الحجاج بن بدر التميمي :
كان الحجاج بصريا من بني سعد بن تميم ، بصري من (عدنان ، عرب الشمال ) .ذكره إستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد الخوئي (قدس سره) في معجم الرجال بعنوان (الحجاج بن زيد) وقال هكذا ورد في الزيارة ، ومخالف لما في طبعة البحار الجديدة وموافق لنسخة ألإقبال(2).إن الحجاج جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين عليه السلام فبقي معه(3).
البالغون الفتح في كربلاء361
محض ، ولا تساعد عليه سيرة مسعود بن عمرو ألأزدي المعادي لأهل البيت عليهم السلام ولعل مرد هذا ألإشتباه هو ظن الشيخ السماوي رحمه ألله أن الذين كتب إليهم ألإمام عليه السلام هم رؤساء ألأخماس لا سواهم ،
وإنهم الذين ذكرهم الطبري فقط وألأمر ليس كذلك .
أولا :لأن عبارة الطبري صريحة في أن ألإمام الحسين عليه السلام بعث بنسخ من رسالته إلى أشراف في البصرة ليسوا من رؤساء ألأخماس ،
حيث قال : (وكتب بنسخة إلى رؤوس ألأخماس وإلى ألأشراف ..)(تاريخ الطبري 3 : 280)(1).
ثانيا : لأن يزيد بن مسعود النهشلي كان من أشراف البصرة وكبار وجهائها وإن لم يكن من رؤساء ألأخماس فيها ،
وقد ذكر مؤرخون في غاية ألإعتبار كالسيد إبن طاوُس رحمه ألله في كتابه (اللهوف : 110) وإبن نما رضي ألله عنه في كتابه (مثير ألأحزان : 27 ـ 29 )
إن يزيد بن مسعود النهشلي ممن كتب إليهم ألإمام الحسين عليه السلام .
وأما قول الشيخ رحمه ألله في ترجمته للشهيد الحجاج بن بدر التميمي السعدي : (كان الحجاج بصريا من بني سعد بن تميم ،
جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين عليه السلام فبقي معه وقتل بين يديه) (إبصار العين : 212 ) فناشئ من نفس هذا ألإشتباه ، ولا دليل عليه ، بل كان الحجاج هذا رضي ألله عنه رسول يزيد بن مسعود النهشلي على ما ذكر بعض أهل المقاتل ،
ولقد ذكر السماوي نفسه هذا في (إبصار العين 213) .
قال السيد الداودي : إن الحسين عليه السلام كتب إلى المنذر بن الجارود العبدي ، وإلى يزيد بن مسعود النهشلي ، وإلى ألأحنف بن قيس وغيرهم
(1) نجم الدين الطبسي : ج2 هامش ص 362 ـ 363 .
البالغون الفتح في كربلاء363
وإنهم الذين ذكرهم الطبري فقط وألأمر ليس كذلك .
أولا :لأن عبارة الطبري صريحة في أن ألإمام الحسين عليه السلام بعث بنسخ من رسالته إلى أشراف في البصرة ليسوا من رؤساء ألأخماس ،
حيث قال : (وكتب بنسخة إلى رؤوس ألأخماس وإلى ألأشراف ..)(تاريخ الطبري 3 : 280)(1).
ثانيا : لأن يزيد بن مسعود النهشلي كان من أشراف البصرة وكبار وجهائها وإن لم يكن من رؤساء ألأخماس فيها ،
وقد ذكر مؤرخون في غاية ألإعتبار كالسيد إبن طاوُس رحمه ألله في كتابه (اللهوف : 110) وإبن نما رضي ألله عنه في كتابه (مثير ألأحزان : 27 ـ 29 )
إن يزيد بن مسعود النهشلي ممن كتب إليهم ألإمام الحسين عليه السلام .
وأما قول الشيخ رحمه ألله في ترجمته للشهيد الحجاج بن بدر التميمي السعدي : (كان الحجاج بصريا من بني سعد بن تميم ،
جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين عليه السلام فبقي معه وقتل بين يديه) (إبصار العين : 212 ) فناشئ من نفس هذا ألإشتباه ، ولا دليل عليه ، بل كان الحجاج هذا رضي ألله عنه رسول يزيد بن مسعود النهشلي على ما ذكر بعض أهل المقاتل ،
ولقد ذكر السماوي نفسه هذا في (إبصار العين 213) .
قال السيد الداودي : إن الحسين عليه السلام كتب إلى المنذر بن الجارود العبدي ، وإلى يزيد بن مسعود النهشلي ، وإلى ألأحنف بن قيس وغيرهم
(1) نجم الدين الطبسي : ج2 هامش ص 362 ـ 363 .
البالغون الفتح في كربلاء363
من رؤساء ألأخماس وألأشراف ، فأما ألأحنف فكتب إلى الحسين عليه السلام يصبره ويرجيه وأما المنذر فأخذ الرسول إلى إبن زياد فقتله ،
وأما مسعود فجمع قومه بني تميم وبني حنظلة وبني سعد وبني عامر وخطبهم فقال : يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم ؟
فقالوا : بخ بخ ، أنت وألله فقرة الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطا ، وتقدمت فيه فرطا .
قال : فإني جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه ، وأستعين بكم عليه .
فقالوا : إنا وألله نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي ، فقل حتى نسمع .
فقال : إن معاوية قد مات فأهون به وألله هالكا ومفقودا ، إلا وأنه قد إنكسر باب الجور وألإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ،
وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظن أنه قد أحكمه وهيهات الذي أراد ، إجتهد وألله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدعي الخلافة على المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضا منهم ، مع قصر حلم وقلة علم ، لا يعرف من الحق موطئ قدمه ،
فأقسم بألله قسما مبرورا على الدين أفضل من جهاد المشركين ، وهذا الحسين بن علي أمير المؤمنين عليه السلام وإبن رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم ذو الشرف ألأصيل والرأي ألأثيل ، له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف ، هو أولى بهذا ألأمر لسابقته وسنه وقدمه وقرابته ، يعطف على الصغير ، ويحنو على الكبير ،
فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم ، وجبت لله به الحجة ، وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحق ، ولا تسكعوا في وهد الباطل ، فقد كان صخر بن قيس ـ يعني ألأحنف ـ إنخزل بكم يوم الجمل فإغسلوها بخروجكم إلى إبن البالغون الفتح في كربلاء363
وأما مسعود فجمع قومه بني تميم وبني حنظلة وبني سعد وبني عامر وخطبهم فقال : يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم ؟
فقالوا : بخ بخ ، أنت وألله فقرة الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطا ، وتقدمت فيه فرطا .
قال : فإني جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه ، وأستعين بكم عليه .
فقالوا : إنا وألله نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي ، فقل حتى نسمع .
فقال : إن معاوية قد مات فأهون به وألله هالكا ومفقودا ، إلا وأنه قد إنكسر باب الجور وألإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ،
وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظن أنه قد أحكمه وهيهات الذي أراد ، إجتهد وألله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدعي الخلافة على المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضا منهم ، مع قصر حلم وقلة علم ، لا يعرف من الحق موطئ قدمه ،
فأقسم بألله قسما مبرورا على الدين أفضل من جهاد المشركين ، وهذا الحسين بن علي أمير المؤمنين عليه السلام وإبن رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم ذو الشرف ألأصيل والرأي ألأثيل ، له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف ، هو أولى بهذا ألأمر لسابقته وسنه وقدمه وقرابته ، يعطف على الصغير ، ويحنو على الكبير ،
فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم ، وجبت لله به الحجة ، وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحق ، ولا تسكعوا في وهد الباطل ، فقد كان صخر بن قيس ـ يعني ألأحنف ـ إنخزل بكم يوم الجمل فإغسلوها بخروجكم إلى إبن البالغون الفتح في كربلاء363
رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم ونصرته ، وألله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه ألله الذل في ولده والقلة في عشيرته ، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها ،
وأدرعت لها بدرعها ، من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم ألله رد الجواب .
فقالت بنو حنظلة : يا أبا خالد !
نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك ، إن رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض غمرة إلا خضناها ، ولا تلقى وألله شدة إلا لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت .
تعليق
المحقق السماوي رحمه ألله قال في مسعود هذا :
(وهو الذي جمع الناس وخطبهم لنصرة الحسين عليه السلام فلم يتوفق ، ويمضي في كتب المقاتل أنه يزيد بن مسعود النهشلي ، وهذا تميمي يكنى بأبي خالد وليس من رؤساء ألأخماس ، ولعله مكتوب إليه أيضا ، والذي يستظهر من الخطبة والكتاب إلى الحسين عليه السلام أن الذي جمع الناس هذا ، لا مسعود ، ولكن الطبري وغيره من المؤرخين لم يذكروا الثاني ) . (إبصار العين : 41 ) . ولا يخفى إن ما ذهب إليه الشيخ السماوي رحمه الله إشتباه
(1) إبصار العين : ص 142 .
(2) ألأنصار : ص 82 .
(3) السماوي : ألإبصار ص 162 .
وقالت بنو أسد : يا أبا خالد ! إن أبغض ألأشياء إلينا خلافك ، والخروج من رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا ما أمرنا به وبقي عزنا فينا فمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا .
وقالت بنو عامر : نحن بنو أبيك وحلفاؤك ، لا نرض إن غضبت ، ولا نوطن إن ظعنت ، فأدعنا نجبك ، وأمرنا نطعك وألأمر إليك إذا شئت .
فإلتفت إلى بني سعد وقال : وألله يا بني سعد !
لئن فعلتموها لا رفع ألله السيف عنكم أبدا ، ولا زال فيكم سيفكم .
ثم كتب إلى الحسين عليه السلام ـ قال أهل المقاتل : مع الحجاج بن بدر السعدي ـ : أما بعد ، فقد وصل إلي كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من ألأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وإن ألله لم يخل ألأرض من عامل عليها بخير ، ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجة ألله عل خلقه ، ووديعته في أرضه ، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من ألإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذللت لك بني سعد وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين إستهل برقها فلمع . البالغون الفتح في كربلاء364
وأدرعت لها بدرعها ، من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم ألله رد الجواب .
فقالت بنو حنظلة : يا أبا خالد !
نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك ، إن رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض غمرة إلا خضناها ، ولا تلقى وألله شدة إلا لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت .
تعليق
المحقق السماوي رحمه ألله قال في مسعود هذا :
(1) إبصار العين : ص 142 .
(2) ألأنصار : ص 82 .
(3) السماوي : ألإبصار ص 162 .
وقالت بنو أسد : يا أبا خالد ! إن أبغض ألأشياء إلينا خلافك ، والخروج من رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا ما أمرنا به وبقي عزنا فينا فمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا .
وقالت بنو عامر : نحن بنو أبيك وحلفاؤك ، لا نرض إن غضبت ، ولا نوطن إن ظعنت ، فأدعنا نجبك ، وأمرنا نطعك وألأمر إليك إذا شئت .
فإلتفت إلى بني سعد وقال : وألله يا بني سعد !
لئن فعلتموها لا رفع ألله السيف عنكم أبدا ، ولا زال فيكم سيفكم .
ثم كتب إلى الحسين عليه السلام ـ قال أهل المقاتل : مع الحجاج بن بدر السعدي ـ : أما بعد ، فقد وصل إلي كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من ألأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وإن ألله لم يخل ألأرض من عامل عليها بخير ، ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجة ألله عل خلقه ، ووديعته في أرضه ، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من ألإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذللت لك بني سعد وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين إستهل برقها فلمع . البالغون الفتح في كربلاء364
ثم أرسل الكتاب مع الحجاج وكان متهيأ للمسير إلى الحسين عليه السلام بعد ما سار إليه جماعة من العبديين ، فجاؤوا إليه بالطف ، فلما قرأ الكتاب قال : مالك ، آمنك ألله من الخوف وأعزك وأرواك يوم العطش ألأكبر .
دوره في كربلاء
والحجاج إلتقى ألإمام الحسين عليه السلام في مكة فلما وصل إلى ألإمام عليه السلام بقي معه حتى قتل بين يديه في كربلاء .
قال صاحب الحدائق : قتل مبارزة بعد الظهر ، وقال غيره قتل في الحملة ألأولى
والحجاج إلتقى ألإمام الحسين عليه السلام في مكة فلما وصل إلى ألإمام عليه السلام بقي معه حتى قتل بين يديه في كربلاء .
قال صاحب الحدائق : قتل مبارزة بعد الظهر ، وقال غيره قتل في الحملة ألأولى
تعليق