بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
فجر الضمير
قال النبى(ص) بعد ان اقام الحجه على المسيره: (وايم اللّه، لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها)(252)، وزاد فى روايه: (لا يزيغ عنها الا هالك)(253)، فالطريق واضح وضوح النهار، واللّه-تعالى- ينظر الى عباده كيف يعملون، واخبر النبى(ص) بان المسيره ستشهد انماطا بشريه يترتب على حركتها غربه الدين، وهذه النتيجه ترى فى قوله(ص): (ان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء)(254)، قال النووى: (ظاهر الحديث، ان الاسلام بدا فى آحاد من الناس وقله، ثم انتشر وظهر، ثم سيلحقه النقص والاخلال حتى لا يبقى الا فى آحاد وقله ايضا كما بدا)(255).
وغربه الدين ترى فى قول النبى(ص): (الاسلام والسلطان اخوان توامان، لا يصلح واحد منهما الا بصاحبه، فالاسلام اس (اى: اصل البناء)، والسلطان حارث، وما لا حارث له يهدم، وما لا حارث له ضائع)(256)، ولذلك كان النبى(ص) يقول: (ان رحى الاسلام دائره، وان الكتاب والسلطان سيفترقان، فدوروا مع الكتاب حيث دار)(257).
والنجاه فى عالم الغربه بين النبى(ص) دائرتها، عن ابى هريره قال: (قالوا: يا رسول اللّه، اى الناس خير؟ قال: انا ومنمعى، قالوا: ثم من؟ قال: الذى على الاثر، قالوا: ثم من؟ فرفضهم رسول اللّه)(258).
وطائفه الحق على امتداد المسيره لها اعلامها، ولا يضرها من خذلها او عاداها، لانها حجه بمنهجها وحركتها على الناس، واخبر النبى(ص) بان هذه الطائفه تستقر اعلامها آخر الزمان، تحت قياده المهدى المنتظر، وعيسى بن مريم4-، يقول النبى(ص): (لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى ياتى امر اللّه، وهم كذلك)(259)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى قائمه بامر اللّه، لا يضرهم من خذلهم، او خالفهم، حتى ياتى امر اللّه وهم ظاهرون على الناس)(260)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم، حتى يقاتل آخرهم الدجال)(261)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدى)(262)، وفى روايه: (لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على من ناواهم حتى ياتى امر اللّه، وينزل عيسى-(ع)(263).
فمن هذه الاحاديث نرى ان طائفه الحق على امتداد المسيره، تاخذ باسباب الهدى، وتنطلق من الماضى الى الحاضر الى المستقبل، لا يضرها من عاداها او من خذلها، حتى تستقر نهايه المطاف امام فسطاط المهدى المنتظر.والمهدى من اهل البيت، من اولاد على وفاطمه رضى اللّه عنهما، قال النبى(ص): (المهدى منا اهل البيت)(264)، وقال: (المهدى من عترتى من ولد فاطمه)(265)، و-(اسمه يواطى اسم النبى(ص)(266).
والمهدى يخوض معارك آخر الزمان، وسيفتح الصين(267) والهند(268) وجبل الديلم(269)، وسيقصم ظهر الروم، ويفتح القسطنطينيه(270)، ويقاتل اليهود واميرهم الدجال حتى ينتهى امرهم بالاستئصال، وقال النبى(ص): (يظهر على كل جبار وابن جبار ويظهر العدل)(271).
وفى منهج المهدى يقول النبى(ص): (هو رجل من عترتى يقاتل على سنتى، كما قاتلت انا على الوحى)(272)، وقال: (يعمل بسنتى)(273)، وقال(ص): (يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملا الارض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما)(274)، وقال: (لو لم يبق من الدنيا الا يوم، لبعث اللّه -عز وجل- رجل منا يملاها عدلا كما ملئت جورا)(275).
وعن حذيفه قال: قال النبى(ص): (ويح هذه الامه من ملوك جبابره، يقتلون ويخيفون المطيعين الا من اظهر طاعتهم، فالمومن التقى يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه، فاذا اراد اللّه -عز وجل- ان يعيد الاسلام عزيزا، فصم كل جبار، وهو القادر على ما يشاء، ان يصلح امه بعد فسادها، ثم قال رسول اللّه(ص): يا حذيفه، لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم، حتى يملك رجل من اهل بيتى تجرى الملاحم على يديه، ويظهر الاسلام، لا يخلف اللّه وعده، وهو سريع الحساب)(276).
وعن ابن مسعود قال: (قال رسول اللّه(ص): ان اهل بيتى سيلقون بعدى بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى ياتى قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسالون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سالوا فلا يقبلونه، حتى يدفعوها الى رجل من اهل بيتى، فيملوها قسطا كما ملووها جورا، فمن ادرك ذلك منكم، فلياتهم ولو حبوا على الثلج)(277).
وآخر الزمان يلتقى ابن على بن ابى طالب، مع ابن مريم اخت هارون، يلتقى آخر اهل البيت فى المسيره الاسلاميه، مع المسيح عيسى بن مريم آخر نبى فى المسيره الاسرائيليه، وكلاهما ظلمته مسيره قومه، ولكن للعدل رداء على الوجود كله، ومن حكمه اللّه-تعالى- ان لا تنقضى الدنيا قبل ان يهيمن العدل على المسيره البشريه، ليعلم الناس، وهم تحت سقف الامتحان والابتلاء، ان الحق سينتصر فى النهايه، لانه اصيل فى الوجود، اما الباطل فطارى لا اصاله فيه، الباطل زبد لا يمكث فى الارض، والباطل يطارده اللّه على امتداد المسيره ولا بقاء لشىء يطارده اللّه. قال تعالى: (واللّه غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون) «يوسف: 21»، وقال: (ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين× قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون× فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون) «السجده: 28-30».
صدق اللّه العظيم وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين، وسلام على المرسلين.
-------------------------------اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركة
فجر الضمير
قال النبى(ص) بعد ان اقام الحجه على المسيره: (وايم اللّه، لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها)(252)، وزاد فى روايه: (لا يزيغ عنها الا هالك)(253)، فالطريق واضح وضوح النهار، واللّه-تعالى- ينظر الى عباده كيف يعملون، واخبر النبى(ص) بان المسيره ستشهد انماطا بشريه يترتب على حركتها غربه الدين، وهذه النتيجه ترى فى قوله(ص): (ان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء)(254)، قال النووى: (ظاهر الحديث، ان الاسلام بدا فى آحاد من الناس وقله، ثم انتشر وظهر، ثم سيلحقه النقص والاخلال حتى لا يبقى الا فى آحاد وقله ايضا كما بدا)(255).
وغربه الدين ترى فى قول النبى(ص): (الاسلام والسلطان اخوان توامان، لا يصلح واحد منهما الا بصاحبه، فالاسلام اس (اى: اصل البناء)، والسلطان حارث، وما لا حارث له يهدم، وما لا حارث له ضائع)(256)، ولذلك كان النبى(ص) يقول: (ان رحى الاسلام دائره، وان الكتاب والسلطان سيفترقان، فدوروا مع الكتاب حيث دار)(257).
والنجاه فى عالم الغربه بين النبى(ص) دائرتها، عن ابى هريره قال: (قالوا: يا رسول اللّه، اى الناس خير؟ قال: انا ومنمعى، قالوا: ثم من؟ قال: الذى على الاثر، قالوا: ثم من؟ فرفضهم رسول اللّه)(258).
وطائفه الحق على امتداد المسيره لها اعلامها، ولا يضرها من خذلها او عاداها، لانها حجه بمنهجها وحركتها على الناس، واخبر النبى(ص) بان هذه الطائفه تستقر اعلامها آخر الزمان، تحت قياده المهدى المنتظر، وعيسى بن مريم4-، يقول النبى(ص): (لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى ياتى امر اللّه، وهم كذلك)(259)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى قائمه بامر اللّه، لا يضرهم من خذلهم، او خالفهم، حتى ياتى امر اللّه وهم ظاهرون على الناس)(260)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم، حتى يقاتل آخرهم الدجال)(261)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدى)(262)، وفى روايه: (لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على من ناواهم حتى ياتى امر اللّه، وينزل عيسى-(ع)(263).
فمن هذه الاحاديث نرى ان طائفه الحق على امتداد المسيره، تاخذ باسباب الهدى، وتنطلق من الماضى الى الحاضر الى المستقبل، لا يضرها من عاداها او من خذلها، حتى تستقر نهايه المطاف امام فسطاط المهدى المنتظر.والمهدى من اهل البيت، من اولاد على وفاطمه رضى اللّه عنهما، قال النبى(ص): (المهدى منا اهل البيت)(264)، وقال: (المهدى من عترتى من ولد فاطمه)(265)، و-(اسمه يواطى اسم النبى(ص)(266).
والمهدى يخوض معارك آخر الزمان، وسيفتح الصين(267) والهند(268) وجبل الديلم(269)، وسيقصم ظهر الروم، ويفتح القسطنطينيه(270)، ويقاتل اليهود واميرهم الدجال حتى ينتهى امرهم بالاستئصال، وقال النبى(ص): (يظهر على كل جبار وابن جبار ويظهر العدل)(271).
وفى منهج المهدى يقول النبى(ص): (هو رجل من عترتى يقاتل على سنتى، كما قاتلت انا على الوحى)(272)، وقال: (يعمل بسنتى)(273)، وقال(ص): (يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملا الارض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما)(274)، وقال: (لو لم يبق من الدنيا الا يوم، لبعث اللّه -عز وجل- رجل منا يملاها عدلا كما ملئت جورا)(275).
وعن حذيفه قال: قال النبى(ص): (ويح هذه الامه من ملوك جبابره، يقتلون ويخيفون المطيعين الا من اظهر طاعتهم، فالمومن التقى يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه، فاذا اراد اللّه -عز وجل- ان يعيد الاسلام عزيزا، فصم كل جبار، وهو القادر على ما يشاء، ان يصلح امه بعد فسادها، ثم قال رسول اللّه(ص): يا حذيفه، لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم، حتى يملك رجل من اهل بيتى تجرى الملاحم على يديه، ويظهر الاسلام، لا يخلف اللّه وعده، وهو سريع الحساب)(276).
وعن ابن مسعود قال: (قال رسول اللّه(ص): ان اهل بيتى سيلقون بعدى بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى ياتى قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسالون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سالوا فلا يقبلونه، حتى يدفعوها الى رجل من اهل بيتى، فيملوها قسطا كما ملووها جورا، فمن ادرك ذلك منكم، فلياتهم ولو حبوا على الثلج)(277).
وآخر الزمان يلتقى ابن على بن ابى طالب، مع ابن مريم اخت هارون، يلتقى آخر اهل البيت فى المسيره الاسلاميه، مع المسيح عيسى بن مريم آخر نبى فى المسيره الاسرائيليه، وكلاهما ظلمته مسيره قومه، ولكن للعدل رداء على الوجود كله، ومن حكمه اللّه-تعالى- ان لا تنقضى الدنيا قبل ان يهيمن العدل على المسيره البشريه، ليعلم الناس، وهم تحت سقف الامتحان والابتلاء، ان الحق سينتصر فى النهايه، لانه اصيل فى الوجود، اما الباطل فطارى لا اصاله فيه، الباطل زبد لا يمكث فى الارض، والباطل يطارده اللّه على امتداد المسيره ولا بقاء لشىء يطارده اللّه. قال تعالى: (واللّه غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون) «يوسف: 21»، وقال: (ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين× قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون× فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون) «السجده: 28-30».
صدق اللّه العظيم وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين، وسلام على المرسلين.
251-المصدر نفسه.
252-رواه ابن ماجه، كنز العمال: 11/370.
253-رواه ابن ابى عاصم، كتاب السنه: 1/27.
254-رواه مسلم، الصحيح: 2/177.
255-رواه مسلم، شرح النووى: 2/177.
256-رواه الديلمى، كنز العمال: 6/10.
257-رواه الطبرانى وابن عساكر، كنز العمال: 1/216.
258-رواه احمد، وقال فى الفتح: رواه مسلم، الفتح الربانى: ، 23/219.
259-رواه مسلم، الصحيح: 13/65.
260-المصدر نفسه: 13/97.
261-رواه الحاكم وصححه، المستدرك: 4/450.
262-رواه ابو عمر الدانى، عقد الدرر، ص: 220.
263-رواه احمد، والحاكم وصححه، وابو داود، الفتح الربانى: 23/210.
264-رواه ابو نعيم والحاكم وصححه، عقد الدرر، ص: 21،المستدرك: 4/557،عون المعبود: 11/375.
265-رواه ابو داود، السنن: 2/422،والحاكم وابن ماجه، المستدرك: 4/557،التاج الجامع للاصول: 5/343،كنز العمال
: 14/264،الحاوى، للسيوطى: 2/224.
266-رواه احمد والترمذى وابو داود والحاكم، الفتح الربانى: 24/49،جامع الترمذى: 4/505.
267-انظر: عقد الدرر، ص: 224.
268-انظر: التاج الجامع للاصول: 5/325،عقد الدرر، ص: 219.
269-انظر: عقد الدرر، ص: 224.
270-المصدر نفسه، ص: 211.
271-رواه الطبرانى، الزوائد: 7/315،الحاوى: 2/218.
272-رواه نعيم بن حماد، الحاوى: 2/233،عقد الدرر، ص: 17.
273-رواه ابو نعيم، عقد الدرر، ص: 156
274-قال الهيثمى: رواه الترمذى وغيره واحمد وابو يعلى، ورجال هما ثقات، الزوائد: 7/314،الفتح الربانى: 24/50.
275-رواه احمد وابو داود، الفتح الربانى: 24/49،عون المعبود: 11/373.
276-رواه نعيم بن حماد وابو نعيم، عقد الدرر، ص:
63،الحاوى: 2/221.
277-رواه ابن ماجه، حديث رقم 4082،والحاكم، المستدرك:
4/464،كنز العمال: 14/268.
تعليق