القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام )
أبوه الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وأمه أم ولد يقال أن اسمها رملة .
هو القاسم إبن ألإمام الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام وأمه أم ولد يقال لها رملة وفي طبقات إبن سعد نفيلة . توفي ابوه وله من العمر سنتان . كفله عمه ألإمام الحسين عليه السلام تربى ونشأ في كنفه وكان عمره يوم الطف ثلاث عشرة سنة .

(1) المقتل : ص 264 نقلا عن الحدائق الوردية أن أمه وأم القاسم رملة وفي تذكرة الخواص ص 103 عن طبقات إبن سعد نفيلة .
(2) المصدر السابق : نقلا عن مصعب الزبيري : ص 50 .
(3) المصدر السابق : انظر هامش ص 264 .
(4) مقاتل الطالبيين : ص 58 .
البالغون الفتح في كربلاء 193
سليل النبوة أن تكون إحدى رجليه بلا نعل فوقف يشده متحديا تلك الوحوش الكاسرة وغير حافل بها (1)ولسان حاله يقول كما قال جعفر بن علية بن ربيعة :أشد قبال نعلي أن يراني
عدوي للحوادث مستكينا

بين العدى كيلا يروه بمحتف
غلبت عليه شآمة حسنية
أم كان بألأعداء ليس بمحتف

ليسومها ما أن غلت
هيجاؤها بشراك نعله
متقلدا صمصامه
متفيئا بظلال نصله
لا تعجبن لفعله
فالفرع مرتهن بأصله
السحب يخلفها الحيا
والليث منظور بشبله(2)

(1) حياة ألإمام الحسين عليه السلام : ج 3 ص 273 .
(2) المقرم : المقتل ص 265
البالغون الفتح في كربلاء
194
حتى هلك (1). قال : وإنجلت الغبرة ، فرأيت الحسين عليه السلام قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجله ، والحسين عليه السلام يقول : (بعدا لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك) ثم قال : (عز وألله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أويجيبك فلا ينفعك صوته ، هذا يوم وألله كثر واتره وقل ناصره ) ثم حمله على صدره ورجلا الغلام تخطان ألأرض . فجاء به حتى ألقاه مع إبنه علي بن الحسين ألأكبر عليه السلام والقتلى من أهل بيته وأخذ يطيل النظر إلى تلك الكواكب المشرقة من أهل بيته . فأخذ يناجي ربه ويدعو على القتلة المجرمين الذين إنتهكوا حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله وقال : كما نقل الخوارزمي (أللهم إحصهم عددا ولا تغادر منهم أحدا ، ولا تغفر لهم أبدا . صبرا يا بني عمومتي صبرا يا اهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا).

مزاول الحرب لم يعبأ بما فيها
ما ناله السيف إلا وهو غافيها
فخر يدعو فلبى السبط دعوته
فكان ما كان منه عند داعيها
فقل به ألأشهب البازي بين قطا
فخر يدعو فلبى السبط دعوته
فكان ما كان منه عند داعيها
فقل به ألأشهب البازي بين قطا
قد لف أولها فتكا بتاليها
(1) السيد إبن طاوُس : الملهوف على قتلى الطفوف ص 168 .
البالغون الفتح في كربلاء
195
(1) السيد إبن طاوُس : الملهوف على قتلى الطفوف ص 168 .
البالغون الفتح في كربلاء
195
غيد تغازله منها غوانيها
كأن سمر عواليها كؤوس طلا
كأن سمر عواليها كؤوس طلا
تزفها راح ساقيها لحاسيها
لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغى
ما إنصاع يصلح نعلا وهو صاليها
أمامه من أعاديه رمال ثرى
كأن بيض مواضيها تكلمه
من فوق اسفلها ينهال عاليها
ما عممت بارقات البيض هامته
فإحمر بألأبيض الهندي هاميها
إلا غداة رأته وهو في سنة
عن الكفاح غفول النفس ساهيها
وتلك غفوة ليث غير مكترث
جنى ولكن رؤوس الشوس يانعة
وما سوى سيفه البتار جانيها
حتى إذا غص بالبتارأرحبها
وفاض من علق البتار واديها
تقشعت ظلمات الخيل ناكصة
فرسانها عنه وإنجابت غواشيها
وإذ به حاضن في صدره قمرا
يزين طلعته الغراء داميها
وافى به حاملا نحو المخيم وألآ
ماق في وجهه حمر مجانيها
تخط رجلاه في لوح الثرى صحفا
الدمع منقطها والقلب تاليها
آه على ذلك البدر المنير محا
بالخسف غرته الغراء ماحيها(1)
وجاء في موسوعة كربلاء أنه برز للقتال وهو يرتجز :إن تنكروني فأنا إبن الحسن
سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كألأسير المرتهن
بين أناس لا سُقوا صوب المزن(2)
وفي المناقب لإبن شهر آشوب :إني أنا القاسم من نسل علي
نحن وربيت ألله أولى بالنبي
وما سوى سيفه البتار جانيها
حتى إذا غص بالبتارأرحبها
وفاض من علق البتار واديها
تقشعت ظلمات الخيل ناكصة
فرسانها عنه وإنجابت غواشيها
وإذ به حاضن في صدره قمرا
يزين طلعته الغراء داميها
وافى به حاملا نحو المخيم وألآ
ماق في وجهه حمر مجانيها
تخط رجلاه في لوح الثرى صحفا
الدمع منقطها والقلب تاليها
آه على ذلك البدر المنير محا
بالخسف غرته الغراء ماحيها(1)

سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كألأسير المرتهن
بين أناس لا سُقوا صوب المزن(2)

نحن وربيت ألله أولى بالنبي

(1) مقتل المقرم : ص 266 .
(2) الدكتور لبيب بيضون : ج2 ص 127 .
البالغون الفتح في كربلاء
196
(2) الدكتور لبيب بيضون : ج2 ص 127 .
البالغون الفتح في كربلاء
196
فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك أو لا ترضى أن نكون معك في درجتك يابن رسول ألله فقال عليه السلام : جزاكم ألله خيرا ودعا لهم بخير فأصبح فقال له القاسم بن الحسين عليه السلام : وأنا فيمن يقتل فأشفق عليه فقاله له : يا بني كيف الموت عندك قال : يا عم أحلى من العسل فقال عليه السلام : اي وألله فداك عمك إنك لأحد ممن يقتل من الرجال معي بعد أن تبلو ببلاء عظيم . قصة زواج القاسم عليه السلام :


(1) الدكتور لبيب بيضون : موسوعة كربلاء الباب السادس ج 2 ص 128 نقلا عن فخر الدين الطريحي في كتابه (المنتخب في المراثي والخطب) ص 373 وكذلك المياحي في (العيون العبرى) ص 158 .
البالغون الفتح في كربلاء
197
أن يتصور في حقه هذه الخرافة فثبتوها في كتابه المنتخب مدسوسة في الكتاب وسيحاكم الطريحي واضعها في كتابه ! وما أدري من أين أثبت عرسه فضيلة السيد علي محمد اللكهنوي الملقب تاج العلماء فكتب رسالة في عرسه سماها القاسمي كما جاء في الذريعة للطهراني ج17 ص 4 رقم 19(1). ونرى أن ما أورده السيد المقرم هو حجة دامغة ونزيد على ذلك أن ظرف المعركة لا يتيح لمثل هذه ألأمور إذ لا يمكن لأي لبيب متتبع أن يقتنع بهذا الموضوع وإننا نعتقد بأن هذا الموضوع هو من موضوعات بعض خطباء المنبر الذين يحاولون بهذه المواضيع إثارة مشاعر الناس وعواطفهم ومع ذلك نرى أن ألأمر غير مخل .
موقفه يوم الطف :
عندما رأى القاسم عمه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء و قد قتل أصحابه وعدد من أهل بيته ، وسمع نداءه وهو يقول : ( هل من ناصر ينصرني ) ، جاء إلى عمه يطلب منه الرخصة لمبارزة عسكر الكفر ، فرفض الإمام الحسين ( عليه السلام ) ذلك لأنه كان غلاماً صغيراً .
فدخل القاسم المخيم فألبسته أمه لامة الحرب وأعطته وصية والده الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، يوصيه فيها بمؤازرة عمه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في مثل هذا اليوم ، فرجع إلى عمه وأراه الوصية ، فبكى وسمح له ودعا له وجزاه خيراً .
روى أبو الفرج الإصفهاني : خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر ، في يده السيف ، وعليه قميص وأزار ونعلان فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي : والله لأشدن عليه ، فقيل له : سبحان الله !! وما تريد إلى ذلك ؟ يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب ، قال : والله لأشدن عليه ، فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه ، وصاح : يا عماه !!
فشد عليهم الحسين ( عليه السلام ) شدة الليث إذا غضب ، فضرب عمراً بالسيف فاتقاه بساعده فقطعها من لدن المرفق ، ثم تنحى عنه ، و حملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين ( عليه السلام ) ، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها و جالت ، فوطأته حتى مات ( لعنه الله و أخزاه ) .
فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه ، والحسين يقول : ( بُعداً لقوم قتلوك ، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عَزَّ على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته ، يوم كثر واتره وقل ناصره ) !! .
فحمله الإمام الحسين ( عليه السلام ) و رجلاه تخطان في الأرض ، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين ، وكان يوم شهادته غلاماً لم يبلغ الحلم .
فسلام عليك يا أيها القاسم بن الحسن من غلام شهمٍ ، أبيٍّ ، شهيدٍ ، مظلومٍ ، محتسبٍ ، ولعن الله قاتلك ، ولعن الله المشتركين بدمك ، اللهم اخزهم يوم القيامة ، يوم لا تقبل توبة ولا تنفع ندامة .
تعليق