الضحاك بن عبدألله المشرقي
قال ابو مخنف : حدثنا عبدألله بن عاصم الفائشي ـ بطن بن همدان ـ عن الضحاك بن عبدألله المشرقي ، قال : قدمت ومالك بن
(1) الملهوف : ص 192 ، أنظر تذكرة الخواص لسبط إبن الجوزي : ج2 ص 178 إذ قال إستصغروا عمر إبن الحسن بن علي عليه السلام فلم يقتلوه وتركوه .
(2) الطبري : ج4 ص 649 .
البالغون الفتح في كربلاء417
النضر ألأرحبي على الحسين عليه السلام ، فسلمنا عليه ، ثم جلسنا إليه ، فرد علينا ، ورحب بنا ، وسألناعما جئنا له ، فقلنا : جئنا لنسلم عليك ، وندعو ألله لك بالعافية ، ونحدث بك عهدا ، ونخبرك خبر الناس ، وإنا نحدثك أنهم قد جمعوا على حربك فرَ رأيك . فقال الحسين عليه السلام : حسبي ألله ونعم الوكيل ! قال :فتذممنا وسلمنا عليه ، ودعونا ألله له ، قال : فما يمنعكما من نصرتي ؟ فقال مالك بن النضر : عليَّ دين ، ولي عيال ، فقلت له : إن علي دينا ، وإن لي لعيالا ، ولكنك إن جعلتني في حل من ألإنصراف إذا لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا ، وعنك دافعا ! قال : قال : فأنت في حل ، فأقمت معه(1).
قال أبو مخنف : حدثني عبدألله بن عاصم ، عن الضحاك بن عبدألله المشرقي ، قال : لما رأيت أصحاب الحسين عليه السلام قد أصيبوا ، وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ، ولم يبق معه غير سويد بن عمرو إبن ابي المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي قلت له : يابن رسول ألله قد علمت ما كان بيني وبينك . قلت لك : أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من ألإنصراف . فقلت لي : نعم . قال : فقال : صدقت ، وكيف لك بالنجاء ، إن قدرت على ذلك فأنت في حل . ، قال : فأقبلت إلى فرسي وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ، أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت ، وأقبلت أقاتل معهم راجلا ، فقتلت يومئذ بين يدي الحسين عليه السلام رجلين ، وقطعت يد آخر ، وقال لي الحسين عليه السلام يومئذ مرارا : لا تشلل ، لا يقطع ألله يدك ، جزاك ألله خيرا عن أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله وسلم فلما أذن لي إستخرجت الفرس من الفسطاط ، ثم إستويت على متنها ، ثم ضربتها حتى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم ، فأفرجوا لي ، وإتبعني منهم خمسة
(1) المصدر السابق : ص 618 .
البالغون الفتح في كربلاء418
عشر رجلا حتى إنتهيت إلى شفية . قرية قريبة من شاطئ الفرات ، فلما لحقوني عطفت عليهم ، فعرفني كثير بن عبدألله الشعبي وأيوب بن مشرح الخيواني وقيس بن عبيدألله الصائدي ، فقالوا : هذا الضحاك بن عبدألله المشرقي ، هذا إبن عمنا ، ننشدكم ألله لما كففتم عنه فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم : بلى وألله لنجيبن إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبوا من الكف عن صاحبهم . قال : فلما تابع التميميون أصحابي كف ألآخرون . قال : فنجاني ألله (1).
إنتهى بحمد ألله في 29 / شعبان / 1428 هـ الموافق 12 / 9 / 2007 راجيا من ألله العلي القدير قبوله .
إني رأيت أنه لا يكتب إنسانا كتابا في يومه إلا قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن ، ولو زيد هذا لكان يستحسن ، ولو قدم هذا لكن أفضل ، ولو ترك ذاك لكان أجمل ...
وهذا من أعظم العبر ، وهو دليل على إستيلاء النقص على جملة البشر ..
العماد ألأصبهاني
تعليق