مفهوم الغيبة مفهوم إسلاميّ متوارث
Sأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال : لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام عمر بن الخطاب فقال : إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) توفي ، وأن رسول الله والله ما مات ، ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات . والله ليرجعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما رجع موسى ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مات ...)( 1 ).
ومن هذا النص نستنتج أنَّ مفهوم الغيبة لم يكن مِن صنع الشيعة بل هو عقيدة إسلامية قديمة، ونحن لا نعني بأنَّ عمر بن الخطاب توهم في تحديد المهدي بل أنَّ فكرة الغيبة إنْ لم تكن موجودة في صدر الإسلام لما قال بها عمر بن الخطاب ، ومما يدل على ذلك توهم بعض الفرق في تحديد الإمام الغائب كما توهم عمر بن الخطاب، قال الشيخ الصدوق:
(غلطت الكيسانية بعد ذلك حتى ادعت هذه الغيبة لمحمد بن الحنفية قدس الله روحه - حتى أن السيد بن محمد الحميري رضي الله عنه [المتوفى سنة 173هـ أي قبل ولادة المهدي باثنين وثمانين سنة] اعتقد ذلك ...حتى لقي الصادق جعفر بن محمد(عليهما السلام)ورأى منه علامات الإمامة وشاهد فيه دلالات الوصية، فسأله عن الغيبة، فذكر له أنها حق ولكنها تقع في الثاني عشر مِن الأئمة (عليهم السلام)، وأخبره بموت محمد بن الحنفية وأن أباه شاهد دفنه، فرجع السيد عن مقالته واستغفر مِن اعتقاده ورجع إلى الحق عند اتضاحه له، ودان بالإمامة. قال الشيخ الصدوقحدثنا عبد الواحد بن محمد العطار النيسابوري - رضي الله عنه - قال: حدثنا عليّ بن محمد قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال: سمعت السيد بن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن عليّ - ابن الحنفية - قد ضللت في ذلك زمانا، فمن الله عَليَّ بالصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) وأنقذني به من النار، وهداني إلى سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله عليَّ وعلى جميع أهل زمانه وأنه الإمام الذي فرض الله طاعته و أ وجب الاقتداء به، فقلت له،: يا ابن رسول الله قد روى لنا أخبار عن آبائك Dفي الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال(عليه السلام): إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان، والله لو بقى في غيبته ما بقى نوح في قومه لم يخرج من الدنيا و حتى يظهر فيملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه، وقلت قصيدتي التي أولها:
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا | تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا | |
و ناديت باسم الله و الله | اكبر و أيقنت أن يعفو و يغفر | |
و دنت بدين الله ما كنت دينا | به ونهاني سيد الناس جعفر(( 1 ). |
( 1 ) الدر المنثور في التفسير المأثور لجلال الدين السيوطي (المتوفى 911) :2/144[سورة آل عمران/ الآيتان: 144-145]،دار الكتب العلمية، بيروت لبنان ،ط. الثانية؛ 2004م- 1424هـ
( 1 )كمال الدين وتمام النعمة:1/ 43،تقديم وتصحيح: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي،بيروت- لبنان،ط. الثانية؛ 1424هـ- 2008م
( 1 )كمال الدين وتمام النعمة:1/ 46 ،تقديم وتصحيح: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي،بيروت- لبنان،ط. الثانية؛ 1424هـ- 2008م.
تعليق