كل الشعوب المتحضرة وكل الأمم الواعية تحافظ على قيمها التاريخية ..حتى تلك القيم التي تعد في نظر العالم الحديث من هوس الخرافات والأساطير ( وما أكثرها في عالمنا اليوم) والتي قد يزيد عمر بعض منها عشرات القرون ,تحافظ عليها الشعوب وتتوارثها . لأنها القيم التي يقاس بسعتها وعمقها احترام الشعوب وتقديرها.. ولأنها القيم التي تمنحها هويتها الذاتية وتضعها في مصاف الدول المحترمة..
الإنسان مجبول على التخلق بإرثه التاريخي والمحافظة على تقاليده وأعرافه وحضارته وارث أجداده فمنها يستمد الكثير من مقومات وجوده ومعارفه وأفكاره أنها وبعبارة أخرى. المعين المتدفق لعصور من التجارب والتحديات والآمال والتطلعات التي يكلف السلف بانجازها والأخذ من معينها وهذا ما يعبر عنه بالتكامل الاممي والحضاري .. آما الشعوب الفارغة من القيم التاريخية فهي اقرب ما تكون إلى حالة اليتم ..وكدليل على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تطورا في كل شيء والقوة المهيمنة على كل العالم بفضل تقدمها الكبير, لكنها دولة في نظر كل أو اغلب المجتمع الإنساني دولة لقيطة لا تعدو أن تكون ظاهرة ستزول مع مرور الزمن .. فدولة لا تملك أي جذور حضارية لا يمكنها أن تسود لأنها وبكل بساطة امة غير محترمة بلغت ما بلغت من القوة والنفوذ فسرعان ما تزول وتنهار .مع أنها أي الولايات المتحدة تحاول أن تبني قيم تاريخية حتى لو كانت من بقايا الملابس الداخلية للمشهورين والتي تعلن عن عرضها بين الفينة والأخرى!!! ..قد يقول قائل أن حضارات كثيرة انهارت ولم يعد لها شيء وأقول مع ذلك تبقى حضارات محترمة لا يستطيع احد أن يحتقر شعوبها ..ومن يستطيع أن يحتقر امة تملك حضارة ..؟؟؟
أما الحضارة في الإسلام فإنها تمثل بعدا اكبر بكثير من بعد المحافظة على الإرث والتاريخ لان الإسلام يمزج بين الحاضر والماضي مزجا لا ينفك ولا ينفصل ..الإسلام يعيش حاله الحياة الواحدة في كل العصور والدهور..ومن أكثر أبناء الإسلام تعلقا بقيم التاريخ وهضمه في الحاضر بكل قوة وعنفوان وتجدد, إتباع أهل البيت صلوات الله عليهم.
ولعل قضية الأمام الحسين صلوات الله عليه أكثر القضايا التاريخية حضورا فمع مرور الزمن وتماديه كأنها أبنت يومها وهذا أن دل فإنما يدل على عمق التفاعل بين الإسلام وبين أتباعه. ويدل على قوة الإسلام التي استطاعت أن توظف الكثير من مراحله التاريخية في الحاضر الحديث ,لكن مع ذلك
يعاب على أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم بأنهم أناس قابعون في آتون التاريخ البالي وأنهم لا يمثلون أكثر من ظاهرة فوضوية تحاول معالجة واقع الانكسار الذي تعيشه عبر مراسيم عزاء الحسين صلوات الله عليه وإنهم بذلك يبتدعون قيم لا علاقة لها بالدين وشرائعه وأحكامه.. أنهم وثنيون رافضة يعبدون الحجارة
( هذا قول أعداء أهل البيت وأعداء أتباعهم وأعداء الإسلام )
هذا العيب تناوله محققي أتباع أهل البيت من مختلف جوانبه وردوا عليه بكل دليل واضح وبرهان ساطع وعقل راجح ومنطق صائب..لم يتركوا منفذ من منافذ الخلل التي من الممكن أن ينفذ منها الحاقدون آلا وأوصدوه بأية بينة أو حديث متواتر صحيح السند واضح الدلالة آو حجة عقلية لا تقبل النقاش أو حادثة تاريخية لا يمكن أن تلغى ..لكن مع ذلك أريد الترنم ببعض العبارات التي لم يفهمها أعداء أهل البيت وأقول لهم ..إنكم تنكرون الحسين ابن بنت رسول الله صلوات الله عليه وترفضون قول رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله ..الحسين مني وإنا من الحسين ..وفي آخر الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ..وفي أخر الحسين سيد شباب أهل الجنة وفي أخر مخاطبا الحسين ..أن لك مقاما لن تناله آلا بالشهادة ..هؤلاء الذين يتهمون أتباع أهل البيت ( بجريمة)استذكار الحسين يناقضون أنفسهم مع أنهم يدعون الانتماء الإسلام ..!!
فئة صغيرة ظهرت على حين غرة وتريد أن تحكم انحرافها في امة شيدت برجال الله تبارك وتعالى ..أقول
هل يستطيع احد من المسلمين أن يدعي بان معركة بدر أو الخندق أو غيرهما من سائر غزوات الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى اله .أنها من مخلفات التاريخ وان الكلام فيها ليس سوى كلام في أشياء عفا عليها الزمن واكلتها سنون الدهر وتراكم فوقها غبار التاريخ حتى أمست من بدع المتخلفين والجهلاء والقابعون في عصور الزمن البائد, ؟
هل يستطيع احد أن ينكر هجرة رسول الله وإسرائه وولادته المباركة وكل حياته ..؟
هل يستطيع احد من المسلمين قول ذلك ؟؟ هل يستطيع احد من المسلمين أن ينتقي من تاريخ الإسلام وارثة ما يشاء على قاعدة .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
نعم. هناك فئة واحدة تدعي الإسلام تستطيع قول ذلك مع أنها ترفع شعار البقاء على سيرة السلف وعلى التعايش بروح عصر الرسالة الخالدة ومجافاة كل حضارات العصور التي تلت الإسلام إلى يومنا هذا ...!!!
أنها السلفية التي يفترض أنها تذوب وتفنى في تاريخ الإسلام قلبا وقالبا بحسب ما ترفع من شعار ..ترفض أن يأخذ من التاريخ الإسلامي تجلياته وصفحاته وملاحمه في ميادين الروح والعقل والإيمان والمعرفة والحركة المباركة والأثر الجميل والقيم النبيلة ..ترفض أن تتخلق بأخلاق رجال الإسلام العظماء ,وان تتفاعل مع ارثهم الكبير الحافل بكل مكارم القيم السماوية ..ترفض أن تحلق في فناء أفقهم العالي المقدس وان تجول في مراقدهم الشامخة الممتلئة بجحافل الملائكة المقربون والمشبعة بأريج التحدي والشموخ والتضحية والنور الإلهي..
السلفية أكثر الفئات التصاق بقيم التاريخ الإسلامي كما تدعي. لكنها في الواقع أكثرها ابتعادا عن الإسلام وعن التعلق بتاريخه والذي يحتل من المنظومة الفكرية الإسلامية مساحة فقهيه كبيرة .فعمل الرسول والأئمة المعصومون والأصحاب الصالحون وسيرتهم مصدر مهم وأساسي من مصادر التشريع ..
أذان السلفية تناقض نفسها تناقض صارخا وتقع في تعارض بين شعارا ترفعه وبين عمل تقدمه !!!
أن إحياء ذكرى الحسين صلوات الله عليه هو أحياء لكل تاريخ الإسلام الحقيقي, والذي حاولت سلالة أئمة الجور التي آخذت برداء الخلافة الإسلامية والإسلام ما زال فتى يافع. محوه وتغيره وتدنيسه ..حاولت هذه السلالات الجائرة أن تصنع تاريخا مغالطا ومنحرفا عن التاريخ الذي أراده الله تبارك وتعالى للدين الإسلامي.. لكن رجال الله المخلصون المؤمنون الصادقون وقفوا ليصححوا حركة الانحراف ويقدموا وجه الإسلام المشرق من خلال مآثرهم وتضحياتهم وجهادهم . وكان الحسين صلوات الله عليه في حركة الإصلاح النموذج والقائد والسيد فأعاد إلى الإسلام واقعة وحقيقته ..فسلام عليك سيدي يا وجه الله الذي لا يهلك ولن يهلك أبدا ورحمة الله وبركاته
سمير القريشي
الإنسان مجبول على التخلق بإرثه التاريخي والمحافظة على تقاليده وأعرافه وحضارته وارث أجداده فمنها يستمد الكثير من مقومات وجوده ومعارفه وأفكاره أنها وبعبارة أخرى. المعين المتدفق لعصور من التجارب والتحديات والآمال والتطلعات التي يكلف السلف بانجازها والأخذ من معينها وهذا ما يعبر عنه بالتكامل الاممي والحضاري .. آما الشعوب الفارغة من القيم التاريخية فهي اقرب ما تكون إلى حالة اليتم ..وكدليل على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تطورا في كل شيء والقوة المهيمنة على كل العالم بفضل تقدمها الكبير, لكنها دولة في نظر كل أو اغلب المجتمع الإنساني دولة لقيطة لا تعدو أن تكون ظاهرة ستزول مع مرور الزمن .. فدولة لا تملك أي جذور حضارية لا يمكنها أن تسود لأنها وبكل بساطة امة غير محترمة بلغت ما بلغت من القوة والنفوذ فسرعان ما تزول وتنهار .مع أنها أي الولايات المتحدة تحاول أن تبني قيم تاريخية حتى لو كانت من بقايا الملابس الداخلية للمشهورين والتي تعلن عن عرضها بين الفينة والأخرى!!! ..قد يقول قائل أن حضارات كثيرة انهارت ولم يعد لها شيء وأقول مع ذلك تبقى حضارات محترمة لا يستطيع احد أن يحتقر شعوبها ..ومن يستطيع أن يحتقر امة تملك حضارة ..؟؟؟
أما الحضارة في الإسلام فإنها تمثل بعدا اكبر بكثير من بعد المحافظة على الإرث والتاريخ لان الإسلام يمزج بين الحاضر والماضي مزجا لا ينفك ولا ينفصل ..الإسلام يعيش حاله الحياة الواحدة في كل العصور والدهور..ومن أكثر أبناء الإسلام تعلقا بقيم التاريخ وهضمه في الحاضر بكل قوة وعنفوان وتجدد, إتباع أهل البيت صلوات الله عليهم.
ولعل قضية الأمام الحسين صلوات الله عليه أكثر القضايا التاريخية حضورا فمع مرور الزمن وتماديه كأنها أبنت يومها وهذا أن دل فإنما يدل على عمق التفاعل بين الإسلام وبين أتباعه. ويدل على قوة الإسلام التي استطاعت أن توظف الكثير من مراحله التاريخية في الحاضر الحديث ,لكن مع ذلك
يعاب على أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم بأنهم أناس قابعون في آتون التاريخ البالي وأنهم لا يمثلون أكثر من ظاهرة فوضوية تحاول معالجة واقع الانكسار الذي تعيشه عبر مراسيم عزاء الحسين صلوات الله عليه وإنهم بذلك يبتدعون قيم لا علاقة لها بالدين وشرائعه وأحكامه.. أنهم وثنيون رافضة يعبدون الحجارة
( هذا قول أعداء أهل البيت وأعداء أتباعهم وأعداء الإسلام )
هذا العيب تناوله محققي أتباع أهل البيت من مختلف جوانبه وردوا عليه بكل دليل واضح وبرهان ساطع وعقل راجح ومنطق صائب..لم يتركوا منفذ من منافذ الخلل التي من الممكن أن ينفذ منها الحاقدون آلا وأوصدوه بأية بينة أو حديث متواتر صحيح السند واضح الدلالة آو حجة عقلية لا تقبل النقاش أو حادثة تاريخية لا يمكن أن تلغى ..لكن مع ذلك أريد الترنم ببعض العبارات التي لم يفهمها أعداء أهل البيت وأقول لهم ..إنكم تنكرون الحسين ابن بنت رسول الله صلوات الله عليه وترفضون قول رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله ..الحسين مني وإنا من الحسين ..وفي آخر الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ..وفي أخر الحسين سيد شباب أهل الجنة وفي أخر مخاطبا الحسين ..أن لك مقاما لن تناله آلا بالشهادة ..هؤلاء الذين يتهمون أتباع أهل البيت ( بجريمة)استذكار الحسين يناقضون أنفسهم مع أنهم يدعون الانتماء الإسلام ..!!
فئة صغيرة ظهرت على حين غرة وتريد أن تحكم انحرافها في امة شيدت برجال الله تبارك وتعالى ..أقول
هل يستطيع احد من المسلمين أن يدعي بان معركة بدر أو الخندق أو غيرهما من سائر غزوات الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى اله .أنها من مخلفات التاريخ وان الكلام فيها ليس سوى كلام في أشياء عفا عليها الزمن واكلتها سنون الدهر وتراكم فوقها غبار التاريخ حتى أمست من بدع المتخلفين والجهلاء والقابعون في عصور الزمن البائد, ؟
هل يستطيع احد أن ينكر هجرة رسول الله وإسرائه وولادته المباركة وكل حياته ..؟
هل يستطيع احد من المسلمين قول ذلك ؟؟ هل يستطيع احد من المسلمين أن ينتقي من تاريخ الإسلام وارثة ما يشاء على قاعدة .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
نعم. هناك فئة واحدة تدعي الإسلام تستطيع قول ذلك مع أنها ترفع شعار البقاء على سيرة السلف وعلى التعايش بروح عصر الرسالة الخالدة ومجافاة كل حضارات العصور التي تلت الإسلام إلى يومنا هذا ...!!!
أنها السلفية التي يفترض أنها تذوب وتفنى في تاريخ الإسلام قلبا وقالبا بحسب ما ترفع من شعار ..ترفض أن يأخذ من التاريخ الإسلامي تجلياته وصفحاته وملاحمه في ميادين الروح والعقل والإيمان والمعرفة والحركة المباركة والأثر الجميل والقيم النبيلة ..ترفض أن تتخلق بأخلاق رجال الإسلام العظماء ,وان تتفاعل مع ارثهم الكبير الحافل بكل مكارم القيم السماوية ..ترفض أن تحلق في فناء أفقهم العالي المقدس وان تجول في مراقدهم الشامخة الممتلئة بجحافل الملائكة المقربون والمشبعة بأريج التحدي والشموخ والتضحية والنور الإلهي..
السلفية أكثر الفئات التصاق بقيم التاريخ الإسلامي كما تدعي. لكنها في الواقع أكثرها ابتعادا عن الإسلام وعن التعلق بتاريخه والذي يحتل من المنظومة الفكرية الإسلامية مساحة فقهيه كبيرة .فعمل الرسول والأئمة المعصومون والأصحاب الصالحون وسيرتهم مصدر مهم وأساسي من مصادر التشريع ..
أذان السلفية تناقض نفسها تناقض صارخا وتقع في تعارض بين شعارا ترفعه وبين عمل تقدمه !!!
أن إحياء ذكرى الحسين صلوات الله عليه هو أحياء لكل تاريخ الإسلام الحقيقي, والذي حاولت سلالة أئمة الجور التي آخذت برداء الخلافة الإسلامية والإسلام ما زال فتى يافع. محوه وتغيره وتدنيسه ..حاولت هذه السلالات الجائرة أن تصنع تاريخا مغالطا ومنحرفا عن التاريخ الذي أراده الله تبارك وتعالى للدين الإسلامي.. لكن رجال الله المخلصون المؤمنون الصادقون وقفوا ليصححوا حركة الانحراف ويقدموا وجه الإسلام المشرق من خلال مآثرهم وتضحياتهم وجهادهم . وكان الحسين صلوات الله عليه في حركة الإصلاح النموذج والقائد والسيد فأعاد إلى الإسلام واقعة وحقيقته ..فسلام عليك سيدي يا وجه الله الذي لا يهلك ولن يهلك أبدا ورحمة الله وبركاته
سمير القريشي