لبُكاء على سيّد الشهداء(ع)
فضل البُكاء على سيّد الشهداء(ع)
روى الشيخ المجلسي؛ في البحار بسنده إلى الإمام الحسين(ع) قال:
ْ(ما من عبدٍ قطرت عيناه فينا قطرةً، أو دمعت عيناه فينا دمعةً إلا بوَّأهُ اللَّهُ بها في الجنّةِ حُقباً) (1).
لقد حثّ أهلُ البيت: شيعتَهم على البكاء وإظهار الحزن لمصيبة أبيالأحرار وسيّد الشُهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب8 بأحاديثهم الكثيرة المُنتشرة، والمبثوثة في كتبنا المُعتبرة التي ألّفها أصحابُنا القُدماء والمتأخّرون (رضوانُ اللَّه عليهم أجمعين).
منها الحديث المروي عن إمامنا أبي جعفر الباقر(ع) وهو قوله: (أيّما مؤمنٍ دمعت عيناه لقتل الحسين(ع) دمعةً حتّى تسيلَ على خدِّه بوّأهُ اللَّهُ في الجنّة غرفاً يَسْكنُها أحقاباً) (2).
(1) بحار الأنوار: ج44 ص269 طبعة طهران.
(2) بحار الأنوار: ج44 ص285 طبعة طهران.
وعن الإمام أبي عبداللَّه الصادق(ع) قال: (لكلِّ شيء ثوابٌ إلاّ الدّمعةَ فينا) (1).
وعن الريّان بن شبيب قال: دخلت على الإمام الرّضا(ع) في أوّل يومٍ من المحرَّم فقال لي: (ياابن شبيب أصائمٌ أنت؟ فقلت: لا فقال: إنَّ هذا اليوم هو اليوم الّذي دعا فيه زكريّا ربَّه عزّوجلّ فقال: (رَبّ هَبْ لِي مِن لَدُنْكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَاءِ) (2). فاستجاب اللَّهُ له وأمرَ الملائكةَ فنادت زكريّا وهو قائمٌ يصلّي في المحراب أنّ اللَّهَ يُبشّرُكَ بيحيى، فمَن صام هذا اليوم ثمّ دعا اللَّهَ عزّوجلّ استجاب اللَّهُ له كما استجاب لزكريّا.
ثمَّ قال: ياابن شبيب إنَّ المحرّم هو الشهر الّذي كان أهلُ الجاهليّة فيما مضى يحرّمون فيه الظّلمَ والقتالَ لحرمته، فما عرفت هذه الاُمّةُ حرمةَ شهرها، ولا حرمةَ نبيِّها، لقد قتلوا في هذا الشّهر ذرّيته، وسبَوا نسائه وانتهبوا ثقلَه فلاغفر اللَّه لهم ذلك أبداً.
يا ابن شبيب إن كنت باكياً لشيءٍ فابكِ للحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع) فإنَّه ذُبحَ كما يُذبح الكبش، وقُتل معه من أهل بيته ثمانيةَ عشرَ رجلاً، ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماواتُ السبعُ والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعةُ آلافٍ لنصره، فوجدوه قد قُتل فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ حتى يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم (يالثارات الحسين).
ــــــــــــــــــــ
(1) كامل الزيارات: ص106 الحديث 6 المطبعة المرتضوية - النجف.
(2) آل عمران: الآية 38.
ياابن شبيب لقد حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه أنّه لمّا قُتل جدّي الحسين(ع) أمطرت السماءُ دماً وتراباً أحمر.
ياابن شبيب إن بكيت على الحسين(ع) حتى تصيرَ دموعُكَ على خدّيك غفر اللَّهُ لك كلَّ ذنبٍ أذنبتَهُ صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.
ياابن شبيب إن سرّكَ أن تلقى اللَّه عزّوجلّ ولا ذنبَ عليك فزُر الحسين(ع) .
ياابن شبيب إن سرَّكَ أن تسكنَ الغرفَ المبنيّة في الجنّة مع النبيّ(ص) فالعن قتلةَ الحسين(ع) .
ياابن شبيب إن سرَّكَ أن يكون لك منالثواب مثلُ ما لِمَن استُشهد مع الحسين(ع) فقل متى ما ذكرته (ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً).
ياابن شبيب إن سرَّكَ أن تكون معنا في الدّرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنَّ رجلاً تولّى حجراً لحشره اللَّه معه يوم القيامة) (1).
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة البالغة حدَّ التواتر، ولكن ما هو الغرض من ذلك؟ وما هو المغزى الّذي توخّاهُ أهل البيت: يا تُرى؟
نقول في الجواب: إنَّ الغرض ليس إلاّ أنَّ الدمعةَ لا تُفاض إلا عند انفعال النّفس وتأثّرها مما يصيبها أو يصيب مَن تمت به بنحو من أسباب الصّلة، ولا شكّ
ــــــــــــــــــــ
فضل البُكاء على سيّد الشهداء(ع)
روى الشيخ المجلسي؛ في البحار بسنده إلى الإمام الحسين(ع) قال:
ْ(ما من عبدٍ قطرت عيناه فينا قطرةً، أو دمعت عيناه فينا دمعةً إلا بوَّأهُ اللَّهُ بها في الجنّةِ حُقباً) (1).
لقد حثّ أهلُ البيت: شيعتَهم على البكاء وإظهار الحزن لمصيبة أبيالأحرار وسيّد الشُهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب8 بأحاديثهم الكثيرة المُنتشرة، والمبثوثة في كتبنا المُعتبرة التي ألّفها أصحابُنا القُدماء والمتأخّرون (رضوانُ اللَّه عليهم أجمعين).
منها الحديث المروي عن إمامنا أبي جعفر الباقر(ع) وهو قوله: (أيّما مؤمنٍ دمعت عيناه لقتل الحسين(ع) دمعةً حتّى تسيلَ على خدِّه بوّأهُ اللَّهُ في الجنّة غرفاً يَسْكنُها أحقاباً) (2).
(1) بحار الأنوار: ج44 ص269 طبعة طهران.
(2) بحار الأنوار: ج44 ص285 طبعة طهران.
وعن الإمام أبي عبداللَّه الصادق(ع) قال: (لكلِّ شيء ثوابٌ إلاّ الدّمعةَ فينا) (1).
وعن الريّان بن شبيب قال: دخلت على الإمام الرّضا(ع) في أوّل يومٍ من المحرَّم فقال لي: (ياابن شبيب أصائمٌ أنت؟ فقلت: لا فقال: إنَّ هذا اليوم هو اليوم الّذي دعا فيه زكريّا ربَّه عزّوجلّ فقال: (رَبّ هَبْ لِي مِن لَدُنْكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَاءِ) (2). فاستجاب اللَّهُ له وأمرَ الملائكةَ فنادت زكريّا وهو قائمٌ يصلّي في المحراب أنّ اللَّهَ يُبشّرُكَ بيحيى، فمَن صام هذا اليوم ثمّ دعا اللَّهَ عزّوجلّ استجاب اللَّهُ له كما استجاب لزكريّا.
ثمَّ قال: ياابن شبيب إنَّ المحرّم هو الشهر الّذي كان أهلُ الجاهليّة فيما مضى يحرّمون فيه الظّلمَ والقتالَ لحرمته، فما عرفت هذه الاُمّةُ حرمةَ شهرها، ولا حرمةَ نبيِّها، لقد قتلوا في هذا الشّهر ذرّيته، وسبَوا نسائه وانتهبوا ثقلَه فلاغفر اللَّه لهم ذلك أبداً.
يا ابن شبيب إن كنت باكياً لشيءٍ فابكِ للحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع) فإنَّه ذُبحَ كما يُذبح الكبش، وقُتل معه من أهل بيته ثمانيةَ عشرَ رجلاً، ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماواتُ السبعُ والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعةُ آلافٍ لنصره، فوجدوه قد قُتل فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ حتى يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم (يالثارات الحسين).
ــــــــــــــــــــ
(1) كامل الزيارات: ص106 الحديث 6 المطبعة المرتضوية - النجف.
(2) آل عمران: الآية 38.
ياابن شبيب لقد حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه أنّه لمّا قُتل جدّي الحسين(ع) أمطرت السماءُ دماً وتراباً أحمر.
ياابن شبيب إن بكيت على الحسين(ع) حتى تصيرَ دموعُكَ على خدّيك غفر اللَّهُ لك كلَّ ذنبٍ أذنبتَهُ صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.
ياابن شبيب إن سرّكَ أن تلقى اللَّه عزّوجلّ ولا ذنبَ عليك فزُر الحسين(ع) .
ياابن شبيب إن سرَّكَ أن تسكنَ الغرفَ المبنيّة في الجنّة مع النبيّ(ص) فالعن قتلةَ الحسين(ع) .
ياابن شبيب إن سرَّكَ أن يكون لك منالثواب مثلُ ما لِمَن استُشهد مع الحسين(ع) فقل متى ما ذكرته (ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً).
ياابن شبيب إن سرَّكَ أن تكون معنا في الدّرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنَّ رجلاً تولّى حجراً لحشره اللَّه معه يوم القيامة) (1).
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة البالغة حدَّ التواتر، ولكن ما هو الغرض من ذلك؟ وما هو المغزى الّذي توخّاهُ أهل البيت: يا تُرى؟
نقول في الجواب: إنَّ الغرض ليس إلاّ أنَّ الدمعةَ لا تُفاض إلا عند انفعال النّفس وتأثّرها مما يصيبها أو يصيب مَن تمت به بنحو من أسباب الصّلة، ولا شكّ
ــــــــــــــــــــ