عليه السلام ورأيت الحسن والحسين عليهما السلام لابسي السواد ) . المصدر ( ج 16 ، ص 22 ) .
* والفاطميات والعقائل لبسن السواد والمسوح وكان السجاد يطبخ لهن الطعام لأنهن شغلن بإقامة المأتم ، كما جاء ذلك في محاسن البرقي ( ج 2 ، ص 195 ) ، وفيه دلالة على تقرير المعصوم .
* روى الكليني والبحار ( ج 45 ، ص 188 ) ، والوسائل ( ج 2 ، ص 890 ) عن محاسن البرقي ( ط : 20 جزء ) و ( ج 2 ، ص 357 ) والمحاسن ص ( 420 ح 195 ) ، بسنده عن عمر بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : لمّا قُتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يعمل لهنّ الطعام للمأتم .
* نقلاً عن كتاب " النشر والطي " بإسناده عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال - في حديث في فضيلة يوم الغدير - وهو يوم تنفيس الكرب . . . ويوم لبس الثياب ونزع السواد .
* وفي إقبال الأعمال ( ص 777 ) في فضيلة يوم الغدير يذكر رواية لبس السواد .
* ومثلها روي في البحار عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي بإسناده عن أحمد بن إسحاق القمّي عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن أمير المؤمنين في فضيلة التاسع من ربيع الأول " أنّه يوم الغدير الثاني ويوم تنفيس الكربة ويوم نزع السواد " . ( بحار ج 98 ، ص 354 ) ُّ مستدرك الوسائل ( ج 3 ، ص 326 - 327 ) .
* وروي في ما جرى في الشام على قافلة سيد الشهداء ( عليه السلام ) بعدما أذن لهم يزيد بالرجوع وطلبوا منه النوح على الحسين ( عليه السلام ) : " ولم تبقَ هاشمية ولا قرشية إلاّ ولبست السواد على الحسين وندبوه " . ( البحار ج 45 ، ص 195 ) .
* وفي مستدرك الوسائل ( باب 45 ) من أبواب لباس المصلي يذكر رواية أخرى في هذا المجال .
* وفي الوسائل ( باب 45 ) من أبواب لباس المصلي يذكر رواية أن الحسين ( عليه السلام ) كان لابساً حين قُتل جبة دكناء .
* وفي مقتل أبي مخنف ( ص 222 ) عندما أخبر النعمان بن بشير بقتل الحسين ( عليه السلام ) : " فلم تبقَ في المدينة مخدّرة إلاّ وبرزت من خدرها ولبسوا السواد وصاروا يدعون الويل " .
* وروي في الدعائم ( ج 2 ، ص 291 ) عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنّه قال : " لا تلبس الحادّ - المرأة في حدادها على زوجها - ثياباً مصبغة ولا تكتحل ولا تطيّب ولا تزيّن حتى تنقضي عدّتها ولا بأس أن تلبس ثوباً مصبوغاً بسواد " .
* وقد أفتى بمضمونه الشيخ في المبسوط ( ج 5 ، ص 264 - 265 ) والمحقق في الشرائع في حداد الزوجة ،
والفخر في الإيضاح .
* وروى صاحب الصفار في بصائر الدرجات عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن عيسى بن عبد الله وثابت عن حنظلة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً بعد أن يصلّي الفجر في المسجد وعليه قميصة سوداء - وذكر ( عليه السلام ) أنّه توفّي صلّى الله عليه وآله في ذلك اليوم ( بصائر الدرجات ص 304 - 305 ، وبحار الأنوار ج 22 ص 464 ) .
* وفي سيرة ابن هشام ( ج 4 ، ص 316 ) : " كان على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خميصة سوداء حين اشتدّ به وجعه " .
* وروى الكليني ( ج 6 ، ص 449 ) ، والدعائم ( ج 2 ص 161 ) بسنده عن سليمان بن راشد عن أبيه قال : " رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) وعليه درّاعة سوداء وطيلسان أزرق " .
* وفي عيون الأخبار وفنون الآثار لعماد الدين إدريس القرشي ( ص 109 ) عن أبي نعيم بإسناده عن أم سلمة رضوان الله عليها أنّها لمّا بلغها مقتل الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) ضربت قبّة سوداء في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله ولبست السواد " .
* وروي في البحار ( ج 45 ، ص 195 ) فيما جرى على أهل البيت ( عليهم السلام ) بعد واقعة كربلاء " إلى أن قال ( عليه السلام ) : ثم قال الوصيف : يا سكينة اخفضي صوتك فقد أبكيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) . ثمّ الوصيف أخذ بيدي فأدخلني القصر فإذا بخمس نسوة قد عظّم الله تعالى خلقهنّ وزاد في نورهنّ وبينهن امرأة عظيمة الخلقة ناشرة شعورها وعليها ثياب سود بيدها قميص مضمّخ
بالدم وإذا قامت يقمن معها وإذا جلست جلسن معها فقلت للوصيف : ما هؤلاء النسوة اللاتي قد عظم الله خلقتهنّ ؟ فقال : يا سكينة هذه حوّاء أمّ البشر وهذه مريم بنت عمران وهذه خديجة بنت خويلد وهذه سارة . وهذه التي بيدها القميص المضمّخ وإذا قامت يقمن معها وإذا جلست يجلسن معها هي جدّتك فاطمة الزهراء سلام الله عليها . . . الحديث " .
* وروى الشيخ في الغيبة بسنده إلى كامل بن إبراهيم أنّه دخل على أبي محمد ( عليه السلام ) فنظر إلى ثياب بياض ناعمة قال : فقلت في نفسي : ولىّ الله وحجّته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله ؟ فقال ( عليه السلام ) متبسّماً : يا كامل - وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده - فقال :
هذا لله وهذا لكم " الوسائل ( 3 ج ، ص 35 ) وبحار الأنوار ( ج 50 ص 253 ، و ج 52 ، ص 50 - 51 ) .
والحمد لله رب العالمين
وردت روايات في أبواب لباس المصلي أن لبس السواد لبس أهل النار ولبس الأعداء ولبس بني العباس وعليه فما وجه ما تفعله الشيعة من لبس السواد في عاشوراء وغيره؟
الجواب:
اولا:انها تدل على الكراهة لا الحرمة . قد يتأمل في الكراهة - كما قيل - باعتبار أن أحد جهات الكراهة كونه لباساً وشعاراً لبني العباس ، وفي عصرنا لم يبق كذلك .
وهذا الوجه إن لم يصلح رافعاً للكراهة فهو على الأقل يدلً على تخفيفها . بل يقال إن بني العباس اتخذوه لباساً أول حكمهم حزناً على الحسين ( عليه السلام ) ، فهو يدلّ على وجود سيرة متشرعية في أيامهم على ذلك .
وهذه الوجوه تتعاضد لتثبت رجحان لبس السواد على مصاب الحسين ( عليه السلام ) .
ثانيا: إن النهي عمن يتخذه لباساً وزياً وأما اتخاذه شعاراً للحزن فليس مشمولاً للروايات ، ومن ثم نفى البحراني واليزدي الكراهة حتى في الصلاة .
ثالثا:لبس المعصوم للسواد او تقريره للبسه فالحسنان لبسا السواد على أبيهما ستة أشهر كما ذكره ابن أبي الحديد ( ج 4 ، ص 8 ) . نقلاً عن أبي الحسن علي بن محمد المدائني المؤرّخ المعروف . وقال : " وكان خرج الحسن بن علي عليهما السلام إليهم - إلى الناس بعد شهادة أبيه - وعليه ثياب سود .
* وروى ذلك ابن سعد في طبقاته ( ص 71 في ترجمة الحسن بن علي عليه السلام ) ، والسيد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة ( ص 147 ) عن فضائل الأشراف ( ص 14 ) .
* وعن الأصبغ بن نباتة أنه قال : دخلت مسجد الكوفة بعد قتل أمير المؤمنين عليه السلام ورأيت الحسن والحسين عليهما السلام لابسي السواد ) . المصدر ( ج 16 ، ص 22 ) .
* والفاطميات والعقائل لبسن السواد والمسوح وكان السجاد يطبخ لهن الطعام لأنهن شغلن بإقامة المأتم ، كما جاء ذلك في محاسن البرقي ( ج 2 ، ص 195 ) ، وفيه دلالة على تقرير المعصوم .
* روى الكليني والبحار ( ج 45 ، ص 188 ) ، والوسائل ( ج 2 ، ص 890 ) عن محاسن البرقي ( ط : 20 جزء ) و ( ج 2 ، ص 357 ) والمحاسن ص ( 420 ح 195 ) ، بسنده عن عمر بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : لمّا قُتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يعمل لهنّ الطعام للمأتم .
* نقلاً عن كتاب " النشر والطي " بإسناده عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال - في حديث في فضيلة يوم الغدير - وهو يوم تنفيس الكرب . . . ويوم لبس الثياب ونزع السواد .
* وفي إقبال الأعمال ( ص 777 ) في فضيلة يوم الغدير يذكر رواية لبس السواد .
* ومثلها روي في البحار عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي بإسناده عن أحمد بن إسحاق القمّي عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن أمير المؤمنين في فضيلة التاسع من ربيع الأول " أنّه يوم الغدير الثاني ويوم تنفيس الكربة ويوم نزع السواد " . ( بحار ج 98 ، ص 354 ) ُّ مستدرك الوسائل ( ج 3 ، ص 326 - 327 ) .
* وروي في ما جرى في الشام على قافلة سيد الشهداء ( عليه السلام ) بعدما أذن لهم يزيد بالرجوع وطلبوا منه النوح على الحسين ( عليه السلام ) : " ولم تبقَ هاشمية ولا قرشية إلاّ ولبست السواد على الحسين وندبوه " . ( البحار ج 45 ، ص 195 ) .
* وفي مستدرك الوسائل ( باب 45 ) من أبواب لباس المصلي يذكر رواية أخرى في هذا المجال .
* وفي الوسائل ( باب 45 ) من أبواب لباس المصلي يذكر رواية أن الحسين ( عليه السلام ) كان لابساً حين قُتل جبة دكناء .
* وفي مقتل أبي مخنف ( ص 222 ) عندما أخبر النعمان بن بشير بقتل الحسين ( عليه السلام ) : " فلم تبقَ في المدينة مخدّرة إلاّ وبرزت من خدرها ولبسوا السواد وصاروا يدعون الويل " .
* وروي في الدعائم ( ج 2 ، ص 291 ) عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنّه قال : " لا تلبس الحادّ - المرأة في حدادها على زوجها - ثياباً مصبغة ولا تكتحل ولا تطيّب ولا تزيّن حتى تنقضي عدّتها ولا بأس أن تلبس ثوباً مصبوغاً بسواد " .
* وقد أفتى بمضمونه الشيخ في المبسوط ( ج 5 ، ص 264 - 265 ) والمحقق في الشرائع في حداد الزوجة ،
والفخر في الإيضاح .
* وروى صاحب الصفار في بصائر الدرجات عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن عيسى بن عبد الله وثابت عن حنظلة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً بعد أن يصلّي الفجر في المسجد وعليه قميصة سوداء - وذكر ( عليه السلام ) أنّه توفّي صلّى الله عليه وآله في ذلك اليوم ( بصائر الدرجات ص 304 - 305 ، وبحار الأنوار ج 22 ص 464 ) .
* وفي سيرة ابن هشام ( ج 4 ، ص 316 ) : " كان على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خميصة سوداء حين اشتدّ به وجعه " .
* وروى الكليني ( ج 6 ، ص 449 ) ، والدعائم ( ج 2 ص 161 ) بسنده عن سليمان بن راشد عن أبيه قال : " رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) وعليه درّاعة سوداء وطيلسان أزرق " .
* وفي عيون الأخبار وفنون الآثار لعماد الدين إدريس القرشي ( ص 109 ) عن أبي نعيم بإسناده عن أم سلمة رضوان الله عليها أنّها لمّا بلغها مقتل الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) ضربت قبّة سوداء في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله ولبست السواد " .
* وروي في البحار ( ج 45 ، ص 195 ) فيما جرى على أهل البيت ( عليهم السلام ) بعد واقعة كربلاء " إلى أن قال ( عليه السلام ) : ثم قال الوصيف : يا سكينة اخفضي صوتك فقد أبكيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) . ثمّ الوصيف أخذ بيدي فأدخلني القصر فإذا بخمس نسوة قد عظّم الله تعالى خلقهنّ وزاد في نورهنّ وبينهن امرأة عظيمة الخلقة ناشرة شعورها وعليها ثياب سود بيدها قميص مضمّخ
بالدم وإذا قامت يقمن معها وإذا جلست جلسن معها فقلت للوصيف : ما هؤلاء النسوة اللاتي قد عظم الله خلقتهنّ ؟ فقال : يا سكينة هذه حوّاء أمّ البشر وهذه مريم بنت عمران وهذه خديجة بنت خويلد وهذه سارة . وهذه التي بيدها القميص المضمّخ وإذا قامت يقمن معها وإذا جلست يجلسن معها هي جدّتك فاطمة الزهراء سلام الله عليها . . . الحديث " .
* وروى الشيخ في الغيبة بسنده إلى كامل بن إبراهيم أنّه دخل على أبي محمد ( عليه السلام ) فنظر إلى ثياب بياض ناعمة قال : فقلت في نفسي : ولىّ الله وحجّته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله ؟ فقال ( عليه السلام ) متبسّماً : يا كامل - وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده - فقال :
هذا لله وهذا لكم " الوسائل ( 3 ج ، ص 35 ) وبحار الأنوار ( ج 50 ص 253 ، و ج 52 ، ص 50 - 51 ) .
والحمد لله رب العالمين
تعليق