بسم الله الرحمن الرحيم
روى العلامة المجلسي(3) حكى دعبل الخزاعي قال: دخلت على سيدي ومولاي الإمام الرضا عليه السلام في أيام عشرة المحرم فرأيته جالساً كجلسة الحزين الكئيب واصحابه من حوله فلما رآني مقبلا قال لي : ((مرحباً بناصرنا بيده ولسانه)) ، ثم أنه وسّع لي في مجلسه وأجلسني إلا جنبه ثم قال لي : (( يا دعبل أحب ان تنشدني شعراً فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية)) ثم انه نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت الي وقال لي : (( يا دعبل ارث الحسين فانت ناصرنا ومادحنا ما دمت حياً فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت ))، قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول :
مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
...... الى آخر القصيدة التائية الرائعة
وهكذا بقية الأئمة عليهم السلام كان يوم عاشورا يوم حزنهم ومصيبتهم ويأمرون بإقامة المآتم والتعازي ويشاركون بأنفسهم بذلك .
نعم ،،، يا له من يوم جزّع القلوب وأضاء صفحات التاريخ بمواقفه الرائعة التي ابتسم لها سن الدهر و دموعه تنحدر على خديه ،،،
فمن تلك المواقف :
مجازات الاسائة بالإحسان : وذلك عندما حاول الخيالة إقحام الحسين عليه السلام وإيصاله إلى موقف لا يستطيع أن يرجع معه وعندما عطشوا سقاهم الحسين عليه السلام بنفسه وكانوا ألف فارس ....
التوبة النصوح: وهو الموقف الذي كان للحر بن يزيد الرياحي رضوان الله تعالى عليه حينما وفقه الله تبارك وتعالى لان يتوب في آخر لحظة فخير نفسه بين الجنة والنار واعتذر للإمام الحسين عليه السلام مما بدا منه وقبل الإمام توبته وقال له ان تبت تاب الله عليك ،فما اجملها من توبة حاز فيها رضوان الله وشارك هذه الثلة الطاهرة باجرهم فهنيئا له ورزقنا الله شفاعته ....
المواساة : عندما اراد بعض الانصار ان يلتحق بالحسين عليه السلام قال لامرأته انت حرة فاذهبي الى اهلك ..... حزنت هذه المرأة الطاهرة واجابت زوجها ان كنت تواسي ابن بنت رسول الله فانا اواسي بنات رسول الله صلى الله عليه وآله ....
الإيثار : حيث بدر من انصار ابي عبد الله عليه السلام موقف يحسدون عليه وجعلوا التاريخ عندما يذكرهم يرى الغبط من الناس لموقفهم ألا وهو تقدمهم قبل اهل البيت للقتال ....
الصلاة في وقتها : رغم ان هذا اليوم العصيب الدامي كان بتلك الصفة نجد احد اصحاب الامام الحسين عليه السلام في اثناء الحرب يقول للإمام ان وقت الصلاة قد حان !!! هذا الموقف الشجاع الذي خلده التاريخ فرغم كل تلك الجحافل الجبارة التي اتت الى يوم الطف إلا ان هذه الثلة المباركة الطيبة لم تأبه لهم واقاموا الصلاة في ساحة المعركة....
التنافس على الموت بين يدي الإمام عليه السلام : ولكي يمنعوا الاعداء من الوصول الى سيد الشهداء جعلوا انفسهم وقاء للحسين عليه السلام فوقفوا كالدرع اشتياقا لمنزلتهم في الجنة فلم يبالوا بما يغرس في اجسادهم الطاهرة من السهام ولم يتأثروا بالحجارة التي تلطم وجوههم ولم تربكهم الدماء السائلة على اجسادهم الطاهرة بل وقفوا سدا منيعا دون ابي عبد الله....
العشق الحسيني : وهذا من أروع اللوحات في يوم الطف فالناس عادة في ساحة المعركة تترس بالدروع بينما الانصار يخلعون دروعهم ويتوجهون نحو الأعداء بدون اي سلاح ،،،، فيسئل هل جننت فيقول نعم حب الحسين اجنني لا تلوموني ،،،،
الشجاعة : والتي تجسدت في موكب الحسين عليه السلام من أطفال وكبار من أصحاب وأهل بيت من نسوة ورجال فالكل يعلم بأنه مقتول مسلوب لا محالة ومع ذلك استمر على موقفه من النصرة لسيد الشهداء عليه السلام،،،،
قضاء الحاجات : ففي ذلك اليوم المهيب تجد كل شخص في شأن بينما ساقي عطاشا كربلاء لم يبالي بالجمع الغفير ويكشف الألاف عن المشرعة ويملأ القربة لكي يسقي الأطفال ولكن يحصل ما منع وصول الماء ،،،،،،
الدعاء : رغم فقدانه اهل بيته وصحبه وأولاده وعلمه بان نسائه سوف تقاد سبايا من بلد الى بلد نرى وجهه يشرق فلم ير مكسورا فقد أهل بيته وأولاده وأصحابه أشرق وجها منه وفي ذلك الوقت مع تكثر الجراحات فحتى السهام تريد أن تلثم الجسد الطاهر على الموضع الذي طالما رسول الله قبله ولثمه ،،،،، نجد الإمام الحسين عليه السلام قد صنع له وسادة من التراب ووضع رأسه عليها ثم رمق السماء بطرفه وقال :
((اللهم متعالي المكان ، عظيم الجبروت ، شديد المحال غني عن الخلائق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد، سابغ النعمة ، حسن البلاء قريب إذا دعيت ، محيط بما خلقت ، قابل التوبة لمن تاب إليك ، قادرعلى ما أردت ، تدرك ما طلبت ، شكور إذا شكرت ، ذكور إذا ذكرت ، أدعوك محتاجا ، وأرغب إليك فقيراً ، وأفزع إليك خائفاً وأبكي مكروباً ، وأستعين ضعيفاً وأتوكل عليك كافياً ، اللهم أحكم بيننا وبين قومنا فإنهم غرونا وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيك وولد نبيك محمد صلى الله عليه وآله الذي اصطفيته بالرسالة ، وائتمنته على الوحي ، فاجعل لنا من امرنا فرجا ومخرجا يا أرحم الراحمين ! صبرا على قضائك يا رب ، لا إله سواك، يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ،ولا معبود غيرك ، صبرا على حكمك يا غياث من لا غياث له ، يا دائما لا نفاد له ، يا محيي الموتى ، يا قائما على كل نفس بما كسبت ، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين))....
اللهم يا رب الحسين اشف صدر الحسين بظهور الحجة بن الحسن
الشيخ سعد الغري
[3] البحار ج45 ص257.
منقول
روى العلامة المجلسي(3) حكى دعبل الخزاعي قال: دخلت على سيدي ومولاي الإمام الرضا عليه السلام في أيام عشرة المحرم فرأيته جالساً كجلسة الحزين الكئيب واصحابه من حوله فلما رآني مقبلا قال لي : ((مرحباً بناصرنا بيده ولسانه)) ، ثم أنه وسّع لي في مجلسه وأجلسني إلا جنبه ثم قال لي : (( يا دعبل أحب ان تنشدني شعراً فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية)) ثم انه نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت الي وقال لي : (( يا دعبل ارث الحسين فانت ناصرنا ومادحنا ما دمت حياً فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت ))، قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول :
مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
...... الى آخر القصيدة التائية الرائعة
وهكذا بقية الأئمة عليهم السلام كان يوم عاشورا يوم حزنهم ومصيبتهم ويأمرون بإقامة المآتم والتعازي ويشاركون بأنفسهم بذلك .
نعم ،،، يا له من يوم جزّع القلوب وأضاء صفحات التاريخ بمواقفه الرائعة التي ابتسم لها سن الدهر و دموعه تنحدر على خديه ،،،
فمن تلك المواقف :
مجازات الاسائة بالإحسان : وذلك عندما حاول الخيالة إقحام الحسين عليه السلام وإيصاله إلى موقف لا يستطيع أن يرجع معه وعندما عطشوا سقاهم الحسين عليه السلام بنفسه وكانوا ألف فارس ....
التوبة النصوح: وهو الموقف الذي كان للحر بن يزيد الرياحي رضوان الله تعالى عليه حينما وفقه الله تبارك وتعالى لان يتوب في آخر لحظة فخير نفسه بين الجنة والنار واعتذر للإمام الحسين عليه السلام مما بدا منه وقبل الإمام توبته وقال له ان تبت تاب الله عليك ،فما اجملها من توبة حاز فيها رضوان الله وشارك هذه الثلة الطاهرة باجرهم فهنيئا له ورزقنا الله شفاعته ....
المواساة : عندما اراد بعض الانصار ان يلتحق بالحسين عليه السلام قال لامرأته انت حرة فاذهبي الى اهلك ..... حزنت هذه المرأة الطاهرة واجابت زوجها ان كنت تواسي ابن بنت رسول الله فانا اواسي بنات رسول الله صلى الله عليه وآله ....
الإيثار : حيث بدر من انصار ابي عبد الله عليه السلام موقف يحسدون عليه وجعلوا التاريخ عندما يذكرهم يرى الغبط من الناس لموقفهم ألا وهو تقدمهم قبل اهل البيت للقتال ....
الصلاة في وقتها : رغم ان هذا اليوم العصيب الدامي كان بتلك الصفة نجد احد اصحاب الامام الحسين عليه السلام في اثناء الحرب يقول للإمام ان وقت الصلاة قد حان !!! هذا الموقف الشجاع الذي خلده التاريخ فرغم كل تلك الجحافل الجبارة التي اتت الى يوم الطف إلا ان هذه الثلة المباركة الطيبة لم تأبه لهم واقاموا الصلاة في ساحة المعركة....
التنافس على الموت بين يدي الإمام عليه السلام : ولكي يمنعوا الاعداء من الوصول الى سيد الشهداء جعلوا انفسهم وقاء للحسين عليه السلام فوقفوا كالدرع اشتياقا لمنزلتهم في الجنة فلم يبالوا بما يغرس في اجسادهم الطاهرة من السهام ولم يتأثروا بالحجارة التي تلطم وجوههم ولم تربكهم الدماء السائلة على اجسادهم الطاهرة بل وقفوا سدا منيعا دون ابي عبد الله....
العشق الحسيني : وهذا من أروع اللوحات في يوم الطف فالناس عادة في ساحة المعركة تترس بالدروع بينما الانصار يخلعون دروعهم ويتوجهون نحو الأعداء بدون اي سلاح ،،،، فيسئل هل جننت فيقول نعم حب الحسين اجنني لا تلوموني ،،،،
الشجاعة : والتي تجسدت في موكب الحسين عليه السلام من أطفال وكبار من أصحاب وأهل بيت من نسوة ورجال فالكل يعلم بأنه مقتول مسلوب لا محالة ومع ذلك استمر على موقفه من النصرة لسيد الشهداء عليه السلام،،،،
قضاء الحاجات : ففي ذلك اليوم المهيب تجد كل شخص في شأن بينما ساقي عطاشا كربلاء لم يبالي بالجمع الغفير ويكشف الألاف عن المشرعة ويملأ القربة لكي يسقي الأطفال ولكن يحصل ما منع وصول الماء ،،،،،،
الدعاء : رغم فقدانه اهل بيته وصحبه وأولاده وعلمه بان نسائه سوف تقاد سبايا من بلد الى بلد نرى وجهه يشرق فلم ير مكسورا فقد أهل بيته وأولاده وأصحابه أشرق وجها منه وفي ذلك الوقت مع تكثر الجراحات فحتى السهام تريد أن تلثم الجسد الطاهر على الموضع الذي طالما رسول الله قبله ولثمه ،،،،، نجد الإمام الحسين عليه السلام قد صنع له وسادة من التراب ووضع رأسه عليها ثم رمق السماء بطرفه وقال :
((اللهم متعالي المكان ، عظيم الجبروت ، شديد المحال غني عن الخلائق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد، سابغ النعمة ، حسن البلاء قريب إذا دعيت ، محيط بما خلقت ، قابل التوبة لمن تاب إليك ، قادرعلى ما أردت ، تدرك ما طلبت ، شكور إذا شكرت ، ذكور إذا ذكرت ، أدعوك محتاجا ، وأرغب إليك فقيراً ، وأفزع إليك خائفاً وأبكي مكروباً ، وأستعين ضعيفاً وأتوكل عليك كافياً ، اللهم أحكم بيننا وبين قومنا فإنهم غرونا وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيك وولد نبيك محمد صلى الله عليه وآله الذي اصطفيته بالرسالة ، وائتمنته على الوحي ، فاجعل لنا من امرنا فرجا ومخرجا يا أرحم الراحمين ! صبرا على قضائك يا رب ، لا إله سواك، يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ،ولا معبود غيرك ، صبرا على حكمك يا غياث من لا غياث له ، يا دائما لا نفاد له ، يا محيي الموتى ، يا قائما على كل نفس بما كسبت ، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين))....
اللهم يا رب الحسين اشف صدر الحسين بظهور الحجة بن الحسن
الشيخ سعد الغري
[3] البحار ج45 ص257.
منقول
تعليق