بسم الله الرحمن الرحيم
من المتفق عليه عند الامامية مسالة العدل الالهي بل عُد من اصول المذهب لكن قد يرد على قولنا بالعدل ان هناك بعض الروايات المنقولة عن اهل البيت (عليهم السلام) تخالف ذلك فعن الكليني : وفي حديث آخر : أما أطفال المؤمنين يلحقون بآبائهم ، وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم وهو قول الله تبارك وتعالى : ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
والرواية صريحة في الحاق اطفال المشركين بابائهم في النار وهذا ظلم واضح والعياذ بالله؟
وقد ناقش المحدث الكبير الحر العاملي (قدة) هذه الرواية بما نصه:
هذا محمول على التقية لموافقته لمذهب العامة المنكرين للعدل ولرواياتهم الكثيرة وأدلة العدل بأسرها منافية له ويحتمل الحمل على ما بعد التكليف وتحقق الطاعة والمعصية لما يأتي ويحتمل التفضل على أطفال المؤمنين أو بعضهم ، فأما تعذيب أطفال الكفار بغير استحقاق فهو ظلم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .انتهى كلام الحر العاملي.
اقول قد ذكر (قده) قبل هذا الكلام الروايات المبينة لحال الاطفال والمجانين ونحوهم يوم القيامة وان الله يخلق نارا ويعرضهم عليها ويامرهم بدخولها فمن امن منهم يدخل ومن كفر يرفض وهذا هو تكليفهم ومن هذه الروايات:
محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ع قال : سألته هل سئل رسول الله ( ص ) عن الأطفال ؟ فقال : قد سئل فقال : الله أعلم بما كانواعاملين ، ثم قال : يا زرارة هل تدري قوله : الله أعلم بما كانوا عاملين قلت : لا ، قال : لله فيهم المشية ، أنه إذا كان يوم القيامة جمع الله الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي ( ص ) وهو لا يعقل والأصم والأبكم الذي لا يعقل والمجنون والأبله الذي لا يعقل وكل واحد منهم يحتج على الله فيبعث الله إليهم ملكا من الملائكة ، فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله إليهم ملكا ، فيقول لهم : إن ربكم يأمركم أن تثبوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وادخل الجنة ، ومن تخلف عنها دخل النار .
ورواه الصدوق في معاني الأخبار ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد ، مثله .
2 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله ع أنه سئل عمن مات في الفترة ، وعمن لم يبلغ الحنث وعن المعتوه ؟ فقال : يحتج عليهم يرفع لهم نارا ، فيقال لهم : أدخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبي قال تبارك وتعالى: ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني .
3 - وبهذا الإسناد ، قال : ثلاثة يحتج عليهم ، الأبكم والطفل ومن مات في الفترة فيرفع لهم نارا ، فيقال لهم : ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن أبي قال تبارك وتعالى : هذا قد أمرتكم فعصيتموني .
4 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، قال قلت لأبي عبد الله ع : ما تقول في الأطفال الذين ماتوا قبل أن يبلغوا ؟ فقال : سئل عنهم رسول الله ( ص ) فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم أقبل علي فقال : يا زرارة : هل تدري ما عنى بذلك رسول الله ( ص ) ؟ قال : قلت : لا ، فقال : إنما عنى ، كفوا عنهم ولا تقولوا فيهم شيئا وردوا علمهم إلى الله .
أقول : لعل المراد لا تجزموا بأنهم يطيعون وقت ذلك التكليف ، فيدخلون الجنة أو يعصون ، فيدخلون النار .
5 - وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد الله ع في قول الله عز وجل : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) قال : فقال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء ، فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم .
أقول : هذا يحتمل كونه بعد تكليفهم وطاعتهم ، ويحتمل كونه تفضلا من الله عليهم أو على بعضهم ويحتمل التقية ، والأول أقرب للحكم لهم بالإيمان .
6 - وعنهم ، عن سهل ، عن غير واحد ، رفعوه أنه سئل عن الأطفال ؟ فقال : إذا كان يوم القيامة ، جمعهم الله وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها ،فمن كان في علم الله عز وجل أنه سعيد ، رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما ،ومن كان في علمه أنه شقي ، امتنع فيأمر الله بهم إلى النار ، فيقولون : ربنا تأمرنا إلى النار ولم يجر علينا القلم ، فيقول الجبار : قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوا وكيف ولو أرسلت رسلي بالغيب إليكم .انتهى كلام الحر العاملي. ( 1 )
اقول ويحتمل عدم منافاة الرواية التي هي محل الاشكال مع ما تقدم من الروايات فيمكن الجمع بينها بتقريب:ان معنى الرواية المشكلة وكذا الخامسة ان ايمان الاباء يكون عاملا مساعدا لتوفيق الله سبحانه للابناء في اختيارهم دخول النار عند تكليفهم بدخولها وكفر الاباء يكون عاملا مساعدا في خذلان الله سبحانه للابناء وعدم توفيقهم فلا يختارون دخول النار ومنه يتضح نعنى الاية الكريمة ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
انتظر راي اخوتي الاعضاء في بيان صحة او خطا قولي .والحمد لله رب العالمين
( 1 ) الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1ص278
من المتفق عليه عند الامامية مسالة العدل الالهي بل عُد من اصول المذهب لكن قد يرد على قولنا بالعدل ان هناك بعض الروايات المنقولة عن اهل البيت (عليهم السلام) تخالف ذلك فعن الكليني : وفي حديث آخر : أما أطفال المؤمنين يلحقون بآبائهم ، وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم وهو قول الله تبارك وتعالى : ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
والرواية صريحة في الحاق اطفال المشركين بابائهم في النار وهذا ظلم واضح والعياذ بالله؟
وقد ناقش المحدث الكبير الحر العاملي (قدة) هذه الرواية بما نصه:
هذا محمول على التقية لموافقته لمذهب العامة المنكرين للعدل ولرواياتهم الكثيرة وأدلة العدل بأسرها منافية له ويحتمل الحمل على ما بعد التكليف وتحقق الطاعة والمعصية لما يأتي ويحتمل التفضل على أطفال المؤمنين أو بعضهم ، فأما تعذيب أطفال الكفار بغير استحقاق فهو ظلم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .انتهى كلام الحر العاملي.
اقول قد ذكر (قده) قبل هذا الكلام الروايات المبينة لحال الاطفال والمجانين ونحوهم يوم القيامة وان الله يخلق نارا ويعرضهم عليها ويامرهم بدخولها فمن امن منهم يدخل ومن كفر يرفض وهذا هو تكليفهم ومن هذه الروايات:
محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ع قال : سألته هل سئل رسول الله ( ص ) عن الأطفال ؟ فقال : قد سئل فقال : الله أعلم بما كانواعاملين ، ثم قال : يا زرارة هل تدري قوله : الله أعلم بما كانوا عاملين قلت : لا ، قال : لله فيهم المشية ، أنه إذا كان يوم القيامة جمع الله الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي ( ص ) وهو لا يعقل والأصم والأبكم الذي لا يعقل والمجنون والأبله الذي لا يعقل وكل واحد منهم يحتج على الله فيبعث الله إليهم ملكا من الملائكة ، فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله إليهم ملكا ، فيقول لهم : إن ربكم يأمركم أن تثبوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وادخل الجنة ، ومن تخلف عنها دخل النار .
ورواه الصدوق في معاني الأخبار ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد ، مثله .
2 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله ع أنه سئل عمن مات في الفترة ، وعمن لم يبلغ الحنث وعن المعتوه ؟ فقال : يحتج عليهم يرفع لهم نارا ، فيقال لهم : أدخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبي قال تبارك وتعالى: ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني .
3 - وبهذا الإسناد ، قال : ثلاثة يحتج عليهم ، الأبكم والطفل ومن مات في الفترة فيرفع لهم نارا ، فيقال لهم : ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن أبي قال تبارك وتعالى : هذا قد أمرتكم فعصيتموني .
4 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، قال قلت لأبي عبد الله ع : ما تقول في الأطفال الذين ماتوا قبل أن يبلغوا ؟ فقال : سئل عنهم رسول الله ( ص ) فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم أقبل علي فقال : يا زرارة : هل تدري ما عنى بذلك رسول الله ( ص ) ؟ قال : قلت : لا ، فقال : إنما عنى ، كفوا عنهم ولا تقولوا فيهم شيئا وردوا علمهم إلى الله .
أقول : لعل المراد لا تجزموا بأنهم يطيعون وقت ذلك التكليف ، فيدخلون الجنة أو يعصون ، فيدخلون النار .
5 - وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد الله ع في قول الله عز وجل : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) قال : فقال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء ، فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم .
أقول : هذا يحتمل كونه بعد تكليفهم وطاعتهم ، ويحتمل كونه تفضلا من الله عليهم أو على بعضهم ويحتمل التقية ، والأول أقرب للحكم لهم بالإيمان .
6 - وعنهم ، عن سهل ، عن غير واحد ، رفعوه أنه سئل عن الأطفال ؟ فقال : إذا كان يوم القيامة ، جمعهم الله وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها ،فمن كان في علم الله عز وجل أنه سعيد ، رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما ،ومن كان في علمه أنه شقي ، امتنع فيأمر الله بهم إلى النار ، فيقولون : ربنا تأمرنا إلى النار ولم يجر علينا القلم ، فيقول الجبار : قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوا وكيف ولو أرسلت رسلي بالغيب إليكم .انتهى كلام الحر العاملي. ( 1 )
اقول ويحتمل عدم منافاة الرواية التي هي محل الاشكال مع ما تقدم من الروايات فيمكن الجمع بينها بتقريب:ان معنى الرواية المشكلة وكذا الخامسة ان ايمان الاباء يكون عاملا مساعدا لتوفيق الله سبحانه للابناء في اختيارهم دخول النار عند تكليفهم بدخولها وكفر الاباء يكون عاملا مساعدا في خذلان الله سبحانه للابناء وعدم توفيقهم فلا يختارون دخول النار ومنه يتضح نعنى الاية الكريمة ( بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ) .
انتظر راي اخوتي الاعضاء في بيان صحة او خطا قولي .والحمد لله رب العالمين
( 1 ) الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1ص278
تعليق