تربية الأبناء على تعظيم الشعائر الحسينية
روح الطفل تشبه في تلقيها للتعاليم الدينية والأخلاقية الأرض الخصبة القابلة لاحتواء البذرة في باطنها فقد قال الإمام علي عليه السلام: (إن قلب الطفل كالأرض الخالية كل ما ألقي فيها قبلته)، وأول صورة يرسمها الطفل في ذهنه عن الله تنبع من علاقاته مع والديه وكذلك أول فكرة ترتسم في مخيلته عن الإيمان والعبادات والشعائر الحسينية ترتبط ارتباطا وثيقا بسلوك الأسرة، فهو يسجل في مخيلته كل ما يراه ويسمعه في أعوامه الأولى لأن ذهنه يبدي استعدادا لضبط ما يدركه أكثر من أي وقت آخر من عمره.
بعبارة أخرى يجب على الوالدين المبادرة إلى تنمية الإيمان عند أبنائهم وبما أننا في أيام ذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فيجب أن نتعلم كيفية زرع الشعائر الحسينية في قلوب أطفالنا، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليه المرجئة) فبادروا لتعليم وتربية أطفالكم قبل أن يصل إليهم ما لا نريده ولا نرضاه.
فيجب على الوالدين أولا استيعاب هذه الشعائر وفهم فلسفتها لكي ينقلوا هذا التعايش إلى أطفالهم.
فليست قضية عاشوراء أو غيرها من الشعائر مختصة بذكرى أليمة نتفاعل معها في هذه الأيام ثم ننساها باقي العام وإنما هي رسالة إنسانية قدمها الإمام الحسين عليه السلام باستشهاده وسبي نسائه من أجل الحفاظ على الإسلام ومن أجل بث مبادئ نفيسة في قلوب البشرية وقواعد أساسها الإيمان بالله ورسوله وعترته عليهم السلام.
ويمكننا الإشارة إلى بعض النقاط التي قد نستفيد منها حول هذا الموضوع:
• على الوالدين البحث والتعمق في قضية عاشوراء، لتسهيل نقلها إلى أبنائهم بصورة صحيحة.
• محاولة التقرب من الطفل والتودد له والابتعاد عن العنف وأسلوب الإجبار بالتعامل والإقناع.
• اعلموا أن تعليمكم لأولادكم أصول وقواعد الدين والإيمان حق على عاتقكم ولكم فيه ثواب تثابون عليه، فعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المعلم إذا قال للصبي بسم الله كتب الله له وللصبي ولوالديه براءة من النار).
• لضمان التربية الدينية يجب أن يكون هناك تماثل بين أرواحهم وأجسامهم من الناحية الإيمانية، فلهذا فإن الإسلام أوجب على الوالدين من جهة أن يعرفاه بخالقه ويعلماه الدروس الدينية ومن جهة أمرهما بتدريب الطفل على العبادات والصلاة بالخصوص، فيذكر الإمام الباقر عليه السلام واجبات الوالدين في إلهام أطفالهما بالقضايا الدينية حسب التدرج في السن فيجب عليهما أن يعلما الطفل كلمة التوحيد وهو في الثالثة وفي الرابعة يعلماه الشهادة بالرسالة، وفي الخامسة يوجهاه إلى القبلة ويأمراه بالسجود، فإذا أكمل ست سنوات علم الركوع والسجود.
ومن خلال ما ذكرناه يمكن للوالدين زرع العقائد الدينية أو غيرها في قلب الطفل، فنستطيع مثلا أن نعلمه عند شرب الماء بأن الماء نعمة من الله عز وجل فالحفاظ على هذه النعمة واجب علينا، ورغم وجود الماء أمام الإمام الحسين عليه السلام إلا أنه لا يستطيع الوصول إليه وهنا قيمة أخرى يمكننا زرعها بالطفل بأنه ليس من الضروري الحصول على كل ما نراه وكل ما يتمناه، وبالرغم من عطش الحسين عليه السلام إلا أنه لم يتوانى أو يتراجع عن قتال أعداء الإسلام بل صبر وقتل عطشانا وهنا أيضا نستطيع تعليم الطفل الثبات والتمسك بالمبادئ السامية مهما كانت الصعوبات التي نواجهها، وبالتطرق إلى المواقف واستعراض أحداث الواقعة يتعلم الطفل الشجاعة والدفاع عن الدين والقيم النبيلة وكذلك نستطيع أن نلقي الضوء على تلك المشاعر السامية بين الحسين عليه السلام وربه، فلم ينقطع عن العبادة والتضرع والدعاء. وكذلك العلاقة بينه وبين أنصاره فهذه النخبة من الأنصار صورت أنبل المشاعر بالتضحية والحب، ومن ثم العلاقة بينه وبين أهل بيته عليهم السلام وتلك الأحاسيس الدافئة الصادقة التي جسدت معنى الروح الواحدة في هذه العترة الطاهرة والصبر على كل هذا الابتلاءات التي تعرضوا لها.
فتصوير هذه العلاقات للطفل تحفر داخله كل هذه القيم وتغرسها في نفسه.
إن زرع كل هذه المعتقدات بقلب الطفل يترك أثرا عظيما في نفسه. قد لا يستوعب الطفل كل معانيها أو يفهم خصوصياتها ولكنه سينشأ على ركائز إيمانية تجعله يعيش مطمئن البال مستندا إلى رحمة الله الواسعة وقدرته العظيمة.
وفي الختام أطلب من جميع الآباء والأمهات أن يسعوا بجهد ويزرعوا هذه القيم والمبادئ في نفوس أطفالهم.
روح الطفل تشبه في تلقيها للتعاليم الدينية والأخلاقية الأرض الخصبة القابلة لاحتواء البذرة في باطنها فقد قال الإمام علي عليه السلام: (إن قلب الطفل كالأرض الخالية كل ما ألقي فيها قبلته)، وأول صورة يرسمها الطفل في ذهنه عن الله تنبع من علاقاته مع والديه وكذلك أول فكرة ترتسم في مخيلته عن الإيمان والعبادات والشعائر الحسينية ترتبط ارتباطا وثيقا بسلوك الأسرة، فهو يسجل في مخيلته كل ما يراه ويسمعه في أعوامه الأولى لأن ذهنه يبدي استعدادا لضبط ما يدركه أكثر من أي وقت آخر من عمره.
بعبارة أخرى يجب على الوالدين المبادرة إلى تنمية الإيمان عند أبنائهم وبما أننا في أيام ذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فيجب أن نتعلم كيفية زرع الشعائر الحسينية في قلوب أطفالنا، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليه المرجئة) فبادروا لتعليم وتربية أطفالكم قبل أن يصل إليهم ما لا نريده ولا نرضاه.
فيجب على الوالدين أولا استيعاب هذه الشعائر وفهم فلسفتها لكي ينقلوا هذا التعايش إلى أطفالهم.
فليست قضية عاشوراء أو غيرها من الشعائر مختصة بذكرى أليمة نتفاعل معها في هذه الأيام ثم ننساها باقي العام وإنما هي رسالة إنسانية قدمها الإمام الحسين عليه السلام باستشهاده وسبي نسائه من أجل الحفاظ على الإسلام ومن أجل بث مبادئ نفيسة في قلوب البشرية وقواعد أساسها الإيمان بالله ورسوله وعترته عليهم السلام.
ويمكننا الإشارة إلى بعض النقاط التي قد نستفيد منها حول هذا الموضوع:
• على الوالدين البحث والتعمق في قضية عاشوراء، لتسهيل نقلها إلى أبنائهم بصورة صحيحة.
• محاولة التقرب من الطفل والتودد له والابتعاد عن العنف وأسلوب الإجبار بالتعامل والإقناع.
• اعلموا أن تعليمكم لأولادكم أصول وقواعد الدين والإيمان حق على عاتقكم ولكم فيه ثواب تثابون عليه، فعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المعلم إذا قال للصبي بسم الله كتب الله له وللصبي ولوالديه براءة من النار).
• لضمان التربية الدينية يجب أن يكون هناك تماثل بين أرواحهم وأجسامهم من الناحية الإيمانية، فلهذا فإن الإسلام أوجب على الوالدين من جهة أن يعرفاه بخالقه ويعلماه الدروس الدينية ومن جهة أمرهما بتدريب الطفل على العبادات والصلاة بالخصوص، فيذكر الإمام الباقر عليه السلام واجبات الوالدين في إلهام أطفالهما بالقضايا الدينية حسب التدرج في السن فيجب عليهما أن يعلما الطفل كلمة التوحيد وهو في الثالثة وفي الرابعة يعلماه الشهادة بالرسالة، وفي الخامسة يوجهاه إلى القبلة ويأمراه بالسجود، فإذا أكمل ست سنوات علم الركوع والسجود.
ومن خلال ما ذكرناه يمكن للوالدين زرع العقائد الدينية أو غيرها في قلب الطفل، فنستطيع مثلا أن نعلمه عند شرب الماء بأن الماء نعمة من الله عز وجل فالحفاظ على هذه النعمة واجب علينا، ورغم وجود الماء أمام الإمام الحسين عليه السلام إلا أنه لا يستطيع الوصول إليه وهنا قيمة أخرى يمكننا زرعها بالطفل بأنه ليس من الضروري الحصول على كل ما نراه وكل ما يتمناه، وبالرغم من عطش الحسين عليه السلام إلا أنه لم يتوانى أو يتراجع عن قتال أعداء الإسلام بل صبر وقتل عطشانا وهنا أيضا نستطيع تعليم الطفل الثبات والتمسك بالمبادئ السامية مهما كانت الصعوبات التي نواجهها، وبالتطرق إلى المواقف واستعراض أحداث الواقعة يتعلم الطفل الشجاعة والدفاع عن الدين والقيم النبيلة وكذلك نستطيع أن نلقي الضوء على تلك المشاعر السامية بين الحسين عليه السلام وربه، فلم ينقطع عن العبادة والتضرع والدعاء. وكذلك العلاقة بينه وبين أنصاره فهذه النخبة من الأنصار صورت أنبل المشاعر بالتضحية والحب، ومن ثم العلاقة بينه وبين أهل بيته عليهم السلام وتلك الأحاسيس الدافئة الصادقة التي جسدت معنى الروح الواحدة في هذه العترة الطاهرة والصبر على كل هذا الابتلاءات التي تعرضوا لها.
فتصوير هذه العلاقات للطفل تحفر داخله كل هذه القيم وتغرسها في نفسه.
إن زرع كل هذه المعتقدات بقلب الطفل يترك أثرا عظيما في نفسه. قد لا يستوعب الطفل كل معانيها أو يفهم خصوصياتها ولكنه سينشأ على ركائز إيمانية تجعله يعيش مطمئن البال مستندا إلى رحمة الله الواسعة وقدرته العظيمة.
وفي الختام أطلب من جميع الآباء والأمهات أن يسعوا بجهد ويزرعوا هذه القيم والمبادئ في نفوس أطفالهم.
تعليق