مسلم بن عوسجة الأسدي
هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ،أبو حجل الأسدي السعدي كان رجلا شريفا عابدا متنسكا.
وكان صحابيا ممن رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان فارسا شجاعا ، له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية ،
وهو ممن كاتب الحسين ( عليه السلام ) من الكوفة ووفى له ، وممن أخذ البيعة له عند مجيئ مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه ) إلى الكوفة.
التحق بالحسين (ع) في كربلاء ولما خطب الحسين (عليه السلام ) أصحابه فقال في خطبته : " إن القوم يطلبونني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي "
فقال له أهله وتقدمهم العباس (عليه السلام ) بالكلام : لم نفعل ذلك ؟ ! لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا .
ثم قام مسلم بن عوسجة (رض ) فقال : أنحن نخلي عنك ولم نعذر إلى الله في أداء حقك ؟ ! أم والله لا أبرح حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولا أفارقك ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به ، لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك ، ثم تكلم أصحابه على نهجه .
ولما أضرم الحسين ( عليه السلام ) القصب في الخندق الذي عمله خلف البيوت مر الشمر(عليه اللعن المؤبد) فنادى : يا حسين أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة ؟
فقال له الحسين (عليه السلام ) : " يا بن راعية المعزى ، أنت أولى بها صليا " ، فرام مسلم بن عوسجة أن يرميه فمنعه الحسين (عليه السلام ) عن ذلك ، فقال له مسلم : إن الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين وقد أمكن الله منه ، فقال الحسين
( عليه السلام ) : " لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم في القتال "
ولما التحم القتال حملت ميمنة ابن سعد على ميسرة الحسين ، وفي ميمنة بن سعد عمرو بن الحجاج الزبيدي ، وفي ميسرة الحسين (عليه السلام ) زهير بن القين ، وكانت حملتهم من نحو الفرات فاضطربوا ساعة ، وكان مسلم بن عوسجة (رض) في الميسرة ، فقاتل قتالا شديدا لم يسمع بمثله ، فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه فيقول :
إن تسألوا عني فإني ذو لبد * وإن بيتي في ذرى بني أسد
فمن بغاني حائد عن الرشد * وكافر بدين جبار صمد
ولم يزل يضرب فيهم بسيفه حتى عطف عليه مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي ، فاشتركا في قتله ، ووقعت لشدة الجلاد غبرة عظيمة ، فلما انجلت إذا هم بمسلم بن عوسجة (رض) صريعا ، فمشى إليه الحسين
( عليه السلام ) وحبيب فإذا به رمق ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : رحمك الله يا مسلم وتلا قوله تعالى ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ، ثم دنا منه حبيب فقال له: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة. فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله بخير. فقال له حبيب: لولا أنّي أعلم أنّي في أثرك، لاحق بك من ساعتي هذه؛ لأحببتُ أن توصيني بكلّ همّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك. قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله ـ و أهوى بيده إلى الحسين ـ أن تموت دونه. قال: أفعل و ربّ الكعبة.
هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ،أبو حجل الأسدي السعدي كان رجلا شريفا عابدا متنسكا.
وكان صحابيا ممن رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان فارسا شجاعا ، له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية ،
وهو ممن كاتب الحسين ( عليه السلام ) من الكوفة ووفى له ، وممن أخذ البيعة له عند مجيئ مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه ) إلى الكوفة.
التحق بالحسين (ع) في كربلاء ولما خطب الحسين (عليه السلام ) أصحابه فقال في خطبته : " إن القوم يطلبونني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي "
فقال له أهله وتقدمهم العباس (عليه السلام ) بالكلام : لم نفعل ذلك ؟ ! لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا .
ثم قام مسلم بن عوسجة (رض ) فقال : أنحن نخلي عنك ولم نعذر إلى الله في أداء حقك ؟ ! أم والله لا أبرح حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولا أفارقك ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به ، لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك ، ثم تكلم أصحابه على نهجه .
ولما أضرم الحسين ( عليه السلام ) القصب في الخندق الذي عمله خلف البيوت مر الشمر(عليه اللعن المؤبد) فنادى : يا حسين أتعجلت بالنار قبل يوم القيامة ؟
فقال له الحسين (عليه السلام ) : " يا بن راعية المعزى ، أنت أولى بها صليا " ، فرام مسلم بن عوسجة أن يرميه فمنعه الحسين (عليه السلام ) عن ذلك ، فقال له مسلم : إن الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين وقد أمكن الله منه ، فقال الحسين
( عليه السلام ) : " لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم في القتال "
ولما التحم القتال حملت ميمنة ابن سعد على ميسرة الحسين ، وفي ميمنة بن سعد عمرو بن الحجاج الزبيدي ، وفي ميسرة الحسين (عليه السلام ) زهير بن القين ، وكانت حملتهم من نحو الفرات فاضطربوا ساعة ، وكان مسلم بن عوسجة (رض) في الميسرة ، فقاتل قتالا شديدا لم يسمع بمثله ، فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه فيقول :
إن تسألوا عني فإني ذو لبد * وإن بيتي في ذرى بني أسد
فمن بغاني حائد عن الرشد * وكافر بدين جبار صمد
ولم يزل يضرب فيهم بسيفه حتى عطف عليه مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي ، فاشتركا في قتله ، ووقعت لشدة الجلاد غبرة عظيمة ، فلما انجلت إذا هم بمسلم بن عوسجة (رض) صريعا ، فمشى إليه الحسين
( عليه السلام ) وحبيب فإذا به رمق ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : رحمك الله يا مسلم وتلا قوله تعالى ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ، ثم دنا منه حبيب فقال له: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة. فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله بخير. فقال له حبيب: لولا أنّي أعلم أنّي في أثرك، لاحق بك من ساعتي هذه؛ لأحببتُ أن توصيني بكلّ همّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك. قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله ـ و أهوى بيده إلى الحسين ـ أن تموت دونه. قال: أفعل و ربّ الكعبة.
تعليق