لآيّومّ كّيّومّك يآّ ابّا عّبّد الّلّهّ ..)
بسم الله الرحمن الرحيم ،، وبه نستعين ،،
(( إنا لله وإنا اليه راجعون))،،،
بهذه الكلمات تبدأ المحافل والمجالس في جميع أصقاع العالم ،، معلنة حزناً مؤبدا ،،
وصرخة مدوية ، ودمعة جاريةً ،، وحرقة لا تبرد الى يوم القيامة ،،
وبكلمة الامام عليُّ بنُ موسى الرضا ( عليهِ السلام ) : " إنَّ يوم الحسينِ أقرحَ جُفوننا ، وأسبلَ دموعنا ، وأذلَّ عزيزنا ، وأورثنا الكربَ والبلاءَ إلى يومِ الإنقضاء " ،
يتجلى يومُ عاشوراءِ الشهادةِ والدَّم .ليعلن صرخة الحداد والحزن والنحيبب مشاركا ومشاطرا إمام العصر الذي يقول (( لأندبنك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما ،،، ياأباعبدالله الحسين))،،
هكذا تستقبل السماء قبل الأرض شهر محرم الحرام وقد اتشحت بالسواد ،، وتجمهرت الأملاك في فيافي كربلاء،،
لتعيد شهقة الملأ الأعلى يوم العاشر من المحرم ،، يوم بكت السماء دما ،، وامتلأت الأرض بذلك النجيع الطاهر الذي خلّد المبدأ وطهّر الدين ،،
وأعاد للشريعة لباسها الطاهر ،، وكيانها الشامخ بعد أن ذوى عودها ،، واصفرت أوراقها ،، على يد يزيد اللعين وأزلامه في معركة الطف الخالدة،،
وفي الوقت الذي نرفع لواء المجد مرفرفاً ومنبثقا نوره من جهاد الحسين عليه السلام ،،
إننا نرفع لواءً آخر ،، نستنزف من خلاله الدموع وتعلو من أروقته زفرات الأسى ،، رافعين السواد شعارا والدموع حادياً ،،
والصرخات عادةً وديدناً في هذه الايام ،، ومتخدين من الشعائر الحسينية جميعها بلا استثناء معلماً ومنطلقا لتجديد الحب والولاء
بالصرخة والبكاء واللطم وغيره من الشعائر لنكتب أنفسنا في الصارخين بيا (حسين) ،،
مع الملائكة والانبياء المقربين ،،
انه ربيع الحزن ،، ربيع الدموع ،، ربيع التأسي برسول الله والمرتضى والزهراء ع التي لطمت وناحت ،،
في هذا المصاب ،، فإن أحببنا أن نشارك ونشاطر وأن تشملنا ألطاف ولي العصر الامام القائم عجل الله فرجه وسهل مخرجه ،، الذي يحضر هذه المجالس ،،
ولعمري ان هذا المصاب مما لا يحتاج الى من يحثنا فيه بالبكاء ،، فقد أبكى حتى الصخور الجآمده ،، فكيف بقلوب البشر ،، ولله در من يقول ،،
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ... لكنما عيني لأجلك باكيه
تبتل منكم كربلا بدمٍ ، ولا ... تبتل مني بالدموع الجاريه
هكذا تكون مشاعر شيعة الحسين ،، فالبكاء من طبعهم وطبيعتهم ،،
فلا ينقضي عجبك ممن يشكك في هذا المبدأ إلا أن يكون ممن لم يبايعهم من عالم الذر ،، فإنا لله وانا اليه راجعون ،،
وعظم الله اجوركم جميعا ،، ومثابين ومأجورين
تعليق